عرض فيلم بيت العجائب في عدد من محافظات سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
"العُمانية": عُرض اليوم الفيلم الوثائقي "بيت العجائب"، الذي يجسد الوجود العُماني في زنجبار وشرق إفريقيا، في عدد من القاعات السينمائية بمحافظات: مسقط وظفار والداخلية، لفئة طلبة المدارس من الصفوف (10 ـ 12)؛ بهدف إطلاعهم على الجوانب المهمة من التاريخ العُماني والأدوار الحضارية للعُمانيين في شرق إفريقيا.
يركز الفيلم الذي أنتجته وزارة الإعلام ممثلة في مجلة نزوى، على الإسهام الحضاري للعُمانيين في المجالات السياسية والتجارية والاجتماعية والثقافية في شرق أفريقيا، ويعدُّ سمة أساسية لـ 3 أفلام مدة كل جزء منها 50 دقيقة، وبثلاث لغات، هي: العربية والإنجليزية والسواحيلية.
ويقدم الفيلم مجموعة من القصص ذات الطابع الإنساني تعظيمًا للقيم العُمانية التي توارثتها الأجيال، وترسيخًا لدورها في بناء الهويّة العُمانيّة الحديثة، مع التركيز على أهمية نقل تلك القصص للأجيال عبر وسائط بصريّة تتلاءم مع روح العصر، وتستثمر تحوّلاته التكنولوجيّة والثقافيّة في طرق الإنتاج.
الجدير بالذكر أن كل جزء من هذه الأفلام يقدم شخصية رئيسة ضمن أحداث سياسية واجتماعية وثقافية متصلة، وقد تمّ تصوير الأفلام في مواقع مختلفة حول العالم منها زنجبار وعدد من الدول الإفريقية والآسيوية ومواقع في أوروبا وأمريكا وسلطنة عُمان.
وكانت الوزارة قد قدمت عروضًا للفيلم لعامة الجمهور في عددٍ من محافظات سلطنة عُمان، كان آخرها بتاريخ ١٧ من أبريل الجاري.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: أبو الطيب المتنبي وعيون العجائب
«عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب».. إذا وقع هذا الكتاب بين يديك، فإنك حتماً ستكون في مواجهة من نوعٍ مختلف مع عجيب أبو الطيب المتنبي الذي ما انفك يدهش ويثير زوابع التساؤل، فصاحب الكتاب الدكتور علي بن تميم ناقد ثرّ مازال وفياً لصداقته للمتنبي فيتمثله حسّاً وحدساً، ويحيي لحظات ذروته الشعرية متى سنحت الفرصة، إذ لم يقتصر الأمر عند حدود الكتابة النقدية وحسب، فقد مخرَ ابن تميم وعلى الدوام مسافاتِ الشعرية التي ابتدعها المتنبي في قصائده، وكشف إذ ذاك عن أنساق جديدة مضمرة في شعر صاحبه المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس، ففي هذا الكتاب تناول مغاير كان قد سبر غور عباب بحر المتنبي المُرصّع بالحكمة والفلسفة والقيم والإباء والنُبل، فقد أراد الدكتور علي أن يقدم في هذا الكتاب المجوّد تحسّساتٍ مختلفة في شعرية المتنبي وفي حدود صراعيته اللامنتهية، فقد جعل المتنبي نفسه في كفّة والآخر، كل الآخر، في كفة أخرى، ولذا وفي المقدمة النقدية التي ساقها المؤلف أبان عن مفهوم نقدي جديد من خلال إماطة اللّثام عن مستوى المعنى الرفيع الذي بلغ اختراعاً غير تقليدي أسست له مدرسة المتنبي الشعرية، وهذا المفهوم وإن كانت له هناك جذور عند بعض النقاد القدماء والمحدثين، ألا وهو مفهوم الاختراع الشعري، إلا أن المتنبي يبقى ذلك الشاعر الذي لا يؤطره المجاز، ولا يحبسه الغموض المصنّع، فهو شاعرٌ مخترع ومبتكر، وهو ما برهنه ابن تميم مستدلاً عليه بوصف أبو العلاء المعري شارح ديوان المتنبي.
لقد قامت فلسفة بناء هذا الكتاب على اتخاذ مسارٍ مختلف في التعاطي مع النّص العربي، وعلى غير العادة انتخب مؤلف الكتاب درراً من عجائب المتنبي لتبرهن على العبقرية والاختراع في شعره، فالتقاط العجيب لا يتأتى إلا لحصيف يمايز بين الغريب والعجيب والمُدرك، حيث طريقة إخراج الكتاب مازجت بين اللفظي والمرئي حين وُشِّح بالرسومات التي تحمل دلالاتٍ سيميائية بصرية تُعين على تخيل المشاهد السينمائية التي جاءت بها القصائد المنتخبة، ففي كل بيت ثمة رصيدٌ إنساني عظيم يتخطى حدود المدح والافتخار بالذات والهجاء، فكل ما قيل عن ذاتية المتنبي يحبسه هذا الكتاب لصالح إطلاق مدى التلقي نحو غريب وعجيب لم يتأتَ لأحد قبلاً، ما جعل المتنبي ذواتاً في ذاتٍ غير منعزلة، فالكشف بالبيان الشعري لديه لم يخدم الوصف المجازي وإبانة العوالق الإنسانية، بقدر ما قدم مطارحة جديدة لعبقرية اللّغة ذاتها وللاختراع المعنوي الذي شيّده المتنبي قصراً من العجائب والغرائب لم يتحقق بعد مثله.
أنَا السّابِقُ الهادي إلى ما أقُولُهُ.. إذِ القَوْلُ قَبْلَ القائِلِينَ مَقُولُ.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية