أمام مراقبي السماء ومحبي الفلك فرصة رائعة لمشاهدة واحدة من أجمل زخات شهب السماء، إذ تتساقط شهب Lyrid المعروفة بشهب «القثيارة» هذا الأسبوع، وفي كل عام في الفترة من 15 إلى 29 أبريل، تتدفق العشرات من الشهب عبر السماء في هذا العرض المذهل، وكان التساقط الشهابي أكثر نشاطا من ليلة الأحد إلى صباح الاثنين، لكنه سيظل مرئيًا طوال الأسبوع المقبل.

فرصة فلكية نادرة

وبحسب مجلة «science alert» العلمية، ستتوافق القيثاريات مع اكتمال القمر في شهر أبريل، والمعروف أيضًا باسم «القمر الوردي»، والذي سيشرق في الساعة 7:49 مساءً بالتوقيت الشرقي، وهذا القمر العملاق ليس ورديًا في الواقع، لكنه مشرق للغاية، فهو يشكّل مشهدًا مذهلًا في حد ذاته، لكن رؤيته أثناء زخات الشهب فرصة فلكية نادرة.

ويضيء هذا القمر بشدة لدرجة أنه قد يجعل من الصعب رؤية القيثارات وهي تتدفق عبر السماء، لكن قد تتمكن من رؤية القليل منها، وإليك بعض النصائح لمنح نفسك أفضل فرصة لاكتشاف بعض الشهب:

نصائح مشاهدة شهب القيثارة

- بحسب وكالة «ناسا» يكون أفضل وقت لرؤية القيثارات في نصف الكرة الشمالي هو خلال ساعات الصباح الباكر بعد غروب القمر وقبل شروق الشمس، وإذا كنت تأمل في اكتشاف بعض الشهب بينما لا يزال القمر الوردي ساطعًا، فستحتاج إلى التأكد من أن محيطك مظلم قدر الإمكان.

- التلوث الضوئي يمكن أن يجعل من الصعب رؤية زخات الشهب، لذا تنصح وكالة ناسا أنه من الأفضل أن تجد مكانًا للمشاهدة بعيدًا عن أضواء المدينة والشوارع.

- بمجرد اختيار مكانك، استلقِ على ظهرك مع توجيه قدميك نحو الشرق وانظر إلى السماء بأكبر قدر ممكن من الرؤية، وحاول ألا تجعل أغصان الأشجار أو المباني تعيق رؤيتك.

- كن صبورا، إذ يمكن أن يستغرق الأمر نحو 30 دقيقة حتى تتكيف عيناك مع الظلام، ثم يمكن أن تبدأ الشهب في الظهور.

وبسبب القمر العملاق الوردي اللامع، قد لا يتمكن مراقبو النجوم من رؤية العدد الذي يأملونه، إلا أنّ القمر سيقدم عرضًا خاصًا به من خلال ألوانه المُضيئة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهب القيثارة زخات الشهب القمر الوردي

إقرأ أيضاً:

غزّة.. بين مطر الشتاء ووعد السماء

 

 

لم يكن الشتاء مجرّد تبدّل في الفصول فوق غزّة؛ بل كان امتحانًا جديدًا تتجلّى فيه سنّة الابتلاء التي تحدّث عنها القرآن، حين تشتدّ المحن لتكشف خبايا القلوب، وتُظهر المواقف كما هي دون أقنعة.
فالمطر الذي ينزل على كل الأرض، نزل على غزة بوجهٍ آخر:
مطرٌ يطرق خيامًا بلا جدران، ويهوي فوق بقايا منازل لم يُسمح لها بأن تُبعث من تحت الركام، وبردٌ يلامس أجساد أطفالٍ لم يجدوا إلا العراء.
في تلك الليالي العاصفة، تشعر غزة وكأنها تقف على حدّ آيةٍ من كتاب الله:
?أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ…?
فالخوفُ حاضر، والجوعُ حاضر، ونقصُ الأمن والمال والبيوت حاضر… لكن معها أيضًا يقينٌ لا ينكسر، يمتدّ في جذور الأرض كما تمتدّ بقايا الزيتون تحت الركام.
وحده الإنسان الفلسطيني يمضي في مسيره، يحمل على كتفيه ما لا تحمله الجبال، ويقف بإرادةٍ تصنعها العقيدة لا الظروف.
ففي كل خيمةٍ تُقتلع، تُولد أخرى من روحٍ لا تُهزم، وفي كل ركامٍ يعلو، ترتفع عزيمةٌ تُذكّر بأنّ الشعوب قد تنهك… لكنها لا تستسلم.
ومع ذلك، يبقى هناك سؤال مطروح على الساحة العربية:
كيف تحوّلت غزة، بكل ما فيها من دماء ودموع وصبر، إلى ملفّ يُدار في غرف مغلقة، بينما تُفتح الأبواب على مصاريعها لوفودٍ تشدّ الرحال إلى واشنطن في مواسم التبعية الجديدة؟
مشهد الهرولة السياسية نحو البيت الأبيض ليس مشهدًا عابرًا، بل انعكاس لمعادلة يريدها الغرب واضحة:
أمنُ الكيان المؤقّت أولًا،
ومشاريع إعادة الهندسة الإقليمية ثانيًا،
وتحويل بعض العواصم العربية إلى أدوات تنفيذ ثالثًا.
وما يجري اليوم من محاولات لفرض خرائط جديدة، أو إعادة تشكيل التحالفات، ليس إلا جزءًا من مسار طويل يسعى إلى خنق أي صوت مقاوم، وتجفيف الوعي، ومنع تحوّل الشعوب إلى قوى فاعلة.
لكنّ هذه الحسابات، مهما بدت دقيقة، تغفل سنةً مذكورة بوضوح في القرآن:
?إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا?
وأنّ الظلم حين يبلغ ذروته، يبدأ أفوله.
في اليمن، يتجلّى هذا الفهم بوضوح أكبر.
شعبٌ حوصر وقُصف، ثم نهض أكثر رسوخًا في موقفه تجاه فلسطين، وكأنّ الجراح التي أصابته لم تزدْه إلا بصيرةً.
فقد تعلّم اليمنيون أن القضايا العادلة لا تُقاس بالجغرافيا، بل بالحق، وأنّ الأمة التي تتخلّى عن فلسطين تتخلّى عن نفسها قبل أن تتخلّى عن قضيتها.
لذلك، لا غرابة أن يصبح الموقف اليمني مصدر قلقٍ لدى القوى الكبرى؛ فمجرّد وجود شعبٍ ما يزال يؤمن بالآيات التي تُذكّر بوعد المستضعفين، يشكّل تهديدًا لمشاريع التطويع ومسارات الاستسلام.
وما بين غزة المحاصرة واليمن الصامد، يمتدّ خيط واحد: خيط الوعي.
وعيٌ يرى أنّ ما يحدث ليس فصلًا من فصول السياسة، بل جزءٌ من معركةٍ أوسع بين مشروعٍ يريد للأمة أن تسقط، ومشروعٍ يريد لها أن تنهض.
وإذا كان البرد قد اشتدّ، والمطر قد أغرق الخيام، والليل قد طال.. فإنّ القرآن يعلّمنا أن الفجر لا يتأخّر، وأنّ النصر لا يأتي وفق توقيت القوى العظمى، بل وفق وعدٍ إلهيّ ثابت لا يخلف:
?حَتَّى? إِذَا ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ قَدْ أُحِيطَ بِهِمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ?.
غزة اليوم ليست مأساةً تُروى، بل شاهدًا على خذلان الشعوب الإسلامية، وموت ضمير العالم.
وشتاء غزة، مهما قسا، ليس إلا مقدّمة لنهاية مأساة وفرج قريب تعرفه القلوب قبل أن تراه العيون، لمن ظنّ أنّ الحرب قدرًا أبديًا، وتُكتب فيه البداية لمن آمن بأنّ الصبر طريق، وأنّ الدمّ لا يبقى بلا ثمرة، وأنّ الأرض التي تعمّدها الشهداء لا تموت، وأن البلاء كلما أشتد فالوعد كان أقرب.

مقالات مشابهة

  • فجر الأحد.. فلكية جدة: سماء المملكة تشهد ذروة شهب التوأميات لعام 2025
  • سماء السعودية على موعد غدًا مع شهب التوأميات.. وهذا أفضل وقت للمراقبة
  • خالد النمر يوضح أفضل 3 أوقات لقياس الضغط
  • مسؤولون لـ«الاتحاد»: «أسبوع أبوظبي المالي» منصة عالمية لقادة الأعمال والمستثمرين
  • جريمة طفل المنشار.. النيابة: تركنا أبناءنا أسرى لشاشات تملأ العيون وتفرغ العقول
  • شهب الجوزاء| ملكة الزخات الشهابية تتساقط على مصر الأحد القادم
  • قمر الذئب العملاق يقترب.. ليلة شتوية استثنائية بانتظار العالم| ايه الحكاية؟
  • الأرض على موعد مع شهب التوأميات
  • غزّة.. بين مطر الشتاء ووعد السماء
  • فصل 14 طالبًا بعلوم بنها لمخالفتهم القواعد والقيم الجامعية