تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الأربعاء، أن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون بقيمة 95 مليار دولار لتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل ومنطقتي المحيط الهادئ والهندي، بدعم كبير من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أنهى مأزقًا سياسيًا استمر لعدة أشهر داخل الكونجرس.


واعتبرت الصحيفة، في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن هذه المساعدات ربما تساعد في تعزيز أولويات السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن وتمهد الطريق أمام واشنطن لإرسال أسلحة جديدة بسرعة إلى أوكرانيا لمواجهة العمليات العسكرية الروسية حتى صرح مسئولون أمريكيون بأن بعض المساعدات لكييف ستصل خلال أيام.
ورأت أن مشروع القانون سيعزز أيضًا المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل، التي تبادلت هجمات الطائرات بدون طيار والضربات الصاروخية مع إيران على مدار الأيام العشرة الماضية، وجاءت على الرغم من التوترات المتصاعدة بين البيت الأبيض والقادة الإسرائيليين بشأن الحرب التي يخوضوها في غزة ضد حماس والتصعيد العنيف هناك الذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة "إن الموافقة تمثل انتصارًا تشريعيًا لبايدن الذي سيواجه منافسة انتخابية ضد سلفه دونالد ترامب في نوفمبر وهزيمة للانعزاليين في السياسة الخارجية وخاصة المشرعين الجمهوريين المقربين من الرئيس السابق، الذين ظلوا يوقفون الدعم لكييف منذ أشهر، وحصل مشروع القانون على تأييد 79 عضوًا في مجلس الشيوخ وعارضه 18".
ورحب بايدن بإقرار مشروع القانون.. قائلا "إنه سيوقعه في وقت لاحق اليوم في حين يُتوقع أن تبدأ المساعدات في الوصول إلى أوكرانيا في وقت مبكر من هذا الأسبوع".. مضيفا: "لقد أقر الكونجرس تشريعي لتعزيز أمننا القومي وتوجيه رسالة إلى العالم حول قوة القيادة الأمريكية، نحن نقف بحزم من أجل الديمقراطية والحرية وضد الاستبداد والقمع".
وفي إشارة إلى الرئيس الروسي، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض:" يعتقد بوتين أنه قادر على كسب الوقت، لذا علينا أن نحاول تعويض بعض ذلك الوقت".
ومن جانبه.. شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجلس الشيوخ الأمريكي بعد فترة وجيزة من التصويت.. قائلا: "إن التصويت يعزز دور أمريكا كمنارة للديمقراطية وزعيمة للعالم الحر"، مشددا على أهمية القدرات بعيدة المدى والمدفعية وأنظمة الدفاع الجوي لبلاده خاصة وأن تضاؤل مخزون الصواريخ المضادة للطائرات في الأسابيع الأخيرة سمح للقوات الروسية بشن هجمات صاروخية واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
أما عن الصين.. فقد احتجت صباح اليوم على البند الوارد في التشريع الخاص بتقديم المزيد من المساعدة العسكرية لتايوان وهي جزء من منطقتي المحيط الهندي والهادئ وتعد جزءًا من مشروع القانون الذي تبلغ قيمته 8.12 مليار دولار، وشمل الاعتماد تخصيص 1.9 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة لتايبيه والشركاء الإقليميين الآخرين بالإضافة إلى 2 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي لتايوان وحلفاء آخرين.
وانتقد مكتب شئون تايوان التابع لوزارة الخارجية الصينية، الكونجرس بسبب ما وصفه بـ "حشو مشروع القانون بمحتوى متعلق بتايوان"، وحث "الولايات المتحدة على احترام التزامها بعدم دعم استقلال تايوان بشكل ملموس ووقف تسليح تايوان بأي شكل من الأشكال".
ومن جهتها.. قالت وزارة الدفاع التايواني: "إن مرور الأموال على الرغم من الأزمة في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا يظهر دعم واشنطن القوي لتايوان.
وتمت إزالة أصعب عقبة أمام مشروع القانون يوم السبت الماضي بعد أن قرر مايك جونسون رئيس مجلس النواب الجمهوري، طرح المساعدات لأوكرانيا للتصويت على الرغم من أشهر من الانقسامات الداخلية والمعارضة من الكثير من المشرعين؛ حيث رأى مؤيدو التشريع من كلا الحزبين وفي البيت الأبيض أن إقراره كان بمثابة انتصار حلو ومر بسبب الوقت الذي استغرقه إقراره في الكونجرس.
وواصل معارضو المساعدات الأوكرانية مهاجمة هذا التشريع حيث شبه جي دي فانس السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو والمقرب من ترامب الحجج المؤيدة للمساعدات بتلك التي أدت إلى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.. وقال فانس: "إنها نفس نقاط الحديث بالضبط بعد مرور 20 عامًا بأسماء مختلفة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المساعدات الامريكية مجلس الشيوخ الأمريكي مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل مشروع القانون ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي

في تقييم معمّق للمشهد العسكري العالمي، يحذر مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم مقبل على مرحلة جديدة تتقاطع فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والهندسة البيولوجية والروبوتات المتقدمة وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل لتعيد رسم حدود الأمن القومي.

ويفتتح المجلس مقاله بمشهد لافت من اجتماع عُقد في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ. فبعد انتهاء الغداء، شوهد أحد مرافقي شي وهو يرش جميع الأسطح التي لمسها الزعيم الصيني، حتى بقايا الحلوى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيلlist 2 of 2صحف عالمية: أكثر من 40 ألف فلسطيني بغزة يعانون من إصابات بالغةend of list

واستنتج المسؤولون الأميركيون الذين شاهدوا ما حدث أن الغرض من ذلك كان إزالة أي أثر للحمض النووي للرئيس الصيني، في خطوة فهمها المسؤولون الأميركيون على أنها تعكس قناعة بكين بأن خصومها قد يحاولون جمع مادته الجينية وتطوير مرض يستهدفه شخصيا.
وقال أحد الحاضرين: "هذه هي الطريقة التي يفكرون بها، وهي أنه يمكن تصنيع مرض لا يصيب إلا شخصا واحدا".

 

 

تعميق الشك والخوف

بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين حضروا ذلك اللقاء، كانت هذه اللحظة بمثابة "خاتمة رصينة" للقمة، حيث تسلّط الضوء على أنه حتى مع استمرار الدبلوماسية، فإن وتيرة التغيير التكنولوجي تعمق الشك والخوف بين الجانبين، وتعيد تشكيل الجغرافيا السياسية.

فمنذ عصور الحروب التي تطورت من العربات إلى القوس والنشّاب وصولا إلى القنبلة النووية، بقي التطور العسكري مرتبطا بالاكتشاف العلمي.

أسرع تقدم في التاريخ

يؤكد المقال أن البشرية تشهد حاليا ما قد يكون "أسرع تقدم في التسلح على الإطلاق". فالحرب الحديثة تتطور بسرعة تتجاوز المعدلات التقليدية.

ويشير الخبراء إلى العديد من التقنيات الناشئة المرعبة، فهناك الآن أسراب من الطائرات المسيّرة القادرة على العمل في تناغم لرصد الأهداف والقضاء عليها دون تدخل بشري، وأسلحة سيبرانية متقدمة تشلّ حركة القوات المسلحة وتُغلق شبكات الكهرباء وتدمر البُنى الحيوية لدولٍ بأكملها، وأسلحة بيولوجية يصممها الذكاء الاصطناعي لاستهداف أشخاص ذوي بصمة جينية محددة.

إعلان

بعض هذه التقنيات لا يزال في طور النظرية، لكنّ كثيرا منها يقترب سريعا من الاستخدام العملي. فالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وعلم الأحياء التركيبي بدأت تعيد تعريف آليات الحرب نفسها.

وبينما تتفوق الولايات المتحدة في بعض المجالات، لا سيما في الذكاء الاصطناعي بفضل ريادة قطاعها الخاص، فإن الصين وروسيا تستثمران بكثافة في الجامعات والمختبرات والمنشآت العسكرية لدمج الاكتشافات الجديدة مباشرة في جيوشهما.

مسؤول سابق في البنتاغون أعرب عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها

دعوة إلى تحول جوهري

ولمواكبة سباق التسلح بين الدول في القرن الحالي، ينصح مجلس تحرير الصحيفة الحكومة الأميركية، أن تُظهر "إرادة سياسية وتنسيقا وطنيا بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات البحثية". وهذا-في رأيه- يستلزم تحولا جوهريا في نهج وزارة الحرب (البنتاغون)، وتوسيع مبادرات تمويل البحث العلمي، وإشراك القطاع الصناعي الخاص في المهمة.

ويقارن المجلس هذا الوضع بما حدث في الحرب العالمية الثانية، عندما سبقت العلوم الأميركية نظيرتها الألمانية في تطوير السلاح الذري، وفازت بالحرب بفضل التعاون بين المسؤولين الحكوميين الأميركيين والباحثين الأكاديميين والشركات الخاصة.

وتعتبر الحاجة إلى هذا التعاون ماسّة، خاصة في الذكاء الاصطناعي، نظرا لأن هذه التكنولوجيا ذات الآثار العميقة على الأمن القومي قد طوّرها القطاع الخاص في المقام الأول، وليس الحكومة.

والأهم من ذلك، يحث مجلس التحرير على أن يخضع هذا التعاون لإشراف صارم من الكونغرس والمحاكم لضمان أنه يخدم المصلحة العامة، وليس مصلحة أي شركة أو إدارة واحدة.

برنامج مافن

ويستعرض المقال أمثلة على التحول الجاري داخل الجيش الأميركي، حيث تقود وكالة الاستخبارات الجغرافيا المكانية الوطنية، جهود تطوير نظام الاستهداف العسكري بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم برنامج "مافن".

ويُجمع هذا البرنامج كميات هائلة من البيانات من الأقمار الصناعية وطائرات التجسس بكفاءة ويحللها، ويحدد مواقع راجمات الصواريخ وتشكيلات الجنود والسفن، ويضع علامات على المواقع المحظور استهدافها مثل المستشفيات.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن برنامج "مافن" ساعد في توجبه ضربات أميركية في العراق وسوريا واليمن، وفي عمليات أوكرانية ضد روسيا.

وقد دفع هذا النهج الذي يعتمد على البرمجيات في الحروب، البنتاغون إلى الاعتماد بشكل كبير على القطاع الخاص وفي طليعته شركات مثل "بالانتير" و "أندرويل".

منافسة شرسة

في الوقت ذاته، يحقق خصوم أميركا تقدما سريعا خاصا بهم. فقد نشرت الصين لقطات فيديو لما يبدو أنه اختبار لطائرة روبوتية مرافقة. كما تستخدم روسيا تكنولوجيا رخيصة وفعالة، مثل المسيرة الروسية " في تو يو" (V2U) التي استولت عليها القوات الأوكرانية، والتي يمكنها تعقّب الأهداف والانقضاض عليها دون أي توجيه بشري، رغم أنها مكوّنة من قطع تجارية بسيطة.

غير أن مجلس تحرير نيويورك تايمز يحذر من أن اعتماد الولايات المتحدة على أنظمة "فائقة التطور" يجعلها أكثر هشاشة أمام الهجمات السيبرانية والتشويش وتعطيل الأقمار الصناعية، وهي مجالات تركز عليها الصين بشدة.

ويستشهد المقال في هذا السياق بتصريح لروبرت وورك، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، الذي قال فيه إن "كل نظام اتصالات لدينا تغطيه أجهزة تشويش صينية… ويسأل قائدهم: كيف أحطم الشبكة القتالية الأميركية؟".

التهديد الأخطر

لكن التهديد الأخطر -بحسب المقال- يتمثل في تلاقي الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا. فقد حذرت شركتا "أوبن إيه آي" و "أنثروبيك" من أن الذكاء الاصطناعي قد يُمكّن أفرادا عاديين من تصميم مسببات أمراض فتاكة. وقد أظهر طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدى سهولة ذلك عندما استخدموا روبوتات محادثة لإعداد وصفات لأربعة فيروسات وبائية خلال ساعة واحدة فقط.

إعلان

ودعا مجلس تحرير نيويورك تايمز واشنطن إلى قيادة الابتكار ووضع القيود بصياغة معاهدات للحد من انتشار الأسلحة الذاتية التشغيل، وتشديد الرقابة على المواد البيولوجية، وإعادة الاستثمار طويل الأمد في الجامعات، وفرض رقابة على تصدير الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي.

وقد أعرب مسؤول سابق في البنتاغون عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب "ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها". ولمنع ذلك، تنصح الصحيفة أميركا بأن تربح سباق الأسلحة الذاتية وفي الوقت نفسه تقود العالم نحو السيطرة عليها.

مقالات مشابهة

  • النواب يقر موازنة 2026 بعجز 2 مليار و125 مليونا و225 ألف دينار
  • مجلس النواب يوافق على موازنة 2026 بعجز يتجاوز 2.1 مليار دينار
  • أسعد الشيباني: إلغاء قانون قيصر يمثل "انتصارا"
  • الكونغرس:تجميد 50%من المساعدات الأمريكية للعراق إلا بعد حل الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي
  • النواب الأمريكي يقر مشروع قانون شامل للسياسة الدفاعية بـ 900 مليار دولار
  • مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون لإلغاء "عقوبات قيصر"
  • ترامب يتهم “نيويورك تايمز” بالخيانة.. والصحيفة ترد: الشعب يستحق الاطلاع على صحة القائد الذي انتخبه
  • نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي
  • توقعات أوروبية بتراجع قياسي في المساعدات العسكرية لأوكرانيا خلال 2025
  • زيلينسكي: الضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا يجب أن يوافق عليها الكونجرس