مقال للرئيس الكولومبي: لا بد من التصدي لتدمير إسرائيل لغزة وللقانون الدولي
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
كتب رئيس جمهورية كولومبيا غوستافو بيترو أن العالم ظل ينظر خلال 600 يوم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يقود حملة تدمير في غزة، ويصعد الصراع الإقليمي ويقوض القانون الدولي، دون اتخاذ أي إجراء.
وحث الرئيس الكولومبي -في مقال بصحيفة غارديان- الحكومات، وخاصة حكومات دول الجنوب العالمي، على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة وانتهاكاتها للقانون الدولي، وقال "لا يمكن لحكومات مثل حكومتي أن تظل مكتوفة الأيدي".
وذكر بيترو بأن 124 دولة صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحملت التزامات ملموسة، تشمل تحقيقات وملاحقات قضائية وعقوبات وتجميد أصول، ووقفا للواردات والأسلحة.
وأكد غوستافو بيترو أن هذا القرار حدد مهلة نهائية مدتها 12 شهرا لإسرائيل "لإنهاء وجودها غير القانوني دون تأخير"، منتقدا تقاعس المجتمع الدولي عن التزاماته السابقة، حيث سمحت دول كثيرة للحسابات الإستراتيجية أن تطغى على واجبها.
وأشار الرئيس إلى رد الولايات المتحدة على قضية جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى "أننا قد نواجه تهديدات بالانتقام عندما ندافع عن القانون الدولي، ولكن عواقب التخلي عن مسؤولياتنا ستكون وخيمة. فإذا فشلنا في التحرك الآن، فإننا لا نخون الشعب الفلسطيني فحسب، بل نصبح متواطئين في الفظائع التي ارتكبتها حكومة نتنياهو".
وقد صعدت بعض الحكومات بالفعل. فعلى سبيل المثال، علّقت حكومتي صادرات الفحم إلى إسرائيل، إدراكا منها أن العلاقات الاقتصادية لا يمكن فصلها عن المسؤوليات الأخلاقية. وفي غضون ذلك، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام أعلى محكمة في العالم. ومنعت ماليزيا جميع سفن الشحن التي تحمل العلم الإسرائيلي من الرسو في موانئها.
الخيار قاسٍ ولا يرحم، إما أن نقف بثبات دفاعا عن المبادئ القانونية التي تسعى إلى منع الحرب والصراع، وإما أن نشاهد النظام الدولي ينهار تحت وطأة سياسات القوة الجامحة بلا رادع
بواسطة غوستافو بيترو
ونبه بيترو إلى أن الاختبار التالي للمجتمع الدولي قريب، لأن بلاده وجنوب أفريقيا، وهما الرئيسان المشاركان لمجموعة لاهاي، ستعقدان مؤتمرا طارئا بشأن غزة، وتدعوان له وزراء من دول حول العالم للتداول في دفاع متعدد الأطراف عن القانون الدولي، وذلك لتقديم تدابير قانونية ودبلوماسية واقتصادية ملموسة من شأنها وقف تدمير إسرائيل لغزة، ودعم المبدأ الأساسي القائل بأنه لا دولة فوق القانون.
إعلانوفي السياق الإنساني المتردي في غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها "أكثر بقاع الأرض جوعا"، وأن مهمتها في إرسال المساعدات إلى غزة "واحدة من أكثر المهمات عرقلة في التاريخ الحديث"، سيدعو مؤتمر بوغوتا الطارئ الدول للانتقال من الإدانة إلى العمل الجماعي، مؤكدا أنه بقطع علاقات التواطؤ عبر محاكم دولنا وموانئها ومصانعها، يمكننا تحدي رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو لعالم "القوة فيه هي الحق".
وخلص رئيس كولومبيا إلى أن الخيار قاسٍ ولا يرحم، فإما أن نقف بثبات دفاعا عن المبادئ القانونية التي تسعى إلى منع الحرب والصراع، وإما أن نشاهد النظام الدولي ينهار تحت وطأة سياسات القوة الجامحة بلا رادع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا: مستمرون في دعوانا ضد “إسرائيل” رغم وقف إطلاق النار في غزة
#سواليف
أكدت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في #جنوب_أفريقيا أن #وقف_إطلاق_النار في قطاع #غزة لا يُسقط #الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مشددة على أن الدعوى المقدمة ضد “إسرائيل” أمام #محكمة_العدل_الدولية تهدف إلى منع تكرار الانتهاكات، وليس فقط تعليقها مؤقتًا.
وقالت الوزارة في بيان صدر اليوم الأربعاء إن “المسار القضائي يعكس التزام جنوب أفريقيا التاريخي بمناهضة الفصل العنصري والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة”، في إشارة إلى استمرار الإجراءات القانونية ضد “إسرائيل” بتهمة ارتكاب #جريمة_الإبادة_الجماعية في #غزة.
وجددت الحكومة الجنوب أفريقية تأكيدها على المضي قدمًا في الدعوى، رغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، معتبرة أن العدالة الدولية لا ترتبط بتطورات ميدانية آنية، بل بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم الجسيمة.
مقالات ذات صلةوكانت جنوب أفريقيا قد تقدمت في كانون الأول/ديسمبر 2023 بدعوى رسمية أمام محكمة العدل الدولية، اتهمت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وفي أعقاب ذلك، أصدرت المحكمة تدابير مؤقتة طالبت فيها “إسرائيل” باتخاذ خطوات عاجلة لحماية السكان المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ويُشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري عن توصل الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك عقب مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة “شرم الشيخ”، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 –وبدعم أميركي أوروبي– إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة كثيرين، معظمهم من الأطفال، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن القطاع ومناطقه، حتى باتت أجزاء واسعة منه ممسوحة من على الخريطة.