أنتم من يصنع النجاح
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
حمد الحضرمي **
إنَّ النجاح ليس كلمات تُقال بالتمني، ولا حلم يروى في المنام، ولا بضاعة تباع في الأسواق، وإنما هو تخطيط وتنظيم وعزيمة وإصرار وطموح وإرادة وثقة وكفاح، وإن الهدف الذي تسعى لتحقيقه لن يأتي إليك على طبق من ذهب وبدون جهد وعناء، وإنما عليك تجاوز العثرات وتحدي الصعاب وتجاهل المحبطين ومواصلة السير بثقة وإرادة وإيمان لبلوغ النجاح وتحقيق الهدف، ولتثبت للجميع أنك إنسان ناجح.
وليس للنجاح خط نهاية فهو مرتبط بالطموح الذي لا حدود له؛ فالإنسان المتألق كلما وصل إلى نجاح واستطاع أن يحقق هدفًا من أهدافه تراءت له أهداف أخرى فيسعى في نيلها وتحقيقها والوصول إليها، وتؤكد الدراسات والأبحاث أن النجاح يعتمد كثيرًا على كمية الجهد المبذول أكثر من اعتماده على الذكاء الفطري، فلا فائدة من توفر عامل الذكاء لدى الشخص دون العمل وبذل الجهد، فربما من هو أذكى منك ولكن بالجد والاجتهاد في دراستك أو عملك تتفوق عليه وتحقق النجاح.
والكل بإمكانه أن يحقق النجاح في حياته، إلّا أن البعض يتوهم أن النجاحات في الحياة لا يحققها سوى أشخاص معينون لديهم قدرات وإمكانيات كبيرة، والحقيقة أن النجاح هو نتيجة عمل ونشاط ومثابرة وتركيز وترويض وتوجيه الطاقات إلى الأشياء الهامة والعمل على إنجازها باتباع خطوات منظمة والعمل الدؤوب والصبر والتوكل على الله، فأنتم من يصنع النجاح أو الفشل وليس الظروف.
ولك أيها الإنسان الحق في أن تنجح في الحياة، وأن تغرس فيها أثرًا يانعًا ومشروعًا عظيمًا، لأن لديك مخزونًا هائلًا من القدرات والطاقات والإمكانيات الذهنية والبدنية والشخصية. وتأكدوا أيها الأبناء والبنات بأن لديكم قوة ذاتية ولكنها مخبأة تحت ركام الشك، ومدفونة بين رمال التردد، ومحبوسة في سجن قلة الثقة، ومقيدة بسلاسل الكسل والخمول، فتحرروا من ذواتكم فإن شلال التميز والتفوق والإبداع سوف ينهمر وتملأ الوجود بإنجازاتكم وإبداعاتكم ونجاحاتكم العظيمة.
ضعوا لأنفسكم أهدافًا في حياتكم على المدى القصير والبعيد، وكلما كانت أهدافكم أشمل وأبعد يمكن معرفة الأسس التي يجب أن تبنوا عليها من الآن، وحددوا أهدافكم الدراسية والمهنية والاجتماعية لعدة سنوات قادمة، وبمشيئة الله ستحققون أهدافكم المرجوة بالجد والاجتهاد والمثابرة بلا كلل ولا ملل. واحرصوا على الوقت لأنه نعمة ولا تضيعوا منه ساعة واحدة، إلا في عمل يفيدك في دنياك وآخرتك، واستغلوا لحظاته بعمل حقيقي مفيد وبتركيز وإخلاص لتحققوا النجاح.
اغتنموا حياتكم النفيسة واحتفظوا بأوقاتكم العزيزة، لأن حياتكم محدودة وأنفاسكم معدودة والعمر كله قصير، فاقضوا أوقاتكم بالطاعات والأعمال الصالحة وفي العمل والجد والاجتهاد والمثابرة في الدراسة وتحقيق الدرجات العالية والتفوق والتميز والإبداع كلًا في مجاله وتخصصه. وارسموا لحياتكم أيها الشباب منهاجًا يستغرق أوقاتكم ويستنفذ كل طاقاتكم، ونظموا حياتكم بشكل منظم وبعادات سليمة، وحددوا أهدافكم وضعوا جداول زمنية لإنجاز أعمالكم، وتحقيق غاياتكم المنشودة.
إنَّ الإرادة القوية والهمة العالية كالأنهار لا توقفها الصخور، والطموح هو وقود النجاح، والناجحون يطمحون أولًا ثم بعد ذلك بالإرادة القوية ينجحون، فثقوا بقدراتكم وإمكانياتكم يا شباب الوطن، وسوف تذلل أمامكم الصعاب التي تصادفكم في حياتكم، وتتساقط المصاعب أمام عزائمكم، وتتجاوزون العقبات بالعزم والصبر والإيمان، كما يتجاوز الماء الصخور، ولا تتراجعوا عن تحقيق أهدافكم لأنكم تستطيعون تحقيقها، فأنتم مثل غيركم من الناجحين قادرون على تحقيق النجاح والوصول لأهدافكم، وذلك بالإرادة والتصميم على إنجاز العمل بأفضل ما يكون.
وأنتم أيها الشباب.. لا ينقصكم شيء سوى العزيمة والإرادة ومنح الفرص لكم من مؤسسات الدولة للعمل لتحققوا أهدافكم في هذه الحياة، واحرصوا أن لا تعيشوا عالة على أسركم ومجتمعكم، واغتنموا الفرص حتى لا تضيع منكم، وثقوا بالله ولا تيأسوا ولا تخافوا من صعود الجبال ولا تستسلموا أمام الصعاب، لأن لديكم قدرات وإمكانيات عالية فامنوا بها، وعندما تصروا على تحقيق أهدافكم ستتفجر طاقاتكم ومواهبكم وتحققوا أعظم النجاحات والانتصارات، فالشباب هم عماد الوطن ومستقبله وبُناة حضارته، وقد اجتهدوا وكافحوا حتى حصلوا على شهادات علمية ومهنية، وعلى مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة فتح المجال لهم للتوظيف في القطاعين العام والخاص، فتوظيف شباب الوطن يجب أن يكون مشروعًا وطنيًا له أولوية قصوى، وأن تلزم كافة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بأن تكون الأولوية في التوظيف للعماني.
النجاح يبدأ بحلم محفوفٍ بالأمل ومع العمل والسعي والإصرار والطموح يحقق الإنسان ما يريد، وبالإرادة الصلبة التي لا تلين أمام التحديات والصعوبات، وبالهمة العالية والقرارات الصائبة والتصميم على تحقيق الأهداف، وتسخير كل ذلك لخدمة الهدف الأساسي دون تقاعس أو خذلان وعند النهوض بعد السقوط ومواجهة المشكلات يأتي النجاح، بارك الله في جهودكم المبذولة وعطاءكم المثمر يا شباب الوطن في المدارس والكليات والجامعات وقطاعات الأعمال، وبالجد والاجتهاد والمثابرة ستحققون نجاحاتكم وانتصاراتكم التي تبلغكم أهدافكم وغاياتكم، وأنتم دومًا أهلًا للتفوق والتميز والإبداع في كل المجالات وعلى كافة المستويات، والوطن يا شباب الوطن يفخر بكم.
** محامٍ ومستشار قانوني
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هدى سلطان.. أسطورة الغناء والتمثيل في رحلة فنية حافلة بين النجاح والتحديات
تُعد الفنانة هدى سلطان واحدة من أعظم الأصوات التي أثرت المشهد الفني المصري في منتصف القرن العشرين، فقد جمعت بين موهبة الغناء والتمثيل بطريقة استثنائية جعلتها رمزًا لا يُنسى في عالم الفن.
رحلتها الفنية التي استمرت لعقود، لم تكن مجرد مشوار نجاح عادي، بل قصة امرأة تحدت الظروف الاجتماعية والعائلية لتصل إلى القمة وتترك إرثًا فنيًا خالدًا.
في هذا المقال نستعرض أبرز محطات حياة هدى سلطان، بدءًا من نشأتها، مرورًا بأهم أعمالها الفنية، وزيجاتها، وختامًا بوفاتها التي تركت حزنًا عميقًا في قلوب محبيها.
نشأة هدى سلطان وبداياتها الفنية
وُلدت هدى سلطان باسم "بهيجة عبد السلام عبد العال الحو" في 15 أغسطس 1925 في قرية كفر أبو جندي بمركز قطور في محافظة الغربية.
نشأت في أسرة محافظة، كانت من خلالها تُعرف بحرصها الشديد على التقاليد، وكان دخولها مجال الفن محل اعتراض عائلي شديد، خصوصًا من والدتها ولكن إصرارها على تحقيق حلمها الفني دفعها للانتقال إلى القاهرة بعد وفاة والدها، حيث بدأت الغناء في الحفلات والمناسبات الاجتماعية الصغيرة قبل أن تخطو خطواتها الأولى في الإذاعة المصرية.
كانت انطلاقة هدى سلطان السينمائية الرسمية مع فيلم "ست الحسن" عام 1950، الذي أخرَجها إلى الأضواء وقدّمها لجمهور السينما كمغنية وممثلة واعدة.
أعمال فنية تركت بصمة واضحة
امتدت مسيرة هدى سلطان الفنية لما يزيد عن خمسة عقود، قدمت خلالها أكثر من 141 عملًا فنيًا تنوعت بين السينما، المسرح، التلفزيون، والغناء.
تميزت بأدائها المتقن الذي جمع بين الصوت الشجي والتمثيل الواقعي، مما منحها مكانة مميزة لدى النقاد والجمهور على حد سواء.
السينما
برعت هدى سلطان في أدوار عدة من أبرزها أفلام:
"الأسطى حسن"، "جعلوني مجرمًا"، "فتوات الحسينية"، "امرأة في الطريق"، "الزوجة الثانية"، "حميدو"
المسرح والتلفزيون
على خشبة المسرح، كانت مشاركاتها بارزة في أعمال مثل: "وداد الغازية"، “الحرافيش”، "سيد درويش"
أما على الشاشة الصغيرة، فقد تألقت في مسلسلات ناجحة منها: "زينب والعرش"، "أرابيسك"،"الوتد"، "ليالي الحلمية"،"رد قلبي".
الغناء
كانت هدى سلطان أيضًا مطربة مميزة، قدمت العديد من الأغاني التي ظلت في الذاكرة مثل "إن راح منك يا عين"، "يا ضاربين الودع"، و"بتبص لي كده ليه"، حيث امتزج صوتها الحنون بالأداء العاطفي الصادق.
حياة خاصة ملونة بالحب والتحديات
عاشت هدى سلطان حياة شخصية غنية، تزوجت خمس مرات خلال مسيرتها، وكان لكل زواج قصة مختلفة أثرت على حياتها:
محمد نجيب أولى زيجاتها، فؤاد الجزايرلي منتج سينمائي، فؤاد الأطرش شقيق الفنان فريد الأطرش، فريد شوقي "وحش الشاشة" الذي أنجبت منه ابنتين: مها وناهد، حسن عبد السلام مخرج مسرحي.
رغم النجاح المهني، عاشتها هدى لحظات حزن عميق خاصة بعد وفاة ابنتها مها، التي فارقت الحياة قبل وفاتها بنحو خمسين يومًا، وهو ما ترك أثرًا واضحًا في أيامها الأخيرة.
نهاية المشوار ووداع الأيقونة
في 5 يونيو 2006، ودّعت هدى سلطان الحياة بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، عن عمر ناهز 81 عامًا، في مستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر.
رحيلها أزعج الكثيرين من عشاق الفن الذين فقدوا واحدة من أبرز نجوم الفن المصري التي جمعت في مسيرتها بين الغناء والتمثيل والتأثير الإنساني العميق.