بعضهم يفضل أنواعاً معينة من الطعام.. هناك أسباب لذلك تعرف إليها؟
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
دبي: «الخليج»
تختلف أذواق الأفراد في تفضيل طعام على آخر، حيث أن بعضهم يفضل تناول أصناف من المأكولات بشكل كبير، مع كراهية تناول أصناف أخرى، وهنا تساءل بعضهم عن الأسباب وراء هذا الأمر.
وبحسب خبراء التغذية، فإن حاسة الذوق هي إحدى حواس الإنسان المسؤولة عن تمييز خصائص الأطعمة التي يتناولها، وأقرب حاسة إلى الذوق وأكثرها ارتباطاً بها هي حاسة الشم، وهاتان الحاستان تساعدان على التمييز بين المذاقات المختلفة للمأكولات والمشروبات.
وأوضحوا، أن أسباب تفضيل أطعمة عن أخرى، تعود إلى مذاق الطعام وتجانس مكوناته، حيث تنتشر على اللسان حُليمات تذوق تختلف عن بعضها بعضاً شكلاً وحجماً، وتحتوى على خلايا حسية، تميز بين الحلو والحامض والمالح والمر، تنقلها النبضات العصبية على شكل رسائل إلى القشرة المخية، كما أن أنزيم «أميليز» الموجود في اللعاب، والذي يحول المواد النشوية إلى سوائل، يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في تحديد سحر بعض المأكولات ولذتها، أيضا فإن الغدد اللعابية لكل شخص تفرز كميات مختلفة ومتباينة من أنزيم «أميليز»، إذ كلما زادت كمية هذا الأنزيم في الفم، زادت قدرة الشخص على تسييل المواد النشوية للأطعمة التي يتناولها.
وقالوا: إن الإنسان يرث جينات متغيرة خاصة بالتذوق، حيث يرث جميع البشر جين التذوق TAS2R38، كما أنه يوجد نوعان مختلفان من هذا الجين، وهما «AVI» و«PAV»، فالأشخاص الذين يمتلكون الجين المتغير منه، والذي يطلق عليه اسم «AVI» ليست لديهم حساسية من المذاق المر لبعض المواد الكيميائية الموجودة بالأطعمة، أما من يملكون النوع الثاني من الجينات «PAV» فهم من يجدون الأطعمة مرة بدرجة كبيرة، حيث يؤثر هذا الجين على خلايا التذوق باللسان، ويؤدي إلى الشعور بطعم المرارة لدى أصناف معينة من الطعام، وهو ما يفسر سبب نفور بعضهم من أطعمة أخرى بعينها، خاصة الفواكه والخضار.
وأكدوا، أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، للتمتع بحياة طويلة وصحية، فالاعتماد على الأغذية الصحية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف والروماتيزم وغيرها من الأمراض.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات
إقرأ أيضاً:
أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظم
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية قصة أم في قطاع غزة تعاني أهوال الجوع والمرض وخطر الموت الذي يواجهها هي وأطفالها.
تقول شيماء إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة جعلها عاجزة عن إرضاع طفلتها لأنها أصبحت لا تنتج الحليب، ولم تعد تقدم لها سوى "حساء الماء والملح".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أستاذ بهارفارد: الأمر مع ترامب أشبه بمشاهدة دولة تنتحرlist 2 of 2مجلة إسرائيلية: تدمير مباني غزة يهدف إلى جعل القطاع غير صالح للعيشend of listشيماء فتوح أم فلسطينية وضعت مولودتها في يناير/كانون الثاني الماضي، تحدثت إلى أمل حيليس وغابرييلا فينيغر مراسلتي "صنداي تايمز" من تل أبيب عن الأهوال التي تعيشها الأمهات وكل النساء في غزة.
وقالت إن زوجها يخرج كل صباح بحثا عن الطعام وسط أنقاض القطاع، و"في معظم الأيام، يعود خالي الوفاض ودموعه في عينيه".
أحيانا، تغلي شيماء الماء وتضيف إليه قليلا من الملح فقط لتُعدّ ما تسميه "حساء دافئا"، حتى يشعر أطفالها كأنهم أكلوا شيئا، رغم أنه لا يُشبه الطعام الحقيقي في شيء.
عملية قيصرية من دون تخدير
تذكرت شيماء "في يوم من الأيام، سألتني ابنتي: ماما، لماذا لا طعم لهذا الطعام؟ ولم أجد ما أجيبها به، كيف يمكن لأم أن تطبخ وهي لا تملك شيئا من المكونات، ولا حتى وسيلة للطهو؟".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أشارت صحيفة "ذا صنداي تايمز" إلى الأيام الأولى من حياة "شام"، الابنة الثالثة لشيماء، التي وُلدت بعملية قيصرية من دون تخدير، لعدم توفر مخدر في المستشفى.
إعلانوُلدت "شام" في شتاء غزة القارس، قبيل وقف لإطلاق النار لم يدم أكثر من 6 أسابيع. تعاني "شام" من ثقب في القلب، لكنها لم تتلقّ الجراحة المنقذة للحياة التي تحتاجها.
والآن، بعد مرور 4 أشهر، أصبحت أمنية شيماء الوحيدة هي "أن أُبقي عائلتي على قيد الحياة"، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، أوشكت بسببه الإمدادات المحدودة المتبقية والتي دخلت أثناء الهدنة على النفاد".
الأطفال أكثر من يعانون
"منذ أكثر من 3 أشهر على بداية الحصار الغذائي، تغيّر كل شيء"، كما تقول شيماء؛ "اختفى الطعام، انقطع الماء، وأصبح من الصعب الوصول لأي شيء. وطفلتي الصغيرة شام هي أكثر من يعاني".
تعيش العائلة في غرفة صغيرة مع زوجها العامل اليومي، وأطفالها الثلاثة (5 و6 سنوات)، ويدفعون إيجارا لا يستطيعون تحمّله لشخص غريب في مبنى يضم نحو 20 عائلة.
تصف شيماء حال "شام" قائلة إنها "تبكي طوال اليوم، ليس فقط من الجوع، بل من الألم". ومن نافذتها، يمكنها رؤية أنقاض مسجد علي بن أبي طالب الذي قُصف في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتستمر شيماء في سرد معاناتهم: "لا أستطيع تغيير حفاظتها إلا مرة واحدة في اليوم، جلدها متهيج، أحمر، ويحترق من الالتهابات والطفح. تصرخ عندما أحاول تنظيفها".
نسيان الخصوصيةووفقا للأمم المتحدة، فإن الحصار زاد من خطر حدوث مجاعة "حادة"، وحرم معظم سكان غزة من الماء النظيف، والطعام، والدواء، والمأوى الآمن.
"تخيّل أن تعيش في منزل مع أناس لا تعرفهم، تشاركهم كل شيء؛ مكان النوم، والحمّام"، تقول شيماء "لقد نسينا كيف يبدو شكل الحياة الطبيعية، نسينا معنى الخصوصية، أن تغلق الباب خلفك".
تجلس شيماء على إحدى الفرشات المصفوفة بجانب الحائط الوردي، وتقول "لا توجد أي خصوصية. أحاول أن أجد ركنا صغيرا لأرضع طفلتي"، حيث أصبح الإرضاع الطبيعي ترفا للأمهات الجدد، في ظل أزمة غذاء تتفاقم يوما بعد يوم.
إعلان
المطابخ الشعبية
بحسب دراسة أجرتها منظمة "نيوتريشن كلَستر"، فإن ما بين 10 إلى 20% من الحوامل والمرضعات في غزة (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية.
وحاولت شيماء استخدام الحليب الصناعي، لكنها لم تستطع تحمّل تكلفته، وتوضح "أحاول إرضاعها، لكن ليس لدي طاقة أو غذاء كافٍ لإنتاج الحليب. كأم مرضعة، أحتاج إلى أطعمة مثل الحليب، والبيض، والسكر. لكن كيلو السكر أصبح يُباع بـ100 شيكل (نحو 28 جنيها إسترلينيا)، وغالبا لا نجد هذه المواد أصلا في السوق"، كما تقول شيماء.
ومثل معظم العائلات في غزة، تعتمد شيماء على المطابخ الخيرية المعروفة محليا باسم "التكية".
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن هذه التكايا تخدم أكثر من مليوني شخص، ولكنها لا تستطيع إعداد أكثر من مليون وجبة يوميا، معظمها من الأرز والمعكرونة، من دون خضراوات طازجة أو لحم.
تحديد من ينام جائعا
وذكرت شيماء "في ظل هذه الظروف، الأم لا تطعم فقط، بل تقرر من يأكل ومن ينام جائعا؛ تقسم الطعام، وتضع نفسها في آخر القائمة، وأنا أفعل ذلك كل يوم والدموع في عيني، والخوف في قلبي".
ومنذ بدء الحصار في 2 مارس/آذار، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.
ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة.
ورأت شيماء المأساة بعينيها الأسبوع الماضي عندما أخذت "شام" إلى المستشفى بسبب الحمى، تقول "ما رأيته هناك حطّم قلبي".
ارتجفت من الخوف"أطفال وبنات صغار مجرد عظام مغطاة بالجلد، هياكل عظمية تعاني من الجوع. وقفت هناك أراقبهم، وارتجفت من الخوف أن تلقى شام المصير نفسه".
إعلانوحتى اللحظة، يمنع الحصار دخول المعدات الطبية واللقاحات الخاصة بالأطفال، وذلك يعني حرمان المواليد من الرعاية الصحية الأساسية، ومن بينهم "شام" التي لن يتحسن حال قلبها دون الجراحة اللازمة.
"كأم، من المفترض أن أحمي أطفالي، وأطعمهم، وأبقيهم آمنين"، هكذا تقول شيماء "لكنني لا أستطيع حتى أن أوفر لهم وجبة كاملة. أشعر بالعجز، كل يوم أخاف أن أفقد طفلتي. كل ما أريده.. أن تبقى على قيد الحياة".