تغيير المناخ.. خطر يعصف بالمرأة الريفية
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
حالات إجهاض فى كفر الشيخ وشكوى من أسر الصيادين بالإسكندرية
حذرت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، من الآثار المترتبة على تغير المناخ وصفتها بأنها إنذار خطر لأجيالنا والأجيال المقبلة.
وقالت مرسى، العام الماضى، إن تهديدات تغير المناخ ليست محايدة بين الجنسين، بل إن تغير المناخ يؤثر على النساء بشكل أكثر سلبية مقارنة بالرجال فى خمسة مجالات، هى الإنتاج الزراعى، والأمن الغذائى والتغذوى، والصحة، والماء والطاقة، والكوارث المرتبطة بالمناخ، والهجرة، والنزاعات.
وأضافت أنه إذا لم تتم معالجة تأثير التغير المناخى على المرأة، فستعود المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة على مستوى العالم فى عام ٢٠٣٠ إلى ما كانت عليه فى ٢٠١٠.. وهو خطر حقيقى.
وللأسف ملامح الخطر والتهديد التى تحدثت عنه مرسى منذ أكثر من عام بدت واضحة خلال الأيام الماضية.. إذ تأثرت أغلب النساء فى بعض محافظات الجمهورية بالتغيرات المناخية التى شكلت أزمة اقتصادية ومعاناة صحية لم تشهدها المرأة الريفية من قبل.
وأكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 80٪ من المشردين بسبب تغير المناخ من النساء.
وعندما تتشرد النساء، يمسين أكثر عرضة للعنف، بما فى ذلك العنف الجنسى، حسب ما أكدته مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت.
وأشار تقرير صادر عن منظمة «نساء من أجل عدالة مناخية دولية» إلى أن نسبة تأثر النساء بالتغيرات المناخية وتداعياتها تزيد بمقدار قد يصل إلى 14 ضعف تأثر الرجال.
كما أشار طرح مصر الدولى بعنوان «المرأة، البيئة، وتغير المناخ»، الذى أعدته مصر فى مارس 2022، خلال الاستعداد لاستضافة قمة المناخ COP 27، إلى أن هناك فئات معينة من النساء أكثر عرضة لآثار تغير المناخ والتدهور البيئى، من بينهن: النساء المسنات والنساء فى سن الإنجاب والشابات، والنساء ذوات الإعاقة، والنساء الفقيرات المعيلات، والريفيات، والمرأة الأمية، والنساء العاملات فى العمالة غير الرسمية والعاملات فى الصناعات الزراعية الصغيرة وصيد الأسماك، والنساء اللائى يعشن فى المناطق المعرضة لتأثير تغير المناخ (مثل المناطق الساحلية.
ولا شك أن تغير المناخ يؤثر بشكل كبير فى كل المجتمعات وعلى كل فئات المجتمع، ولكن النساء يتأثرن بشكل أكبر يفوق تأثر الرجال بمعدلات كبيرة، طبقاً لتأكيدات ندى نشأت، مديرة برنامج المشاركة العامة للنساء بقضايا المرأة.
وأشارت نشأت إلى أن الحرارة وتغير المناخ يسهمان فى زيادة العنف ضد المرأة وزيادة العنف الاقتصادى.. ويحدث ذلك بالأخص مع النساء المزارعات أو ممن يعملن فى مهن مصاحبة للصيد، كذلك النساء اللاتى يعمل أزواجهن فى الصيد..
فمع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها بشكل كبير ومع سقوط أمطار.. لا تستطيع المرأة أن تخرج لبيع منتجاتها.. وتتأثر الأرض الزراعية وتتعرض للبوار.
ومن ثم يتأثر دخل المرأة بشكل خاص والأسرة بوجه عام، ويسهم ذلك فى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وتتعرض المرأة لضغوط ومشاحنات وعنف اقتصادى يتبعه عنف يقع على المرأة نفسها.
وأضافت نشأت: خلال استطلاع رأى أجرته مؤسسة قضايا المرأة حول كيفية تأثير المناخ على المزارعات أكدن جميعهن أنه بسبب درجات الحرارة العام الماضى ٢٠٢٣ حرقت المنتجات وبلغة المزارعين «اتحرقت» تعنى ان النبتة لم تنضج أو أن المحصول بات غير صالح ومع الغلاء الفاحش الخسارة كانت فادحة.
وأشارت مديرة برنامج المشاركة العامة للنساء إلى ان الوحدات الصحية فى القرى كشفت عن إجهاض حوامل القرى بسبب بعض أنواع الأسمدة والكيماويات المستخدمة خلال فترة الزراعة العام الماضى.. ومع ذلك لم يؤخذ فى الاعتبار أن هناك علاقة وطيدة بين تغير المناخ والتلوث البيئى الذى من شأنه أن يؤثر على صحة النساء.
كما ثبت أن نسبة النساء المصابات بفشل كلوى بسبب المياه الملوثة أعلى من الرجال الذين يقضون معظم أوقاتهم فى العمل خارج المنزل ولديهم مساحة أكبر فى الحصول على مياه نظيفة خارج منازل القرى.
وأكدت نشأت أن مواجهة التأثيرات المناخية والحد من إضرارها يحتاج لتضافر جهود الدولة بأن تلتزم توصيات الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٢٥٠ التى من شأنها إيجاد سبل التعايش والتكييف مع التغيرات المناخية، كذلك الخطة الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية الصادرة عام ٢٠١٥..
على الدولة أيضاً أن تستثمر فى توفير مياه نظيفة صالحة للشرب والاستخدام الآدمى، وزراعة مساحات كبيرة من الأشجار، وتوفير بدائل طاقة نظيفة والتركيز على استخدام الطاقة الشمسية.. والحد من الانبعاثات الكربونية التى تنتج من عوادم السيارات وتؤثر على التغير المناخى..
أما على المستوى الفردى فعلينا أن نتبع أبسط الأشياء التى تكمن فى عدم إهدار المياه فى الاستخدام الشخصى وعدم ترك الصنبور مفتوح دون الحاجة إليه، واستخدام المياه بعد غليها إن لم نتأكد من نظافتها.
وفى ذات السياق قامت مؤسسة جرينتش للتنمية والبيئة بإجراء ورقه بحث أوليه واستطلاع رأى حول تأثير التغيرات المناخية على النساء فى ٦ محافظات هى:
دمياط وبورسعيد والقليوبية والإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ.
وجاء اختيار تلك المحافظات تحديداً حسب كلام ريم جبر مديرة المشروعات بمؤسسة جرينتش لأنها من أكثر محافظات الجمهورية عرضة للكوارث التى تسببها التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات وبوران الأراضى الزراعية.
قالت جبر إن الورقة الأولية ونتائج المجموعات البؤرية التى تمت بالمحافظات الستة، أكدت على زيادة الازمات الاقتصادية والصحية على النساء، مع ازدياد التغيرات المناخية فعلى سبيل المثال، أغلب السيدات فى محافظة كفر الشيخ يعملن فى الزراعة ويعانين مشاكل جمة فى فصل الشتاء نتيجة الطرق غير الممهدة التى تؤثر على حركتهن فى البيع والشراء وتسويق منتجاتهن.
كما أثر ارتفاع درجات الحرارة غير المحتمل على الأراضى الزراعية وتعرض؛ معظمها للجفاف وبالتالى أثر على الحالة الاقتصادية والنفسية للمرأة وأسرتها.
وأضافت جبر أن الممرضات داخل الوحدات الصحية أكدن أن ارتفاع درجات الحرارة العام الماضى تسبب فى إجهاض أغلب حوامل المحافظة وعدم قدرتهن على الوضع والرضاعة أو تقديمهن أشكال الرعاية المختلفة داخل الأسرة نتيجة غياب الأب أو سفره بحثاً عن الرزق فنحو ٣٥٪ من أسر المحافظة تعولها امرأة.
وأشارت جبر إلى ان أغلب النساء اللاتى يعملن فى حرفة الصيد وخصوصاً فى محافظة الإسكندرية أكدن أن ارتفاع منسوب سطح المياه نتيجة تغير المناخ نتج عنه هجرة الأسماك وعدم توافرها.. ما تسبب فى أزمة اقتصادية.
وأوضحت أنه لا أحد يمكنه التغلب أو تجنب التغيرات المناخية ولكن هناك مصطلحاً شهيراً فى مجال البيئة والاستدامة وهو كيفية التكييف والتأقلم وهذا ما بدا واضحاً من خطوات اتبعتها المرأة الريفية للتكيف التأقلم مع المناخ من خلال وضع ملابس قطنية مبللة على الرأس خلال فترة الظهيرة، وأخريات يخرجن للأراضى الزراعية أو مراكبهن عند الفجر لتجنب ارتفاع درجات الحرارة.
وأكدت جبر أن جهود مؤسسات المجتمع المدنى المعنية بالمناخ لا تكفى وحدها، مطالبة بضرورة وجود اتصال قوى بين ما تفعله مؤسسات المجتمع المدنى وما تنص عليه جهات الدولة من خطط واستراتيجيات لمواجهة التغيرات المناخية.
واستنكرت جبر أن كل من اجرى عليهن البحث فى المحافظات الست لا يعلمن شيئاً عن الخطط والاستراتيجيات التى أعلنت عنها الدولة لمواجهة التغيرات المناخية، مطالبة بأن يكون هناك تواصل على أرض الواقع بين مؤسسات الدولة ومعاناة النساء فى المناطق الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة تغير المناخ ارتفاع درجات الحرارة التغیرات المناخیة العام الماضى تغیر المناخ النساء فى
إقرأ أيضاً:
حوار قطر الوطني يستكشف الطريق إلى بيئة بحرية مزدهرة
اختتم حوار قطر الوطني حول تغيّر المناخ 2025، بعد يومين من اللقاءات والندوات، التي استقطبت الخبراء من أجل التصدي للتحديات المُناخية، وتجسيد الالتزامات على أرض الواقع من خلال تبادل المعارف وتعزيز التعاون. واشتمل الحوار على محادثات عالجت قضايا متنوعة، من استكشاف أنجع السُبل لبيئة بحرية مزدهرة، والتمويل المستدام، والتأقلم.
وعبّر المستضيفان، مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة و»إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، عضو مؤسسة قطر، عن بالغ تقديرهما لكافة الشركاء لمُساهماتهم البنّاءة في هذا الحوار.
منصة رئيسية
وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، عضو مجلس أمناء مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة السابق في دولة قطر: «كان من دواعي سروري أن أُلقي الكلمة الرئيسية في مؤتمر حوار قطر الوطني حول تغيّر المناخ 2025 نيابةً عن مؤسسة العطية. يُعدّ هذا الحدث المهم منصةً رئيسية لصنّاع السياسات وقادة الصناعة والخبراء، لتبادل الرؤى ودفع العمل بشأن قضايا المناخ والتحوّل في قطاع الطاقة».
وشدّد السيد جاستن موندي، رئيس «إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، على ضرورة التصدي للتغيّر المناخي بصفته تحديًا علميًا وليس سياسيًا، قائلاً: «يُعتبر التغيّر المُناخي غاية في الأهمية. وهو ليس تحديًا سياسيًا بل علميًا، لأن علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء كلها تؤشر بازدياد معدلات الحرارة على كوكبنا. ونحن لا نقوم بذلك من أجل الأجيال القادمة فقط، بل يجب القيام بالمزيد من أجل الجيل الحالي، لأن وقت العمل يبدأ الآن».
وبصفته الشريك الاستراتيجي للمؤتمر، يؤكد QNB التزامه الراسخ بدعم جهود دولة قطر في مواجهة التحديات البيئية، وتعزيز مسيرة التحول نحو مستقبل أكثر استدامة.
التعاون الإقليمي
وشدّد السيد فهد حمد السليطي، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، على الأهمية البالغة للعمل الجماعي في التصدي للتداعيات المتعددة الأبعاد لتغيّر المناخ، قائلاً: «إن شراكتنا مع إرثنا، كالشريك الرسمي للتنمية المستدامة في النسخة الخامسة من الحوار الوطني حول تغيّر المناخ 2025، تجسّد التزام صندوق قطر للتنمية الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي ومتعدد الأطراف، ودعم بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغيّر المناخ، من خلال الحوار الشامل، وتبادل المعارف والخبرات.
كما أكّدت هيئة المناطق الحرة – قطر، شريك الاستثمار المستدام، على التزامها بالاستثمار والابتكار المستدام من خلال البنية التحتية والمبادرات الصديقة للبيئة. وصرّح سعادة الشيخ محمد بن حمد بن فيصل آل ثاني، الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة – قطر، قائلاً: «يُشكّل حوار قطر الوطني حول تغيّر المناخ منصة محورية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات نحو مستقبل أكثر استدامة. وتحرص هيئة المناطق الحرة – قطر على ترسيخ مفهوم الاستدامة كركيزة أساسية في استراتيجيتها التنموية، من خلال تبنّي تقنيات خضراء، وتطوير بنية تحتية موفرة للطاقة، وتطبيق حلول منخفضة الانبعاثات في مناطقها الحرة ومشاريع مستثمريها، بما يرسّخ التكامل بين الاستثمار والابتكار والمسؤولية البيئية».
دور حيوي
أما المدينة الإعلامية قطر، الشريك الإعلامي، فقد شدّدت على الدور الحيوي الذي تؤديه الرواية والتواصل في التوعية وتحفيز العمل الجماعي في مجال المناخ. وصرّح المهندس جاسم محمد الخوري، الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية قطر، قائلاً: «يعكس دعم المدينة الإعلامية قطر لحوار قطر الوطني حول تغير المناخ التزامها بتعزيز محادثات الاستدامة من خلال تأثير الإعلام والابتكار. وتتجلى هذه الرؤية من خلال مقرّنا الرئيسي الجديد في مشيرب قلب الدوحة، الذي يمتد على مساحة 23,000 متر مربع تشمل أربعة مبانٍ حاصلة على شهادة LEED من الفئة الذهبية، مُعززة بمنظومة رقمية متكاملة موفرة للطاقة، ومُصممة خصيصا لتحفيز الإبداع والتواصل. في المدينة الإعلامية قطر، نلتزم بتمكين الجيل القادم من صُنّاع المحتوى والناشرين الرقميين والمبتكرين، القادرين على رفع الوعي، وتعزيز روح العمل الجماعي، من أجل عالم أكثر استدامة».