قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إن اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل سيقلص فرص جو بايدن في إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

وأضاف ميدفيديف في منشور عبر تطبيق تليغرام: "أميركا لا تريد حربا كبيرة في الشرق الأوسط.. عمليات القتل في غزة تقلص فرص بايدن في الانتخابات، وسيؤدي اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران إلى مزيد من الشكوك حول ذلك".

وجاء تعليق ميدفيديف بعد ساعات من هجوم إيراني غير مسبوق على إسرائيل، استخدمت فيه مئات الصواريخ والمسيّرات، وقالت إسرائيل إنها نجحت في التصدي للهجوم بدون تسجيل خسائر كبيرة.

وكانت الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي ساعدت إسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني، وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن الرئيس بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم مضاد إسرائيلي على إيران.

ونقل الموقع عن مسؤول أميركي إن بايدن وكبار مستشاريه يشعرون بقلق بالغ من أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية.

وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، وقالت في بيان: "نعبر عن قلقنا البالغ إزاء تصعيد خطير آخر في المنطقة. نحضّ كل الأطراف المعنيين على إظهار ضبط النفس. نحن نعوّل على الدول الإقليمية لحلّ المشاكل الراهنة بوسائل سياسية ودبلوماسية".

وأضافت الوزارة: "لقد حذرنا مرارا من أن الأزمات العديدة التي لم يتم حلها في الشرق الأوسط وعلى رأسها الصراع بين إسرائيل وفلسطين، الذي يتم تأجيجه في كثير من الأحيان بأفعال استفزازية غير مسؤولة، ستؤدي إلى زيادة التوتر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

خطة إيران الذكية للتخلي عن الـGPS

في السنوات القليلة الماضية، أولت الحكومات حول العالم اهتمامًا متزايدًا بالصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، إذ يُقال إنها تقدم لمحة أولى عن شكل حروب المستقبل، ليس فقط من حيث الأسلحة، بل أيضًا من حيث التقنيات والتكتيكات الجديدة.

ومؤخرًا، أظهرت الهجمات الأميركية- الإسرائيلية على إيران ليس فقط إستراتيجيات جديدة في استخدام الطائرات المسيّرة وعمليات التسلل، بل كشفت أيضًا عن ثغرات جديدة. فقد شهدت إيران والسفن في مياه الخليج خلال النزاع الذي استمر 12 يومًا انقطاعات متكررة في إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وقد أثار هذا الأمر قلق السلطات الإيرانية بوضوح، إذ بدأت بعد انتهاء الحرب بالبحث عن بدائل.

قال إحسان جيت‌ ساز، نائب وزير الاتصالات الإيراني، لوسائل إعلام محلية في منتصف يوليو/ تموز: "في بعض الأحيان، تحدث اضطرابات في هذا النظام (GPS) بفعل أنظمة داخلية، وهذا الأمر تحديدًا دفعنا نحو خيارات بديلة مثل نظام "بيدو" (BeiDou)".

وأضاف أن الحكومة تعمل على تطوير خطة لتحويل قطاعات النقل والزراعة والإنترنت من الاعتماد على GPS إلى استخدام نظام "بيدو" الصيني.

قد تبدو خطوة إيران نحو اعتماد نظام الملاحة الفضائي الصيني "بيدو" للوهلة الأولى مجرد مناورة تكتيكية، لكنها تنطوي على دلالات أعمق بكثير. فهي تمثل مؤشرًا جديدًا على إعادة اصطفاف كبرى في النظام العالمي.

فعلى مدى عقود، هيمن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، على البنية التحتية التكنولوجية العالمية، من أنظمة تشغيل الحواسيب والإنترنت، إلى شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية.

وقد أدّى هذا الواقع إلى جعل معظم دول العالم تعتمد على بنية تحتية لا تملك ما يوازيها أو ينافسها، مما حوّل الاعتماد إلى مكمن ضعف. فمنذ 2013، كشفت تسريبات وتحقيقات صحفية كيف مكّنت تقنيات وبرامج غربية متعددة من تنفيذ عمليات مراقبة غير مشروعة وجمع بيانات على نطاق عالمي، وهو ما أثار قلق العديد من الحكومات حول العالم.

إعلان

يشير احتمال تحوّل إيران إلى نظام "بيدو" الصيني للملاحة إلى رسالة واضحة لبقية الدول التي تكافح من أجل الموازنة بين سهولة التكنولوجيا وضرورات الدفاع الإستراتيجي: إنّ عصر الاعتماد الأعمى والساذج على بنية تحتية تتحكم بها الولايات المتحدة يوشك على نهايته.

لم يعد بإمكان الدول ربط قدراتها العسكرية وسيادتها الرقمية الحيوية بشبكة أقمار صناعية تابعة لقوة عظمى لا يمكن الوثوق بها.

ويُعد هذا الشعور أحد الدوافع الرئيسة وراء سعي دول عديدة إلى تطوير أنظمة ملاحة فضائية وطنية أو إقليمية، من "غاليليو" الأوروبي إلى "غلوناس" الروسي، وكلّها تطمح للحصول على حصة في سوق التموضع العالمي، وتقديم ما يُنظر إليه كضمان للسيادة والاستقلال التكنولوجي.

لم يكن نظام GPS الثغرة الوحيدة التي كشفتها الهجمات الأميركية-الإسرائيلية على إيران؛ فقد تمكّن الجيش الإسرائيلي من اغتيال عددٍ من العلماء النوويين والقادة البارزين في أجهزة الأمن والقوات المسلحة الإيرانية.

وأثار نجاح إسرائيل في تحديد مواقع هؤلاء بدقة مخاوف واسعة من احتمال اختراقها شبكات الاتصالات، وقدرتها على تتبّع الأشخاص من خلال هواتفهم المحمولة.

في 17 يونيو/ حزيران، بينما كانت الحرب لا تزال مشتعلة، دعت السلطات الإيرانية الشعب الإيراني إلى التوقف عن استخدام تطبيق المراسلة "واتساب" وحذفه من هواتفهم، مشيرة إلى أنه يجمع بيانات المستخدمين ويرسلها إلى إسرائيل.

وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت هذه الدعوة مرتبطة باغتيال المسؤولين الكبار، فإن الشكوك الإيرانية تجاه التطبيق الذي تديره شركة "ميتا" الأميركية ليست بلا أساس.

لطالما أعرب خبراء الأمن السيبراني عن شكوكهم بشأن أمان تطبيق واتساب. ومؤخرًا، كشفت تقارير إعلامية أن برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه إسرائيل لاستهداف الفلسطينيين في غزة يعتمد على بيانات تُجمع من وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، تحرك مجلس النواب الأميركي لحظر استخدام واتساب على الأجهزة الرسمية مباشرة بعد انتهاء الهجمات على إيران.

بالنسبة لإيران ودول أخرى حول العالم، فإن الرسالة واضحة: لم تعد المنصات الغربية تُعتبر وسائل تواصل محايدة، بل باتت يُنظر إليها كأدوات في حرب استخبارات رقمية أوسع.

وقد بدأت طهران بالفعل في تطوير شبكتها الداخلية الخاصة، "شبكة المعلومات الوطنية"، التي تمنح السلطات مزيدًا من السيطرة على استخدام الإنترنت. ومن المرجح أن تواصل إيران توسيع هذا المشروع، وربما تسعى إلى محاكاة "جدار الحماية العظيم" الصيني.

من خلال سعيها للانفكاك عن البنية التحتية الخاضعة لهيمنة الغرب، تؤكد طهران اصطفافها ضمن دائرة نفوذ عالمية متنامية تتحدى الهيمنة الغربية بشكل جوهري. وهذا التحالف يتجاوز مجرد التبادل التجاري أو التقني، إذ توفر الصين لإيران أدوات حيوية لتحقيق استقلال رقمي وإستراتيجي فعلي.

السياق الأوسع لهذا الأمر هو مبادرة الحزام والطريق الصينية العملاقة (BRI). فعلى الرغم من تصويرها غالبًا كمشروع بنية تحتية وتجارة، فإن مبادرة "الحزام والطريق" كانت دائمًا أكثر من مجرد طرق وموانئ. إنها خطة طموحة لبناء نظام عالمي بديل. وإيران- بموقعها الإستراتيجي وكونها مورّدًا رئيسيًا للطاقة- أصبحت شريكًا ذا أهمية متزايدة في هذه الرؤية التوسعية.

إعلان

ما نشهده اليوم هو بروز تكتل تقني قوي جديد: تكتل يربط بشكل وثيق بين البنية التحتية الرقمية وشعور مشترك بالتحدي السياسي. فالدول التي أنهكتها المعايير المزدوجة للغرب، والعقوبات الأحادية، والهيمنة الرقمية الساحقة، ستجد بشكل متزايد في النفوذ المتنامي لبكين مصدر راحة وأداة فعّالة للمناورة.

هذا التحول المتسارع يُنذر ببزوغ فجر "حرب باردة تكنولوجية" جديدة، مواجهة منخفضة الحدة تتجه فيها الدول بشكل متزايد لاختيار بنيتها التحتية الحيوية- من أنظمة الملاحة والاتصالات إلى تدفقات البيانات وأنظمة الدفع المالي- ليس بناءً على التفوق التكنولوجي أو التغطية العالمية الشاملة، بل بناءً على الولاء السياسي والأمن المُتصوّر.

ومع انضمام المزيد من الدول إلى هذا النهج، ستبدأ الميزة التكنولوجية الغربية بالتآكل في الزمن الحقيقي، مما سيؤدي إلى إعادة رسم ديناميكيات القوة الدولية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • خطة إيران الذكية للتخلي عن الـGPS
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • ميدفيديف يرد على"مهلة ترامب": لسنا إيران
  • ميدفيديف يرد على"مهلة ترامب": لسنا إيران
  • ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
  • ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
  • مفاجأة عن جاسوس بين إيران وإسرائيل.. القصة بدأت بـعلاقة حب!
  • عضو عليا الوفد يطالب بتعليق تعاون الدول العربية اقتصاديا مع أمريكا وإسرائيل حتى تتوقف حرب غزة
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران