أحمد الملك
تجاوزت الحرب العبثية العام، والضحية الذي يدفع ثمن جرائم الأطراف المتحاربة هو المواطن، الذي يدفع الثمن الباهظ من دمه وماله ومستقبل أطفاله. ورغم تعالي أصوات المخلصين من اهل هذه البلاد طلبا لحقن الدماء وإيقاف مخطط تشرذم الوطن، لكن بعض الجهات التي تحرص على استمرار الحرب لأطول وقت ممكن لأجندة معلنة ومعروفة، تعمل هذه الجهات كلما لاح أمل في قرب إلقاء المتقاتلين للسلاح والجنوح للسلم، في وأد تلك الآمال وقتلها في مهدها، تسعى هذه الجهات لإشعال مزيد من النيران والدفع باتجاه الحرب الأهلية الشاملة، قادت الحرب (الجهادية) الأولى إلى دفع الجنوب للانفصال، وواضح أن فصل أجزاء أخرى من البلاد هو هدف الحرب (البرّائية) إضافة لمحاولة قبر ثورة ديسمبر في النسيان بخلق واقع جديد يتجاوز تلك المرحلة الهامة في تاريخ بلادنا، التي مثلت أملا لشعبنا في التخلص من عهود الاستبداد والفساد، واستعادة الدولة من ايدي العصابة الكيزانية.


عمليات قتل بشعة على أساس الهوية، مدير أمن كيزاني سابق يتحدث بعنصرية حول مكون سوداني اصيل في الإذاعة التي تمثل الدولة، ولا هدف له سوى احداث مزيد من الفتن واغراق الشرق في نفس المخطط الذي سعوا به لتدمير الغرب، دعاوي مشبوهة باسم دولة البحر والنهر، قانون وجوه غريبة واستهداف للمواطن العابر بحثا عن الرزق في بلاده، استنفار للناس على اسس قبلية وجهوية، وكل ذلك يتم بتنسيق من جهة واحدة حتى وان زعم منظرو البحر والنهر بخلافات مع (البراؤون)، فقط لذر الرماد في العيون، ونفي تهمة العنصرية عن التنظيم، فالتنظيم الشيطاني استمرأ الكذب والخداع ويعيش على يقين أن اهل هذه البلاد يسهل دائما خمهم وخداعهم.
التنظيم العنصري لم يكن له من هم طوال أكثر من ثلاثة عقود سوى غرس بذور الفتن بين أبناء الوطن، وبدلا من التنمية والحلول الناجعة للمنازعات القبلية على الموارد، سعى لإذكاء نار تلك المنازعات حتى تحولت إلى حروب كان هو من يوفر لها السلاح والبيئة المناسبة لتتمدد وتنتشر، وبدلا من محو الفوارق القبلية المصنوعة كما هو واجب كل الحكومات المسئولة التي تراعي مصالح مواطنيها، اصبح واجبا كتابة اسم القبيلة في كل المعاملات الحكومية، حتى حفلات التعذيب التي كان يقوم بها جهاز أمنهم الاجرامي، اتخذت طابع العنصرية فقد حكى لي صديق تعرّض للاعتقال في بدايات ثورة ديسمبر، أنّ كلاب الأمنجية كانوا يطلقون على المعتقل من اهل الشرق: الاريتري، وان كنت من اهل الغرب ستكون صفتك: التشادي!
حربهم ضد قوات الدعم السريع التي أنشأوها بأنفسهم، هي حربهم على الثورة، حربهم على مواطن هذه البلاد الذي رفضهم، واشعل ثورة ستظل واحدة من أعظم الثورات في التاريخ، ضد الظلم والقهر والاذلال والفساد الذي فاق كل الحدود.
فالقصة باختصار أن ثلة من اللصوص تجار الدين استطاعت أن تصل للسلطة في هذه البلاد بالخديعة والانقلاب، وطبيعي أن تمضي الأحوال في ظل وضع يسيطر على مشهده ثلة من المجرمين الفاسدين، طبيعي أن تتدحرج البلاد إلى الهاوية، حرب كارثية ستودي بوحدة هذه البلاد ما لم يتدارك المخلصين من أبنائها الوضع ويسعون في وقف هذه الحرب، ومحاسبة مشعليها، وعزل وتصفية التنظيم الشيطاني إلى الأبد، وإعادة العسكر إلى ثكناتهم بعيدا عن السلطة، بل وبعيدا عن المدن وكل التجمعات السكانية التي يجب أن تكون مناطق للتنمية والتعليم والتعايش السلمي، وتحقق الأمان والاستقرار والرفاه للمواطن في كل ربوع هذه البلاد.
#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية

أحمد الملك  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه البلاد

إقرأ أيضاً:

حراك نيابي لدعم استثمار السكن للشرائح الفقيرة في البلاد.. يمثلون 80% من الازمة - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف النائب سالم إبراهيم، اليوم الثلاثاء (11 حزيران 2024)، عن وجود حراك نيابي لدعم استثمار السكن للشرائح الفقيرة في البلاد.

وقال إبراهيم في حديث لــ"بغداد اليوم"، إن "الاستثمار في مجال السكن هو الأعلى نشاطا في البلاد ويستقطب قرابة 70% من الاجازات الاستثمارية بشكل عام وفق القراءات المتاحة في المحافظات لكنه تأثيره لايزال محدودا من ناحية ما يوفر من وحدات سكنية قياسا بالمطلوب بشكل عام".

وأضاف ان "قراءات وزارة التخطيط حول الحاجة الى مليوني وحدة تتضمن في مضمونها العام انهاء ظاهرة العشوائيات بشكل عام والتي هي نتاج أخطاء متراكمة وتبعات الاضطرابات الامنية لسنوات طويلة والتي بات رفعها امر بالغة الصعوبة"، مؤكدا "ضرورة السعي الى إقرار قانون العشوائيات الذي يوفر نقاط إيجابية في تحقيق بوصلة موحدة في تنظيم الحلول القانونية".

وأشار الى ان "الاستثمار الحالي مندفع صوب طبقة الأغنياء وميسوري الحال في حين ان الفقراء ممن هم تحت خط الفقراء وذوي الدخل المحدود يمثلون أكثر من 80% من ازمة السكن الفعلية في البلاد" مؤكدا أننا "نضغط باتجاه توفير استثمارات من خلال منازل واطئة الكلفة للمضي في تحقيق توازن يوفر لكل الشرائح وحدات سكنية".

وتابع، ان "مشاريع بناء مدن جديدة خطوة بالاتجاه الصحيح لتخفيف الضغط على المدن الرئيسية ومنها بغداد"، مشددا على "ضرورة ان تكون التعاقدات شفافة وان تراعى بها خفض الأسعار والانفتاح على تجارب دول أخرى عانت من أزمات سكن خانقة للاستفادة منها في بلورة حلول موضوعية يمكن من خلالها تجاوز إشكالية العشوائيات والخروج الى بناء مدن حديثة بمواصفات فنية مع توفير الخدمات".

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في وقت سابق عن خطتها لإنشاء 4 مدن سكنية جديدة في كل من بغداد وبابل وكربلاء و نينوى، حيث من المؤمل أن توفر هذه المدن نحو 700 ألف وحدة سكنية.

وتشير تقارير حكومية الى ان الزيادة السكانية التي شهدها العراق أدت إلى تفاقم أزمة السكن، التي تتطلب جهوداً كبيرة وعملاً متواصلاً من أجل معالجتها وفق مشاريع استراتيجية مُعدة على مدى 15 سنة مقبلة وان البلاد تعاني عجزاً بالوحدات السكنية يصل الى 3.5 وحدة سكنية.

 

مقالات مشابهة

  • حراك نيابي لدعم استثمار السكن للشرائح الفقيرة في البلاد.. يمثلون 80% من الازمة - عاجل
  • استنكروا صمت المجتمع الدولي .. مدونون يطلقون حملة إسفيرية بعنوان «#العالم_يتجاهل_السودان»
  • العالم يتجاهل السودان.. حملة تسلط الضوء على الوضع الكارثي في البلاد
  • الحرب المتسارعة … مقابل … الحفر بالإبرة
  • الوطنية العابرة للحدود من الأسفل بعد الحرب العالمية الأولى: ثورة 1924م في السودان الإنجليزي-المصري (1 /2)
  • أيّ كرامة في الحرب العبثية
  • فض الاعتصام: اندلاع المرحلة الثانية من ثورة ديسمبر
  • الخدمة المدنية تدشن أدلة الخدمات لـ 15 وحدة خدمة عامة
  • وزارة الخدمة المدنية تدشن المجموعة الثانية من أدلة الخدمات لـ 15 وحدة خدمة عامة
  • في عين العاصفة : توثيقيات الحرب العبثية والثورة مستمرة . رسالة رقم [52]