حبس مذيع مغربي 4 أشهر بسبب اختلاق سرقة وهمية على الهواء
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قضت محكمة مغربية، الثلاثاء، بحبس المذيع الإذاعي، محمد بوصفيحة، الشهير بلقب "مومو" لمدة 4 أشهر نافذة، وذلك على خلفية إدانته في القضية المعروفة بـ "السرقة الوهمية"، وفقا لما نقل موقع "أصوات مغاربية".
كما أدانت المحكمة شابين آخرين كانا متابعين في حالة اعتقال على ذمة القضية ذاتها، بالحبس 5 أشهر نافذة لأحدهما و3 أشهر نافذة للآخر.
وذكر موقع "العمق المغربي" المحلي، أن المتهمين توبعوا من أجل "اختلاق جريمة سرقة وهمية ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين، بواسطة الأنظمة المعلوماتية وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة".
وأشار المصدر ذاته إلى أن المذيع "مومو"، الذي غاب عن النطق بالحكم في جلسة الثلاثاء، سيظل متابعا في حالة سراح، "إلى حين حيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به، أي بعد إتمام مراحل التقاضي المتمثلة في الاستئناف والنقض".
من جانبه، نقل موقع "هسبريس" المحلي أن "مومو نفى أمام المحكمة معرفته المسبقة بالمتابعين في حالة اعتقال"، قائلا إن برامجه "لا تبحث عن المشاهدات، وهدفها هو برامج ترفيهية تقدم مسابقات في مواضيع مختلفة".
وقال المحامي الذي يترافع عن المذيع في تصريح لـموقع "سايت إنفو": "سنستأنف الحكم خلال الأيام المقبلة"، موضحا أنه لم يكن هناك أي تناقض في تصريحات المتهمين.
وكان مصدر قضائي قد كشف لـ"أصوات مغاربية" قبل نحو أسبوعين، أن النيابة العامة المغربية قررت متابعة "مومو" في حالة سراح مع أداء كفالة 100 ألف درهم (حوالي 10 آلاف دولار)، موضحا أن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، أمر بمتابعته بتهمة "المشاركة في الإهانة وبث معطيات يعلم بعدم وجودها".
كما قرر أيضا متابعة شخصين آخرين في القضية ذاتها في حالة اعتقال، بتهمة "اختلاق جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة".
وتعود تفاصيل القضية إلى مارس الماضي، حين تلقى البرنامج الذي يقدمه بوصفيحة اتصالا من أحد المستمعين الذي انقطع فجأة عن الكلام، ليسمع صوته وهو يصرخ "شفار شفار (سارق)"، قبل أن ينقطع الاتصال، وهو ما فُهم منه أن المتصل تعرض للسرقة بينما كان يتحدث على الهواء مباشرة.
وبعد ذلك، نشر بوصفيحة على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما جرى في تلك المكالمة، وما تلا ذلك.
وحسب ما يظهر في الفيديو، طلب المذيع من المعدين إعادة الاتصال بالرقم، غير أنهم أخبروه أن الهاتف مغلق، قبل أن يعيد الضحية المفترضة الاتصال بعد 40 دقيقة من هاتف قال إنه لصديقه، ليؤكد تعرضه للسرقة من داخل سيارته وسط مدينة الدار البيضاء، مشيرا إلى أنه لجأ إلى السلطات الأمنية لتسجيل شكوى، لكن طُلب منه الانتظار إلى حين الاطلاع على كاميرات المراقبة.
ويظهر الفيديو أيضا استضافة بوصفيحة للمتصل في اليوم التالي، وإعلان إهدائه هاتفا جديدا بدلا من ذلك الذي ادعى سرقته في الواقعة التي أثارت جدلا واسعا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، خاصة بعدما أعلنت السلطات الأمنية أنه تم فتح بحث قضائي "لتحديد جميع المتورطين في اختلاق جريمة وهمية، ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة".
وذكر بيان الأمن المغربي، أن "الأبحاث المنجزة بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوضحت أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثان، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه تحصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة".
وأضاف البيان، أنه تم "توقيف المشارك الثاني في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية التي تمس بالشعور بالأمن والسكينة العامة والذي تبين أنه سبق أن قام بعدة عمليات تدليسية مماثلة وفق نفس الأسلوب الإجرامي".
وتابع المصدر ذاته أن المصالح الأمنية "تجري خبرات رقمية دقيقة بغرض التحقق من إمكانية وجود تحريض أو تنسيق مسبق بين المشتبه فيهما وطاقم البرنامج الذي تلقى هذا الاتصال والذي تضمن عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لعدد من الجرائم المعاقب عليها قانونا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی حالة
إقرأ أيضاً:
قوة خفية وراء الجفاف.. كيف يمتص الغلاف الجوي الرطوبة؟
أظهرت دراسة جديدة أن حاجة الغلاف الجوي وتعطشه المتزايد للماء يُفاقم الجفاف عالميا، حتى في المناطق التي لم يتغير فيها معدل هطول الأمطار، إذ يسحب الهواء الحار الرطوبة من التربة والنباتات، ما يفاقم الحرائق وانهيار المناطق الزراعية.
وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق من العلماء في جامعة أكسفورد وجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، أنه على مدار الأربعين عاما الماضية، ازدادت حدة الجفاف بنسبة 40% حول العالم، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أن الهواء أصبح يتطلب كميات أكبر من المياه مقارنة بالسابق.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تقرير يظهر فجوة خطرة في مراقبة الجفاف عالمياlist 2 of 4أوروبا تواجه خطر الجفاف بعد موجات حرارة قياسيةlist 3 of 4الجفاف يضرب صناعة الكاكاو في كوت ديفوارlist 4 of 4الجفاف المتزايد يؤجج حرائق كاليفورنياend of listوحسب الدراسة التي نُشِرت في مجلة "نايتشر" يرتبط الجفاف ارتباطا وثيقا بكيفية تفاعل الهواء الحار مع الرطوبة، فهو يسحب كمية أكبر من الماء من الأسطح، ولذلك تهطل أمطار غزيرة في المناطق الاستوائية، بينما تفقد الصحاري الماء بسرعة من تربتها.
يعزى الجفاف تقليديا إلى قلة هطول الأمطار. لكن هناك عاملا آخر مؤثرا، وهو الطلب التبخيري للغلاف الجوي، والذي يُسمى "إيه إي دي"(AED)، إذ يعمل كإسفنجة عملاقة، تسحب الرطوبة من التربة والأنهار والنباتات بسرعة أكبر من قدرتها على تعويضها.
ويقول كريس فانك، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير مركز مخاطر المناخ بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا "يعتمد الجفاف على الفرق بين إمدادات المياه (من الأمطار) والطلب الجوي على المياه، ويكشف هذا الأخير عن زيادات كبيرة في الجفاف مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.
إعلانفمع ارتفاع درجة حرارة الهواء، يمكنه الاحتفاظ بمزيد من الرطوبة، وحتى مع ثبات الرطوبة النسبية، يمكن للهواء الساخن سحب المزيد من المياه، وقد أثار هذا التنافس بين هطول الأمطار والطلب التبخيري للغلاف الجوي سؤالا مهما: أيهما يتزايد أسرع؟
قياس عطش الغلاف الجوي
على الرغم من أن الخبراء يعرفون ظاهرة الجفاف الشديد منذ سنوات، فإنه لم يُجرَ قياس دقيق وعالمي لتأثيرها باستخدام بيانات واقعية، وبدون ذلك، ظل التنبؤ بالجفاف والاستعداد له أمرا صعبا.
واستخدم الفريق بيانات مناخية عالية الدقة، جُمعت على مدى أكثر من قرن، وطبّقوا نماذج متطورة تأخذ في الاعتبار عوامل مناخية متعددة، وليس فقط درجة الحرارة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة سولومون جيبريتشوركوس، وهو خبير في المناخ المائي بجامعة أكسفورد "لا توجد طريقة مباشرة لقياس مدى عطش الغلاف الجوي بمرور الوقت، لذلك، استخدمنا بيانات مناخية عالية الدقة، وطبقنا أحدث النماذج لقياس الطلب التبخيري الجوي، نماذج تأخذ في الاعتبار متغيرات مناخية متعددة، وليس فقط درجة الحرارة".
قارن الباحثون إمدادات المياه، بناء على هطول الأمطار، مع مؤشر "إيه إي دي" باستخدام عدة مجموعات بيانات عالمية، وأظهر التحليل أن الطلب التبخيري للغلاف الجوي قد ازداد بوتيرة أسرع من هطول الأمطار، وهذا يُشير إلى اتجاه مُقلق نحو ظروف أكثر جفافا".
وقال فانك "أجد هذه النتائج مثيرة للقلق، لكنها ربما لا تكون مفاجئة إلى حد كبير. معظمنا على دراية بالارتفاع السريع في درجات حرارة الهواء، لكن معظم الناس قد لا يدركون العلاقة بين هذا الاحترار وتأثير الغلاف الجوي المجفف".
وأضاف أن ارتفاعا صغيرا في درجات الحرارة يمكن أن يعزز بشكل كبير قدرة الهواء على سحب الرطوبة من المحاصيل والمراعي والغابات.
إعلانوتدعم هذه الدراسة نتائج سابقة تُشير إلى أن موجات الجفاف ستزداد شدة مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا تقتصر هذه المشكلة على المزارعين فحسب، بل تُهدد إمدادات الغذاء والمياه، وقد تُفاقم عدم الاستقرار السياسي والصراعات.
وقال فانك "لمواجهة اتجاهات الجفاف المتزايدة، نحتاج إلى توقع وإدارة الأحداث المتطرفة التي تؤدي إلى زيادات مثيرة للقلق في مخاطر الجفاف".