محترف العين : أعتقد أننا ما زلنا لا نعرف حجم النصر على الهلال
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
نواف السالم
أكد البرازيلي إيريك دي مينيزيس ، محترف الفريق الأول بنادي العين الإماراتي ، أن فريقه استعد بشكل مختلف لمباراة الهلال ، التي انتهت بفوز العين بنتيجة 4-2 ، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا .
وكشف إيريك لشبكة «غلوبو سبورت» الإسبانية ، عن أسباب التي مكنت فريقه الإماراتي من إيقاف سلسلة انتصارات الهلال والتي بلغت 34 فوزاً متتالياً ، جعلته ينفرد بالرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية .
وقال محترف العين : “كان لدينا إعداد خاص للمباراة ، خاصة على الجانب الذهني وعلى الجانب الفني ، نحن نتبع فلسفة عملنا التي يطلبها منا المدرب هيرنان كريسبو ، لم نغير أي شيء فيما يتعلق بذلك ، لكننا وصلنا من الناحية الذهنية بدافع كبير للغاية ” .
وتابع : “الهلال يعيش في مرحلة جيدة جدًا ، ووصلنا لمواجهته بشكل مختلف ، وكنا مستعدون للغاية ، أعتقد أننا ما زلنا لا نعرف حجم هذا النصر ، في المستقبل ، سنكون قادرين على المشاهدة والاستمتاع”.
وأضاف : “في الوقت الحالي ، لا أعتقد أننا نعرف كيف نفسر ونستمتع بمدى روعة هذه النتيجة على المستوى العالمي، بعد أن كسرنا سلسلة انتصارات الهلال الذي كان لديه هذا الرقم القياسي”.
ويُذكر أن العين سيواجه نظيره الهلال ، يوم الثلاثاء المقبل ، على ملعب المملكة أرينا ، في إياب نصف نهائي البطولة الآسيوية .
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: العين الإماراتي الهلال
إقرأ أيضاً:
هل يوجد هدف قومي للأمة؟
إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي
في هذه المرحلة من الزمان، حيث تزدحم الصور وتضطرب الأصوات وتتشوش البوصلات، يحق لنا أن نتوقف قليلًا ونتساءل: هل يوجد هدف قومي حقيقي للأمة العربية؟ وهل لا نزال نتحرك نحو غاية جامعة تُوحِّد الفكر قبل الجغرافيا؟ أم أننا أصبحنا مجرد جزر منفصلة تتقاذفها المصالح والتنازعات الداخلية، في عالم لا يعترف بالضعفاء ولا يرحم المتفرّقين؟
إن ما نشهده من واقع عربي مشتّت، يعكس غياب رؤية موحّدة. بل قد يكون أخطر ما يواجه هذه الأمة ليس فقط العدو الخارجي، بل تآكل المشروع الذاتي من الداخل إن وُجد في الأساس، كما أننا نلاحظ تحول الكثير من الطاقات إلى أدوات تدمير ذاتي بدل أن تكون عناصر بناء وتكامل.
ولنا أن نتساءل أيضا: هل لا تزال إسرائيل العدو الذي يعيق تقدم الأمة كما اعتاد الخطاب القومي أن يردد لسنوات؟ أم أننا أمام معضلة أعمق تتمثل في غياب الهدف وانشغال العقول بسطحيات الإعلام والضجيج الافتراضي، بينما تبقى العقول الجادة في الظل صامتة ومهمشة، أو ربما اختارت الانكفاء لأنها لم تجد منصة تُصغي أو عقلًا يحتضن الرأي المختلف؟
تتنازع الدول العربية فيما بينها أكثر مما تتنازع مع خصومها الحقيقيين، وكأنها فقدت الشعور بالانتماء الجماعي وبالمصير المشترك. لا يخفى على أحد أن الانقسامات لم تعد فقط بين الدول، بل داخل المجتمعات ذاتها، وحتى داخل الأسرة الواحدة في بعض الأحيان. صراع أيديولوجي، طائفي، يغذيه الإعلام السطحي لإقصاء الفكر العميق واستبعاد العقلاء.
لكن هل الأمر قدر محتوم؟ وهل انتهى الأمل في صحوة فكرية تُعيد ترتيب الأولويات؟ الحقيقة أن التاريخ يُعلمنا بأن الأمم لا تموت إذا بقي فيها من يؤمن بأن الإنسان يستطيع أن يُعيد رسم مساره متى شاء، شريطة أن يتحرك من منطلق الوعي لا من باب الغوغائية، ومن منبر التفكير لا مجرد التلقين.
ما تحتاجه الأمة ليس شعارًا جديدًا، ولا تكتلًا آخر، بل "هدفًا جامعًا" يعيد للإنسان العربي ثقته بذاته وبأمته. هدفٌ يتجاوز حدود السياسة، ويخترق أعماق الثقافة والتعليم والقيم، ويضع الإنسان العربي في موقع الفاعل لا المفعول به.
ربما حان الوقت لنفكر بطريقة أخرى. أن نُدرك أن التقدم لا يعني بالضرورة تقاطعًا مع العالم، بل تفاعلًا معه. وأن العداء المطلق ليس مشروعًا، بل فهم الذات في سياقها الحضاري هو الذي يصنع التوازن. الأمة التي تؤمن بأنها جزء مكمل من العالم تستطيع أن تأخذ مكانتها، لا بتكرار الصراخ، بل بإنتاج الفكرة وصناعة الإنسان.
إن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح الآن ليس "من عدو الأمة؟"، بل: "ما هدف الأمة؟". فبدون هدف واضح، تبقى كل الطرق مباحة، وكل الاتجاهات مشوشة، وكل الأصوات مجرد حديث مستهلك لا مكان ولا فعل له.
ولذلك، أتمنى أن يخرج الفكر العربي من منصة الماضي التي تستدعي أمجاد كل طرف ومن كان له الأفضلية، والتركيز على هدف موحّد يرفع من شأن الأمة.
وأخيرا، ألتمس من عقلاء الأمة المشاركة وبقوة في زخم الإثراء الفكري بطريقة البناء وليس بفكر الغوغاء.
رابط مختصر