لبنان ٢٤:
2025-06-10@13:19:50 GMT
تفاصيل عمّا قد تشهده جبهة لبنان.. هل ستتوسع أكثر؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
لا يمكن حتى الآن حسمُ طبيعة رد تل أبيب على الضربة التي وجهّتها إيران لإسرائيل قبل أيام،فالمسألة ما زالت ضبابية من حيث مكان تنفيذ العملية المرتقبة ونطاقها.
في حال حصول الرّد الذي أكدت إسرائيل اتخاذ القرار بشأنه، عندها ستتم مقاربة تأثيراته عسكرياً واستراتيجياً، وبعدها سيتم النظر إلى ما سيفعله حلفاء إيران في المنطقة وعلى رأسهم "حزب الله".
إن اتخذت إسرائيل قرار ضرب إيران من خلال تدمير مقدرات عسكرية كبيرة، عندها من الممكن أن ينخرط "حزب الله" بالرّد الذي قد تتخذه إيران ضد تل أبيب. السيناريو هذا ليس مُستبعداً أبداً، لكن شروطه ستبقى "تحت عتبة الحرب"، بحسب ما قالت مصادر سياسية وأخرى معنية بالشؤون العسكرية.
من وجهة نظر المصادر المتقاطعة، فإنّ "حزب الله" يؤدي الضربات التي يريدها باتجاه إسرائيل، ويراها في الوقت نفسه مُوجعة بناءً لتقديراته الخاصة، وذلك من دون الإنجرار نحو مواجهة شاملة. لهذا السبب، فإن أراد الحزبُ الرّد على أي ضربة إسرائيلية تطالُ إيران، عندها ستكون عبر تصعيد الضربات التي يؤديها ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية التي يستهدفها في الأصل منذ بداية اشتباكاته مع الجيش الإسرائيلي منذ يوم 7 تشرين الأول الماضي.
تلفت المصادر أيضاً إلى أنّه قد لا يكون بمقدور الحزب تصعيد جبهته أكثر من اللازم حتى وإن طلبت إيران ذلك وخصوصاً في حال تلقت الأخيرة ضربة عسكرية مُوجعة، مشيرة إلى أنَّ سيناريوهات الإقتحامات التي قد يُقدم عليها الحزب وغيرها، بطلب إيراني، قد لا تكون واردة أيضاً لأسباب ميدانية، أبرزها أن إسرائيل مستنفرة على طول الحدود مع لبنان، في حين أنّ خطوة من هذا القبيل ستعني إنغماساً للحزب في حرب مفتوحة ضد إسرائيل وسيكون الغرق فيها ليس سهلاً أبداً.
ما لا يمكن إغفاله في هذا الإطار، هو أنّ المساندة الأميركية والبريطانية للإسرائيليين للتصدي لمسيرات وصواريخ الإيرانيين قبل أيام، لا يمكن إستبعادها في حال أراد "حزب الله" تصعيد وضع الجبهة ضد إسرائيل. وفعلياً، فإن أي خطوة سيُقدم عليها الحزب لصالح إيران من بوابة الرد الشامل والكبير، ستعني مواجهة الحزب لـ3 جهات رئيسية موجودة في المنطقة، الأمر الذي سيكون الحزب قد واجهه للمرة الأولى عسكرياً وميدانياً.
إنطلاقاً من هذه المعطيات، قد لا يكون "حزب الله" قادراً على تلبية النداء الإيراني انطلاقاً من لبنان، وما تبين هو أن أجواء التوجه العام تشير إلى إبقاء حدود المواجهة مع إسرائيل على النحو الحالي كي لا يُستدرج الحزب إلى مواجهة لم يفتحها منذ نحو 6 أشهر، تاريخ هجوم حركة "حماس" على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول الماضي.
مصادر مقربة من "حزب الله" قالت لـ"لبنان24" إن كل الأحداث تخضع للتحليل وعلى أساس الضربة الإسرائيلية سيتم إتخاذ القرار، ملمحة إلى أنَّ الأولوية اليوم هي للحفاظ على مقدرات الحزب العسكرية وعدم استنزافها من أجل ضربة قد لا تكون مؤثرة حتى وإن طالت إيران نفسها.
عملياً، وإن تمّ التدقيق أكثر بمستوى الهجمات التي شنتها إسرائيل منذ سنوات ضدّ الإيرانيين و "حزب الله" في سوريا، فإن الضربات التي حصلت كان أقسى وأقوى، فالكثير من القادة الإيرانيين قُتلوا كما أن الإغتيال الذي طال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق عام 2020 لم يدفع إيران لضربة ضد إسرائيل ولا حتى "حزب الله" إلى الرد.. فما الذي سيختلف اليوم؟
بالنسبة للمصادر، فإنّه لولا وجود جبهة مفتوحة وحربٍ في غزة تعتبر "بطاقة عبور" نحو إسداء ضربة، لما كان الرد الإيراني قد حصل. لهذا السبب، فإن هناك فرصة معينة لزيادة الضغط على الإسرائيلي من الناحية العسكرية، في حين أن ما قررته طهران باتجاه إسرائيل قد يكون ورقة أيضاً نحو التفاوض والتسوية الكبرى التي تنتظر المنطقة.
لهذا السبب وغيره، تعتبر المصادر أن "إستنزاف" قدرات "حزب الله" ليس وارداً لأن أمر التضحية به سيكون ضربة استراتيجية للإيرانيين، فالحزب ورقة رابحة لطهران وإسقاطها في "فورة ردّ وغضب" ستعني إنتهاء تأثير "ولاية الفقيه" في المنطقة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
أرسلت إسرائيل ليل الخميس الماضي، عبر قصف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، رسالة إلى "حزب الله" مفادها أنّه ممنوع عليه إعادة التسلّح واسترجاع قوّته، كذلك، مارست ضغطاً جديداً بالنار على الدولة اللبنانيّة للإسراع بنزع سلاح "المُقاومة".وتعتقد إسرائيل أنّ الغارات العنيفة غير المسبوقة على الضاحيّة الجنوبيّة منذ 27 تشرين الثاني الماضي، قد تُساهم في تسليم "حزب الله" لسلاحه، لكنّها عبر تعريض إتّفاق وقف إطلاق النار للخطر، عبر خروقاتها المتكرّرة وغير المبرّرة، تُهدّد بإشعال الحرب من جديد، وبتمسّك "حزب الله" أكثر بسلاحه للدفاع عن لبنان، إنّ أقدمت تل أبيب على أيّ عملٍ عسكريّ.
كما أنّ العدوّ الإسرائيليّ ارتكب خطأً بعدم السماح للجيش بدخول الأبنيّة التي أشار إليها في الضاحية الجنوبيّة، وقلّل من أهميّة وفعاليّة لجنة مُراقبة وقف إطلاق النار في منع الإعتداءات على لبنان.
ويقول محللون عسكريّون في هذا السياق، إنّه لو صحّ بالفعل أنّ الأبنيّة المُستهدفة كانت تحتوي على مسيّرات، بحسب ما ادّعت إسرائيل، فإنّ رفض الأخيرة دخول عناصر الجيش إلى داخل الوحدات التي تمّ إستهدافها، الهدف منه أوّلاً تدمير هذه الأسلحة والتخلّص منها نهائياً، وثانيّاً، منع أيّ جهة في لبنان أكان "حزب الله" أمّ المؤسسة العسكريّة بالحصول عليها، كيّ لا تُهدّد في المستقبل أمن تل أبيب، وهذا الأمر حدث ولا يزال في سوريا، عبر قصف مستودعات ومعدات وآليات وطائرات، كانت بحوزة نظام بشار الأسد.
وأيضاً، من شأن أيّ إستهداف أو خرقٍ لاتّفاقيّة وقف إطلاق النار، أنّ يزيد "حزب الله" تمسكا بموضوع سلاحه وبمبدأ "المقاومة"، ويُفشل عهد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون عبر عدم تحقيق وعده بحصر السلاح بيدّ الدولة. ويُوضح المحللون العسكريّون أنّ رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة يأملان في نجاح الجهود الديبلوماسيّة في فرض انسحاب العدوّ من الأراضي المحتلّة في الجنوب، إضافة إلى وقف أيّ شكلٍ من الإعتداءات على السيادة اللبنانيّة، وترسيم الحدود البريّة، كيّ يقتنع أخيراً "الحزب" بأنّ الهدف من تمسّكه بسلاحه سيكون غير مبرّر وفي غير محلّه. ويُتابعون أنّ أعمال إسرائيل العدوانيّة تُعرقل مساعي لبنان الرسميّ في حصر السلاح، مقابل تشدّد "حزب الله" أكثر في عدم التخلّي عن قوّته، في ظلّ إستمرار الحكومة الإسرائيليّة في خرق التفاهمات المُعلن عنها في 27 تشرين الثاني 2024.
ويلفت المحللون إلى أنّ إسرائيل لا تُريد أنّ تكون القوّات المسلّحة في لبنان قويّة، بينما "حزب الله" لم يحصل حتّى الآن على ضمانات للتخلّي عن سلاحه. ويُضيفون أنّ "الحزب" احترم بنود إتّفاق وقف إطلاق النار، وتسلّم الجيش وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أغلبيّة المواقع العسكريّة في جنوب لبنان، وبات يُسيطر على الوضع الأمنيّ هناك، وخصوصاً بعد التضييق على حركة "حماس" ومنعها من إستخدام الأراضي اللبنانيّة لشنّ الهجمات على المستوطنات الإسرائيليّة دعماً لغزة. غير أنّ تل أبيب لا تزال تضرب المساعي الرسميّة في لبنان الهادفة إلى بسط الدولة لسيادتها، الأمر الذي يزيد مناصري وعناصر "حزب الله" إيماناً بعقيدتهم القائمة على "المقاومة".
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت