جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@07:28:49 GMT

أنتم من يصنع النجاح

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

أنتم من يصنع النجاح

 

حمد الحضرمي **

 

إنَّ النجاح ليس كلمات تُقال بالتمني، ولا حلم يروى في المنام، ولا بضاعة تباع في الأسواق، وإنما هو تخطيط وتنظيم وعزيمة وإصرار وطموح وإرادة وثقة وكفاح، وإن الهدف الذي تسعى لتحقيقه لن يأتي إليك على طبق من ذهب وبدون جهد وعناء، وإنما عليك تجاوز العثرات وتحدي الصعاب وتجاهل المحبطين ومواصلة السير بثقة وإرادة وإيمان لبلوغ النجاح وتحقيق الهدف، ولتثبت للجميع أنك إنسان ناجح.

وليس للنجاح خط نهاية فهو مرتبط بالطموح الذي لا حدود له؛ فالإنسان المتألق كلما وصل إلى نجاح واستطاع أن يحقق هدفًا من أهدافه تراءت له أهداف أخرى فيسعى في نيلها وتحقيقها والوصول إليها، وتؤكد الدراسات والأبحاث أن النجاح يعتمد كثيرًا على كمية الجهد المبذول أكثر من اعتماده على الذكاء الفطري، فلا فائدة من توفر عامل الذكاء لدى الشخص دون العمل وبذل الجهد، فربما من هو أذكى منك ولكن بالجد والاجتهاد في دراستك أو عملك تتفوق عليه وتحقق النجاح.

والكل بإمكانه أن يحقق النجاح في حياته، إلّا أن البعض يتوهم أن النجاحات في الحياة لا يحققها سوى أشخاص معينون لديهم قدرات وإمكانيات كبيرة، والحقيقة أن النجاح هو نتيجة عمل ونشاط ومثابرة وتركيز وترويض وتوجيه الطاقات إلى الأشياء الهامة والعمل على إنجازها باتباع خطوات منظمة والعمل الدؤوب والصبر والتوكل على الله، فأنتم من يصنع النجاح أو الفشل وليس الظروف.

ولك أيها الإنسان الحق في أن تنجح في الحياة، وأن تغرس فيها أثرًا يانعًا ومشروعًا عظيمًا، لأن لديك مخزونًا هائلًا من القدرات والطاقات والإمكانيات الذهنية والبدنية والشخصية. وتأكدوا أيها الأبناء والبنات بأن لديكم قوة ذاتية ولكنها مخبأة تحت ركام الشك، ومدفونة بين رمال التردد، ومحبوسة في سجن قلة الثقة، ومقيدة بسلاسل الكسل والخمول، فتحرروا من ذواتكم فإن شلال التميز والتفوق والإبداع سوف ينهمر وتملأ الوجود بإنجازاتكم وإبداعاتكم ونجاحاتكم العظيمة.

ضعوا لأنفسكم أهدافًا في حياتكم على المدى القصير والبعيد، وكلما كانت أهدافكم أشمل وأبعد يمكن معرفة الأسس التي يجب أن تبنوا عليها من الآن، وحددوا أهدافكم الدراسية والمهنية والاجتماعية لعدة سنوات قادمة، وبمشيئة الله ستحققون أهدافكم المرجوة بالجد والاجتهاد والمثابرة بلا كلل ولا ملل. واحرصوا على الوقت لأنه نعمة ولا تضيعوا منه ساعة واحدة، إلا في عمل يفيدك في دنياك وآخرتك، واستغلوا لحظاته بعمل حقيقي مفيد وبتركيز وإخلاص لتحققوا النجاح.

اغتنموا حياتكم النفيسة واحتفظوا بأوقاتكم العزيزة، لأن حياتكم محدودة وأنفاسكم معدودة والعمر كله قصير، فاقضوا أوقاتكم بالطاعات والأعمال الصالحة وفي العمل والجد والاجتهاد والمثابرة في الدراسة وتحقيق الدرجات العالية والتفوق والتميز والإبداع كلًا في مجاله وتخصصه. وارسموا لحياتكم أيها الشباب منهاجًا يستغرق أوقاتكم ويستنفذ كل طاقاتكم، ونظموا حياتكم بشكل منظم وبعادات سليمة، وحددوا أهدافكم وضعوا جداول زمنية لإنجاز أعمالكم، وتحقيق غاياتكم المنشودة.

إنَّ الإرادة القوية والهمة العالية كالأنهار لا توقفها الصخور، والطموح هو وقود النجاح، والناجحون يطمحون أولًا ثم بعد ذلك بالإرادة القوية ينجحون، فثقوا بقدراتكم وإمكانياتكم يا شباب الوطن، وسوف تذلل أمامكم الصعاب التي تصادفكم في حياتكم، وتتساقط المصاعب أمام عزائمكم، وتتجاوزون العقبات بالعزم والصبر والإيمان، كما يتجاوز الماء الصخور، ولا تتراجعوا عن تحقيق أهدافكم لأنكم تستطيعون تحقيقها، فأنتم مثل غيركم من الناجحين قادرون على تحقيق النجاح والوصول لأهدافكم، وذلك بالإرادة والتصميم على إنجاز العمل بأفضل ما يكون.

وأنتم أيها الشباب.. لا ينقصكم شيء سوى العزيمة والإرادة ومنح الفرص لكم من مؤسسات الدولة للعمل لتحققوا أهدافكم في هذه الحياة، واحرصوا أن لا تعيشوا عالة على أسركم ومجتمعكم، واغتنموا الفرص حتى لا تضيع منكم، وثقوا بالله ولا تيأسوا ولا تخافوا من صعود الجبال ولا تستسلموا أمام الصعاب، لأن لديكم قدرات وإمكانيات عالية فامنوا بها، وعندما تصروا على تحقيق أهدافكم ستتفجر طاقاتكم ومواهبكم وتحققوا أعظم النجاحات والانتصارات، فالشباب هم عماد الوطن ومستقبله وبُناة حضارته، وقد اجتهدوا وكافحوا حتى حصلوا على شهادات علمية ومهنية، وعلى مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة فتح المجال لهم للتوظيف في القطاعين العام والخاص، فتوظيف شباب الوطن يجب أن يكون مشروعًا وطنيًا له أولوية قصوى، وأن تلزم كافة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بأن تكون الأولوية في التوظيف للعماني.

النجاح يبدأ بحلم محفوفٍ بالأمل ومع العمل والسعي والإصرار والطموح يحقق الإنسان ما يريد، وبالإرادة الصلبة التي لا تلين أمام التحديات والصعوبات، وبالهمة العالية والقرارات الصائبة والتصميم على تحقيق الأهداف، وتسخير كل ذلك لخدمة الهدف الأساسي دون تقاعس أو خذلان وعند النهوض بعد السقوط ومواجهة المشكلات يأتي النجاح، بارك الله في جهودكم المبذولة وعطاءكم المثمر يا شباب الوطن في المدارس والكليات والجامعات وقطاعات الأعمال، وبالجد والاجتهاد والمثابرة ستحققون نجاحاتكم وانتصاراتكم التي تبلغكم أهدافكم وغاياتكم، وأنتم دومًا أهلًا للتفوق والتميز والإبداع في كل المجالات وعلى كافة المستويات، والوطن يا شباب الوطن يفخر بكم.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا نجحوا؟

البعض اكتفى بتسليط الضوء على خروج المنتخب المصرى من البطولة العربية المقامة فى قطر، معتبراً أن تلك هى النقطة السلبية الوحيدة التى تستحق الوقوف أمامها. نعم... هناك أخطاء كثيرة ومتكررة، ولا أحد ينكر ذلك، لكن التركيز على السلبية وحدها يجعلنا نغفل مشهداً أكبر كثيراً، وربما أهم.
هناك أمور أخرى علينا أن نتوقف أمامها طويلاً... بل نتأملها بجدية كأننا نفتح كتاباً جديداً فى الإدارة الرياضية الحديثة.
أبرز هذه الأمور هو التنظيم الدقيق لكل خطوة داخل البطولة، داخل الملعب وخارجه، تنظيم يجعلك تشعر بأنك أمام بطولة عالمية مكتملة الأركان، وليست مجرد بطولة عربية. كل تفصيلة محسوبة... كل حركة لها منطق... كل عنصر فى مكانه الصحيح.
النقل التليفزيونى بدا لافتاً، إخراج عالمى، كاميرات من كل زاوية، إعادة فورية، التقاط لردود أفعال الجماهير، ومشاهد حية من داخل وخارج الملعب، كأنك تعيش التجربة لا تشاهدها فقط.
أما استوديوهات التحليل، فكانت مختلفة بحق، فالضيوف لديهم ما يقال، والمحللون يتحدثون بلغة كرة القدم لا بلغة المجاملات، والمعلقون كذلك كانوا جزءاً من المشهد العام... إنه مشهد احترافى.
والملاعب؟ كانت وحدها قصة تستحق الدراسة. ملاعب تبهج العين وتمنح اللاعبين الرغبة فى العطاء. ليس سراً أن الأداء المرتفع لأغلب المنتخبات كان نتيجة مباشرة لبيئة لعب صحية ومحفزة.
هنا يتولد السؤال الحقيقى:
لماذا نجحت البطولة التى تنظمها قطر؟
هل لأنها اختارت طريق النجاح منذ البداية؟ هل لأنها وضعت الرجل المناسب فى المكان المناسب؟ هل لأنها استبعدت كل من يمكنه تعطيل المنظومة؟ أم لأنها قررت ببساطة أن النجاح ليس رفاهية... بل مشروع إدارى كامل؟فقررت أن تفعل كل شىء من أجل النجاح.
البطولة نجحت لأنها احترمت المعنى الحقيقى للبطولة، واحترمت جمهورها، واحترمت الرياضة ذاتها.
ونحن... علينا أن ندرس هذا النجاح، نفتش فى أسبابه، ونعيد ترتيب أوراقنا، وننظر بجرأة إلى ما يلزم تغييره.
الخسارة ليست نهاية العالم... لكن تجاهل دروس النجاح من حولنا هو الخسارة الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • مقتل 6 مدنيين في قصف استهدف مبنى للأمم المتحدة بالسودان
  • محمد صلاح يصنع هدف ليفربول الثاني ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في البريميرليج
  • محمد صلاح يصنع هدف ليفربول الثاني أمام برايتون
  • في دهوك.. مخبز صغير يصنع مستقبلاً كبيراً لنازحين من سنجار
  • لماذا نجحوا؟
  • العقولُ الناشئة... مورد وطني يصنع المستقبل
  • الإداراتُ الأكاديميّةُ و متلازمةُ النجاحِ أو الفشلِ!
  • سالمون يصنع التاريخ مع أرسنال في دوري أبطال أوروبا
  • من أنتم؟!.. رسالة رباب شقيقة محمد صلاح لمنتقديه
  • الشديفات يسأل: أين أنتم عن هذه الفئات؟