هل أجد الحب الصادق المزهر في زمن غلب عليه الغدر؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
هل أجد الحب الصادق المزهر في زمن غلب عليه الغدر..؟
تحية طيبة سيدتي الفاضلة، صدقيني أنني أرتاح جدا لهذا المنبر الجميل، لهذا أردت اليوم أن أطرح انشغالي عليك. من خلال صفحة قلوب حائرة، وأرجو أن أجد لديك جوابا لسؤال لطالما سيطر على تفكيري.
أنا سيدتي شاب في سن الزواج، و لا يخفى عليك أن هذه الخطوة. تعتبر الأهم في حياة أي انسان كيف لا والله يقول في كتابه الكريم.
أخوكم ش.حمزة من الشرق الجزائري. الــــــــــرد:
في البداية أخي، دعني أشكرك على الثقة وحبك لهذه الصفحة الذي وإن زادني فإنما ذلك يزيدني همة وإصرارا على تقديم الأفضل. إن شاء الله، ثم أسأل الله المستعان أن يوفقك ويجعلك من الفائزين والغانمين في الدنيا والآخرة، لأنك تبدوا حقا صادقا. والدليل رسالتك المفعمة بالمشاعر الطيبة والصادقة ، لكن قبل أن أجيبك عن سؤالك: هل هناك وجود للحب الصادق؟. وكيف يمكن أن تعيشه وتظفر به؟ أود أن أسألك نفس قبلا: هل أنت قادرا على منح كل الحب الذي ترتجيه وبتلك النقاوة؟. هل أنت مستعد لأن تغدق في جمال الإحساس وتخلص مدى العمر؟
أخي الفاضل، كيف نيأس من وجود شيء أسنه الله في خلقه، وجعله موجودا بين عباده، فلا يأس مع الله. لذا تأكد أنك ستجد فتاة التي تحبك والتي ستغدق عليك حتى النخاع. لكن عليك أن تجتهد لتحافظ على هذا الشعور وتغنم به مدى العمر.
أجل أخي، فليس من الصعب أن تجد الحب الحقيقي، الصعب هو أن تفهم فلسفته وتحافظ عليه، وذلك بـ:
أن لا تخون الثقة: كما ذكرنا فالحب الحقيقي يبعث شعوراً مستقراً بالطمأنينة والأمان، والحفاظ على الثقة. التي يمنحها لك الشريك هو الطريق الأقصر للحفاظ على قوة الحب الحقيقي بينكما.
ألّا تخاف من الخيانة: الحب الحقيقي علاقة مبنية على الثقة العميقة والمتبادلة، بمجرد أن تشعر بخوفٍ مستمر. من تعرضك للخيانة أو الغدر فأنت في علاقة غير متكافئة وغير صحيّة، الحب الحقيقي ينزع الشك من قلب العاشقين.
أن لا تمارس الابتزاز العاطفي: فالابتزاز العاطفي من السلوكيات القهرية التي تتسبب بتدمير أي علاقة مهما كانت عميقة. وأبرز مظاهر الابتزاز العاطفي محاولة إثارة شفقة الشريك أو تغذية مشاعر الذنب لديه، تأكّد ألّا تفعل ذلك إن كنت تبحث عن الحب الحقيقي.
أن تجدا حلولاً سريعة للمشاكل التي قد تصادفك في حياتك: ففي الحب الحقيقي والصادق لا يمكن أن تتراكم المشاكل بين الشريكين،. لأنهما قادران دائماً على إيجاد الحلول السريعة التي ترضي الطرفين، ويعلمان أن المشاكل المتراكمة تقتل الحب.
المرونة شرط للحب الحقيقي: فحتى يحافظ الشريكان على الحب لا بد أن يدركان جيد أن الحياة فيها تغيرات. وهي تغيرات طبيعية تمر بها علاقة الحب على مر الزمن، ولا بد أن يتمتعا بالمرونة الكافية لفهم هذه التغيرات. والتعامل معها بحكمة وتعقل كبيرين.
وتأكد أخي الفاضل من أن الحب أخذ وعطاء، فلا تتوقع أن تجني ثمارا من شجرة لم تعتني بها. أسأل الله أن يهبك قرة العين، وزوجة صالحة تنعم إلى جانبها بحب طاهر وجميل مدى العمر.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الحب الحقیقی
إقرأ أيضاً:
رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.
والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.
وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.
ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.
كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.