مآلات الحرب في السودان في عامها الأول توقعات وواقع مخيف
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
زهير عثمان حمد
• مضى عام على النزاع المسلح في السودان، والذي بدأ كصراع بين القوى العسكرية الرئيسية، البرهان وحميدتي، وتوسع ليشمل مناطق متعددة من البلاد، متجاوزًا حدود العاصمة الخرطوم. رغم المساعي المستمرة لوقف القتال، لم تظهر أي بادرة للتهدئة، واستمرت الأطراف في استغلال فترات الهدوء لإعادة تنظيم صفوفها والتسلح استعدادًا للمعارك القادمة.
الخرطوم، كمركز للصراع، شهدت سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع استراتيجية في بدايات الحرب على الرغم من انسحابها من بعض المناطق. وقد امتد العنف ليطال مناطق دارفور وجنوب كردفان وعطبرة وسنار والقضارف، مخلفًا دمارًا في البنية التحتية وزيادة في الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية.
التدخلات الخارجية تُعقد المشهد أكثر، حيث تسعى جهات متعددة لدعم الفصائل المتنازعة، مما يزيد من حدة العنف ويطيل أمد الصراع. الخلافات الإقليمية والتنافس على الموارد والجغرافيا السياسية تلعب دورًا في تشكيل الصراع والتدخلات الخارجية، مما يعيق الوصول إلى حل تفاوضي.
الصراع يتجه نحو حرب استنزاف طويلة، حيث تعتمد القوات المسلحة على قوتها الجوية، بينما تبرع قوات الدعم السريع في حرب العصابات ومكافحة التمرد وهذا ما تم أعدادها له ومع تعقد الوضع، تبرز الحاجة لتحليل شامل للتوقعات والتداعيات المحتملة للصراع.
يُعتقد أن الصراع قد يتحول إلى حرب أهلية مطولة، مدعومة إقليميًا، وتتسم بمعارك مكثفة وطويلة، مما يجعل الوصول إلى حل سلمي أمرًا بعيد المنال. ومع توسع الصراع خارج الخرطوم، تزداد الأزمة الإنسانية سوءًا، مع ارتفاع في عمليات النزوح وانعدام الأمن الغذائي وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
تتواصل الحرب في السودان، وتتشابك خيوطها مع تعقيدات السياسة الداخلية والتأثيرات الخارجية. البرهان وحميدتي، الشخصيتان العسكريتان البارزتان، يقودان الصراع الذي لم يعد محصورًا داخل الخرطوم، بل امتد إلى مناطق دارفور وجنوب كردفان وعطبرة وسنار والقضارف، مخلفًا آثارًا مدمرة على البنية التحتية والسكان المدنيين.
التدخلات الخارجية تزيد من تعقيد الوضع، حيث تسعى جهات متعددة لدعم الفصائل المتنازعة لتحقيق مصالحها، مما يؤدي إلى تفاقم العنف وإطالة أمد الصراع. الخلافات الإقليمية والتنافس على الموارد والجغرافيا السياسية تلعب دورًا في تشكيل الصراع والتدخلات الخارجية، مما يعيق الوصول إلى حل تفاوضي.
الصراع يتجه نحو حرب استنزاف طويلة، حيث تعتمد القوات المسلحة على قوتها الجوية، بينما تبرع قوات الدعم السريع في حرب العصابات ومكافحة التمرد. ومع تعقد الوضع، تبرز الحاجة لتحليل شامل للتوقعات والتداعيات المحتملة للصراع.
يُعتقد أن الصراع قد يتحول إلى حرب أهلية مطولة، مدعومة إقليميًا، وتتسم بمعارك مكثفة وطويلة، مما يجعل الوصول إلى حل سلمي أمرًا بعيد المنال. ومع توسع الصراع خارج الخرطوم، تزداد الأزمة الإنسانية سوءًا، مع ارتفاع في عمليات النزوح وانعدام الأمن الغذائي وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
في ظل التوقع الرابع، يتخذ الصراع في السودان منحىً قاتمًا ينذر بتقسيم البلاد. الانقسامات العرقية والإقليمية تتفاقم، وتصبح محركًا للتفكك الوطني. الصراع على السلطة بين البرهان وحميدتي يتحول إلى نقطة انطلاق لتصعيد أكبر يشمل البلاد بأسرها، مما يؤدي إلى تفتت الحكومة المركزية وظهور مناطق حكم ذاتي. ,مع تقسيم السودان، تتفجر الصراعات المسلحة وتتنافس الجماعات العرقية للسيطرة على الأراضي والموارد. المظالم التاريخية تستمر في تغذية النزاعات، وتدفع بمطالبات حق تقرير المصير إلى الواجهة. تفكك الحكومة المركزية يفاقم الأزمات الإنسانية، مما يؤدي إلى زيادة النزوح وتدفق اللاجئين، ويعقد الاستجابة الإنسانية.
الجهات الخارجية تواجه تحديات في التعامل مع الواقع الجديد، محاولةً إيجاد التوازن بين دعم الحكم الذاتي والحفاظ على وحدة السودان. الخلافات حول توزيع الموارد والسيطرة على القطاعات الاقتصادية تظهر كتحديات اقتصادية جديدة.
في خضم هذه التحولات، يبرز السؤال الأكبر: هل يمكن للسودان أن يجد طريقًا نحو السلام والاستقرار في ظل هذه الظروف المعقدة؟ الإجابة تكمن في قدرة الأطراف المحلية والدولية على التعاون لإيجاد حلول تحقق التوازن بين الحقوق والمصالح المتنوعة، وتضمن مستقبلًا أكثر إشراقًا لجميع السودانيين.
وهل يعي قادة الحرب ما وصل اليه الامر في البلد وهذه الارقام المخيفة لقد بلغ عدد النازحين: منذ 15 أبريل، بلغ عدد النازحين داخل السودان وخارجه 8.2 مليون شخص., النزوح الجديد: في الأسبوعين الماضيين، ارتفع عدد النازحين الجدد بنحو 107,800 شخص., المجاعة: تحذر شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة من مستويات كارثية بين الأسر في أجزاء من ولايات غرب دارفور والخرطوم., والوفيات: منذ 15 أبريل، سجل مشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات المسلحة 14,790 حالة وفاة.,الأمراض: انتشرت الكوليرا من 3 إلى 9 ولايات، مع وجود أكثر من 5,400 حالة اشتباه بالإصابة و170 حالة وفاة بالرغم من هذا الوضع يخرج البرهان في خطاب العيد ويعلن عن “لاءات” ثلاث، كل منها تحمل دلالة معينة:لا رجوع إلى ما قبل 15 إبريل 2023، مما يشير إلى عدم قبول الميليشيات في الأجندة العسكرية بعد الحرب أو في المسرح السياسي.لا عودة إلى ما قبل 25 أكتوبر 2021، وهي فترة حكومة حمدوك وحاضنتها السياسية “قوى الحرية والتغيير”، مما يؤكد على تمزيق الوثيقة الدستورية., لا عودة إلى ما قبل 11 إبريل 2019، وهي عدم العودة لفترة الإنقاذ مرة أخرىوهذا الامر تحوم حوله شكوك كثيرة لأن الاسلاميين هم الحليف القوي له, وبهذه اللاءات التي تعكس رفض البرهان للتفاوض والمساومة السياسية، وتؤكد على أن الفترة الانتقالية القادمة ستكون تحت إشراف الجيش.و الخطاب لم يحدد الفترة الزمنية للفترة الانتقالية، ولكنه أشار إلى أن إعادة الاستقرار الأمني في البلاد تحتاج إلى فترة زمنية.
التأثيرات السياسية لخطاب البرهان تتضمن تساؤلات حول ما إذا كانت القوى السياسية المعارضة للخطاب لديها رؤية أخرى للوصول إلى السلطة دون انتخابات، وما إذا كانت تستطيع أن تكون واضحة ومباشرة في رؤيتها.
الأثر المحتمل للتطورات الأخيرة في السودان، بما في ذلك خطاب البرهان، قد يؤدي إلى تفاقم الصراع القائم وربما اندلاع صراع جديد. وفقًا للتحليلات، هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في هذا الاتجاه:, التوترات الداخلية: الخلافات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تعكس الأزمة السياسية المركبة في السودان.ويعطي فرصة للتدخلات الخارجية: الدعم الإقليمي والدولي للفصائل المختلفة ويمكن أن يزيد من حدة الصراع ويطيل أمده.الأزمة الإنسانية: تفاقم الأزمة الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى زيادة النزوح وتدفق اللاجئين، مما يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
التأثير الإقليمي: الصراع في السودان يمكن أن يؤثر على دول الجوار ويخلق ضغوطًا أمنية واقتصادية، مما يغذي مقومات الصراع الإقليمي.
ليس المهم أن نحلل الوضع بقدر ما علينا أن نعمل كقوي مدنية لوقف الحرب والدمار ومراقبة هذه العوامل لفهم كيف يمكن أن تتطور الأوضاع وتؤثر على السلام والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأزمة الإنسانیة الوصول إلى حل فی السودان یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.
واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of listوأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.
لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.
انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية
ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.
وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.
لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.
إعلانوأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.
ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.
يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.
ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.
بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة
ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.
لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهزويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.
ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.
دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين
ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.
إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمةوفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.
ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.
إعلانواتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.
ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".