الخرطوم- حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الجمعة19ابريل2024، مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتّصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور حيث بات السكّان على شفا مجاعة.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسيّة روزماري ديكارلو إنّ البلاد تشهد "أزمة ضخمة من صنع الإنسان بالكامل"، بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتّاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو.

وأضافت "الأطراف المتنازعون تجاهلوا بشكل متكرّر الدعوات لوقف الأعمال العدائيّة، بما فيها تلك الصادرة عن هذا المجلس. وبدلا من ذلك، سرّعوا استعداداتهم لمزيد من المعارك"، متحدّثة عن "مواصلة القوّات المسلّحة السودانيّة وقوّات الدعم السريع حملاتهما لتجنيد مدنيّين".

وأعربت خصوصا عن قلقها إزاء تقارير بشأن هجوم "وشيك" محتمل قد تشنّه قوّات الدعم السريع على الفاشر، وهو ما يثير خطر فتح "جبهة جديدة في النزاع".

والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وقد لجأ إليها كثير من النازحين بعدما ظلّت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.

وقوات الدعم السريع التي يقودها دقلو المعروف بـ"حميدتي" تسيطر حاليا على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس، ما عدا الفاشر التي تضمّ مجموعات مسلّحة متمرّدة كانت قد تعهّدت حتى الأمس القريب الوقوف على مسافة واحدة من طرفَي الحرب، ما جنّبها الانزلاق إلى القتال.

لكنّ هذا الموقف تبدّل مع إعلان جماعات متمردة أنّها قرّرت خوض القتال ضدّ قوات الدعم السريع بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" التي تُتَّهم هذه القوّات بارتكابها في الفاشر.

ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات. ومنذ منتصف نيسان/أبريل، تم الإبلاغ عن قصف واشتباكات في قرى محيطة.

وقالت إديم ووسورنو، مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنّ "ثمّة تقارير مستمرّة بشأن معارك في الأجزاء الشرقيّة والشماليّة من المدينة، ما تسبّب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص"، مشيرة إلى أنّ منظّمة "أطبّاء بلا حدود" عالجت أكثر من 100 ضحيّة في الفاشر خلال الأيّام الأخيرة.

وأضافت أنّ "العدد الإجمالي للضحايا المدنيّين يُرجّح أعلى من ذلك بكثير"، محذّرة من أنّ "أعمال العنف هذه تشكّل خطرا شديدا وفوريا على 800 ألف مدني يعيشون في الفاشر، وهذا يُهدّد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور".

من جهتها، قالت ديكارلو إنّ "المعارك في الفاشر يمكن أن تؤدّي إلى صراع دموي بين المجموعات السكانيّة في أنحاء دارفور" ويزيد من إعاقة توزيع المساعدات الإنسانيّة في منطقة باتت "بالفعل على شفا مجاعة".

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كذلك، دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكّانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتيّة المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.

 

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود: العنف والجوع يدمران حياة السودانيين بجنوب دارفور

قالت منظمة أطباء بلا حدود إن العنف والجوع يدمران حياة السودانيين في جنوب دارفور، مبينة أن المعاناة تتعاظم جراء انسحاب المنظمات الإنسانية من المنطقة.

وأوضحت المنظمة في تقرير جديد، نشر الأربعاء، بعنوان "أصوات من جنوب دارفور"، أنه رغم توقف المعارك البرية في المنطقة حاليا فإن انعدام الأمن لا يزال قائما حيث يتعرض الناس "لعنف مروع على الطرقات وفي المزارع والأسواق وفي بيوتهم".

وأشارت المنظمة إلى تقارير عن اعتقالات تعسفية وسرقات ونهب، فيما تتواصل الغارات الجوية والضربات بالطائرات المسيرة على جنوب دارفور.

كما ذكر التقرير أن العنف الجنسي ينتشر على نطاق واسع، حيث قدمت أطباء بلا حدود الرعاية لـ659 ناجية وناجيا في الفترة من يناير/كانون الثاني 2024 إلى مارس/آذار 2025، مشيرا إلى أن 56% من الناجين تعرضوا للاعتداء على يد شخص غير مدني.

وأشار التقرير إلى أن جنوب دارفور شهد حرب مدن ضارية في 2023، مما أدى إلى تدمير المستشفيات والبنى التحتية الحيوية، ومع احتدام القتال "انهار حضور المنظمات الإنسانية والذي كان كبيرا قبل اندلاع الحرب".

❗️صدر تقرير جديد عن أطباء بلا حدود اليوم بعنوان "أصوات من جنوب دارفور"، يوضّح التقرير وضمن شهادات حية كيف أن تبعات العنف المتفشي، وانهيار نظام الرعاية الصحية، والنقص في الاستجابة الدولية، كلها قد اجتمعت لتستنفد استراتيجيات التكيّف لدى الناس.

لقراءة التقرير:… pic.twitter.com/g4ZDJL06Vh

— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) June 4, 2025

إعلان

وقال مدير الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في السودان أوزان أغباس إن أصوات الناس وقصصهم تعكس "كمّ المعاناة والانتهاكات والقسوة التي يشعرون بها في مجتمعات جنوب دارفور، ولكنها تظهر أيضا صمودهم وتعاطفهم".

ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلفت عشرات آلاف القتلى وشردت 13 مليون شخص على الأقل، في حين تعاني بعض المناطق من المجاعة وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم حسب الأمم المتحدة.

وكثفت قوات الدعم السريع من هجماتها على مناطق سيطرة الجيش في غرب السودان وشرقه خلال الفترة الماضية، بعدما أخرجها الجيش من الخرطوم ومدن أخرى رئيسية في وسط البلاد.

وقتل 14 شخصا وأصيب آخرون في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع، الأربعاء، على مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقا لما أعلنته غرفة طوارئ المخيم، التي أوضحت أن القصف استهدف سوق نيفاشا وأحياء سكنية.

وجاء هذا بعد ساعات من قصف استهدف مطار نيالا بجنوب دارفور، والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • «محامون من أجل فلسطين»: الدعم الأمريكي لحماية إسرائيل مقبرة جديدة لحقوق الإنسان
  • خاص لـ”العنوان 24″: ميليشيا الدعم السريع تلجأ إلى الاتجار بالبشر لتعويض خسائر جنودها
  • الأمم المتحدة تُقر بوقوع وفيات المدنيين في روسيا جراء النزاع الأوكراني
  • مقتل وإصابة العشرات في الفاشر بقصف من قوات الدعم السريع
  • مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع لسوق نيفاشا بالسودان
  • تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المواطنون في مدينة الفاشر – فيديو
  • أطباء بلا حدود: العنف والجوع يدمران حياة السودانيين بجنوب دارفور
  • مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفور
  • الأمم المتحدة تدعو إلى تقديم المزيد من الدعم لخطة الاستجابة الإنسانية لسوريا
  • تحذير أممي من تهديد الاستقرار العالمي.. 4 ملايين لاجئ سوداني بسبب الحرب