انطلق منذ قليل عرض فيلم “بنات ألفة” بطولة هند صبري ضمن فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية.

وكان عرض فيلم “بنات ألفة” بطولة النجمة هند صبري ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة"، وهو فيلم افتتاح المهرجان بعد اختيار تونس ضيفة شرف المهرجان في دورته الثامنة.

وكان الفيلم قد بدأ سلسلة نجاحاته العالمية بمشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي وتوالت بعدها جوائزه العالمية الفيلم بطولة النجمة هند صبري ومن إخراج وتأليف كوثر بن هنية وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه وتم تصويره في تونس العام الماضي.

 

فاز منذ قليل فيلم "بنات ألفة" بطولة النجمة هند صبري، وإخراج التونسية كوثر بن هنية، والذي تشارك قنوات راديو وتلفزيون العرب ART في إنتاجه بجائزة "العين الذهبية" لتصل عدد جوائز الفيلم بالمهرجان إلى ٣ جوائز بعد حصوله أمس على جائزتي "السينما الإيجابية"  والتي تمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المترشحة بالمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، و تكافئ هذه الجائزة الفيلم الأكثر تناولا للسينما كوسيلة لتغيير نظرتنا للعالم وخدمة الأجيال القادمة نحو عالم أكثر إيجابية.

أما الجائزة الثانية فهي  "تنويه خاص" من لجنة جائزة الناقد "فرنسوا شالي" التي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 سنة على هامش مهرجان كان من طرف مجموعة من النقاد والصحفيين المختصين في المجال السينمائي.

هند صبري 

جدير بالذكر أن جائزة " العين الذهبية" أو جائزة الأفلام الوثائقية والتي تترأسها كريستيان جونسون، تم منحها لفيلم "بنات ألفة" مناصفة مع الفيلم المغربي "كذب أبيض" المشارك في مسابقة "نظرة ما".

وتمنح لجنة تحكيم هذه الجائزة التي تم إطلاقها عام ٢٠١٥ من قبل المجتمع المدني لكتاب الملتيميديا "سكام" بالتعاون مع مهرجان كان، وتعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز المؤهلة لفئة الأفلام الوثائقية الطويلة لأكاديمية جوائز الأوسكار، وتمنح لجنة التحكيم جائزتها هذه لأحد الأفلام المشاركة في الأقسام الرسمية لمهرجان كان وهي "المسابقة الرسمية"، و"نظرة ما"، و"حصص خاصة" و"الأفلام القصيرة" و"كلاسيكيات كان"، و"نصف شهر المخرجين"، و"أسبوع النقاد".

جائزة فيلم بنات ألفة 

خطفت النجمة هند صبري أنظار جمهورها فى جلسة تصوير لصناع وبطلات الفيلم التونسي “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي، حيث يعتبر الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية.

وتواجدت الفنانة هند صبري ضمن فريق عمل فيلم في الجلسة التصوير بجانب كلا من المخرجة كوثر بن هنية، نور القروي وإشراق مطر، بالإضافة إلى السيدة ألفة الحمروني بطلة القصة الحقيقية التي تقوم بدورها هند صبري ضمن أحداث الفيلم.

 تألقت النجمة هند صبري في العرض العالمي للفيلم التونسي "بنات الفة" الذي عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، وذلك وسط تصفيق وترحيب حاد من الجمهور الذى ملأ جنبات مسرح العرض. 

وارتدت هند صبري ثوبًا من تصميم التونسي على قروى، الفيلم إخراج وتأليف كوثر بن هنية وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه وبطولة هند صبري، وتم تصويره في تونس العام الماضي. 

هند صبري قصة حقيقية

وهو عبارة عن فيلم داخل فيلم مستمد من قصة حقيقية لسيدة اسمها الفة لديها اربع بنات وكيف ترى المخرجة والمؤلفة حياة هذه السيدة سينمائيا بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما كأنه فيلم وثائقي عن الفيلم نفسه. 

هند صبري 

من جانبها قالت المخرجة كوثر بن هنية في تصريحات صحفية أنه كان هناك اهتمام إعلامي بهذه القصة والعديد من القصص المماثلة، وسمعت الأم تجري مقابلة عبر الراديو، والطريقة التي كانت تتحدث بها كانت رائعة بالنسبة لي.

 

وأضافت: قلت نفسي إنها يمكن أن تكون شخصية سينمائية حقًا لأنها كانت مليئة بالعيوب والتناقضات، اعتقدت أن كل هذه العناصر يمكن أن تصنع قصة رائعة، وكانت قصة ابنتها بمثابة لغز لنا جميعًا. لذلك أعتقد أن رغبتي الأولى كانت أن أفهم لماذا.

 

وعن المزج ما بين الأسلوب الروائي والتسجيلي في الفيلم، أكدت قائلة: “قمت بتصوير فيلم وثائقي عام 2016 مع الأم وابنتيها الصغيرين في منزلهم، لكن الأمر لم يكن رائعًا لأن الأمر الأكثر إثارة بالنسبة لي هو ما حدث بالفعل في الماضي، لذلك أوقفت كل شيء وقلت لنفسي دعونا نضع هذه القصة جانبًا حتى أجد طريقة ممتعة لروايتها".

هند صبري وأسرة فيلم بنات ألفة

وأضافت: "أثناء الوباء، شاهدت ما قمت بتصويره مرة أخرى، وكنت أفكر في أنني بحاجة إلى ذكريات ألفة، الذكريات في السينما شيء معقد للغاية، إذا كان لديك متحدث يتحدث عما حدث ولماذا، فهذا ليس مثيرًا للاهتمام، لذلك فكرت في احضار ممثلة تقوم بدور ألفة وتقوم الشخصية الحقيقة بتوجيه الممثلة".

 

واختتمت أنَّ النجمة هند صبري وافقت على أن تلعب الدور في الفيلم قائلة: “اتصلت بها وأخبرتها عن القصة، ومن الرائع أن ممثلة مثل هند صبري وثقت بي، وقبلت المخاطرة بعدم وجود سيناريو مفصل وتغيير أشياء عديدة فكان هناك الكثير من الارتجال، كما اعتقد أنها تجربة مختلفة بالنسبة لها على المستوى المهني".

 

سعادة وفخر

النجمة هند صبري عبرت عن سعادتها وفخرها بردود الفعل التى تلقتها بعد العرض وتصفيق الجمهور لكل أسرة الفيلم، وبوجود فيلمها في المسابقة الرسمية لمهرجان كان للمرة الأولى في تاريخها بعد مشاركة فيلمها مع المخرجة الراحلة مفيدة تلاتلي صمت القصور في قسم نظرة َوحصوله على جائزة الكاميرا الذهبية وقتها.

هند صبري 

وهي المرة الأولى للمخرجة كوثر بن هنية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان. 

كوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بسيدي بوزيد وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة «لا فيميس» بباريس ولتلتحق سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس. وقدمت فيلمها القصير الأول «أنا وأختي والشيء» وفي سنة 2010 الفيلم الوثائقي «الأئمة يذهبون إلى المدرسة» وتشارك عام ٢٠١٣ في عديد المهرجانات بفيلم  قصير هو «يد اللوح» الفائز  بأكثر من عشر جوائز منها التانيت الذهبي من ايام قرطاج السينمائية. أما فيلمها الطويل الأول «شلاط تونس» فقد أفتتح في مهرجان كان قسم الأسيد و حاز على عديد الجوائز العالمية.

هند صبري وأسرة الفيلم الرجل الذي باع ظهره 

ومثل فيلمها الرجل الذي باع ظهره تونس في قسم نظرة ما بمهرجان كان وفي منافسات الأوسكار. وفازت بوسام فارس الفرنسي عام ٢٠١٦.

هند صبري وأسرة الفيلم 

أما النجمة هند صبري فكانت بدايتها الفنية عام ١٩٩٤ ودور البطولة في الفيلم التونسي صمت القصور في مهرجان كان وفاز الفيلم بجائزة الكاميرا الذهبية وتوالت بعده بطولات هند صبري في السينما التونسية والمصرية والعالمية في أكثر من ٣١ عمل سينمائي حصدت خلالها الكثير من جوائز التمثيل الأولى منها افضل ممثلة في أيام قرطاج السينمائية مرتين وأفضل ممثلة في مهرجان الجونة وفازت بجائزة فاتن حمامة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأول فنانة من جيلها تحصد هذه الجائزة والكثير من الجوائز عبر العالم وكانت قد شاركت في لجنة تحكيم مسابقة العمل الأول في مهرجان فينسيا السينمائى الدولي عام ٢٠١٩.

هند صبري وأسرة الفيلم 

وهي سفيرة برنامج الغذاء العالمي منذ عام ٢٠١٠ وقامت بالعديد من الأدوار الإنسانية بإسم البرنامج على مدار هذه الأعوام.

 

وفازت هند عام ٢٠١٤ بوسام فارس الفرنسي وعام ٢٠٢١ بوسام ظابط الفرنسي أيضا.

هند صبري

وكانت فاجأت الفنانة هند صبري، جمهورها بتعرضها للتنمر فى أول عمل فني شاركت فيه خلال بدايتها الفنية، من خبيرة تجميل بسبب أسنانها.

 

 أكدت هند صبري فى تصريحات تلفزيونية: "في أول فيلم شاركت فيه عندما سمعت خبيرة التجميل بتتكلم مع مخرجة الفيلم وتقول إيه السنان دي هتطلع كده إزاي".

هند صبري 

 أضافت: عندما قالت هذه الجملة هي تحدثت أمامي لكنها ظنت أنني لم أسمعها، وبعد 10 سنوات من هذه الواقعة التقيت بها في فيلم آخر وكنت قد أصبحت مشهورة وأخبرتها أنني سمعتها.

 تابعت: شكرت خبيرة تجميل في نفس اللحظة لأنها جعلتني أنظر إلى المرآة وأفكر، فأنا لم اعتمد يومًا على شكلي ولا أشعر أن الشكل هو ما يجعل ممثلة تنجح.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بنات ألفة هند صبري مهرجان مالمو للسينما العربية مهرجان أسوان تونس مهرجان کان السینمائی فی المسابقة الرسمیة کوثر بن هنیة هذه الجائزة بنات ألفة فی مهرجان

إقرأ أيضاً:

أفلام مهرجان كان استحسان واستهجان.. كوبولا يثير انقسام النقاد في أحدث أعماله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

إشادات واسعة بالفيلم المصري "رفعت عيني للسما"

حساسية لانثيموس الفائقة تتطلب نوعًا خاصًا من الصبر من المشاهدين

 

بعد مرور ما يقرب على نصف فعاليات مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ77، لفت عدد من الأعمال الأنظار عقب عرضها العالمي الأول بأقسام المهرجان المختلفة، فيما أثارت أخرى ردود فعل متباينة من جانب النقاد، خاصة أنها حملت توقيع أسماء مخضرمة في صناعة السينما.

أول هذه الأفلام التي شهدت انقسامًا حادًا بين العديد من النقاد والجمهور، أحدث أعمال المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا " Megalopolis"، الذي يعود به إلى الكروازيت بعد 4 عقود.

ففي مراجعته التي منحت الفيلم تقييما متدنيا (2/5)، قال الناقد والكاتب بيتر برادشو في مقاله بـ"الجارديان": "كل من يحب السينما مدين لفرانسيس فورد كوبولا بالكثير.. بما في ذلك الصدق. ولكن هذا مشروع عاطفي بدون شغف.

فيلم متضخم وممل وضحل بشكل محير، مليء بحقائق حفل التخرج في المدرسة الثانوية حول مستقبل البشرية. إنه مفرط النشاط وبلا حياة في الوقت نفسه، ومثقل ببعض أعمال المؤثرات البصرية الرهيبة وغير المثيرة للاهتمام وغير المكلفة والتي لا تحقق نسيج الواقع التناظري ولا إعادة اختراع رقمية جذرية بالكامل للوجود".

ومع ذلك، يضيف برادشو في مراجعته بأن "دراما الخيال العلمي هذه تطرح سؤالًا وجيهًا؛ إن الإمبراطورية الأمريكية، مثل الإمبراطورية الرومانية، مثل أي إمبراطورية، لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. هل وصلت لحظة الانحدار في أمريكا؟".

أما ديفيد روني، في مراجعته بموقع "هوليوود ريبورتر"، فتخيل أن "الحكاية" قد تكون رمزًا للسعي وراء حلم حيث يظل المؤلف قادرًا على تقديم ملحمة ضخمة دون أي تنازلات في هوليوود التي تهمش الفن للتركيز بشكل بحت على الاقتصاد.

واستطرد روني حديثه عن الكيفية التي انتهى بها كوبولا إلى التمويل الذاتي لهذا الفيلم الفخم، بميزانية تبلغ 120 مليون دولار، تم جمعها جزئيًا من خلال بيع قطعة كبيرة من إمبراطوريته للنبيذ.

وهذا ما دفعه للتساؤل حول هوية الجمهور الذي سيتلقى فيلما جزء منه دراما سياسية، وجزءًا من الخيال العلمي، وجزء من الرومانسية، وحتى الجزء الكوميدي مليء بإشارات سامية إلى الأدب والفلسفة والتاريخ والدين.

أصبح التصور الآن معروفًا لدى الجمهور في الصناعة بأن هذا الفيلم لن يجد جمهورًا واسعًا أبدًا، ومن المستحيل الاختلاف".

واستكمل روني طرح أسئلته حول مشروع كوبولا الجديد "هل هو عمل بعيد عن الغطرسة، أم حماقة هائلة، أم تجربة جريئة، أو محاولة خيالية لالتقاط واقعنا المعاصر الفوضوي السياسي والاجتماعي على حد سواء، من خلال نوع من السرد القصصي الذي نادرًا ما يتم تجربته بعد الآن؟ الحقيقة هي أنه كل تلك الأشياء".

ويكمل: "إنه عاصف ومكتظ، وكثيرًا ما يكون محيرًا وحديثًا للغاية، نقلًا عن هاملت والعاصفة، وماركوس أوريليوس وبترارك، اجترار الوقت والوعي والقوة إلى درجة تصبح ثقيلة. ولكنه أيضًا في كثير من الأحيان مسلٍ ومرح ومبهر بصريًا ومضاء بأمل مؤثر للإنسانية".

وكان لبيتر ديبورج تصور مختلف عن الطريقة التي قدم بها كوبولا فيلمه، ففي مراجعته بموقع "فارايتي" قال: "على الرغم من مرور ثلاثة عقود على آخر انتصار لكوبولا، إلا أن الجمهور كان يأمل أن يقدم كوبولا "Apocalypse Now" أخرى.

ولكن من الغريب أن الرسوم المتحركة (بدلًا من الحركة الحية المليئة بالمؤثرات البصرية) ربما كانت طريقة أفضل لرواية مثل هذه القصة. كان من الممكن أن تمنح الرسوم المتحركة أيضًا كوبولا مزيدًا من التحكم في بيئة تهدف إلى تجميع نيويورك الحديثة وروما القديمة وغابات باندورا.

ولكن كما تكرر إحدى الشخصيات في الفيلم: "عندما نقفز إلى المجهول، نثبت أننا أحرار".

أما ديفيد إيرليش، الذي وصف الفيلم بأنه شخصي وخالٍ من الأنانية، فقال في مراجعته بموقع "إندي واير": "لقد كان كوبولا يؤمن دائمًا بأمريكا، لكن إيمانه يتآكل في كل ثانية، و"Megalopolis" ليست إلا الأكثر جرأة وانفتاحًا من بين محاولاته العديدة لوقف الوقت قبل فوات الأوان.

وكما هو الحال دائمًا، فهو يدرك عدم جدوى هذه المحاولة، حتى لو كانت شخصياته أحيانًا بطيئة بعض الشيء في الاستيعاب".

وأضاف إيرليش: "في حين أنه قد يكون من المغري رؤية هذا العمل الفني الغريب والمنعزل والمكلف بشكل غير معقول باعتباره عملًا منطويًا على نفسه لفنان يتلاشى، فقد ما تبقى من قدرته على التمييز بين الأفكار الجيدة والسيئة، فإن "Megalopolis" تفعل كل شيء في قدرتها على تذكير الجمهور بأننا نشارك في نتيجة حلم الحمى المجنون.

 وهذا لا يعني أننا ملزمون بإنجاح هذا الفيلم بالذات، ولكن من الأفضل أن نفحص مصدر أي عداء قد ينتجه داخلنا. لماذا يخيفنا التغيير كثيرًا لدرجة أننا نفقد حريتنا في تخيل عالم أفضل بدلًا من حساب الإمكانيات التي تسمح بها هذه الحرية؟".

أما الفيلم الدنماركي السويدي"The Girl with the Needle"، للمخرج ماجنوس فون هورن، فكان من بين الأعمال التي أشاد بها النقاد عقب عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.

وعقب عرضه، وصف النقاد الفيلم بالعمل السودوي القاسي، وهو مستوحى من القصة الحقيقية لـ داجمار أوفرباي التي قتلت عددًا كبيرًا من الأطفال المولودين خارج إطار الزواج في كوبنهاجن، خلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1913 و1920.

حالة المعاناة التي تجعل تجربة مشاهدة الفيلم قاسية - كما وصفها الناقد جاي لودج في مراجعته بموقع "فارايتي" - يعضدها الكاتب في سطوره بوصفه أن "النساء مثل كارولين لا يسقطن من تلقاء أنفسهن، بل يتم إسقاطهن من ارتفاع كبير من قبل النظام الأبوي الحاكم الذي لا يهتم حتى بمشاهدتهن وهن يتناثرن.

هذا الهبوط غير الطوعي، ليس فقط إلى مزراب متسخ، بل إلى عالم سفلي قريب من جحيم القسوة البشرية... حيث يتم الكشف عن المجتمع باعتباره الوحش الحقيقي".

وعبر الناقد جو أوتيتشي، في مراجعته بموقع "ديدلاين، عن إعجابه بعمل فون هورن وشريكه في الكتابة لاين لانجيبك، وقال أنهما "نجحا في تحقيق التوازن بين حقيقة هذه القصة وخيالها الملهم، نظرًا لأن حقائق هذه القصة صارخة للغاية.

كما أن التصوير السينمائي الفخم بالأبيض والأسود يجعل الفيلم يبدو بطريقة ما وكأنه روائي وتسجيلي، وهذا التأرجح الدقيق بين النقيضين نراه بوضوح على طول مراحل الفيلم".

أما الناقدة ليزلي فيلبرين، فقالت في مراجعتها بموقع "هوليوود ريبورتر": "كان من الممكن أن يكون الأمر برمته واقعيًا للغاية بحيث لا يمكن التعامل معه لولا حقيقة أن الفيلم ينتهي بملاحظة مليئة بالأمل، حيث تتم معاقبة الشخصيات الأكثر شرًا على خطاياهم ومنح الطيبين فرصة ثانية. إنها بلا شك نهاية خيالية، لكنها من النوع الذي نحتاجه هذه الأيام".

وأضافت فيلبرين، أن تقنيات الصورة في الفيلم، الذي جاء بالأبيض والأسود، وباستخدام نسبة 3:2 الضيقة للمصور السينمائي ميشال ديميك - الذي أنجز مؤخرًا فيلم "EO" - جعلت العمل يتمتع بالتوازن المسكون والمخيف للصور العتيقة، وهي جمالية ستسعد السينمائيين والمشاهدين؛ ولكنها قد تجعل من الصعب بيعه تجاريًا، خاصة في ظل كآبة الموضوع.

وبعدما وصفته في مراجعتها بـ"السرد القصصي الغني"، وصفت الناقدة صوفي كوفمان في مقالها بموقع "إندي واير" - الفيلم - بأنه أشبه بتتبع بطلة في شبه رحلة سقوط حر، لا يدعمها مجتمع ذو رؤية ضيقة لمكانة المرأة، وغالبًا ما تتم معاقبة النساء في هذا النوع من القصص بوحشية بسبب جرأتهن على إظهار استقلاليتهن.

وعن الأداء اللافت للنظر الذي قدمته بطلة الفيلم، قالت فيونوالا هاليجان، في مراجعتها بموقع "سكرين دايلي": "كارمن سون (كارولين) على وجه الخصوص، تقدم مثل هذا الأداء الدقيق لفتاة غير متعلمة ليس لديها خيارات ولا مستقبل يتجاوز ما يمكنها نحته بأظافرها.

يُظهر وجهها مشاعر يأس وبراءة ويأسًا، وذكاءً وغباءً، وكلها تتطاير مثل السحب المتكدسة فوق مداخن كوبنهاجن. وهذا ما يجعلها بالتأكيد المرشحة الأولى لأفضل ممثلة في مهرجان كان هذا العام".

ومن بين الأفلام التي أثارت إعجاب النقاد، فيلم " Kind of Kindness" للمخرج يورجوس لانثيموس، بعد أقل من عام على النجاح الكبير الذي حققه بفيلمه  "Poor Things". وفي مراجعته التي منحت الفيلم (4/5)، قال بيتر برادشو في مقال بـ"الجارديان"، إن لانثيموس "يصل بمشروعه الجديد المثير للأعصاب والمسلي إلى مدينة كان بعد أقل من عام من إطلاق فيلمه "Poor Things". إنها لوحة ثلاثية مروعة وعبثية، ثلاث قصص أو ثلاثة اختلافات سردية حول موضوع ما، تدور أحداثها في نيو أورلينز وما حولها في العصر الحديث".

وفي مراجعته بموقع"هوليوود ريبورتر"، وصف ديفيد روني، عودة يورجوس لانثيموس بـ "التصادم المذهل للواقع التقليدي مع الأحداث السريالية والغريبة والمزعجة التي ميزت أعماله السابقة، في ثلاثية من القصص الأكثر غرابة بشكل تدريجي والتي تمثل خدشًا غير متساوٍ واستكشافًا رائعًا لا يمكن التنبؤ به لمواضيع مثل الحب والإيمان على وجه الخصوص".

وأضاف روني، أن الفيلم "قد لا يكون متماسكًا من حيث الموضوع عند المشاهدة الأولى، كما يرغب بعض المشاهدين، ولكن كلما أمعنت التفكير فيه، كلما بدأت قطع اللغز في التوافق وبدأت الخيوط المشتركة في الظهور".

الناقد بيلجي إيبيري، قال في مراجعته بموقع "فولتشر"، إن فيلم لانثيموس الجديد يمثل "عودة إلى مشاهد التدهور الشخصي والعائلي والمجتمعي التي صنع المخرج اسمه عليها". وأضاف إيبيري أن "أسلوب لانثيموس الثابت والواقعي يجسد طبيعة شخصياته التي لا جدال فيها.

وعلى الرغم من أن المنطق الداخلي لعوالمه المسيطر عليها يبدو صارمًا، إلا أنه ليس كذلك أبدًا. دقة المخرج ما هي إلا خدعة سحرية مصممة لجعلنا نفكر في شيء واحد، وهو أن لا شيء من هذا له أي معنى".

وفي مراجعته بموقع "فارايتي"، وصف بيتر ديبروج، الفيلم، بالمحاكاة الساخرة الغريبة، وقال: "ربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها القول بأن آخر أعمال لانثيموس يرضي توقعات أي شخص. لا يستطيع الجمهور في أي من فترات الفيلم التظاهر بتوقع ما سيحدث بعد ذلك. هذا الفيلم الطويل الأصلي يأسر القلوب، حتى وإن كان محبطًا، متحديًا المنطق التقليدي بينما يقدم ضجة عبثية حول المجتمع الحديث. إنه ليس مملًا أبدًا.

ومع ذلك، فإن حساسية لانثيموس الفائقة تتطلب نوعًا خاصًا من الصبر من المشاهدين، الذين سيأتي الكثير منهم لرؤية بليمونز وستون يمتدان خارج مناطق الراحة الخاصة بهما".

أما الفيلم التسجيلي المصري  "رفعت عيني للسما" للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، والمشارك ضمن مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، فحاز إعجاب النقاد والجمهور عقب عرضه العالمي الأول، الجمعة الماضية.

يجسد الفيلم حكاية مجموعة فتيات بإحدى قرى صعيد مصر تقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي والتي تحاكي مشاكل واقعية مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات.

يدور الفيلم في فلك قصص ثلاثة مراهقات ومتابعة حلمهن في عالم الفن بين حكاية ماجدة التي تحلم بالسفر للقاهرة لدراسة المسرح وتصبح ممثلة، وحكاية هايدي التي تحلم بأن تصبح راقصة باليه، في حين تحلم مونيكا بأن تصبح مغنية مشهورة.

وفي مراجعتها بموقع "Cineuropa"، قالت الناقدة ليجا بوزارسكا، إن المخرجين وثقا قصتهما على مدى ست سنوات: اثنان قضاهما في البحث وأربعة في التصوير. وكيف تمكنوا من الاستفادة من نبض الحياة لهؤلاء الشابات.

وأضافت بوزارسكا: "إلى جانب المخرجين، نمنح نحن المشاهدين أيضًا نظرة نادرة على الأعمال الحميمية للأسر العائلية، ونتمتع بامتياز كافٍ لسماع المحادثات الخاصة ورؤية ما وراء الكواليس من التدريبات".

وتستكمل الكاتبة أن أحلام هؤلاء المراهقات المرحات والطموحات تنمو ليصبحن شابات ذوات رؤية ثاقبة. في الشوارع، بينما يشاهد الرجال المرتبكون، الفتيات بشكل جماعي أن أجسادهن ليست خطيئة، وأنه لا ينبغي للآخرين خنق أحلامهن. إن الإلحاح الذي يكتسب كنغمات فردية زخمًا أوسع يتم التعبير عنه في انسجام تام".

وتساءل الناقد مارك فان دي كلاشورست، في مراجعته بموقع "international cinephile society"، هل يمكن لأحلامك أن تتغلب على حدود محيطك؟ وهذا السؤال الأساسي الذي يطرحه الفيلم. ومع ذلك، ينتهي الفيلم بملاحظة مفعمة بالأمل، موضحًا أنه حتى لو لم تتحقق كل الأحلام، فإن مجرد المحاولة يمكن أن يسبب تحولًا للجيل القادم.

وأضاف دي كلاشورست، أن المخرجين استغرقا وقتًا طويلاً ، حيث كان عليهما أن يكتسبا أولاً ثقة ليس فقط الشابات، ولكن أيضًا عائلاتهن وأصدقائهن وبقية سكان القرية.

وقد أتاح لهم ذلك الوصول إلى بعض اللحظات الشخصية والمفجعة، والتي تم تصويرها دون زخرفة. واختتم سطوره بأن "رفعت عيني للسما" هو تصوير واقعي ومفعم بالأمل لحياة الشابات في ريف مصر، وتذكير بأن بين الأحلام والواقع غالبًا ما يكمن الإيمان.

مقالات مشابهة

  • أفلام مهرجان كان استحسان واستهجان.. كوبولا يثير انقسام النقاد في أحدث أعماله
  • كيت بلانشيت تحتفل بعرض Rumours في مهرجان كان السينمائي
  • مركز السينما العربية يعلن عن الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية
  • موعد انطلاق العرض الخاص لـ فيلم بنقدر ظروفك
  • «بصمات عربية» على أرض مهرجان «كان»
  • فيلم ميجالوبوليس يواجه حُكم الصحافة بعد آراء متباينة في مهرجان كان
  • “هجان” يفتتح عروض مهرجان روتردام للفيلم العربي
  • مواقف خجولة من نجوم مهرجان كان بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة
  • جائزتان لفيلمي «ترينو» و «سيمو» بمهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي بالجزائر
  • مهرجان كان السينمائي- هل يُصبح مسرحًا للاستلاب التنقي؟