استقالة متحدث اللغة العربية بالخارجية الأمريكية بسبب سياسة واشنطن في حرب غزة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
قدمت هالة ريت، المتحدثة الرسمية باللغة العربية لوزارة الخارجية الأمريكية، استقالتها، وهي الأحدث في سلسلة من حالات المغادرة من الوزارة بسبب الخلافات بشأن موقف واشنطن بشأن الصراع في غزة. وذلك مع ما يقرب من عقدين من الخدمة، وشغل هالة ريت منصب نائب مدير المركز الإعلامي الإقليمي في دبي قبل التنحي عن منصبها.
وفي بيان نشرته عبر صفحتها الشخصية على موقع LinkedIn، أعربت هالة ريت عن قرارها بالاستقالة في أبريل 2024، مشيرة إلى معارضتها لسياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب المستمرة في غزة. ويسلط رحيلها الضوء على الانقسام العميق داخل وزارة الخارجية فيما يتعلق بالتعامل مع الصراع.
وتأتي استقالة هالة ريت وسط تدقيق متزايد في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد لاحظ الخبراء والمحللون الاستياء المتزايد داخل الدوائر الدبلوماسية بشأن عدم كفاية الجهود الأمريكية لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتحقيق حل دائم للصراع.
واعترفت وزارة الخارجية، عندما سئلت عن استقالة هالة ريت خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، بوجود قنوات لقوتها العاملة للتعبير عن وجهات نظر معارضة بشأن سياسات الحكومة. ومع ذلك، فإن رد الوزارة يعكس التحدي المتمثل في التوفيق بين وجهات النظر المتباينة داخل السلك الدبلوماسي وسط الحقائق الجيوسياسية المعقدة.
قرار هالة ريت بالتنحي بمثابة تذكير مؤثر بالمعضلات الأخلاقية التي يواجهها الدبلوماسيون المهنيون عندما تتعارض قناعاتهم الشخصية مع التفويضات الرسمية. كما أنه يسلط الضوء على التداعيات الأوسع لقرارات السياسة الخارجية الأمريكية على الساحة الدولية، وخاصة في المناطق التي تمزقها الصراعات مثل الشرق الأوسط.
وبينما تبحر الولايات المتحدة في دورها في معالجة أزمة غزة وتعزيز السلام في المنطقة، تؤكد استقالة هالة ريت ضرورة قيام صناع السياسات بالاهتمام بالمعارضة الداخلية والانخراط في حوار بناء لرسم مسار يتوافق مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان والمساواة، والقانون الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخارجیة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحذر لندن من بناء سفارة صينية قرب مراكز مالية حساسة
حذّرت الولايات المتحدة الحكومة البريطانية من المضي قدما في خطة بناء سفارة صينية ضخمة في موقع قريب من مراكز مالية وإستراتيجية في العاصمة لندن، معتبرة أن المشروع قد يشكل تهديدا أمنيا بالغا لبريطانيا وحلفائها.
ويأتي هذا التحذير في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية بين لندن وواشنطن مفاوضات دقيقة لتنفيذ اتفاق تجاري تم توقيعه مؤخرا، وسط مخاوف من أن تؤثر هذه الخطوة على التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
وكانت الحكومة البريطانية السابقة قد رفضت مشروع بناء السفارة في وقت سابق استنادا إلى تحذيرات من أجهزة الاستخبارات بشأن مخاطر التجسس، إلا أن المشروع عاد إلى الواجهة بعد ضغوط مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحسب ما أفادت به صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
ويقع الموقع المقترح للسفارة في منطقة "رويال منت كورت" القريبة من برج لندن، وهو موقع إستراتيجي بين منطقتي "سيتي أوف لندن" و"كناري وارف". ويضم شبكة من الكابلات الحيوية التي تغذي البنية التحتية للاتصالات والبيانات في القطاع المالي البريطاني.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن بلاده "تشعر بقلق بالغ من احتمال حصول الصين على إمكانية الوصول إلى اتصالات حساسة تخص أحد أقرب حلفائنا" في إشارة إلى بريطانيا.
إعلانوتشير تقارير إلى أن هذه المخاوف قد تؤثر على مستقبل الاتفاق التجاري بين البلدين، إذ ألمح مسؤول في البيت الأبيض إلى أن واشنطن تتوقع أن تُتخذ القرارات البريطانية بما يراعي المصالح الأمنية المشتركة، وبعد تقييم دقيق من قبل خبراء مكافحة التجسس.
وفي مذكرة رفعها "التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين" إلى مجلس الأمن القومي الأميركي، حذّر نواب من أن الكابلات الموجودة تحت موقع السفارة المقترحة "تغذي قلب النظام المالي البريطاني" مما يجعل الموقع هدفا محتملا للتجسس أو التخريب.
ومن جهته، قال جون مولينار رئيس لجنة الشؤون الصينية بمجلس النواب الأميركي إن "بناء سفارة صينية بهذا الحجم فوق بنية تحتية حيوية يمثل مخاطرة غير مقبولة" مضيفا أن "الحزب الشيوعي الصيني لديه سجل واضح في استهداف البنى التحتية الحساسة".
وفي المقابل، نفت السفارة الصينية في لندن هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "افتراءات من جهات معادية للصين" مؤكدة أن مشروع السفارة يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
يُذكر أن الصين اشترت هذا الموقع عام 2018، وتسعى منذ ذلك الحين إلى تحويله إلى أكبر بعثة دبلوماسية لها في أوروبا. وقد أُحيل القرار النهائي بشأن المشروع لوزراء الحكومة البريطانية، وسط انقسام داخلي بين مؤيدين يرون فيه فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، ومعارضين يعتبونه تهديدا للأمن القومي.