القرآن الكريم تاج اللغة العربية وحارسها (تعددت اللهجات واللغة واحدة) (6)
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
تعددت اللهجات كما هو الشأن فى اللغات جميعها، وقد تناول أستاذنا الرائد الدكنور إبراهيم أنيس القرءات القرآنية فى كتابه: فى اللهجات العربية، الأنجلو، القاهرة، ط4، 1973، الفصل الثالث ص53 80، وذكر اختلاف القراءات عند العرب فى شواهد برجالها ونصوصها، مدعّما ذلك بآراء كل من: ابن الجزرى فى الجزء الأول من كتابه النشر فى القراءات العشر، وابن قتيبة فى كتابه المشكل، ومواقف المفسرين، معلّقا على الصفات الصوتية، مفصلا القول فى أنواعها من: فتح وإمالة ص 60، وإدغام ص 70، وهمز ص 75.
ونتيجة لذلك ظهر اختلاف فى القراءات، والأصل واحد، وإنْ فتح ذلك أبواباً من الفرقة والاختلاف والتشكيك، مما جعل حذيفة بن اليمان يقول لعثمان بن عفان(ت35هـ/656م):
«أدْرك الناس يا ابن عفان»، وشاركه الرأى بعض الحاضرين، فأجمعوا أمرهم على نسخ مصاحف بلغة قريش ولهجتها وقراءتها وضبطها وشكلها، تُرسَل إلى كل عامل، أو وال على البلدان؛ ليكون هذا المصحف العثمانى المعتمد والمرجع للناس جميعاً، وأن يُحرق ما عداه، مما هيّأ لاجتماع الناس مرة أخرى على مصحف واحد، وكما ندب أبو بكر زيداً بن ثابت فى المهمة الأولى، كما أشرنا من قبل، ندبه عثمان (24-35هـ = 644-656م) حدث، أيضاً، فى المرة الثانية، حين أضاف إليه كلاً من: عبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وكلهم أصَحاب النبى صلى الله عليه وسلم، واستطاع زيد بن ثابت أن يندب عدداً آخر من الصحابة كانوا ثمانية من المهاجرين والأنصار لتزداد المراجع، ويتم الاستيثاق، فارتفع عدد الرجال المشاركين إلى اثنى عشر رجلاً من الحفاظ والصحابة الأجلاء بإشراف عثمان بن عفان، وعليّ بن أبى طالب، لا يكتب شيء إلا إذا عُرض على الصحابة فى المسجد، مع استبعاد رواية الآحاد، وبذلك تمّ إجماع الصحابة والحفاظ وأهل الدين والرأى والمشورة على كتاب واحد نُسخ منه عدد من المصاحف - قيل أربعة، وقيل خمسة، وقيل سبعة - أرسل بها عثمان إلى الأمصار الإسلامية: (مكة، المدينة، الشام، اليمن، البحرين، البصرة، الكوفة)، ليجتمع عليها المسلمون.
هكذا تعدد القراء فى عصر أبى بكر بن مجاهد (ت324هـ) وقد اقتصر ابن مجاهد على القراء السبعة، ولذا قيل إنه أوّل منْ سبّع السبعة.
وكان لكل قارئ منهم أربعة عشر راويا، وقد اقتصر ابن مجاهد على اثنين من الرواة لكل منهم جميعا: السبعة، أو العشرة.
ونسبتْ القراءة لراو من القراء، وصولا إلى القارئ الإمام على النحو التالي:
1ـ ابن كثير، وراوياه: البزى، وقنبل.
2ـ نافع، وراوياه: قالون، ورش.
3ـ أبو عمرو بن العلاء، وراوياه: الدورى، والسوسى، عن يحيى اليزيدى.
4ـ ابن عامر، وراوياه: هشام، وابن ذكوان.
5ـ عاصم، وراوياه: أبو بكر شعبة بن عياش، وحفص بن سلمان.
6ـ حمزة، وراوياه: خلف، وخلاد عن سليم.
7ـ على بن حمزة الكسائى، وراوياه: أبو لحارث، والدورى.
8ـ أبو جعفر، يزيد بن القعقاع، وراوياه: عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز.
9ـ يعقوب بن إسحاق الحضرمى، وراوياه: رويس، وروح.
10ـ خلف بن هشام البزار، وراوياه: إسحق الوراق، وإدريس بن الحداد.
واصطلحوا على ألقابهم:
فالحرميان: نافع، وابن كثير، والمدنيان: نافع، وأبو جعفر، والبصريان: أبو عمرو، ويعقوب، والأخوان: حمزة، والكسائى، والنحويان: أبو عمرو، والكسائى، والعربيان: أبو عمرو، وابن عامر، والابنان: ابن كثير، وابن عامر، والكوفيون: عاصم، وحمزة، والكسائى، والمكي: ابن كثير، والشامي: ابن عامر، والمدني: ابن نافع، والبصري: أبو عمرو، كما ذكر عبدالخالق عضيمة فى دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج1 القسم الثانى ص 45/ و46.
وكما تعدد القراء والرواة تعددتْ القراءات، والنص واحد، حيث اتفق الناس على سبعة، كما قدمنا، هم: أبو عمرو بن العلاء(68ـ155هـ)، ويعقوب بن إسحق الحضرمي(ت25هـ) بالبصرة، وأبو عمارة حمزة بن حبيب (80ـ 156هـ)، وعاصم بن أبى النجود(ت 127هـ) بالكوفة، وعبدالله بن عامر اليحصبي(61ـ118هـ) بالشام، وعبدالله بن كثير بمكة، ونافع بن أبى نعيم(30ـ169هـ) بالمدينة، وفى القرن الثالث للهجرة حذف منهم يعقوب، وأثبت مكانه أبا حمزة الكسائى (ت189هـ)، ومنْ قال بالقراءات العشر أضاف يعقوب الحضرمى، وأبا جعفر يزيد بن القعقاع(ت13هـ)، وأبا محمد خلف بن هشام(150ـ229هـ)، ثم عرفت القراءات الأربع لمحمد بن محيص المكي، والأعمش الكوفى، والحسن البصري، ويحيى الزيدى.
خطّ المصاحف
ويذكر القلقشندى(10) كيف أن القدماء أخذوا يتأنقون فى كتابة المصاحف وتجميلها، وكيف ندبوا الخطّاطين حَسَنِى الخطّ لنسخها وزخرفتها، ويذكر ابن النـّديم(11) خطوط المصاحف، وأنواعها، وعن محمد بن إسحق أن أوّل مَنْ كتب المصاحف فى الصدر الأول بخطٍّ حَسَن هو: خالد بن أبى الهياج، ذاكرا أسماء كتّاب المصاحف، وأسماء المذهّبين للمصاحف، وأسماء المجلّدين، وبسط العلماء القول فى ذلك، منهم: السجستانى، محمد (ت330هـ/941م) فى المصاحف، نشره آرثر جفرى، الرحمانية، القاهرة 1936.
عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل ابن کثیر أبو عمرو ابن عامر بن عامر بن کثیر بن أبى
إقرأ أيضاً:
افتتاح «مركز الشيخة فاطمة لتعليم العربية» في جامعة «كيئو» اليابانية
بمبادرة كريمة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وفي إطار دورها الرائد في نشر المعرفة وتطوير الثقافة العربية، افتتح «مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك لتعليم اللغة العربية» في جامعة «كيئو» بالعاصمة اليابانية طوكيو.
حضر الافتتاح الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة الدولة، وكوهيه إيتو، رئيس جامعة «كيئو» ومروان النقبي، نائب رئيس بعثة دولة الإمارات في اليابان، والدكتور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في،جامعة الإمارات، وعدد من السفراء ونواب الجامعة والكادر الأكاديمي وطلبة الجامعة المهتمين بدراسة اللغة العربية.
ويهدف المركز، إلى تقديم برامج تعليمية متكاملة للغة العربية، وتشجيع الدراسات الثقافية والأدبية العربية، وتوسيع نطاق البحث العلمي في الدراسات العربية، ما يعزز الفهم المتبادل بين العالم العربي واليابان.
وفي وقت سابق وقعت «جامعة الإمارات» مذكرة تفاهم مع جامعة «كيئو» لدعم أنشطة المركز وبرامجه التعليمية، لضمان استدامة تطوير اللغة العربية في اليابان وتعزيز حضورها الأكاديمي.
يذكر أن «كيئو» من أعرق الجامعات في اليابان حيث أسست عام 1858، وتقدم مجموعة متنوعة من التخصصات الأكاديمية. كما تركز على البحث العلمي وتطوير المهارات العملية للطلاب. (وام)