شاب متعدّد اللغات يحصد الملايين من المعجبين عبر الإنترنت.. ماذا قال عن اللغة العربية؟
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك".
عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل.
خلال مقابلات عفوية في الشوارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.
بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب".
قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد".
"لا أعرف إلى أين أنتمي"اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات.
نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن.
التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء.
لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي".
في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته.
لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم.
انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية.
وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا".
التواصل من خلال اللغةألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا.
أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية.
بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.
عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.
وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية.
وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل.
لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا.
تحويل المحادثات إلى مهنةبدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية".
من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر.
لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية.
وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية".
أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة.
كسر الجليديتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا.
عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا.
40 لغة ولا يزال العدّ مستمرًا View this post on InstagramA post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza)
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: ثقافة مقاطع الفیدیو
إقرأ أيضاً:
الأغذية العالمي: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الملايين في الصومال يواجهون خطر تزايد الجوع وسوء التغذية، وذلك بسبب النقص الحاد في التمويل الذي أجبر المنظمة على تخفيض عدد الأشخاص الذين تدعمهم بالمساعدات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة بنسبة تزيد على الثلثين.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية طارئة إلى 350 ألف شخص فقط، انخفاضا من 1.1 مليون في أغسطس/آب الماضي. وهذا يعني أن البرنامج سيقدم الدعم لأقل من واحد من كل 10 أشخاص بحاجة إلى المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وقال روس سميث مدير برنامج الطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي: "نشهد ارتفاعا خطيرا في مستويات الجوع الطارئ بالصومال، وقدرتنا على الاستجابة تتقلص يوميا، ومن دون تمويل عاجل ستواجه آلاف العائلات كارثة إنسانية".
وأضاف أن الآثار المركبة للجفاف الشديد والنزاع وتقليل المساعدات الإنسانية دفعت العائلات الأكثر ضعفا بسرعة إلى مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدا أنه إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة فمن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، وقد يدفع أولئك الأكثر تأثرا إلى أوضاع كارثية.
ويُظهر أحدث تقرير حول تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) أن 4.4 ملايين شخص في الصومال يواجهون مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ (IPC 3+)، بما في ذلك نحو مليون شخص في مستويات الجوع الطارئ (IPC 4)، وهو عدد زاد بنسبة 50% خلال 6 أشهر فقط.
ولا يزال سوء التغذية مرتفعا بشكل مقلق، إذ يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، و421 ألفا منهم يعانون من سوء تغذية شديد، بينما يتلقى 180 ألف طفل فقط علاج التغذية.
ويقود برنامج الأغذية العالمي أكبر عملية إنسانية في الصومال، حيث يدعم أكثر من 90% من استجابة الأمن الغذائي في البلاد. وهذا الشريان الحيوي الآن مهدد، وقد أجبرته القيود التمويلية المتزايدة بالفعل على تقليص تغطيته الشهرية إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.
إعلانويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 98 مليون دولار أميركي للحفاظ على الحد الأدنى من العمليات المنقذة للحياة لـ800 ألف شخص عبر موسم العجز حتى مارس/آذار 2026. ومن دون تمويل إضافي عاجل، قد تتعمق هذه التخفيضات في الوقت الذي تستمر فيه الاحتياجات الإنسانية في النمو.