بقلم / عمر الحويج

كتب استاذي البروف عبدالله علي ابراهيم مقاله الرصين والشيق في هذا الموقع وغيره من المواقع ، بعنوان التغييرفوبيا ، بتاريخ 12 أبريل 2014م وكان عن الثورات "عموم الثورات" التي نقول عنها ، أنها لم تكتمل ، او أنها أجهضت وأندثرت وماتت ، لكنها دائماً حية ، تنمو خلاياها وتتجدد وتتواصل .
فعدت لهذه القصة القصيرة من مجموعتي القصصية (إليكم أعود وفي كفي القمر) للربط بين الثورة وأكتمالها ، ورؤية البروف عبدالله من داخلها ، وليس قشور خارجها .


وكان أول نشر لها بداية عام 1965م ، في جريدة الميدان الصفحة الأدبية التي كان يشرف عليها البروف عبدالله على ابراهيم ذلك الزمان ، وخُتِمت تلك القصة بعبارة النهاية :
(ويراه: الجرح الغائر في جبهته ، تضيئه أشعة الشمس الحارقة، وصندوقه ملقىً على الأرض ، في جانب منه حيث صورة الشهيد القرشي ، يوجد دم .. وفي جانبه الآخر بقيت كلمه.. لم تكتمل بعد...) .
وثورة أكتوبر ظللنا في وصفها الثابت ، أنها لم تكتمل ، ولكنها حسب البروف لم تمت لأنها الحلم الأبدي المتسع ، فتواصلت أكتوبر في ثورة مارس / أبريل 1985، وأيضاُ قلنا عنها أنها لم تكتمل ، لكنها عادت فتية ناصعة ، وأقوى وأكبر ، في ثورة ديسمبر 2018 م المجيدة ، وستستمر الثورة "عموم الثورات الحلم" إلى أبد السودان وشعبه وشغفه الثوري بالتغيير حياً ، فالثورات قد تخبو ولكنها لا تموت وصحيح قد لا تكتمل ، ولكنها تكمل مسيرتها . لأنها بوسع الحلم المتجدد أبداً ، ما عاش ذلك الشعب بداخله ذلك الحلم الأبدي المتجدد ، حتى لو إنتصر ، ويظل شغفه بحلم الثورة متواصلاً لنصرٍ أعمق .

***

قصة قصيرة : [ .. وحتى الصّغار !! ]
***
عام 1965م في جريدة الميدان اشراف عبدالله على إبراهيم
بقلم / عمر الحويج

شارع الأسفلت، طويل وعريض: على جانبيه، عمارات ذات أشكال هندسية حديثة، ترتوار. يتوسط شارع الأسفلت، مرصوف بعناية ومدهون.. كذلك بمتوالية اللونين، الأبيض والأسود.. وعلى طوله عمدان عليها لمبات نيون ملونة، وغير ملونة.
تحت ظل شجرة، على جانب شارع الأسفلت، وعلى الأرض التراب.. جلسا: طفلان.. أمامهما، صندوقا ورنيش، ملصق على كل منهما، وباهتمام ملحوظ.. صورة مكبرة للشهيد “أحمد القرشي” أحدهما.. وهو الأكبر من أبناء الشمال، هزيل الجسد، حليق شعر الرأس، حافي القدمين، على الجسد النحيل، عرّاقي بلدي، استنزف منه الكثير من المال، حين اشتراه، أخرجها بسخاء عساه يحمي جسده من ويلات الطبيعة القاسية، ولكنه.. العرّاقي، فشل في مقاومة هذه الويلات، فقد تمزقت أطرافه، واختفى لونه الأبيض، داخل بقع الورنيش.. متعددة الألوان.. الآخر رفيقه في المهنة وهو الأصغر، من أبناء الجنوب: ما يعرفه عنه الآخرون، حسب ما رواه هو، عن نفسه.. إنه وأمه حين أشتد بهم الفقر والجوع و.. ضرب النار، هربا معاً، إلى أقرب مدينة، خارج حدود الجنوب. حين اشتد بهم الفقر أكثر، قررت أمه، أن ترسله إلى الخرطوم، أودعته يومها القطار، ووقفت بعيداً عنه، تحتضنه بعينيها، والدموع تحجب عنها حتى شبحه، فلا تراه كما ترغب، وحين بدأ القطار في إعلان تحركه، مطلقاً صافرته: تذكر لحظتها.. الفتى الصغير.. حضن أمه الدافئ.. والحنون، وهذا ما دفعه والقطار يتحرك، أن يحاول الارتماء، على هذا الحضن، ولكن الأرض الصلبة هي التي احتضنته، وكان دم.. وجرح غائر في جبهته.. لا يزال. ضمَّدته أمه، بحفنة تراب.. وبعض أعشاب، وأودعته بعدها، قطار اليوم الثاني.
الكبير.. ابن الشمال يحفر في صندوقه بعض كلمات. الصغير ابن الجنوب يسأله.. ماذا يكتب؟؟، الكبير ابن الشمال، يجيبه وهو منهمك في الحفر “دماء الطلبة فداء الشعب “، يبتسم الصغير، ابن الجنوب، فقد سمعها كثيراً هذه الأيام، بل ردَّدها “دماء الطلبة..”، كان ذلك، حين جاء أولئك الناس، وتجمعوا فجأة، من أين أتوا، هو لا يعرف، ولكنه يذكر، أنه تأبَّط صندوقه، ودخل وسطهم، وأخذ يردد معهم.. دماء الطلبة فداء الشعب… مد صندوقه إلى الكبير ابن الشمال، قائلاً.. أكتب عليه -عاش كفاح الشعب- فهي أيضاً، عبارات رددها كثيراً، الأيام الفائتة. الآخر.. يحتضن الصندوق، يتكيه على الجانب الآخر من المكان الملصقة عليه صورة (القرشي).. يبدأ في حفر كلمة واحدة، ولكنه أحس بالتعب، أصابعه الممسكة بقطعة الحديد المدببة، تؤلمه.. ينفخ عليها بفمه، يشعر بالألم يخف قليلاً، بطرف العرَّاقي يجفف العرق، من على وجهه، يلقي بنظره على طول الأسفلت أمامه، في نهايته: بناء شامخ، حوله عسكر، مدججون بالسلاح، يعيد النظر مرة أخرى، بالأمس، رمونا بالقنابل المسيلة للدموع، رشقناهم بالحجارة، حاصرونا بالأسلاك الشائكة، الناس لم تخف. أنا أيضاَ لم أخف، كنا نردد -الإضراب سلاح الشعب- أين يا ترى قرأت هذه العبارة؟.. أيوه.. تذكرت.. أخي، ورقات كانت له، كانت المدينة هادئة وصامته، وشمسها محرقة، جئت ساعتها من الخارج، هممت بخلع ملابسي، وكان أخي، هو وجماعته -كما تسميهم أمي- يجلسون في الغرفة الأمامية، حينما سمعت طرقات، على الباب. رميت، ما بيدي.. وعلى عجل، أسرعت لفتح الباب، وقبل أن أصله.. الباب ينفتح بعنف.. يندفع إلى الداخل أحدهم، يتبعه آخرون، ما حدث بعد ذلك، يصعب تذكره، قبضوا على أخي وجماعته -كما تسميهم أمي- أخذوا يفتشون المنزل: الأرض وحفروها.. كل شيء وبعثروه.. حتى (التُّكُل).لم يستثنوه.. أدخل أحدهم يده في “خمّارة العجين “.. أذكر يومها أن أمي حملتني إياها، لأسكبها في الشارع.. كل ذلك، ولم يجدوا ما جاءوا يبحثون عنه. رغم ذلك.. قذفوا بأخي، وجماعته -كما تسميهم أمي- داخل كومر الحكومة وذهبوا. بكيت يومها كثيراً، ولكن أمي لم تبكِ، بل أسكتتني بنهرة قوية، ومن خلال بقايا دموعي، رأيتها تحفر في جوف جدار مهجور لم تصله أيديهم، رأيتها تخرج عدة رزم من الأوراق المهترئة، صبّت عليها كمية كبيرة من الجاز، ثم أشعلت فيها النار. تركتها مشتعلة، وغادرت المكان.. يومها دفعني حب الاستطلاع، لكشف سر كل هذا الذي يجري أمامي، وأنا لا أفهمه.. فتسللت خلسة إلى حيث النيران المشتعلة، استطعت أن ألتقط إحدى الأوراق، التي أبعدها الهواء، عن السنة النيران، أزلت ما علق عليها من تراب ورماد.. رأيت عليها كتابة باهتة، التقطت عيناي بصعوبة عبارة لم أفهمها في حينها، تتحدث عن الإضراب السياسي، وحتى أمي لم تتركني أفهم أكثر.. كفاية أخوك الكبير.. هكذا تمتمت، وهي تمزق الورقة، التي كانت في يدي.. ولكني الآن بدأت أستوعب معناها. يرفع رأسه ينادي رفيقه الآخر. بعد أن تأكد له أن رفيقه أعطاه انتباهه، يهمس له: الناس كلهم أضربوا عن العمل.. ليه نحن ما نضرب عن العمل مثلهم. رفيقه الآخر لا يجيب. بل تجذب انتباهه، وقع خطوات، والتي دائماً ما تعني له الكثير، الخطوات تتوقف أمامه، صاحبها يسأل.. عندك ورنيش أحمر؟.. كلمات رفيقه ترنّ في أذنه.. لماذا لا نضرب عن العمل مثلهم.. رد سريعاً على صاحب الخطوات.. عندنا، ولكن نحن أضربنا عن العمل، يتبادل ورفيقه، ضحكات انتصار مرحة.. حمل الكبير ابن الشمال صندوقه، وأراد التحرك. الآخر، الصغير.. ابن الجنوب يوقفه: أكمل لي كتابة الكلمات، التي بدأتها. يتوقف الكبير.. ابن الشمال، يأخذ منه الصندوق، يمر بنظره سريعاً، على الكلمات التي أكمل حفرها: “عاش كفاح…” بقيت كلمة واحدة يمسك بقطعة الحديد المدببة، قبل أن يشرع في حفر الكلمة الأخيرة، رفيقه يلكزه على كتفه.. سامع، مظاهرة.. أيوه.. سامع، أجرى نحصلها. يتأبّطان صندوقيهما ، يجريان بسرعة وجهتهما الأصوات الهادرة ، المتجهة صوب البناء الشامخ .. يجريان أسرع . الكبير ابن الشمال يجري وأفكار سريعة تجري داخله .. جلابية المدرسة ، ما زالت في دولاب أمي ، آخر مرة رآها.. الجلابية .. لم تكن جديدة ولكنها نظيفة .. غير بقع من الحبر .. يا لخبثه!! ، لقد رشها بنفسه ، يوم سمح له معلم اللغة العربية ، باستعمال الحبر لأول مرة .. يا ربى حاجة مدينة تكون هي أيضاً ، أضربت عن العمل . إنه اشتاق لطعميتها .. إلى القصر حتى النصر .. يردد مع الآخرين . صوت فرقعة قوية ، إنها ليست أصوات القنابل المسيلة للدموع ، التي اعتاد على سماعها ، الأيام السابقة ، لا .. إنها أصوات، رصاص.. والناس تتقدم . الرصاص لن يرهبنا.. ناس تقع على الأرض.. وناس تتقدم ، و… يلتفت بحثاً عن رفيقه.. ويراه : الجرح الغائر في جبهته ، تضيئه أشعة الشمس الحارقة ، وصندوقه ملقىً على الأرض ، في جانب منه ، حيث صورة الشهيد القرشي، يوجد دم .. في جانبه الآخر بقيت كلمه .. لم تكتمل بعد ...

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على الأرض لم تکتمل عن العمل

إقرأ أيضاً:

عن كتاب “مؤانسات فى ادب الرسائل” .. بين الراحل عمر السورى وجمال محمد ابراهيم

صديق محيسي
مؤانسات فى ادب الرسائل أصداره جديدة قام بتحريرها الباحث جمال محمد ابراهيم ,وهى عباره عن رسائل متبادلة بينه وبين الصحفى والأديب الراحل عمر جعفر السّورى تناولت شئون وقضايا مختلفة ,منها الأدبية ,ومنها السياسية ,وما ربط بينهما من ذكريات مشتركة بدات بتعارف جمال بعمر لأول مرة عندما زاره فى سبيعنات القرن الماضى فى السفاره السودانية بتونس وهو دبلوماسى فى اولى عتباته, ثم تواصلت الصلات وقويت بعد ذلك عندما صارسفيرا للسودان فى لبنان .
كنت قد اشرت فى تعليقى عن السيرة "الغيرية " لمسيرة الدبلوماسى النبيل عمر عديل ان الثقافة السودانية خلت من هذا النوع من ادب الرسائل إلا من رسائل من طرف واحد جاءت فى اشعار شعراء الحقيبة الذين عاشوا مجتمعا مغلقا لاتشاهد فيه المراة إلا فى بيوت الأعراس فهى سجينة وراء الجدران العالية قبل الأنتقال من مرحلة"الطاقة " ثم الى مرحلة الشباك مما جعل الشعراء فى حالة تبريح مستمر .
على سيرة رسائل جمال محمد احمد الى أبنائه وبناته لما فيها من حسن بيان ونقاء سريره وثاقب حكمه كما يقول الكاتب فأنه لم يبخل على صديقه عثمان محمد الحسن فى تضمينها فى كتابه عنه .
وفى شأن هذه السيرة أزيد الباحث جمال ان هناك رسائل اخرى جرى تبادلها بين الشاعر محمد المهدى المجذوب والسفير على ابوسن ولكن كان طابعها "قطيعة" نميمة فى منصور خالد واشخاص اخر, الشىء الذى نفاه المجذوب قبل وفاته واتهم ابو سن بتحريف رسائله.
تلك الرسائل الشعرية من جانب واحد التى ذكرناها كأضافة معلوماتية لايمكن ان تشبيهها برسائل جبران خليل جبران الى الكاتبة اللبنانية مى زياده صاحبة الصالون الادبى الشهير,او للكاتبة االأمريكية مارى هيسكل او رسائل العقاد الى الأديبة مى ، اما رسائل االروائى الفلسطينى غسان كنفانى الى الكاتبة اللبنانية غادة السمان ونشرت بعد وفاته فأن المرسل اليها لم تفصح عن محتوى ردودها عليه , بل زعمت ضياعها خلال الحرب الأهلية اللبنانية .
يواصل الكتاب فى سيرة الرسائل فيذكر تبادلها بين الشاعرين محمود درويش ,وسميح القاسم ,وكانت فى معظمها فى الشأن السياسى الفلسطينى ,ودور الأدب فى الثورة والتحرير ,واضيف اليها صراع الجبهات بين فتح ,والشعبية لجورج حبش ,والديمقراطية لنايف حواتمه ,والعربيه لأحمد جبريل .
كتاب مؤانسات فى ادب الرسائل حمل عشر رسائل لجمال ابراهيم ,وباقى الرسائل لعمر السّورى وجمال بدأ رسائله , بعنوان "الوجه الاخر للأغاثة "وكانت حول كتاب للكاتبة الأمريكية "اسكرو جينز" عن شابه بريطانية تدعى " ايما ماكيون " تعرفت واعجبت اثناء دراستها الجامعية فى لندن بعدد من طلاب العلم االسودانيين الذين كان بينهم احمد كرداوى الذى يعمل فى مجال الأغاثة وهو الذى ساعدها للدخول فى هذا المجال فقادها حبها له ولهم وتأملها واستغراقها فى سحر غابات افريقيا فيتحول هذ الشعور الى رغبة جامحة انتهت بها الى الذهاب الى جنوب السودان لتعمل فى اغاثة وتعليم الأطفال ,وفى غمرة حرب التحرير التى كان يقودها جون قرنق ضد حكومات الشمال تعرفت الى نائبه ريك مشار الذى عاد فيما بعد واختلف مع زعيمه فوقفت ايما مع زوجها فى معركته تلك غير انها لقت حتفها فى حادث سيارة كانت فى طريقها الى نيروبى .
وفى سيرة السودان يتناول عمر السّورى وضع الصحافة فى السودان فى عصر النميرى ويذكر الهجمة على الصحفيين الذين تعرضوا الى الفصل فطرح موضوعهم فى اجتماعات اتحاد الصحفيين العرب فى تونس والذى كان الراحل امينا عاما مساعد فيه فكلف بزيارة السودان وبحث هذا الموضوع مع وزير الأعلام يومذاك اسماعيل الحاج موسى فلم يجد منه ترحيبا بل اصراراعلى المضى فى تشريد اولئك الصحفيين .
مواصلة للشأن السودانى الذى فضلت ابرازه عن غيره يسرد السورى حكاية الصحفى الأردنى الذى ذهب الى الراحل الشاعر والأدارى محمد عثمان يسن الذى بعثته حكومة السودان لأصلاح النظام الأدارى فى الأردن "انظرعندك كيف كنا!" وكيف وجده يفيض ادبا وشعرا وعلما وتواضعا فخرج منه ممتلئا اعجابا بالسودان والسودانيين, ويسترجع الراحل نستالجيا كيف كان التسامح عقيدة فى السودان فيسرد قصة مصطفى حامد الأمين شقيق الأديب عبد الله حامد الأمين الذى اعتنق البوذية فنشرت قصته الصحف وكان حديث المجالس, فلم يتهمه احد بالكفر والأرتداد عن دين الأسلام ,فالزمان كان غير زمان, والناس غير الناس ,والقوانين غير القوانين ,فتلك كانت حضارة المستعمر التى استبدلها الهوس الدينى الذى جلبه الأخوان المسلمون فشنقوا محمود محمد طه وسنّوا سيوف الأرهاب فى وجه كل من يخالفهم الرأى .
يواصل السّورى الحديث عن الراحل المناضل والصحفى والشاعر ادريس عوض الكريم الذى نذر نفسه للثورة الأريترية فخاض فى بحر الثورات ليصل الى ساحل الثورة الفلسطينىة .
وبعيدا عن الشان السودانى تبادل الكاتبان الحزن والعزاء على رحيل صحفية ومثقفة لبنانية هى "مى غصوب" التى اسست دار الساقى للنشر,فكان لهما علاقة فكرية وشيجة ,وفى الشان اللبنانى ايضا يكتب جمال ابراهيم لعمر السّورى هذه المرة فى شان الاستثمار بين السودان ولبنان بكونه كان سفيرا للسودان فى هذا البلد ,ويسرد انه كتب فى هذا الموضوع الى صديقه الصحفى ضياء الدين بلال فى صحيفة الراى العام ولكن قارئا تصدى له غاضبا رادا عليه بأنه ليس من فائدة من لبنان فهى محض دولة شاورما وسلطة فتوش ,وذكر ان القارىء المعلق زاد اكثر فكرر ماشاع عند البعض حتى صار فلولكورا شعبيا كما عبر الكاتب ان مندوب لبنان وقف ضد انتساب السوادن الى الجامعة العربية كأنما مندوب لبنان يملك حق الفيتو دون الجميع , وقال رجعت الى وثائق وزارة الخارجية فلم اجد شيئا كهذا ,ويدخل بنا جمال بطن التاريخ فيذكر ان المحجوب وشارل مالك ترشحا الى رئاسة الجمعية العمومية فى دورتها الثالثة عشر عام 58 فتم اختيار مالك لكونه مقرب من الأدارة الأمريكية ,فسارع اليه المحجوب الذى كان منافسا قويا له بتهنئته مما يدل على سلوك حضارى فى عصر كان فيه العربان يكافحون القمل "بالجمكسين", ولمزيد من المعلومات فى قدم تأريخ العلاقة اللبنانية السودانية يكشف الكاتب ان اول قنصل للبنان كان هو الطبيب نقولا معلوف , ويذكران جورج مرهج كان صاحب اول صيدلية فى الخرطوم ووكيلا للشاحنات الأنجليزية فى السودان, ويبحر اكثر ليصل الى نعوم شقير وكتابه عن تاريخ السودان ,ومصطفى قليلات اول رئيس تحرير لصحيفة "الرائد " وفارس نمر الذى اصدر جريدة السودان كنسخة من الصحيفة الأنجليزية "الديلى هيرالد" ويزيدنا جرعة هامة من التاريخ ذهاب اسماعيل الأزهرى ,وعوض ساتى ,والنصرى حمزه ,ويوسف بدرى الى لبنان للدراسة فى جامعاتها .  

مقالات مشابهة

  • بين استراتيجية الغرب وعفوية العرب!
  • الاحتلال ينسحب من الشمال ويتوغل وسط رفح
  • سيدة تطلب الطلاق خلعا بعد 11 شهرا من زواجها بأكتوبر.. التفاصيل
  • إسرائيل تضع قواعدها في الشمال بحالة تأهّب
  • طوارئ غزة تحذر من العودة إلى مناطق الشمال لأسباب صادمة.. تفاصيل
  • عن كتاب “مؤانسات فى ادب الرسائل” .. بين الراحل عمر السورى وجمال محمد ابراهيم
  • الجنجويد … انتم اسوأ من طائر الوقواق، الثعابين وحتى الكيزان !!
  • سويلم: فتح باب التقديم في مسابقتى "المخترعين الصغار" و"عرض أطروحة الماجستير والدكتوراه"
  • «سماحة الأديان وتقبل الآخر» في ندوة توعوية بطب أسنان طنطا
  • جاد شويري يطرح أغنية مع مطربة مصرية جديدة.. «مختلف عن كليباته السابقة»