يقول الكاتب والصحفي الأميركي هاري زينر إن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ليست مجرد أخطاء غير متعمدة، بل جرائم تتسق مع قيمها التي تتجسد في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة.

وأوضح زينر في مقال له بمجلة "ذا نيشن" الأميركية أن وسائل الإعلام والسياسيين الأميركيين يصورون حرب إسرائيل على أنها عادلة وضرورية، ولكن بعد أن اختطفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصابته من المتشددين المعرضين للخطأ، انحرفت عن مسارها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لوموند: انتكاسة غربية كارثية في منطقة الساحلlist 2 of 4مسؤولان أميركيان: قواتنا في الخارج هشة أمام المسيراتlist 3 of 4نيويورك تايمز: الحقيقة المرة لمعركة إسرائيل بغزةlist 4 of 4هآرتس تحذر من اعتبار حصول إسرائيل على الدعم الأميركي الأخير انتصاراend of list

وأورد مثالا على ذلك خطابا تم نقاشه على نطاق واسع لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ألقى فيه باللوم على "المتطرفين" في الحكومة الإسرائيلية لفشل إسرائيل في الارتقاء إلى مستوى "قيمها"، معربا عن أسفه لأن "إسرائيل تفشل في الحفاظ على هذه القيم اليهودية الواضحة التي نعتز بها جدا، ويجب أن نكون أفضل من أعدائنا، حتى لا نصبح مثلهم".

وأشار الكاتب إلى أن السيناتور بيرني ساندرز، هو الآخر، ردد تعليقات شومر، وانتقد نتنياهو لتحويله إسرائيل إلى "دولة أصولية دينية".

وذكر أن هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" عرضت هذه الرواية بشكل واضح تماما، وصورت نتنياهو و"حلفاءه القوميين المتطرفين" على أنهم مجرد "متطرفين".

رواية تحجب قيم حرب الإبادة الجماعية

وعلق الكاتب قائلا إن هذه الرواية تحجب حقيقة أن تصرفات نتنياهو ليست انحرافا، وليست أخطاء، بل جرائم متعمدة، ولا تتعارض مع قيم إسرائيل المفترضة، بل على العكس فهي تجسد قيم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة.

وأوضح أنه لا توجد جريمة حرب أوضح في التعمد و"الإصرار المسبق" من قيام إسرائيل بقتل 7 من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في وقت سابق بداية أبريل/نيسان الجاري تماشيا مع نمط إسرائيل الواضح في استهداف عمال الإغاثة والصحفيين والأطباء بلا تمييز.

وأضاف أن الولايات المتحدة تجد صعوبة متزايدة في ادعاء قيادة "النظام الدولي القائم على القواعد" في الوقت الذي تنتهك فيه إسرائيل القانون الدولي وتقوض الأمم المتحدة علنا، وحتى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية يعترفون بأن الحرب تخلق "مشكلة مصداقية كبيرة".

نفاق أميركا يتعمق

واستمر يقول إنه مع كل صورة لجثة فلسطينية شوهتها الدبابات، ومع كل عملية إعدام جماعي في فناء أحد المستشفيات، ومع كل طفل هزيل يتضور جوعا حتى الموت، ومع كل سفير أميركي يستخدم حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، يتعمق النفاق.

وتحدث الكاتب عن حروب أميركا في فيتنام والعراق وغيرهما، وقال إنها صُورت باعتبارها حروبا شُنت بحسن نية من قبل أناس محترمين بسبب سوء الفهم المشؤوم والثقة الأميركية المفرطة وسوء التقدير، وأنها أخطاء مأساوية وليست إدانة دامغة للإمبراطورية الأميركية، وقصف 6 رؤساء أميركيين متعاقبين العراق، لا تخرق هذه الرواية.

وقال إنه كما كان الحال في فيتنام والعراق، فهو اليوم في غزة: كل هذه الحروب أخطاء مبررة، وفقا للراوية الأميركية.

قيمها هي المحو العنيف للفلسطينيين

وفي هذا التصوير، يقول زينر، إن أي نتائج بغيضة ستُعزى إلى أخطاء تتناقض مع "المبادئ" الإسرائيلية. وتساءل: ما هي "قيم" إسرائيل، إن لم يكن المحو العنيف للشعب الفلسطيني؟.

وقال إنه وبنفس الطريقة التي تم بها تحويل ما جرى في العراق وليبيا وفيتنام إلى أساطير تفترض نوايا حسنة، فإن البيت الأبيض وشركاءه الإعلاميين المخلصين يعيدون بشكل محموم صياغة هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة باعتبارها خطأ تكتيكيا وحربا عادلة أخرجها نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون عن مسارها.

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه بهذا الخطاب تتم حماية النظام الأساسي للإمبريالية الأميركية الإسرائيلية من النقد، "لذا، لا تنخدعوا بمحاولاتهم الساخرة لحفظ ماء الوجه، لأن النظام بأكمله مذنب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

طهران تجني ثمار إرهاب الحوثي.. وساطة عُمان تحاول إنجاح محادثات أميركية- إيرانية

يبدو أن إيران بدأت تجني ثمار إرهاب وكلائها في اليمن والمنطقة، وبرز هذا الأمر من خلال الكشف عن كواليس محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في مسقط في ظل وساطة تقودها عُمان تحت غطاء "تجنب المنطقة مزيدا من التصعيد في مقدمتها الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر".

وسرب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، معلومات حول قيام اثنين من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين وبوساطة عُمانية في محاولة لتجنب تصعيد الهجمات التي تستهدف القوات والمصالح الأميركية.

ونقل الموقع الأميركي أن المحادثات التي شارك فيها بريت ماكجورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لإيران، تعد أول جولة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير.

وجاءت الخطوة الأميركية عقب تأكيدات بأن وكلاء إيران في اليمن والعراق ولبنان مستمرون في هجماتهم بعيداً عن الشماعات التي يتم الترويج لها لنصرة فلسطين وأبناء غزة. وأن هذه الهجمات من بينها استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر سوف تستمر بإيعاز من طهران حتى مع وقوف الحرب في غزة.

وذكرت المصادر أن ماكجورك وبالي وصلا إلى العاصمة العمانية مسقط، الثلاثاء، واجتمعا مع وسطاء عمانيين، لكن من غير الواضح مَن الذي مثَل طهران في المحادثات التي ركزت على توضيح عواقب تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة ومناقشة المخاوف الأميركية بشأن وضع برنامج طهران النووي.

وبحسب مصادر مطلعة، تنظر الولايات المتحدة إلى هذه القنوات غير المباشرة كوسيلة لمعالجة "المجموعة الكاملة من التهديدات الصادرة عن إيران". ويشمل ذلك نقل التوقعات المرجوّة من إيران لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً.

وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال إن إدارة بايدن لديها طرقها الخاصة للتواصل مع طهران عند الضرورة، مشيراً إلى أن واشنطن تواصل تقييم أن إيران لا تقوم حالياً بالأنشطة الرئيسية التي ستكون ضرورية لإنتاج سلاح نووي قابل للاختبار، وأن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن المرشد الإيراني اتخذ قراراً باستئناف برنامج التسلح النووي، "الذي نعتقد أن طهران قامت بتعليقه أو إيقافه في نهاية العام 2003". 

وربط الكثير من المراقبين والخبراء التصعيد الحوثي وتوسيع هجماتهم من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي وأخيرا صوب البحر المتوسط بتوجيهات إيرانية، واستغلال هذا التصعيد كورقة ابتزاز وضغط خلال المفاوضات المحتملة مع الإدارة الأميركية.

وأكد الخبير العسكري المصري ممدوح الإمام، أنه ليس من المتوقع توقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر حتى في حال توقف الحرب على غزة، لأن الحوثي أحد أذرع إيران التي من مصلحتها أن توضح للعالم كله بأنها تستطيع أن تشعل المنطقة أو تطفئها لصالح أجندتها وأهدافها.

وكشف اللواء البحري خلال تصريحات متلفزة عبر شاشة دي ام سي، أن أزمة البحر الأحمر تتفاقم وتصاعد الهجمات مصدرها إيرن هدفها تهديد دول الخليج. لافتا إلى أن الإدارة الأميركية لا توجد لديها إرادة قوية لإنهاء الموقف والأزمة من خلال الاستراتيجية الحالية التي تتبعها في التعامل وردع الهجمات.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الانقسامات في إسرائيل تعكس مدى هشاشة التحالف الحكومي
  • كاتب صحفي: خلاف نيتناهو وجانتس يهدد بانهيار الحكومة الإسرائيلية
  • شبح الانقلاب يطارد إسرائيل.. جانتس يهدد نتنياهو وحل الحكومة هو الأقرب
  • كاتب صحفي: كلمة السيسي في قمة المنامة فضحت سلوك إسرائيل العدواني تجاه غزة
  • كاتب صحفي: مصر تلعب دورا إنسانيًا ودبلوماسيًا لوقف إطلاق النار في غزة
  • موقع أميركي: ما الهدف الحقيقي للأحزاب الدينية في إسرائيل؟
  • طبيب أميركي يرفض مغادرة غزة.. ويكشف السبب
  • طهران تجني ثمار إرهاب الحوثي.. وساطة عُمان تحاول إنجاح محادثات أميركية- إيرانية
  • نتنياهو في ورطة ومأزق.. الكاتب الصحفي عادل حمودة يكشف الأسباب
  • كاتب صحفي: دعم مصر للقضية الفلسطينية عامل أساسي لاستمرارها حتى اليوم