حكومة تشاد تكشف تفاصيل الأزمة مع القوات الأمريكية على أراضيها
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
كشف المتحدث الرسمي باسم حكومة تشاد وزير الإعلام، عبد الرحمن غلام الله، تفاصيل الأزمة الأخيرة مع الجانب الأمريكي خلال تقارير صحفية نقلها عدد من الوكالات.
وقال غلام الله في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إن "الأمر يرتبط بتواجد قوات أمريكية من الموجودة في تشاد في مكان غير مصرح لهم بالتواجد فيه، ودون الأماكن المخصصة لهم، الأمر الذي دفعنا لمراسلة الجانب الأمريكي بأن القوات الأمريكية يجب أن تلتزم بالأماكن المخصصة لها".
وأوضح غلام الله أنه بعد التواصل مع الجانب الأمريكي عادت القوات إلى أماكنها المخصصة، ولم يعد هناك "مشكلة" في الوقت الراهن.
وفق الرسالة التي اطلعت عليها "سبوتنيك"، والمؤرخة بتاريخ 4 أبريل، حول تواجد الكتيبة الأمريكية في قاعدة "أدجي كوسيل"، فقد طالبت الرسالة ملحق الدفاع الأمريكي الوقف الفوري لأنشطة القوات الأمريكية خارج النطاق المنصوص عليه في الاتفاقيات الثنائية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر قولها، يوم الخميس الماضي، بأن الرسالة تم توجيهها إلى الملحق العسكري الأمريكي في تشاد الأسبوع الماضي.
وحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الرسالة لم تتضمن مطالبة مباشرة بمغادرة القوات الأمريكية، لكنها هددت بإلغاء الاتفاقية حول وضع القوات التي تحدد شروط وجود القوات الأمريكية في قاعدة عسكرية فرنسية في العاصمة نجامينا.
من ناحية أخرى أفادت وسائل إعلام بأن مجموعة من العسكريين التشاديين توجهت إلى القصر الرئاسي في العاصمة التشادية نجامينا، وتحاول السيطرة على القصر الرئاسي.
وأبلغت الحكومة التشادية، صباح الأربعاء، عن هجوم على مديرية الأمن الوطني التشادي أسفر عن مقتل عدة أشخاص.
وفي وقت سابق، أفادت أنباء عن تحرك الدبابات والعربات المدرعة في نجامينا التي تم إغلاق وسطها، وبحسب المنشور في موقع "تشاد وان"، فإن القوات الحكومية اقتحمت مقر "الحزب الاشتراكي بلا حدود" المعارض، بقيادة يايا ديلو، ابن عم الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي.
فيما يتفاقم الوضع في تشاد على خلفية الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتم الإعلان، يوم الثلاثاء، أن جولتهم الأولى ستقام في السادس من مايو، ويحكم تشاد حاليا مجلس عسكري بقيادة الرئيس الانتقالي، محمد إدريس ديبي، وهو ابن عم زعيم المعارضة ديلو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكومة تشاد تفاصيل الأزمة الأخيرة الجانب الأمريكي قوات أمريكية القوات الأمریکیة فی تشاد
إقرأ أيضاً:
ندوة المركز القطري للصحافة تكشف تفاصيل إبادة الرياضيين في غزة
نظم المركز القطري للصحافة ندوة بعنوان: "الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية"، ضمن سلسلة سوالف صحفية رياضية، بحضور عدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي والإنساني، وسعادة السيد محمد ضحى، مستشار السفارة الفلسطينية بالدوحة.
أدار الندوة الإعلامي الرياضي علي عيسى، رئيس اللجنة الرياضية بالمركز القطري للصحافة، وشارك فيها كل من الإعلامي الفلسطيني أحمد رجوب، والمذيع الفلسطيني حسن بدر، اللذين قدما شهادات ميدانية ومعلومات موثقة حول حجم الأضرار التي لحقت بالرياضة الفلسطينية جرّاء العدوان الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم.
واستعرضت الندوة التي أقيمت بقاعة "عبدالله بن حسين النعمة"، تفاصيل استهداف اللاعبين والمنشآت، والدمار الذي طال الأندية والملاعب والصالات، والتعتيم الإعلامي والصعوبات التي يواجهها الإعلام الرياضي الفلسطيني.
الشأن الإنساني
في البداية، أعرب الإعلامي الرياضي علي عيسى، عن سعادته باحتضان المركز القطري للصحافة هذه الفعالية، مؤكداً أن الندوة تندرج ضمن سلسلة من القضايا الجوهرية التي دأب المركز على طرحها للمناقشة في إطار اهتمامه بالشأن الإعلامي والإنساني.
وأكد عيسى أن الندوة حافلة بالمعلومات والبيانات والإحصاءات الدقيقة التي تقدم صورة حية عن حجم الاستهداف الممنهج للرياضة الفلسطينية من قبل الاحتلال، والذي تسبب في تدمير البنية التحتية الرياضية، وعرقلة تطور الرياضيين، وتدمير حياتهم وأحلامهم.
كما رحّب بالضيوف والمتحدثين المشاركين في هذه الندوة، مشيراً إلى أهمية مشاركتهم في إلقاء الضوء على جانب من معاناة الشعب الفلسطيني، التي تتجاوز الجانب السياسي لتطال الملاعب والرياضيين.
وأوضح عيسى أن الندوة تمثل منصة لطرح الأسئلة الجوهرية حول ما تتعرض له الرياضة الفلسطينية، مؤكداً أن دعم القضية الفلسطينية يجب ألا يغفل هذا الجانب الحيوي من حياة الفلسطينيين، متمنياً للشعب الفلسطيني التوفيق في مساعيه النضالية المشروعة، واستعادة حقوقه.
وأكد أن ما جرى للرياضة في فلسطين هو تدمير ممنهج يجب أن يلقى الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي والمنظمات الرياضية.
أرقام صادمة
من جانبه، أوضح الإعلامي الفلسطيني أحمد رجوب أن الرياضة الفلسطينية ليست بمنأى عن معاناة الشعب الفلسطيني، بل تُعد جزءاً أصيلاً من هذه المعاناة.
لافتاً إلى أن قطاع غزة بشكل خاص يُعرف بحبه الكبير للرياضة، سواء من حيث الممارسة أو التشجيع، لكن الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تدمير ممنهج لهذا القطاع الحيوي، حيث استُشهد أكثر من 600 رياضي فلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، وتوقف النشاط الرياضي كلياً، ليس فقط في غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية والقدس، باستثناء بعض الفعاليات التي استضافتها دولة قطر، وبعض الدول العربية.
وكشف رجوب عن استشهاد أكثر من 250 لاعب كرة قدم في غزة، وأكثر من 25 لاعباً في الضفة، وبلغ عدد الشهداء الرياضيين الشهر الجاري فقط 43 شهيداً، فيما استشهد جميع لاعبي منتخب فلسطين لكرة الطائرة، إضافة إلى أكثر من 25 لاعب كرة سلة، و15 لاعباً في التايكوندو، و10 في الجمباز، و10 في الجودو، و51 في الكشافة، و26 في الكاراتيه، و23 في الكرة الطائرة، بينهم 10 من المنتخب الفلسطيني، إلى جانب شهداء من الفنيين والإداريين ورؤساء اتحادات مثل محمد الدلو، رئيس اتحاد الكرة الطائرة، وكامل اليزيدي رئيس اتحاد القوة البدنية، ونايف الحطاب، رئيس نادي الشجاعية.
وشدد على أن الإعلام الرياضي لم يكن بمنأى عن هذه الخسائر، حيث استُشهد أكثر من عشرة صحفيين رياضيين، معظمهم تحولوا للعمل في الصحافة العامة؛ بسبب نقص الكوادر ومنع الاحتلال دخول الصحفيين إلى غزة، سواء من الصحافة المحلية أو الدولية، مؤكداً أن بعض المعلقين الرياضيين الذين اعتادوا التنقل بين الملاعب استشهدوا رغم عدم علاقتهم بأي نشاط سياسي.
وأكد رجوب أن منتخب فلسطين لكرة الطائرة انتهى بالكامل، ولا أحد يعرف متى يمكن أن يعود، مشيراً إلى أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم هو الوحيد القادر على تمثيل فلسطين حالياً، بفضل وجوده خارج البلاد منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
وعلى مستوى المنشآت، أوضح رجوب أنه تم تدمير أكثر من 95% من المنشآت الرياضية بالكامل، منها 29 صالة رياضية مغطاة من أصل 35 منشأة، وتدمير 23 ملعب كرة قدم، منها 19 بالكامل، وتحولت بعض الملاعب مثل اليرموك وفلسطين والدرة إلى مراكز إيواء، كما تم تدمير 58 مقراً لنادٍ رياضي، ولم تنجُ سوى ستة أندية فقط، إلى جانب تدمير 3 مسابح، و15 ملعب كرة سلة خارجياً، و17 ملعباً خماسياً، كما تم القضاء على جميع الخيول العربية الأصيلة في الإسطبلات الفلسطينية.
واعتبر رجوب أن ما حدث هو تدمير شامل للرياضة الفلسطينية بكل تفاصيلها، مؤكداً أن إعادة البناء ستبدأ من الصفر في ظل تلاشي الشغف لدى الرياضيين بعد هذه الخسائر الكبيرة.
وقال: إن الإعلاميين الرياضيين لم يعودوا يجتمعون إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح النشاط مقتصراً على ما وراء الشاشات دون وجود على أرض الواقع.
وأكد أن منتخب فلسطين يجمع شتات اللاعبين من الداخل والخارج، فهو المنتخب الوحيد في العالم الذي لا يستطيع التجمع داخل أرضه، لافتاً إلى أن الحرب منحت اللاعبين دافعاً أكبر للتضحية وتقديم أفضل ما لديهم.
وأوضح أن منتخب فلسطين يلقى دعماً جماهيرياً كبيراً من الفلسطينيين والقطريين، وكافة الشعوب العربية.
وتعليقاً على سؤال وجهه له مدير الندوة حول وضع فلسطين الأولمبي، أشار رجوب إلى التمييز الواضح في تعامل المؤسسات الدولية، لافتاً إلى أن الأعلام الأوكرانية كانت تُرفع في كل مكان، بينما يُحرم الرياضي الفلسطيني من أبسط حقوقه، وأن بعض اللاعبين الفلسطينيين لم يتمكنوا من تمثيل بلدهم في البطولات العربية؛ بسبب العدوان، فيما يتم غضّ الطرف عن مشاركة لاعب إسرائيلي شارك في الحرب وحصل على ميدالية في باريس، رغم الأدلة المنشورة ضده، بما يكشف أن المعايير يتم تطبيقها بطريقة انتقائية.
قصص مؤلمة
من جانبه، عبّر الإعلامي والمذيع الفلسطيني حسن بدر عن سعادته بالمشاركة في الندوة، مؤكداً أن ما تتعرض له الرياضة الفلسطينية هو جريمة إبادة مكتملة الأركان يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الرياضيين والمنشآت الرياضية، بل وبحق الإعلام الرياضي أيضاً.
وأكد أنه كان شاهداً على كثير من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق أندية رياضية ومنشآت ولاعبين خلال الأشهر الماضية في قطاع غزة.
وروى قصة مؤلمة عن اللاعب محمود الريفي، أحد نجوم كرة القدم في غزة، الذي تم استهداف منزله بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاده هو وأسرته، مؤكداً أن هذا المشهد يلخّص حجم المأساة التي يعيشها الرياضي الفلسطيني، والذي يمتلك الطموح والحلم لتمثيل وطنه، لكن الاحتلال يسلبه كل شيء.
وأشار إلى أن الوضع قبل السابع من أكتوبر 2023 كان مختلفاً تماماً، حيث كانت تُقام بطولات محلية، رغم بساطة الإمكانات، وكانت الأندية تنظم تدريبات دورية، وكان طموح اللاعبين دائماً هو تمثيل منتخب فلسطين في المحافل الخارجية، لكن بعد الحرب، اختفت الملاعب والتدريبات والتجمعات، ولم يتبقَّ شيء من الحياة الرياضية، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين اضطروا لبيع ملابسهم الرياضية وأحذيتهم لتوفير لقمة العيش لأسرهم.
وتحدث بدر عن الدمار الهائل الذي لحق بالملاعب والمنشآت، حيث تحوّل ملعب اليرموك- أحد أعرق الملاعب في غزة- إلى موقع عسكري، بينما تحوّل ملعب فلسطين إلى مقبرة جماعية.
وقال: هذا الملعب كان شاهداً في السابق على مباريات ودية دولية، مثل المباراة التي جمعت منتخب فلسطين بنادي الزمالك، لكنه اليوم أصبح رمزاً للدمار.
وأكد أن الرياضة كانت المتنفس الوحيد لسكان غزة، وكانت المباريات تحظى بحضور جماهيري كبير، حيث كان آلاف المواطنين يحجزون التذاكر ويملؤون القاعات والملاعب، لكن الحرب دمرت هذا الواقع بالكامل، ولم تترك مجالاً للرياضة ولا للفرح.
وأوضح أن المشهد الرياضي قبل الحرب كان يعكس حب الحياة لدى الفلسطينيين، الذين كانوا يصنعون من القليل أملاً، لكن بعد الحرب، تلاشى كل شيء.
وأشار إلى أن الأوضاع في غزة وصلت إلى حد اختفاء الشوارع الصالحة للعب الكرة، بل وحتى المسابح والصالات الرياضية، لافتاً إلى أنه شخصياً تنقّل من شمال غزة إلى جنوبها عبر محاور مدمرة، وشهد المآسي، حيث تم اعتقال عدد من الرياضيين، ولا تزال أخبارهم منقطعة حتى الآن.
وتحدث عن تأثير الحرب على مشاركة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، منوهاً بأن الكثير من اللاعبين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع للانضمام إلى المنتخب في مباريات دولية، بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
وأوضح أن عدداً من رموز الرياضة الفلسطينية في غزة، ممن كان لهم دور كبير في دعم المنتخب، استُشهدوا أو فُقد الاتصال بهم، ما زاد من حدة المأساة.
وفي ختام كلمته، قال حسن بدر: إن الفلسطينيين قادرون على النهوض من تحت الركام، وإن الرياضة الفلسطينية ستعود، رغم كل ما تعرّضت له من دمار.
وقفة إعلامية
بدوره، أكد الأستاذ صادق محمد العماري، مدير عام المركز القطري للصحافة، أن ما يجري في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، هو مأساة حقيقية تستدعي وقفة إعلامية وأخلاقية جادة، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي مسح الخريطة الرياضية في غزة بالكامل.
وقال: التعتيم الإعلامي المفروض على ما يحدث، ومنع دخول وفود الصحافة الأجنبية إلى القطاع، يعمّق من فداحة الكارثة، ويجعل المسؤولية مضاعفة على الصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون نقل الصورة رغم تعرضهم المستمر للاستهداف والقتل، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين حتى الآن 231 صحفياً وصحفية.
وأوضح العماري أن المركز القطري للصحافة نظم هذه الجلسة كلفتة رمزية تعكس مشاعر الإخاء والدعم الإنساني، مؤكداً أن معاناة أهالي غزة تمسّ ضمير كل إنسان.
وأعرب العماري عن أمله في أن تصل المساعدات القطرية والدولية إلى سكان غزة المحاصر في أقرب وقت، وأن يعمّ الأمن والسلام أرض القطاع، وتعود الحياة إلى طبيعتها.