هل الميت ينتظر زيارة اهله يوم العيد؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين ممن اعتادوا زيارة القبور، ولا يعلمون هل زيارتها مشروعة يوم العيد أم منهي عنها، وفي السطور التالية نوضح الرأي الشرعي.

هل الميت ينتظر زيارة اهله يوم العيد؟

شعور الميت بمن يزوره أمر ثابت إلا أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت ينتظر زيارة أهله، وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن حكم زيارة القبور في العيد، إن زيارة القبور سُنَّةٌ في أصلها، مُستحبةٌ للرجال باتفاق كافَّة العلماء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا.

.. الحديث»؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ».

وأضافت دار الإفتاء، أن زيارة القبور مستحبة لانتفاع الميت بثواب القراءة والدعاء والصدقة، وأُنْسِه بالزائر؛ لأن روح الميت لها ارتباطٌ بقبره لا تفارقه أبدًا؛ ولذلك يعرف من يزوره، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ».

كما رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة القبور بالوعد بالمغفرة والثواب فقال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا».

فيما قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في فتوى سابقة لدار الإفتاء إن زيارة القبور يوم العيد تعود لقصد الإنسان، موضحا أن من ضمن الفرحة، أننى كما أفرح مع الأحياء، أفرّح الأموات بزيارتى، فإذا كانت زيارة القبور بقصد أنه يوم البر والإحسان والصلة يوم تتنزل فيه الرحمات فلا مانع من ذلك.

إنما يمنع من يذهب إلى المقابر كأنه يعترض على قضاء الله، وكأنه يقول لا عيد بعدك يا فلان "أي لا يوجد عيد بعد وفاة هذا الشخص"، فهذا لا يجوز، مضيفًا أنه إذا كان هذا من ضمن برنامج الفرحة والبر والصلة، فهذا أمر مستحب، كما ورد فى بعض الأحاديث عن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه يستحب زيارة القبور يوم الجمعة، وهو يوم عيد، وخصوصًا زيارة الوالدين.

سنن النبي المهجورة في يوم عيد الفطر.. اعرفها قبل الصلاة بث مباشر.. شعائر صلاة عيد الفطر من رحاب الحرمين المكي والنبوي زيارة القبور في العيد

وتعتبر زيارة القبور في أول يوم العيد هو خلاف الأولى، فالأولى أن الناس في هذا اليوم تكون في حالة فرح أما إذا ذهبوا إلى القبور لا يكون “حراما” وولى أن الناس لا تذهب للمقابر في هذا اليوم أنه يوم عيد الفرح والأيام كثيرة من الممكن أن نزور فيها الموتى في أي يوم ولكن إذا ذهبوا جزءا من اليوم بأن يدخلوا السرور على المتوفى فلا بأس، وزيارة المتوفى في أول يوم العيد ليست حرام ولكنها ليست هي الأولى والأفضل تركها لأن هذا يوم عيد.

زيارة القبور للنساء

وذكرت دار الإفتاء، أن زيارةُ القبور مستحبةٌ للنساء عند الأحناف، وجائزةٌ عند الجمهور، ولكن مع الكراهة في زيارة غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لِرِقَّةِ قلوبهنَّ وعدمِ قُدرَتهنَّ على الصبر.

وليس للزيارة وقتٌ مُعَيَّن، والأمر في ذلك واسع، إلا أن الله تعالى جعل الأعياد للمسلمين بهجة وفرحة؛ فلا يُستَحبُّ تجديد الأحزان في مثل هذه الأيام، فإن لم يكن في ذلك تجديدٌ للأحزان فلا بَأْسَ بزيارة الأموات في الأعياد، كما كانوا يُزارُون في حياتهم في الأعياد.

وتكون لأمرين الأول الدعاء للميت والثاني للاتعاظ، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيارَة القُبُورِ فَزُوروها".

كثير من العلماء كرهوا زيارة المرأة للمقابر واستدلوا بحديث النبى "لعن الله زورات القبور"، ولكن هناك من قال إن المرأة ليست ممنوعة من الزيارة فالسيدة عائشة زارت قبر أخيها فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولم يمنعها فقالت السيدة عائشة ماذا أقول يا رسول الله عندما أزور المقابر فعلمها دعاء تقوله، لذلك زيارة النساء للمقابر جائزة.

المقصود من لعن الله لزورات المقابر قالوا أى الذى تكثر من الزيارة، وه إذا كانت المرأة عليها حيض فيجوز لها أن تزور المقابر وهى غير متطهرة فلم يأتي دليل يمنع المرأة من زيارة القبور حال حيضها.

وتابع : "أن الإنسان إذا ما رأى المقابر رق قلبه وزهد فى الدنيا ولم يتقاتل عليها فكانت زيارة المقابر بها شيء من التربية للإنسان من تهذيب النفس القاسية والروح التي بدأت تتمسك بالدنيا وشهواتها".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم العيد حكم زيارة القبور في العيد زيارة القبور في العيد صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم زیارة القبور یوم العید یوم عید

إقرأ أيضاً:

كيف يغسل ويصلي على من مات حريقًا وهل يُعد شهيدًا؟.. الأزهر يجيب

تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالا مضمون: كيف يُغسَّلُ ويُصَلَّى على من مات حريقًا؟ وهل يُعَدُّ شهيدًا؟.


وأجاب الأزهر للفتوى عن السؤال قائلا: الشهيد هو من مات في سبيل الله تعالى. والأصل في الشهيد هو شهيد المعركة. لكنْ هناك أنواعٌ أخرى من الشهداء ذكَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «...مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟» قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ.... فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: المطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالمبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالمرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ» أخرجه أبو داود. 

ما حكم تعلم علم الفلك والفرق بينه وبين التنجيم؟.. الإفتاء تجيبمدى صحة مقولة اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه.. الإفتاء توضحلماذا سُمِّي سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس؟.. الإفتاء توضحكيف تعوض ما فاتك من الحسنات؟.. عالم أزهري يوضح

وبينت أن الحرق: أي الذي مات بحريق النار. والمطعون: المصاب بمرض الطاعون. وصاحب ذات الجنب: مرض يكون في جانب البطن. وصاحب الهدم: الذي انهدم عليه البناء. والمبطون: الذي يموت بداء البطن (الأمراض الباطنية). وذات الجُمع: المرأة التي تموت أثناء الولادة. فهؤلاء يطلق عليهم شهداء، لكنهم يغسلون ويكفنون ويُصلَّى عليهم.

 قال الإمام ابن قدامة في كتاب المُغنِي: (فَأَمَّا الشَّهِيدُ بِغَيْرِ قَتْلٍ، كَالمبْطُونِ، وَالمطْعُونِ، وَالْغَرِقِ، وَصَاحِبِ الهَدْمِ، وَالنُّفَسَاءِ، فَإِنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ) اهــ. 

كيف يغسل من مات بحريق النار

وأوضحت ان الذي مات بحريق النار إذا لم يمكن تغسيله فإنه يُصَبُّ الماءُ عليه، فإذا خيف تمزُّقُ جسدِه فإنه يُيَمَّمُ -إن أمكن-، ويكفَّن ويُصلَّى عليه. قال الإمام ابن قدامة في كتاب المغني : (وَالمجْدُورُ، وَالمحْتَرِقُ، وَالغَرِيقُ، إذَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ غُسِّلَ، وَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالْغُسْلِ صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ صَبًّا، وَلَمْ يُمَسَّ، فَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالماءِ لَمْ يُغَسَّلْ، وَيُيَمَّمُ إنْ أَمْكَنَ، كَالحَيِّ الَّذِي يُؤْذِيه الماءُ.

وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ الميِّتِ لِعَدَمِ الماءِ يُيَمَّمُ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ، غُسِّلَ مَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ، وَيُيَمَّمُ الْبَاقِي، كَالْحَيِّ سَوَاءً) اهـــ.

طباعة شارك الأزهر كيف يغسل من مات حريقا الشهداء أنواع الشهداء الشهادة

مقالات مشابهة

  • وزارة الحج تحث على التقيد بآداب زيارة المسجد النبوي
  • الانتماء الصادق للإسلام لا يتحقق إلا بهذه الأمور.. أزهري يكشف عنها
  • 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
  • هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ ص حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للمرأة الحائض زيارة القبور؟ .. الأزهر يجيب
  • كيف يغسل ويصلي على من مات حريقًا وهل يُعد شهيدًا؟.. الأزهر يجيب
  • الوطن عند نائب من مصر
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وفضلها وكيفية أدائها
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • الشيخ الشبل يوضح: هل النفقة على الأهل تُعد صدقة؟ .. فيديو