واشنطن بوست: شبح الحرب النووية بين طهران وتل أبيب يُلقي بظلاله على المنطقة
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تناولت صحيفة واشنطن بوست فى تحليل لها تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، والذى وصل إلى ذروته بتبادل الضربات بين البلدين، والتى بلغت ذروتها بانفجارات فى أصفهان، أدت إلى تصعيدًا نوويًا يضاف إلى التداعيات الإقليمية للحرب فى غزة.
وبحسب الصحيفة تحدث المدير التنفيذى لجمعية الحد من الأسلحة، ومقرها واشنطن، لى داريل كيمبال، بالقول: "الوضع مقلق للغاية، ونكتشف بعض الحقائق الصعبة حول السبب الذى يجعل الأسلحة النووية تشكل عائقًا أكثر من أى نوع من أصول الأمن القومي"، فى إشارة إلى الهجمات المتبادلة التى شهدت غارة إسرائيلية على قنصلية إيرانية فى سوريا، بالإضافة إلى إطلاق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ من الأراضى الإيرانية ردًا على ذلك.
بعد ساعات فقط من الهجوم الإيرانى على إسرائيل، هزت الانفجارات عدة مواقع فى جميع أنحاء إيران، بما فى ذلك مقاطعة أصفهان، موطن المختبرات النووية الرئيسية، وشعر خبراء نزع السلاح النووى بالارتياح، عندما تبين أن الضربات كانت محدودة النطاق، ولم تضرب المواقع النووية، وهو على ما يبدو إشارة من إسرائيل بشأن ما يمكنها فعله فى أصفهان، وغيرها من المواقع النووية الإيرانية.
وبحسب الصحيفة، يعد ذلك بمثابة تذكير بالمخاوف النووية التى تلوح فى الأفق، وتأتى بعد مرور أكثر من نصف قرن على بدء تطوير الأسلحة النووية الإسرائيلية، التى باتت أمرًا واقعًا، كون تل أبيب هى القوة الوحيدة المسلحة نوويًا فى الشرق الأوسط، وهو سر مكشوف، حتى لو لم تعترف به تل أبيب، ولا تحكمه الاتفاقيات الدولية.
وما يثير القلق أن المعايير تبدو وكأنها تتغير وكانت الضربة الإيرانية على إسرائيل هى المرة الأولى التى تضرب فيها إيران البلاد من أراضيها، وحذر مسئول إيرانى من أنه إذا قامت إسرائيل بضرب مواقعها النووية، فإنها قد تعيد النظر فى موقفها الرسمى بشأن تطوير الأسلحة النووية، وربما تستهدف المنشآت النووية الإسرائيلية.
وقال الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي، إنه إذا هاجمت إسرائيل إيران مرة أخرى، فإن الوضع سيكون مختلفًا، وقال رئيسى أمام جمهور فى باكستان، فى إشارة إلى إسرائيل، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية: "ليس من الواضح ما إذا كان سيبقى أى شيء من هذا النظام (دولة إسرائيل).
إسرائيل تمتلك 90 رأسًا نوويًا
ويقول الخبراء إن إسرائيل تمتلك ٩٠ رأسًا نوويًا أو أكثر، مع البلوتونيوم اللازم لتصنيع المئات، فى حين أن هذه الأرقام أقل من تلك التى تحتفظ بها دول مثل روسيا والولايات المتحدة، إلا أنه لا يوجد سوى ٩ دول مسلحة نوويًا فى المجموع، وتعد إسرائيل جزءًا من النخبة، التى تمتلك تلك الأسلحة.
وأوضحت "واشنطن بوست"، حتى عند الحد الأدنى من المقياس فإن هذا العدد من الأسلحة النووية الإسرائيلية سيشكل "تهديدًا كبيرًا" لطهران، وبحسب خبير الأسلحة النووية السابق فى وزارة الطاقة الأمريكية روبرت كيلي، "إسرائيل تمتلك قنابل أكثر من الأهداف المطلوب تدميرها فى إيران".
وما زالت إسرائيل تحتفظ بالسرية النووية إلى حد كبير، مع عدم وجود اختبارات عامة وعمليات تفتيش دولية، إلا أن هناك تسريبات لبعض التفاصيل حول كيفية عمل الأسلحة الإسرائيلية عمليًا ويُعرف موقع ديمونة الآن باسم مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية فى النقب، وهو رسميًا منشأة بحثية.
كما ذكرت بعض المصادر أن الأسلحة النووية الإسرائيلية ربما تكون موجودة فى قواعد جوية عسكرية، بالقرب من الصواريخ أو الطائرات التى ستحملها، ولا يخفى أن إسرائيل تمتلك صواريخ وغواصات وطائرات، بما فى ذلك طائرات إف٣٥ الأمريكية الصنع، القادرة على إطلاق أسلحة نووية.
على الجانب الآخر، قال المدير التنفيذى لمركز الشرق الأوسط فى جامعة بنسلفانيا جون غازفينيان، إن "طهران حافظت على موقف غامض استراتيجيًا بشأن الأسلحة النووية منذ البداية.. وتحوطت فى رهاناتها، وتواصل الاعتماد على استراتيجية التحوط لتطوير القدرة النووية، وتتمركز فى وضع يمكّنها من السباق للحصول على قنبلة نووية، إذا لزم الأمر".
وتزعم إسرائيل، إلى جانب بعض حلفائها، أن إيران تخفى طموحاتها فى مجال الأسلحة النووية، وقبل الضربات الإسرائيلية أعرب خبراء الأسلحة النووية عن قلقهم بشأن الهجوم الإسرائيلى المباشر المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية.
فى الوقت نفسه، تواجه الهياكل الدولية لنزع السلاح صعوبات، لا يزال الاتفاق النووى الإيرانى لعام ٢٠١٥ المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والذى تفاوضت عليه الولايات المتحدة و٥ قوى عالمية أخرى، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، سارى المفعول من الناحية الفنية، ولكن تم تحييده بسبب قرار إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالانسحاب منه فى عام ٢٠١٨.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران إسرائيل صحيفة واشنطن بوست تل أبيب النوویة الإسرائیلیة الأسلحة النوویة إسرائیل تمتلک نووی ا
إقرأ أيضاً:
“هذه أسماؤهم”.. واشنطن بوست توثق أسماء أكثر من 18,500 طفل استُشهدوا في غزة
#سواليف
في تحقيق موسّع نشرته صحيفة #واشنطن_بوست، وثقت خلاله #أسماء و #أعمار ومعلومات شخصية عن أكثر من 18,500 #طفل #فلسطيني استشهدوا في قطاع #غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن #حصيلة إجمالية تجاوزت 60,000 شهيد بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، شكل #الأطفال نحو 31% من مجمل الشهداء.
التقرير الذي حمل عنوان “هذه أسماؤهم”، استعرض قائمة بأسماء الشهداء الأطفال – من الرُضّع حتى سنّ المراهقة – بعضهم لم يتجاوز يومه السبعين، وآخرون استُشهدوا بينما كانوا يلعبون، أو في أحضان عائلاتهم، أو ينتظرون شربة ماء أو قطعة خبز.
من بين الأطفال الشهداء الذين وردت أسماؤهم في التقرير:
مقالات ذات صلة التجويع المستمر يقتل 159 فلسطينيًا في غزة 2025/07/31 أيلول قاعود (7 سنوات)، وصفتها عمتها بأنها "أجمل طفلة عرفتها في حياتي، كانت ترفض شراء أي شيء إذا علمت أن أطفالًا آخرين لا يستطيعون الأكل". هند رجب (6 سنوات)، استُشهدت داخل مركبة استُهدفت بالرصاص، بعد ساعات من مناشدتها لفرق الإنقاذ وهي محاصرة بين جثامين أفراد عائلتها. ساند أبو الشعر (70 يومًا)، استُشهد مع شقيقيه عبد (8 سنوات) وطارق (5 سنوات) في غارة جوية في سبتمبر. كنان نصار (9 سنوات)، كان يحب الرياضيات ويطمح لأن يصبح رجل أعمال، واغتيل خلال قصف على مخيم البريج.وتضمن التقرير شهادات مؤلمة من ذوي الأطفال، توثق لحظات الاستشهاد والوداع، وتُظهر حجم الفقد والوجع الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن أكثر من 900 طفل استُشهدوا قبل أن يبلغوا عامهم الأول، فيما استشهد بعضهم داخل أسِرّتهم أو أثناء اللعب أو في طوابير انتظار المساعدات.
كما نقل التحقيق عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” قولها إن غزة باتت أخطر مكان في العالم على الأطفال، مؤكدة أن معدل قتل الأطفال في الحرب الأخيرة تجاوز طفلًا واحدًا في الساعة. وأشارت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
واستعرض التحقيق أيضًا شهادات أطباء ومُسعفين، بينهم الجراح الأميركي سامر عطار، الذي وصف ما شاهده في مستشفيات غزة بأنه “لا يُنسى ولا يُحتمل”، حيث نقل مشاهد لأطفال بأجساد محترقة أو رؤوس ممزقة وأطراف مبتورة، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع المحاصر.
واختتمت الصحيفة تحقيقها بالتأكيد أن القائمة المنشورة لا تمثل سوى أقل من 1% من الأطفال الذين قُتلوا، لكنها محاولة لكسر الصمت عن مأساة تُرتكب بحق الطفولة في فلسطين المحتلة، موضحة أن بيانات وزارة الصحة الفلسطينية تُعد “من بين أكثر سجلات الضحايا دقة وشفافية في النزاعات المسلحة المعاصرة”، وفقًا لخبراء دوليين.
يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.