شاركت 35 جهة حكومية وخاصة من مؤسسات المجتمع المدني في ملتقى التوظيف والتدريب السنوي الـ24  لطلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة.

وجاءت الهيئات المشاركة في الملتقى كالتالي «بنك مصر، وبنك التعمير والإسكان، وبنك فيصل الإسلامي، ومجموعة إنترو جروب، وجهاز حماية المستهلك، ووزارات الشباب والرياضة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتموين والتجارة الداخلية، وجهاز تنمية التجارة الداخلية، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، إضافة إلى عدد من الشركات والمؤسسات المساهمة في الملتقى.

ملتقيات التوظيف السنوية تهدف إلى دراسة احتياجات سوق العمل

وقال الدكتور محمد الخشت في كلمته خلال الملتقى، إن ملتقيات التوظيف والتدريب السنوية التي تنظمها جامعة القاهرة تهدف إلى دعوة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لدراسة مدى احتياجات سوق العمل من طلبة وخريجي الجامعة، وعرض وتوفير فرص العمل والتدريب لهم وإجراء ورش عمل متخصصة، مما يساهم في دعم مهارات الطلاب ورفع قدرات الخريجين.

ملتقى التوظيف يسير في إطار الخطة الاستراتيجية للجامعة

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن ملتقى التوظيف بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية يسير في إطار الخطة الاستراتيجية للجامعة كجامعة من الجيل الرابع، مشيرًا إلى أن خطة الجامعة مرتبطة بخطة الدولة 2030.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة حنان محمد، القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن ملتقى التوظيف السنوي الذي تنظمه الكلية يهدف إلى توجيه طلاب الكلية لسوق العمل من خلال دعوة جهات توظيف من مؤسسات مختلفة تشمل وزارات وهيئات وبنوك، انطلاقًا من الدور المهم الذي تقوم به الكلية لربط خريجيها بسوق العمل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الجامعات الجامعات الحكومية التعليم العالي ملتقى التوظیف

إقرأ أيضاً:

التوظيف الإلزامي: حلّ أم تحدٍ جديد للقطاع الخاص؟

في ظلّ التحديات الاقتصادية المتلاحقة التي يواجهها القطاع الخاص، من تداعيات جائحة كورونا إلى تقلبات أسواق النفط، وصولا إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي نتيجة الحرب التجارية بين الكبار، برز قرار وزارة العمل بفرض توظيف مواطن واحد لكل سجل تجاري مضى عليه عام، كأحد الحلول التي تهدف إلى معالجة أزمة الباحثين عن عمل في سلطنة عُمان. إلا أن هذا القرار أثار تساؤلات جوهرية حول مدى توازنه مع واقع القطاع الخاص، لا سيّما بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقدرتها على الاستمرار في بيئة تشغيلية تزداد تعقيدًا.

تشير أرقام وزارة العمل إلى 100 ألف باحث عن عمل، مقابل حوالي 245 ألف سجل تجاري يعمل فيها ما يقارب مليون وافد. ومع تشبّع الجهات الحكومية، تبقى المسؤولية الكبرى في استيعاب الباحثين عن العمل تقع على كاهل القطاع الخاص. وعلى الرغم من أهمية تعزيز التعمين كمسؤولية وطنية، فإن التحدي الحقيقي يكمن في مدى إدراك السياسات العامة لهشاشة الوضع المالي والإداري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

فالمؤسسات التي توظف أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة قادرة على الالتزام بهذا القرار بسهولة، بل قد تتجاوزه بأريحية. لكن في المقابل، تواجه المؤسسات الصغيرة ـ التي لا يتجاوز عدد موظفيها بضعة أفراد ـ ضغوطا متزايدة نتيجة الضرائب، والرسوم، والاشتراكات التأمينية، وهو ما يقلص هوامش أرباحها إلى حد كبير.

وقد يُفضي تراكم الأعباء المالية والقانونية إلى تقويض ثقافة ريادة الأعمال التي بدأت مؤخرًا تجتذب أعدادا متزايدة من الشباب. وفي الوقت الذي كان فيه قرار وزارة التجارة عام 2019 بإنشاء «شركة الشخص الواحد» خطوة رائدة لدعم هذا القطاع، إلا أن القرارات المتلاحقة التي تفرض نفقات إضافية ـ دون وجود حوافز موازية مثل التمويل المدعوم أو الإعفاءات ـ تهدد بتقويض هذا التقدم.

النماذج العالمية تؤكد نجاح المرونة في بيئات الأعمال، كما في الصين التي تضم أكثر من 200 مليون عامل مستقل يعملون في عدة قطاعات ، وفقًا لمجلة The Economist. هذه المرونة تخلق فرص عمل جديدة وتمنح المؤسسات الصغيرة فرصة النمو الذاتي دون إثقالها بقيود بيروقراطية.

ومن هنا، تبرز الحاجة إلى التمييز بين الشركات الناشئة والكيانات الكبرى ذات الأصول الضخمة والعمالة المكثفة.

فلا يمكن معاملة مؤسسة صغيرة برأس مال محدود كشركة راسخة منذ عقود. قد يبدو القرار منصفا على مستوى الشكل، لكنه يغفل الفروقات الجوهرية في الإمكانيات والظروف.

حتى المهلة التي مُنحت للمؤسسات ـ ستة أشهر أو سنة ـ قد لا تكون كافية لتغيير واقع التشغيل، كما أن تعقيد الإجراءات المصاحبة لتشكيل لجان الاستثناء قد يؤدي إلى إغلاق آلاف المؤسسات. المطلوب هو إصدار لائحة تنفيذية مرافقة للقرار، تتضمن استثناء مباشرا للمؤسسات غير القادرة على التوظيف، استنادا إلى البيانات المتاحة.

تشير الدراسات إلى أن ما بين 20% إلى 30% من المؤسسات الصغيرة تفشل خلال عامها الأول، و70% لا تتجاوز السنوات الثلاث الأولى. لذا فإن سياسات التوظيف يجب أن تراعي هذه الحقائق، إذ إن هذه المؤسسات قد لا تكون قادرة على التوسع اليوم، لكنها ضرورية لتنويع الاقتصاد الوطني، سواء بتحويل الباحثين عن عمل إلى رواد أعمال، أو بتوفير فرص عمل حقيقية بعد تجاوزها مرحلة التأسيس.

وعليه، فإن تطوير هذا القطاع الحيوي يتطلب البحث عن حلول توافقية، تشمل مراجعة شاملة للمنظومة التشريعية والضريبية والإدارية، وتقديم إعفاءات تشغيلية للمؤسسات الناشئة، وتفعيل شراكة ثلاثية بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية لسد فجوة المهارات.

كما يجب تعديل سياسات التعمين بما يراعي الفروقات بين المؤسسات، ويستثني الشركات محدودة الدخل أو حديثة التأسيس، والوظائف التي لا يُقبل عليها المواطنون. ويمكن كذلك احتساب العمل الجزئي، أو المؤقت، أو التدريب ضمن متطلبات التعمين، كما فعلت مبادرة «ساهم» في القطاع الحكومي.

كذلك، يجب تعزيز الشفافية في آليات التوظيف، وتمكين المنصات الرقمية لضمان مطابقة حقيقية بين العرض والطلب، وإعفاء المؤسسات من التوظيف الإلزامي في حال عدم وجود كفاءات مناسبة أو عدم التقدم للوظائف خلال فترة زمنية محددة.

في النهاية، فإن نجاح قرار التوظيف الإلزامي لن يتحقق بمجرد فرضه، بل بتهيئة البيئة المناسبة لتطبيقه، بما يضمن توازن المصالح، واستدامة المؤسسات، وتحقيق الهدف الأسمى: إيجاد فرص عمل لائقة للمواطنين، دون التضحية بكيان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

خالد الكلباني باحث في شؤون الاقتصاد والطاقة

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الأميركي يضيف 139 ألف وظيفة خلال شهر مايو
  • جامعة بنها الأهلية تستضيف ملتقى «وصال الأول للطلاب الوافدين».. مصر تمد جسور المعرفة والثقافة
  • جامعة القاهرة ترفع حالة الطوارئ بمستشفياتها خلال عيد الأضحي
  • نطور البرامج لتلبية سوق العمل.. وزير التعليم العالي: جامعات الجيل الرابع تساهم في إنعاش الاقتصاد
  • أرحومة يطلع على احتياجات التدريب والتأهيل بمراقبة التعليم في سرت
  • وزير العمل في مؤتمر جنيف: الاقتصاد العالمي يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب التوترات الجيوسياسية
  • الراعي افتتح الرياضة الروحية السنوية للمطارنة في بكركي
  • كويدير يتوقع تشكيل لجنة فنية لدراسة موضوع الاتفاقية الليبية التركية البحرية
  • بعد صدور قرار جمهوري بتعيينها.. أول تكليف لعميدة علوم القاهرة
  • التوظيف الإلزامي: حلّ أم تحدٍ جديد للقطاع الخاص؟