خطبة عيد الفطر المبارك.. خطيب المسجد النبوي مهنئا: لا زالت أيامكم أعيادا
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي: هنيئا لكم عيدكم الذي تختالون في حدائقه ورياضه، وتنهلون من عذب معينه وحياضه، وافيتم من إبان الزمان ربيعة وشبابه، وقطفتم من جنا العام ثمرته ولبابه.
لا زالت أيامكم أعياداوأضاف " الحذيفي" خلال خطبة عيد الفطر المبارك اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة : فلا زالت أيامكم أعيادًا ولا أنبت سروركم آمادًا ،عرّفكم الله يمن هذا العيد وبركته وضاعف لكم سروره وسعادته وأحياكم لأمثاله في أسبغ النعم وأكملها وأفسح المدد وأطولها، منوهًا بأن هذه مواكب العيد المجيد تتدفق فيه هذه البقاع الزاهرة والبطاح الطاهرة تدفق الغيث من السماء.
وتابع: يغمر الناس في هذا اليوم الأغر من مشاعر البهجة والأنس والسرور ما يغمر الروض الجديد حين يتندى بماء السماء، وما يغمر المشتاق حين يستقبل الغائب المحبوب، ، إنه يوم ينضح في النفوس رواء السرور، وينفح في القلوب عبق الصفاء والحبور، بعد موسم عظيم من مواسم العبادة تجلت فيه منّه الله وبركاته وانهمرت فيه آلاؤه ورحماته بعد أن روت الأرواح من معين العبادة في شهر الصيام.
وأوضح أن يوم العيد في الإسلام يشبه لحظات السرور في الزمن الممتد، سريعة ساعات انقضاءه، طويلة آثار بقائها، يعلق في القلوب من مشاعر حبورها ومظاهر سرورها علوق الطيب بصاحبه حينًا، حتى يعاودها الشوق للعبد الذي يعقبه حنينًا، فتشوق إليه تشوق الضاحي إلى الظل الفينان وقت الهجير، تحترق إليه تحرق الظامي إلى العذب النمير.
ونبه إلى أن هذا الدين العظيم دين التوحيد والشريعة والعبودية الخالصة لله وحده كما أنه دين الحياة ودين الدنيا ودين العمران والبناء ودين الأخلاق والقيم، دين متوازن متكامل البناء يتجلى ذلك الكمال في معالم الجمال المنطبع في مناحي الحياة جميعها لأن شارعه - تعالى وتقدس - جميل يحب الجمال.
دين الحياة المتدفقةواستطرد: جمال الظاهر وجمال الباطن فهو سبحانه جميل في ذاته وجميل في صفاته وجميل في أفعاله، حتى فاض ذلك الجمال الرباني في كونه وخلقه وتشريعه وأحكامه، مشيرًا إلى أن ديانة الإسلام ليست بالرهبانية الخرساء التي تنطوي خلف ستار الطقوس العبادية وحدها ولا بالمادية الجوفاء التي تهرع خلف سراب المظاهر البائدة فحسب.
وأكد أن الدين الإسلامي هو دين الحياة المتدفقة التي تضج بصمت في عروق الوجود وتهدر هدير السيل في التهائم والنجود، ويتزين به الكون جمالًا وجلالًا، وبناءً وعطاءً وأخلاقًا وقيمًا، إنه دين جامع بين الجمال الظاهر والباطن وبهاء التعامل وصفاء القلوب، مبينًا أنه يشرع العيد في الإسلام بعد أداء عبادتين عظيمتين وانقضاء موسمين جليلين من مواسم العبادات الكبرى.
وبين أن ذلك ليجمع الشارع الحكيم سبحانه بين ثنائية التهذيب الروحي والإرواء الإيماني، وبين الاستمتاع بمباهج الحياة الضاحكة للنفس الإنسانية، في ازدواجية بديعة تجلي كمال ذلك التشريع الرباني الذي يريد منه الشارع السمو بالنفس الإنسانية والارتقاء بها من مجرد المظاهر المادية أو العبادية إلى يفاع من التكامل الإنساني، تساوقًا مع متطلبات هذا المخلوق الإنساني البديع في تكوينه الظاهر والباطن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة عيد الفطر المبارك إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي
إقرأ أيضاً:
27 يومًا وحرب الإبادة الجماعية ما زالت مستمرة شمالي قطاع غزة
غزة - متابعة صفا
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها وحرب الإبادة الجماعية والحصار الخانق، ومنع إدخال الغذاء والدواء لشمالي قطاع غزة، لليوم الـ27 على التوالي.
وما زال القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي مستمرًا على شمالي القطاع، وخاصة مخيم جباليا تحديدًا بلدة بيت لاهيا عبر قصف المنازل والأسواق وتدمير المنظومة الصحية وآبار المياه، ومنع وصول المساعدات لتفاقم معاناة المواطنين.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على مخيّم جباليا وبيت لاهيا والمشروع شمالي قطاع غزة، لافتًا إلى جيش الاحتلال نسف مبانٍ سكنية في المناطق الغربية من مخيّم جباليا.
وأشار مراسلنا، إلى أن مسّيرات إسرائيلية "كواد كوبتر" أطلقت النار في منطقتي الخزندار والسودانية شمال غربي قطاع غزة.
وفي ذات السياق، نوه مراسلنا إلى أن هناك قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا بالتزامن مع إطلاق نار كثيف في محيط مسجد الخالدي ومنطقة المخابرات شمال غربي مدينة غزة.
بدورها، أكدت بلدية غزة، أن استمرار منع دخول غاز الطهي يهدد الحياة والبيئة ويستنزف الغطاء النباتي.
ودعت البلدية، المجتمع الدولي والمنظمات البيئية العالمية والإقليمية إلى التحرك العاجل لوقف العدوان وتوفير غاز الطهي.
من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، غزة، إن الدفاع المدني معطل قسرًا لليوم التاسع على التوالي في جميع مناطق شمالي قطاع غزة؛ بسبب الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، ما ترك آلاف المواطنين بدون رعاية إنسانية وطبية.
وطالب بصل، المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل لتمكين طواقم الدفاع المدني من أداء واجبها الإنساني.
كما طالب أيضًا بالسماح بإعادة تشغيل ما تبقى من مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، التي يحتجزها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مقبرة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، حيث يتم إطلاق النار من الطائرات على كل من يحاول الاقتراب منها.
يشار إلى أن المواطنين ما زالوا يناشدون طواقم الدفاع المدني والإسعافات لاستغاثتهم ونقل الجرحى، لكن للأسف محافظة شمال غزة بلا دفاع مدني ولا خدمات طبية.
وأطلقت بلدية بيت لاهيا نداء استغاثة عاجل في وقت سابق أمس، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان مدينة بيت لاهيا نتيجة حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على شمالي قطاع غزة، حيث أصبحت بيت لاهيا "بلا طعام، ومياه، ومستشفيات، وإسعافات، ودفاع مدني، وأطباء، وخدمات صرف صحي ونفايات، واتصالات".
وناشدت البلدية بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمدينة بيت لاهيا والتي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية، مطالبة المجتمع الدولي وكافة المنظمات العربية والدولية والإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في شمالي قطاع غزة ومدينة بيت لاهيا.
ودعت إلى فتح ممر آمن لإدخال كافة المستلزمات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ المنظومة الصحية والخدماتية، بالإضافة إلى إدخال معدات الدفاع المدني والإسعافات لمدينة بيت لاهيا للعمل على انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض، لا سيما بعد ارتكاب الاحتلال لعدد من المجازر بحق المواطنين في المدينة والتي كان آخرها مجزرة عائلات "أبو شدق والمصري وأبو نصر" في مشروع بيت لاهيا، حيث لا زال عدد كبير من الشهداء تحث الأنقاض.
كما طالبت البلدية بإدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي، وإدخال الآليات الثقيلة لفتح الطرق وإزالة الركام لتسهيل حركة المواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 43,163 مواطنًا، وإصابة 101,510 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وما زال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.