عربي21:
2025-06-26@07:15:37 GMT

هكذا ردت إيران.. فأين ردكم؟ّ

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

أخيرا وبعد تردد أو انتظار لعدة أيام بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من الموظفين الإيرانيين ردت طهران بتوجيه مئات المسيرات والصواريخ صوب أهداف عسكرية في العمق الإسرائيلي، أصاب بعضها أهدافها (وخاصة القاعدة العسكرية التي انطلقت منها هجمة قصف القنصلية) باعتراف المتحدث باسم جيش الاحتلال، وإن كان المتحدث نفسه زعم اعتراض 99% من تلك الصواريخ والمسيرات، وهو ادعاء لا يمكن تصديقه بإطلاق، ولكن لو افترضنا أنه تم اعتراض 90% فإن هناك 10% من تلك الصواريخ والمسيرات سقطت داخل الكيان، وفي ظل سياسة التعتيم الإعلامي لن يمكن معرفة حجم الإصابات التي أحدثتها.



كان إعلان إيران مسبقا عن بدء إطلاق طائراتها ومسيراتها، وتقدير وصولها بعد 9 ساعات إلى أهدافها داخل الكيان أمرا مثيرا للسخرية لدى الكثيرين، فمثل هذه العمليات لا يعلن عنها إلا بعد وصولها حسب الخبراء العسكريين، لكن يبدو أن إيران قدمت معلومات مضللة عن مدة وصول قذائفها إلى أهدافها حيث وصلت بالفعل بعد وقت قليل من إطلاقها وليس بعد 9 ساعات.. ونشير هنا أن عنصر المفاجأة كان السبب الأكبر لانتصار القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973، كما كان سبب انتصار عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023.

بدا من الإعلان الإيراني المسبق أن تلك الضربات جرت في إطار اتفاق وتنسيق مع الإدارة الأمريكية، وهو ما ذكرته بعض الأخبار الصحفية، بهدف منح إيران فرصة للثأر المنضبط لقصف قنصليتها وقتل رجالها، وبحيث لا يتسع الرد إلى حرب إقليمية أو عالمية، وهذا زعم ليس لمثلي تصديقه أو تكذيبه فقد سبق أن كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن إيران استأذنت واشنطن مسبقا قبل توجيه 18 صاروخا ضد قاعدة أمريكية شبه فارغة في إربيل مطلع العام 2020 ردا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهو الرد الذي لم يقتل أي جندي أمريكي في حينه.

وعلى فرض صحة هذا الفرضية (التنسيق المسبق بشأن الضربات وحدودها وتوقيتها) فإنها أثبتت أن إيران نفذت في النهاية تهديها بالثأر، كما يثبت أن الطرف الآخر في التنسيق وهو الطرف الأمريكي يقدر حجم الغضب الإيراني، وأحقيتها في حفظ ماء وجهها وهو مالا يفعله مع أي دولة عربية.

إن إيران ردت بطريقتها على قصف قنصليتها، وقدمت دعما كبيرا للمقاومة الفلسطينية سواء كان ذلك لوجه الله أو تحقيقا لمصالحها، وفي المقابل فإن الموقف العربي بدا أكثر ضعفا وانكشافا أمام العدو الصهيوني، فلم تستطع الدول العربية مجتمعة تنفيذ قرار قمتها في جدة بكسر الحصار عن غزة، بل شاركت عدة حكومات عربية في هذا الحصارهذه الضربات بغض النظر عن نتائجها على الأرض هي الأولى من نوعها ضد إسرائيل منذ عقود، وهي أول اشتباك  إيراني مباشر مع الكيان انطلاقا من الأراضي الإيرانية، وليس عبر الأذرع الإيرانية في لبنان والعراق واليمن كما فعلت من قبل، ( لا ننسى هنا أيضا الرشقات الصاروخية العراقية للكيان إبان حرب الخليج مطلع العام 1991 والتي أوقعت خسائر مادية وبشرية)، كما أن هذه العملية كسرت خطوطا حمراء، وأفسدت قواعد الاشتباك التي فرضها الكيان الصهيوني والتي كانت تسمح له باستهداف الآخرين دون أن يتعرض للرد، وهذا ما يمنح إيران قدرا من المصداقية التي تفتقدها في تهديداتها المتكررة للكيان.

مثلت الضربات الإيرانية المباشرة دعما مهما للمقاومة الفلسطينية في غزة، والأهم أنها كرست الخوف لدى الإسرائيليين، الذين هرعوا إلى الملاجئ، وأكدت لهم أنهم سيظلون تحت خطر هذه الصواريخ والمسيرات، كما أن سفنهم وسفن داعميهم ستظل تحت الخطر في كل مكان بعد سيطرة إيران على السفينة الإسرائيلية وقبلها سيطرة حلفائها الحوثيين على سفينة أخرى ومهاجمة بعض السفن ما تسبب في تراجع الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر.

يقول البعض إن هذه الضربات الإيرانية تسببت في استعادة التعاطف الدولي مع إسرائيل بزعم أنها تتعرض لخطر وجودي، وحرب غير مبررة، والحقيقة أن إسرائيل هي التي استدرجت إيران إلى هذه الحرب بعد ضرب قنصليتها، وكانت تستهدف هذه النتيجة وهي استعادة التعاطف الدولي، إضافة إلى استعادة الوحدة الداخلية حول الحرب، وهو ما لم تظهر نتائجه بعد باستثناء مواقف معروفة لبعض العواصم الغربية لم تتأخر أو تتراجع يوما عن دعمها للكيان، وعلى كل حال فإن حالة الحرب لا تزال قائمة حتى كتابة هذه الكلمات، وسيتوقف تطورها أو اتساعها على الرد الإسرائيلي، وقدرة الولايات المتحدة على ضبط الإيقاع.

في كل الأحوال فإن إيران ردت بطريقتها على قصف قنصليتها، وقدمت دعما كبيرا للمقاومة الفلسطينية سواء كان ذلك لوجه الله أو تحقيقا لمصالحها، وفي المقابل فإن الموقف العربي بدا أكثر ضعفا وانكشافا أمام العدو الصهيوني، فلم تستطع الدول العربية مجتمعة تنفيذ قرار قمتها في جدة بكسر الحصار عن غزة، بل شاركت عدة حكومات عربية في هذا الحصار، وإغلاق المعابر التي تمثل شرايين حياة لأهل غزة، وكان بإمكان هذه الدول وقف العدوان على غزة بإعلان بعض التدابير التي لا ترقى إلى مستوى الحرب مثل استدعاء السفراء أو تجميد العلاقات ولو مؤقتا وهو مالم ولن يحدث.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي الإيرانية إيران هجوم إسرائيل رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وهو ما

إقرأ أيضاً:

تضارب الروايات حول الصواريخ التي أطلقتها إيران على قطر.. كم عددها وهل أصابت قاعدة العديد؟

تضاربات الروايات الرسمية لكلا من قطر وأمريكا وإيران، حول الضربة الصاروخية التي شنته طهران أمس باتجاه قاعدة العديد الجوية الأمريكية بالدوحة.

وأعلنت قطر، رسميا، مساء الاثنين، أن صاروخا إيرانيا واحدا من أصل 18 سقط في القاعدة الأمريكية، بينما تم إسقاط الصواريخ الأخرى في البحر.جاء ذلك في مؤتمر صحفي في الدوحة لنائب رئيس الأركان القطري شايك الهجري.

وقال الهجري، إن إيران أطلقت دفعتين من الصواريخ باتجاه قاعدة "العديد"، 7 بالدفعة الأولى الساعة 7 ونص مساءً، وجرى إسقاطها بالبحر قبل وصولها.

بينما أطلقت وفق الهجري، دفعة ثانية من 11 صاروخا، بينها صاروخ واحد سقط بالقاعدة الأمريكية دون خسائر، في حين تم إسقاط الصواريخ الأخرى. 

أما ترامب فقال بعد الهجوم ان إيران أطلقت 14 صاروخا على قاعدة العديد، سقطت 13 منها وترك واحد كان في اتجاه غير مهدد، وفق تعبيره. 

وأضاف:'' لم يقتل أو يجرح أي أمريكي أو قطري في الهجوم على العديد''.

من جانبه قال مسؤول دفاعي أمريكي ان قاعدة العديد في قطر تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، ولم تسجل أي إصابات حتى الآن.

رواية ايرانية عن الهجوم نقلتها هيئة الإذاعة والتلفزيون في طهران زعمت إن 3 صواريخ إيرانية على الأقل أصابت قاعدة العديد الأمريكية في قطر، عكس التقارير القطرية التي أكدت اعتراض جميع الصواريخ، عدا واحد.

وبشأن الأضرار بعد الهجوم ذكرت الداخلية القطرية ان سقوط شظايا بمناطق سكنية تسبب في حرائق بسيطة وتم التعامل معها دون تسجيل إصابات.

هذا الهجوم قوبل بإدانات عربية واسعة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • العراق يرحب بالمبادرة التي أفضت لوقف إطلاق النار بين إيران و”اسرائيل”
  • تضارب الروايات حول الصواريخ التي أطلقتها إيران على قطر.. كم عددها وهل أصابت قاعدة العديد؟
  • ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟
  • ترامب: المواقع التي ضربناها في إيران دمرت بالكامل
  • ‏الطائرات الإسرائيلية تقصف "ساعة فلسطين" التي كانت تؤشر إلى "العد العكسي لتدمير إسرائيل" عام 2040 وفقا للسلطات الإيرانية
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟