فزغلياد: روسيا والصين انتقلتا إلى الخطة البديلة ضد أميركا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
على خلفية مناقشة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في بكين قضايا مكافحة العقوبات الغربية المشتركة، وإنشاء مؤسسات دولية بديلة في مجالات الاقتصاد والأمن، بات جليا للعيان عمل الجانب الروسي والصيني على تعميق شراكتهما، بحسب ما نشرته صحيفة فزغلياد الروسية.
وأضافت الصحيفة بأن لافروف ناقش مع نظيره الصيني وانغ يي خلال اللقاء مجموعة واسعة من المسائل المتعلقة بمستقبل شراكة روسيا والصين.
واتفق الجانبان على الاستعانة بآليات منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة البريكس لمكافحة العقوبات، كما قررا بدء حوار حول الأمن الأوراسي مع مشاركة دول أخرى لها نفس التوجه. وتأتي هذه المبادرة نتيجة لرغبة روسيا والصين في تعزيز الأمن في المنطقة، خاصة في ظل عدم قدرة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على لعب هذا الدور.
المقاومة المزدوجة
وتابعت فزغلياد بأن وان يي طرح فكرة "المقاومة المزدوجة" للاستجابة لدول الغرب، وهي تعتبر إجراء ردعيا ضد مفهوم "المواجهة المزدوجة" الذي تعمل عليه واشنطن لإبطاء تشكيل عالم متعدد الأقطاب.
ونقلت عن الأستاذ في قسم الدراسات الأوروبية بكلية العلاقات الدولية في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، ستانيسلاف تكاتشينكو، قوله إن الصين وروسيا بحديثهما عن "المقاومة المزدوجة"، يبعثان بإشارة هامة إلى الولايات المتحدة وأوروبا مضمونها أن الوقت قد حان لتغيير أسلوب تعاملهم مع القوتين النوويتين في آسيا.
وأضاف تكاتشينكو بأن كلا الدولتين غير راضٍ بشكل قاطع عن سياسة العقوبات الغربية، فالولايات المتحدة لا تفرض قيودا على روسيا فحسب، بل تحاول أيضا إجبار الصين على الامتثال لرغباتها تحت تهديد إقرار عقوبات.
علما أن كلا من موسكو وبكين يسعيان لبناء عالم متعدد الأقطاب وهو ما يزعج الولايات المتحدة.
الخطة البديلة
وبحسب تكاتشينكو "لهذا السبب قررت روسيا والصين الانتقال إلى "الخطة البديلة" لبناء عالم متعدد الأقطاب ومواجهة الغرب. ويمكن أن يتم ذلك من خلال التعاون في إطار منظمة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث يمكن للدول حل القضايا المتعلقة بالاقتصاد والعقوبات والأمن الأوراسي دون النظر إلى آراء الدول الغربية.
وبالنسبة لكبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد فاسيلي كاشين فقد أوضح لفزغلياد أن بإمكان موسكو وبكين مواجهة الغرب عبر إنشاء هياكل مالية موازية تعزز التجارة بالعملات الوطنية، وبالتالي تساعد في تفادي العقوبات بشكل أكثر فعالية.
من جانبه، يرى الخبير السياسي ألكسندر أسافوف أن مواجهة العقوبات في الظروف الحالية وبناء عالم متعدد الأقطاب يتطلّب استخدام آليات اقتصادية وسياسية خاصة ينبغي أن تظل في كنف السرية في الوقت الحالي بالنظر لإمكانية استخدام الولايات المتحدة هذه المعلومات وتطوير التدابير المضادة.
وتحدث أسافوف لفزغلياد عن احتمال إنشاء دوائر مالية جديدة خارجة عن سيطرة الولايات المتحدة، فضلا عن مساحة لوجستية وأدوات دفع جديدة على أساس منظمة شنغهاي للتعاون والبريكس، ونمو حجم التجارة الثنائية.
وقال أسافوف إن روسيا شريك إستراتيجي ليس فقط للصين، وإنما أيضا لمعظم آسيا، بما في ذلك الهند وباكستان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات عالم متعدد الأقطاب الولایات المتحدة روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
النفط يرتفع بعد تجميد رسوم ترامب الجمركية وتزايد المخاوف من العقوبات على روسيا
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات الخميس المبكرة، مدعومة بقرار محكمة أمريكية وقف تنفيذ الرسوم الجمركية التي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرضها على واردات الدول التي تسجل فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة، وهو ما أعاد بعض الهدوء إلى الأسواق المتوترة.
ووفقًا لبيانات وكالة "رويترز"، صعد خام برنت القياسي بمقدار 81 سنتًا، بما يعادل 1.25% ليصل إلى 65.71 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 83 سنتًا أو 1.34%، مسجلًا 62.62 دولارًا للبرميل.
وجاء الارتفاع بعد أن قضت محكمة تجارية أميركية مساء الأربعاء بأن الرئيس ترامب تجاوز سلطاته عندما فرض رسومًا جمركية شاملة على واردات بعض الدول، متذرعًا بعجز الميزان التجاري لصالحها. وقد اعتبر هذا الحكم بمثابة انفراجة مؤقتة للأسواق المالية العالمية، التي كانت تعاني من ضغوط شديدة بسبب المخاوف من تأثير تلك الرسوم على حركة التجارة والنمو العالمي.
لكن محللين حذروا من أن هذا التفاؤل قد لا يدوم طويلًا، حيث أعلنت الإدارة الأميركية نيتها الطعن على الحكم، ما يعيد القلق بشأن احتمال عودة الإجراءات الجمركية وتبعاتها الاقتصادية.
وقال مات سيمبسون، المحلل في سيتي إندكس بمدينة بريزبين: "في الوقت الحالي، يجد المستثمرون متنفسًا من حالة الضبابية الاقتصادية التي تعكر صفوهم، لكن هذا الارتياح لا يبدو مستدامًا".
إلى جانب العامل القضائي، تتجه الأنظار نحو إمكانية فرض عقوبات أميركية جديدة على صادرات النفط الروسية، في ظل تصعيد التوترات الجيوسياسية، ما قد ينعكس سلبًا على حجم المعروض العالمي ويؤدي إلى ارتفاع إضافي في الأسعار.
وتزامنت هذه التطورات مع ترقب الأسواق لاجتماع مرتقب لمنظمة أوبك وحلفائها ضمن تحالف "أوبك+" يوم السبت المقبل، والذي قد يسفر عن تسريع وتيرة زيادة الإنتاج اعتبارًا من يوليو، بهدف موازنة الأسواق ومواجهة الطلب المتصاعد مع اقتراب موسم الصيف.
ويرى مراقبون أن أي تغير في سياسة الإنتاج من "أوبك+" سيكون له تأثير مباشر على الأسعار، خاصة في ظل استمرار تقلبات الأسواق وتأرجح مستويات الطلب العالمي بين التعافي والركود.
ويُنتظر أن يكون اجتماع السبت محوريًا في رسم ملامح سوق النفط للربع الثالث من العام الجاري، وسط تداخل معقد بين العوامل السياسية والاقتصادية والتجارية.