تراث على الرصيف.. شاهد جنائزي من حضارة قتبان يُعرض للبيع في إسبانيا
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
تنظم دار "تمبلوم للفنون الجميلة" في مدينة برشلونة الإسبانية، مزادًا علنيًا لبيع أحد الشواهد الجنائزية اليمنية القديمة المنتمية لحضارة قتبان، وسط موجة جديدة من تهريب وبيع الآثار اليمنية النادرة، في ظل الحرب المستمرة وتدهور دور المؤسسات الرسمية المعنية بالتراث.
وكشف الباحث اليمني المتخصص في شؤون الآثار عبدالله محسن، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، عن تفاصيل القطعة المعروضة، مشيرًا إلى أنها تعود للفترة الزمنية ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهو ما يجعلها من القطع النادرة ذات القيمة التاريخية البالغة.
وبحسب وصف دار المزادات، فإن الشاهد الحجري يتميز بتصميم فني متقن يبرز في وسطه رأس ثور منحوت بدقة عالية وواقعية مذهلة، حيث تُظهر التفاصيل المنحوتة العيون اللوزية والخطم البارز والطيات الدقيقة في الوجه، إلى جانب الأذنين المنتصبتين، ما يمنح التمثال تعبيرًا عن "اليقظة والقوة"، بحسب وصف المزاد.
ويرى الباحث محسن أن الثور كان رمزًا مركزيًا في الفن اليمني القديم، حيث ارتبط بالقوة والخصوبة والحماية، وهي سمات يُعتقد أنها كانت تعكس وظيفة هذه القطعة، سواء في سياق جنائزي أو طقسي نذري.
ولفت الباحث اليمني إلى ملاحظة مهمة تتعلق بالنقش المسندي المحفور أعلى الشاهد، معتبرًا أنه لا يتوافق مع قواعد كتابة خط المسند القديم، حيث لوحظت أخطاء في الفواصل والحروف، خاصة حرفي الفاء والقاف، ما يشير إما إلى تلاعب لاحق أو إلى محاولة مقصودة من القائمين على المزاد لإضفاء طابع أكثر أصالة على القطعة لجذب المشترين وزيادة قيمتها.
وعبّر محسن عن أسفه لتحول آثار اليمن إلى سلع تباع في المزادات العالمية، بينما تغيب الجهات المختصة عن المتابعة والمطالبة بحقوق الشعب اليمني في تراثه المسلوب، حيث قال: "ما أجمل الثور في بلد يدير الكثير من شؤونه مجموعة من الأثوار الكسولة وغير المنتجة، تناطح من أجل علفها المستورد وتترك الأرض جدباء خاوية."
دعوات متكررة من ناشطين ومهتمين بالتراث اليمني، تطالب الجهات الرسمية والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل لإيقاف نزيف الآثار اليمنية واستعادة القطع المنهوبة، في وقت تعاني فيه البلاد من حرب مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، أضعفت المؤسسات وأتاحت المجال أمام مافيات تهريب الآثار.
ويُعد هذا الشاهد واحدًا من مئات القطع اليمنية النادرة التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة في مزادات عالمية، ما يُعد مؤشرًا خطيرًا على الاستنزاف الممنهج لذاكرة اليمن الثقافية، في ظل غياب الحماية القانونية والدبلوماسية اللازمة لحفظ هذا الإرث.
ويُشار إلى أن جماعة الحوثي متورطة بشكل مباشر في تسهيل وتنظيم عمليات تهريب الآثار اليمنية إلى الخارج، عبر شبكات تهريب منظمة تعمل بتنسيق مع تجار وسماسرة دوليين، مستغلة حالة الفوضى والانفلات الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن الميليشيا حولت تجارة الآثار إلى مصدر دخل غير مشروع، حيث تقوم ببيع وتصريف القطع الأثرية المنهوبة عبر وسطاء إلى مزادات في أوروبا وأمريكا، مقابل عمولات تُستخدم في تمويل أنشطتها العسكرية.
ويعد تهريب شاهد القبر القتباني واحدًا من عشرات الأمثلة على الانتهاك الممنهج للتراث اليمني، وسط صمت دولي مقلق، وعجز المؤسسات الوطنية عن ملاحقة واسترداد تلك الكنوز التاريخية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من هوية اليمن الحضارية.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
بها حانة ومهبط هليكوبتر وحصن.. جزيرة بريطانية خاصة تطرح للبيع بـ4 ملايين دولار
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت ترغب في الابتعاد عن صخب الحياة، قد تكون جزيرة "ثورن" مكانًا مثاليًا لذلك.
تقع هذه الجزيرة الخاصة على بُعد ثلاثة أميال بحرية من ساحل "بيمبروكشاير" غرب ويلز بالمملكة المتحدة، وتضم حصنًا يعود تاريخه إلى القرن الـ19.
عُرضت جزيرة "ثورن"، الممتدّة على مساحة تقارب 2.49 فدانًا، للبيع مؤخرًا، ويسعى مالكها للحصول على عروض تتجاوز قيمتها 4 ملايين دولار، وفقًا للإعلان المنشور على موقع "Strutt & Parker" عبر الإنترنت.
تشمل أبرز معالم الحصن مهبطًا للطائرات العمودية، وحانة مغطاة على السطح مع غرفة ألعاب، ومكتبًا مطلًا على البحر.
صُممت هذه الملكية المُرممة في الأصل لإيواء مئة رجل، وهي تتسع اليوم لما يصل إلى 20 شخصًا في غرف نومها الخمس الفخمة، بينما تشمل مساحات المعيشة الأخرى غرف طعام واسعة وشرفات.
بُني الحصن في هذا الموقع الصخري بين عامي 1852 و1854 كجزء من خطة أوسع لتعزيز الدفاعات الوطنية ضد غزو نابليوني محتمل، بحسب قائمة العقارات.
ولكن مع مرور الوقت، تضاءل الدور العسكري للجزيرة، واستُخدم الحصن كفندق ومنزل عائلي منذ بيع الجزيرة لأول مرة عام 1932.
اشترى مالكها الحالي، رائد الأعمال التكنولوجي البريطاني مايك كونر، الجزيرة عام 2017 مقابل 670 ألف دولار بعد مشاهدة فيديو عنها على موقع "يوتيوب"، وفقًا لما ذكره لـ CNN.
في ذلك الوقت، كان الحصن، المحمي بموجب القانون بسبب ما يُعرف بتصنيف الدرجة الثانية، خاليًا من النوافذ أو المرافق، وكان غارقًا في المياه، ولكن انبهر كونر به واغتنم الفرصة لإجراء عملية ترميم فريدة من نوعها.
اعترف كونر بأنّه "استهان بالكثير من الأشياء"، بما في ذلك الجهد المبذول في تركيب مراحيض مزودة بنظام تدفق.
وقال: "كان هناك الكثير من العمل الذي كان لا بد من إنجازه"، بما في ذلك حفر خنادق عبر الصخور وتركيب نظام مياه جارية".
استغرق نقل المواد اللازمة إلى الجزيرة أكثر من يومين و350 رحلة عبر الطائرة المروحية.
وعاش عمال البناء في الموقع في الثكنات الأصلية لمدة أربع سنوات أثناء أعمال الترميم.
استغرق الأمر وقتًا طويلاً لأن الحصن كان في حالة سيئة للغاية عندما تولاها كونر.