خبير عسكري: الاستقالات بالجيش الإسرائيلي دلالة على الانقسام بين القطاعين السياسي والعسكري
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن الحديث عن الاستقالات داخل قيادات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حينما يدور حول رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي نفسه فإنه يدل دلالة واضحة على الانقسام الموجود بين القطاعين السياسي والعسكري داخل إسرائيل.
وأوضح الفلاحي في فقرة التحليل العسكري لقناة الجزيرة، أن القيادات العسكرية الإسرائيلية تقول إنها لا تشعر بوجود رؤية إستراتيجية واضحة لدى القيادات السياسية لليوم التالي حول كيفية إدارة الحرب التي تجري في قطاع غزة.
وأشار إلى أن قادة عسكريين إسرائيليين يؤكدون أن غياب الرؤية السياسية الواضحة يكبد الجيش الإسرائيلي خسائر ويجعله يدفع ثمنا باهظا للبقاء داخل قطاع غزة، موضحا أن الاستقالات في كل الجيوش لا تقدم خلال الحروب ولكن تؤجل حتى نهاية المعارك.
وفيما يتعلق بتركيز جيش الاحتلال لعمليات القصف على القاطع الأوسط خصوصا منطقتي المغراقة والزهراء الساخنتين منذ أكثر من 20 يوما، أعرب الخبير العسكري عن اعتقاده بأن ذلك يأتي في سياق تحضير جيش الاحتلال لعمل ما في هذه المناطق.
وأضاف أن حوالي 65% من التدمير الذي أحدثه عدوان الاحتلال على غزة واستخدمت فيه أسلحة تدميرية أميركية وأوروبية وقع على مناطق وأهداف مدنية.
وحول نية الاحتلال دخول مدينة رفح، استشهد الفلاحي بحديث مسؤول أميركي حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن دخول الجيش الإسرائيلي رفح سيكون مأزقا كبيرا لحكومته.
ووفقا للفلاحي، فقد أوضح المسؤول الأميركي لتل أبيب أن الجيش الإسرائيلي سبق أن دمر مدينة غزة بدعوى وجود قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبعدها دخل إلى خان يونس ودمرها بحجة وجود الثقل السياسي والعسكري لحماس، ولم يحقق أهدافه في الحالتين، مما يؤكد -بحسب الفلاحي- أن "الحرب لم تحقق أهدافها المعلنة على المستوى الإستراتيجي والعملياتي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: روسيا تتقدم نحو القلعة الحصينة بدونيتسك عبر بوكروفسك
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الجيش الروسي حقق في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 تقدما ميدانيا يفوق ما أنجزه خلال عام كامل، مركزا جهوده على مدينة بوكروفسك الإستراتيجية التي تمثل المفتاح للسيطرة على ما يُعرف بالقلعة الحصينة في إقليم دونيتسك.
وأوضح -خلال فقرة التحليل العسكري- أن المعارك الدائرة حاليا تتركز في إقليم دونباس الذي يضم لوغانسك ودونيتسك، حيث يسيطر الجيش الروسي على نحو 20% من مساحة أوكرانيا بما يقارب 120 ألف كيلومتر مربع.
وأضاف الخبير العسكري أن دونيتسك باتت تحت السيطرة الروسية بنسبة تتراوح بين 70% و75%، بينما تبقى مناطق إستراتيجية تحت السيطرة الأوكرانية، في حين لم تكتمل السيطرة الروسية على زاباروجيا وخيرسون بشكل كامل.
ولفت العميد حنا إلى أن بوكروفسك تمثل نقطة محورية في الحرب، مشيرا إلى أن المسافة بينها وبين مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية تبلغ 40 كيلومترا استغرق قطعها 20 شهرا وكلف أكثر من ألف قتيل.
ورفع الجيش الروسي عَلمه على المدينة قبل أن يعاود الأوكرانيون رفع عَلمهم مرة أخرى، ما يعكس شراسة المعارك الدائرة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن السيطرة على بوكروفسك ستفتح الباب أمام ما يسمى بالقلعة الحصينة في دونيتسك، وهي مدن كراماتورسك وسلوفيانسك.
فيما تدور نقاشات حاليا حول انسحاب الجيش الأوكراني منها ضمن مخطط يضم 22 نقطة، وفق ما يُتداول في الأوساط العسكرية.
ومن جهة أخرى، كشف العميد حنا أن سقوط هذه المناطق سيفتح الطريق أمام الجيش الروسي نحو زاباروجيا ونهر دنيبرو، مشيرا إلى أن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لهذه المناطق تسمح بتقدم أسرع مقارنة بالمناطق التي تحتوي على حواجز طبيعية كنهر دنيبرو.
الحرب الاقتصادية
وفي إطار الحرب الاقتصادية الموازية، نوه الخبير العسكري إلى أن المسيّرات الروسية تستهدف بشكل منهجي أي تحرك في الجهة الشمالية من خيرسون، خاصة البنى التحتية المتعلقة بالطاقة من غاز وفحم ونفط.
إعلانواستهدف الجيش الأوكراني بالمقابل نحو 200 مرة البنى التحتية الروسية من أنابيب نفط ومصاف وموانئ تصدير ومخازن، إضافة إلى السفن الناقلة للنفط الروسي في البحر الأسود.
وعلى المستوى السياسي، تناول العميد حنا مسألة الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا، مشيرا إلى أنها كانت تملك في التسعينيات أكبر ضمانة وهي السلاح النووي.
وتخلت أوكرانيا عام 1994 عن ترسانة نووية تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف رأس نووي مقابل ضمانات من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا لحماية سيادتها.
ويوضح حنا أن روسيا خرقت هذه الضمانات مرتين، الأولى خلال حرب دونباس رغم اتفاقيتي مينسك الأولى والثانية عامي 2014 و2015، والثانية بالسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014.