تكثيف الحملات الرقابية المفاجئة على المطاعم والمحال التجارية بالشرقية
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
شنت إدارة تموين الزقازيق برئاسة عبد الله اسماعيل مدير الإدارة، وسعيد عيد رئيس الرقابة التجارية، وعبير السمرا رئيس مكتب تموين أول، بالاشتراك مع حملة من مديريتي الطب البيطري والصحة ورئاسة حي أول الزقازيق، حملة تموينية مفاجئة استهدفت المرور على أحد المطاعم الكائنة بمدينة الزقازيق.
وأسفرت الحملة عن عن تحرير محضر رقم ٣٠١٥ لسنة ٢٠٢٤ جنح أول الزقازيق ضد المدير المسؤول للمطعم، لحيازته واستخدامه أجزاء دواجن مجمدة مجهولة المصدر، وغير مصحوبة بمستندات تدل على مصدرها، وتم التحفظ على كمية قدرها 42 كيلو جرام، كما تم ضبط 10 كيلو جرام دجاج مجمد و2 كيلو جرام جمبري مجمد و2 كيلو جرام توابل داخل أحد المطاعم المخالفة وتم إعدامها.
وفي سياق متصل، قامت حملة من الرقابة التموينية بالإدارة بتحرير تقارير مخالفة ضد أحد المخابز لإنتاج خبز غير مطابق للمواصفات وإنتاج خبز نقص وزن.
كما قامت الحملة بتحرير محضر رقم ٥١٤٥ لسنة٢٠٢٤جنح ثان الزقازيق ضد أحد أصحاب المحال التجارية لعدم الاعلان عن الاسعار، وتحرير محضر رقم ٥١٤٦ لسنة ٢٠٢٤جنح ثان الزقازيق ضد احد أصحاب محال العطارة لعدم وجود شهادة صحية.
وكان الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، قد وجه فايزة عبد الرحمن وكيلة وزارة تموين الشرقية، بتكثيف الحملات التفتيشية والرقابية المفاجئة على الأنشطة التجارية المختلفة، وذلك بالتنسيق مع مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك ومديرية الصحة والطب البيطري والجهات الرقابية، خلال فترة اجازة عيد الفطر المبارك، للتأكد من التزام أصحابها بالاشتراطات التموينية والصحية، والتأكد من صلاحية المنتجات المعروضة للبيع أمام المواطنين، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال غير الملتزمين.
وفي سياق متصل، أوضح محافظ الشرقية، أنه تم تشكيل غرفة عمليات رئيسية بالديوان العام لمتابعة توريد الأقماح للصوامع والشون والوقوف على أي عقبات امام توريد القمح، وازالتها فوراً مع التأكيد على وكيلة وزارة التموين بالمتابعة والمراقبة اليومية لعمليات استلام محصول القمح وفحصه من قبل اللجان المختصة بذلك، وتقديم كافة التسهيلات والتيسيرات اللازمة للمزارعين مع المتابعة المستمرة لصرف مستحقات الموردين، مؤكداً أن موسم حصاد وتوريد القمح هذا العام يعد موسماً استثنائيا يحتاج الى تضافر جميع الجهود لإحكام السيطرة والرقابة على أعمال التوريد للصوامع والشون المخصصة لهذا الغرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تموين الزقازيق محافظ الشرقية الطب البيطري حماية المستهلك الرقابة التموينية مجهولة المصدر حملة تموينية الحملات التفتيشية المنتجات المعروضة شهادة صحية اجازة عيد الفطر المبارك أيام عيد الفطر المبارك کیلو جرام
إقرأ أيضاً:
الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
محمد البادي
ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.
فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.
قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.
وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.
لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.
لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟
الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.
ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.
لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.
فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.
والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.
رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.
فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!
الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.
ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.
وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.
فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.
لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.
فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.
من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.
أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.
لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.
هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.
إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.
فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.
ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.
فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.
وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.