السومرية نيوز-خاص

أُخمدت النيران المشتعلة في قاعدة كالسو على الطريق الدولي قرب مشروع المسيب شمال بابل وجنوب بغداد، والتي التهمت المكان والأشجار بعد انفجار ضخم هز القاعدة ليل الجمعة على فجر السبت، فيما اشتعلت بنفس الوقت 3 تساؤلات ومؤشرات مريبة. الانفجار الضخم الذي هز شمال بابل، سمعته جميع المناطق والنواحي والاقضية المجاورة حتى ان صوته وصل الى بغداد، وسمعه سكان مدينة بسماية والمدائن، والتقطته كاميرات بعض المسافرين والمارة على الطريق السريع الدولي الرابط بين بغداد-البصرة وسط دهشة وخوف بسبب حجم الانفجار الضخم الذي شوهدت نيرانه من على بعد مئات الكيلو مترات.





#اعلان عن الانفجار قبل 24 ساعة من وقوعه!

أول مؤشر مثير للريبة والانتباه في ذات الوقت، هو ان الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من مساء امس الجمعة وفجر السبت، جاء بعد 24 ساعة فقط من تسرب معلومات وانباء عن وقوع انفجار في محافظة بابل وبغداد، بالتزامن مع الهجوم بالطائرات المسيرة الذي طال مدينة أصفهان في ايران مساء الخميس على فجر الجمعة.

واثيرت معلومات متداولة في وسائل اعلام دولية ومحلية العراقية عن سماع دوي انفجار في بابل وبسماية وبغداد فجر الجمعة وهي الأماكن بالضبط التي شاهدت وسمعت الانفجار الأخير في قاعدة كالسو فجر السبت، قبل ان تختفي أي معلومات جديدة عن الانفجارات المزعومة، لتخرج شرطة بابل امس الجمعة في بيان نافية وقوع أي انفجار في المحافظة، مما يطرح تساؤلات عن مدى ارتباط إشاعة وقوع انفجار في موقع معين، ليتم وقوع الانفجار بالفعل في اليوم التالي.






#لواءان يُستهدفان لأول مرة    
اما المؤشر الثاني، المثير لعلامات الاستفهام والتساؤلات، فهو ما تشير اليه المعلومات بأن القاعدة التي انفجرت يتمركز فيها لواء 28 و17 في الحشد الشعبي، واللواء 28 هو سرايا انصار العقيدة، وهذان اللواءان لم يسبق ان يتم قصفهما او الهجوم عليهما من قبل القوات الامريكية، لانهما غالبًا ليس من صنف الفصائل المسلحة الكبيرة المعروفة التي ربما تكون لديها عمليات واضحة ضد القوات الامريكية.



#من الداخل.. انفجار على طريقة حادثة أصفهان؟

اما المؤشر الثالث المثير لعلامات الاستفهام، هو الصمت المطبق على وسائل الاعلام الأجنبية خلال الساعات الأولى، التي بدت لاتعلم شيئا عن ما يجرى، وهو على خلاف عمليات القصف التي تحدث غالبا من قبل قوات أمريكية او إسرائيلية حيث تتسرب معلومات مباشرة عن نوع العملية والجهة المسؤولة عنه.

بل ان الأكثر من ذلك، فأن القيادة المركزية الامريكية نفت مسؤوليتها بالكامل عن انفجار قاعدة كالسو، فيما تعاملت وسائل الاعلام الإسرائيلية هي الأخرى بعدم معرفة تامة بما يحدث.

وجاء النفي الأمريكي بعد ان صدرت اتهامات من قبل مسؤولين امنيين بينهم هيئة الحشد الشعبي في بابل، بأن الهجوم امريكي، بالمقابل، تضاربت المعلومات أيضا للمسؤولين الأمنيين بالمحافظة فبينهم من قال ان الهجوم تم عبر طائرات مسيرة، فيما قال الاخر ان الهجوم تم عبر صواريخ.

وفي ذات الوقت، نقلت شبكة CNN، عن مسؤول إسرائيلي ان تل ابيب ليست على علاقة بالانفجار الذي وقع في العراق.

وعلى نفس الطريقة المتضاربة في نوع الهجوم الذي وقع باصفهان في ايران فجر الجمعة، يحوم الغموض أيضا حول انفجار قاعدة كالسو وما اذا كان استهدافها تم "من الداخل" أي من داخل العراق أيضًا، كما حدث في ايران قبل يومين في أصفهان، وتوصلت البوصلة الى ان الاستهداف تم من الداخل وليس من هجوم خارجي، حتى وان كانت الجهة المسؤولة عنه خارجية.

واظهرت مشاهد من داخل الموقع ظهور حفرة كبيرة جدًا داخل القاعدة، الامر الذي دفع رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل الى القول ان الانفجار تم عبر صواريخ من طائرات مقانلة وليس مسيرات، فيما لم تتضح بعد أي تفاصيل حتى الان عن حقيقة الحادثة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: قاعدة کالسو انفجار فی من الداخل من قبل

إقرأ أيضاً:

شحاتة السيد يكتب: لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا تُنفق المليارات لتشويه صورتها؟

ما يجري حول مصر اليوم لا يمكن قراءته كضجيج عابر، أو شغب سياسي مؤقت؛ بل هو نتاج ترتيب طويل، هندسة مقصودة ومستمرة، تستند إلى خبرة عميقة في الحروب الرمادية، وتُدار بأدوات ناعمة لا تُطلق رصاصة واحدة، لكنها تُصيب بعمق، وتُحدث ارتباكًا داخليًا طويل الأمد. 
 

نحن أمام حملة ليست وليدة لحظة، بل خلاصة خطط تمتد على مدار سنوات، تتكئ على فهم دقيق لطبيعة هذا البلد، لتاريخه، لمزاجه الشعبي، ولحساسيته تجاه صورته وذاته ومصيره.

وحين تتحرك مصر نحو بناء ذاتها، لا تتحرك في فراغ؛ كل خطوة تقطعها إلى الأمام، تقترب بها من لحظة لا تروق للكثيرين: لحظة التوازن. اللحظة التي لا تصبح فيها مصر عبئًا على المنطقة، بل رقمًا حاسمًا في معادلاتها. 

هذه اللحظة تحديدًا، هي ما تخشاه أطراف عدة؛ دول مجاورة كانت، طويلاً، تنعم بترف التحرك في ظل غياب الدور المصري أو انكفائه. أجهزة إقليمية تعودت أن تعمل في فراغات القوة، لا تجد في صعود مصر سوى تهديد مباشر لامتداداتها، ومصالحها، ونفوذها.

هؤلاء لا يعلنون القلق، لا يصرخون من على منصات السياسة؛ بل يتحركون بصمت، بدقة، وبميزانيات ضخمة لا يُعلَن عنها. يختارون التوقيتات الحساسة، والمفاصل الانتقالية، واللحظات التي يكون فيها المزاج العام مرهقًا أو مشوشًا، ليضربوا؛ ليس عبر الجيوش، ولا حتى بالتحركات الدبلوماسية، بل عبر شيء أكثر خطرًا: وعي المواطن.

لا أحد يوجّه لك ضربة مباشرة اليوم؛ ما يُصاغ الآن هو حرب على الإدراك، على الصورة، على المعنى. يُعاد تشكيل الوعي الجمعي للمصري عبر جرعات منظمة من التشكيك؛ ليس في حدث بعينه، ولا سياسة بعينها، ولكن في قيمة الدولة نفسها، في مشروعها، في حقها في أن تنهض.

هنا لا تُستخدم اللغة السياسية التقليدية، بل تُعاد كتابة الرواية بلسان يشبه لسانك، بلكنة مألوفة، بإيقاع قريب من الشارع، لكنه مسموم. تبدأ القصة من مشهد يومي بسيط، من شكوى مشروعة، من خطأ عابر، ثم تُضخَّم، وتُنسج حولها شبكة من التفسيرات، والاتهامات، والاستنتاجات؛ لتتحوّل إلى سردية مكتملة تُبنى في العقول، وتُتداول كأنها "الحقيقة الوحيدة الممكنة".

يُقال أن الإعلام الجديد منح الشعوب صوتًا؛ لكن في حالتنا، أصبح هذا الصوت هدفًا لمن يريد أن يزرع بداخله صدىً غريبًا، نشازًا، لا يعرف له مصدرًا. يكفي أن تنتشر آلاف الحسابات، أن تُنتج مئات المقاطع المصورة، أن تُضَخ تقارير مكتوبة في غرف مغلقة، وتُوزّع على منصات يبدو ظاهرها محليًا، لكنها مملوكة فعليًا لعواصم وأجهزة معروفة، لتتحوّل الحملة إلى ظاهرة، ثم إلى "رأي عام"، ثم إلى قناعة مسمومة تسري في الجسد الوطني.

المنصات الإعلامية التي تدّعي الحياد، والتقارير التي تصدر تحت عناوين كبيرة عن الحقوق والحريات، ليست دائمًا بريئة؛ هناك من يحترف خلط الأوراق، والتلاعب بالمفاهيم، وتقديم نصف الحقيقة على أنها كل الحقيقة. وهناك من يتقن صناعة الالتباس، وإشعال الشك، وفتح الثغرات في الجدار الداخلي؛ لا ليُصلح، ولكن ليُهدم من الداخل.

هذه ليست معركة على قرار، أو سياسة، أو شخص؛ هذه معركة على الجوهر، معركة على الصورة الذهنية التي تُرسم لمصر في أذهان أهلها أولًا، قبل أن تُرسم في الإعلام الدولي أو المؤتمرات. هذا لأن الخطر الحقيقي ليس في الحدث الذي يُشوَّه، بل في تراكم التشويه نفسه، حتى يفقد الناس ثقتهم في الواقع.

ولأن من يدير هذه الحرب يعرف تمامًا أن مصر لا تُهزم خارجيًا، فإنه يراهن على الداخل: على الإرباك، على التآكل التدريجي، على تآكل المعنى. يرمي إلى أن يتعوّد الناس على أن يُشككوا في كل شيء، حتى في أنفسهم، في قدرتهم على الفهم، على التمييز، على الصبر، على الأمل.

لكن هذا الرهان، رغم خطورته، يفتقد إلى أمر جوهري: أن مصر، رغم ما تمر به، ليست هشّة كما يتوهم البعض. صحيح أن الضغوط قاسية، وأن الطريق طويل؛ لكن المزاج المصري – الذي يبدو أحيانًا متقلبًا – يحمل بداخله وعيًا عميقًا تشكّل على مدى قرون. 
المصري يُجيد الإصغاء، لكنه أيضًا يُجيد التفرقة؛ وقد يتأثر، لكنه لا يُسلّم وعيه بسهولة.

ولعلهم لم يستوعبوا الدرس في كل محاولة لهز صورة مصر، كانت ترتد في النهاية إلى صاحبها؛ وكل حملة تُبذَر بالتمويل، تُقابلها في الداخل ذاكرة جمعية تعرف من يزرع ولماذا. لأن هذا الشعب، الذي عانى كثيرًا، لم ينسَ كيف تُبنى الدول، ولم ينسَ أثمان الفوضى، ولا ثمن الفراغ.

الذين يصرفون الملايين ليهدموا المعنى، لم يدركوا بعد أن مصر – حين تقرر أن تصمد – لا تقف وحدها، بل يقف خلفها شعب لا يُباع، ولا يُشترى، ولا يُدار من الخارج.

طباعة شارك اللغة السياسية الإعلام المنصات الإعلامية

مقالات مشابهة

  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • شاهد بالفيديو.. انفجار مدوٍ يهز أنحاء بورتسودان
  • عاجل. خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطين
  • عاجل. ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك
  • شحاتة السيد يكتب: لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا تُنفق المليارات لتشويه صورتها؟
  • مقتل رجل طعناً واعتقال الجاني بعد مطاردة مسلحة في بابل
  • من هو المُستهدف في غارة صريفا؟
  • تركيا تتحدث عن تحركات مريبة داخل سوريا
  • إصابة شخصين في انفجار قوي أمام مبنى سكني شمال اليونان
  • المجرية تنتعش بعد غضب شعبي في بابل.. صورة