أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه تابع ما انتشر من تفاصيل مؤلمة حول جرائم (الإنترنت المظلم - Dark Web)، وما يمتلئ به هذا العالم الأسود من جرائم وسلوكيات مشبوهة، وقع بعض الشباب والنشء في براثنها وغياهبها.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في فتواه التي أصدرها اليوم الأحد: “أقل ما يمكن أن توصف به محاولة دخول هذه المواقع المشبوهة المعنية بصناعة الجريمة أو تصفحها وحضور بَثِّها الآثم من باب التسلية؛ هو الحُرمة، هذا بخلاف وقوع المشارك فيها تحت طائلة القانون”.

 

وأضاف: أما مجاراة ما فيها من جرائم بشعة، والاشتراك في إثمها، وتنفيذ ما يطلبه شياطينها رغبة في الثراء السريع؛ لهي جرائم خسيسة دنيئة، لا ينبغي أن يفر مرتكبها من المحاسبة والعقوبة.

وأوضح مركز الأزهر للفتوى أن الإسلام حذّر من تعريض النّفس لمواطن الهلكة والزلل؛ فقال تعالى: {..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ..} وقال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ»، قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ» وقال ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».

وتابع: كما أمر الإنسانَ بحفظِ حياةِ وصحته؛ أمرَه كذلك بحفظِ حياةِ غيره وصحته، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي نوعٍ من أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال ﷺ: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسَانِه ويَدهِ، والمُؤمنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ عَلى دِمَائِهم وأموَالِهِم». [أخرجه أحمد]


وحذر مركز الأزهر للفتوى من هذه السلوكيات مشيرا أنه بصدد استكمال نشاطاته التوعوية التي بدأها منذ فترة، وتدشين سلسلة جديدة من حملات إلكترونية وميدانية مكثفة بالتعاون مع قطاعات الأزهر الشريف والمؤسسات المعنية بنشر الوعي؛ تستهدف حماية النشء والشباب في المراحل التعليمية المختلفة من مخاطر الاستخدام السيء والخاطئ للتكنولوجيا والإنترنت.

وأهاب مركز الأزهر للفتوى بأولياء الأمور في البُيوت، والمُعلمين في قطاعات التَّعليم ومراحله أن يواجهوها وأن يوجِّهوا أولادنا لما فيه سلامتهم، وأن يَحُولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم؛ فقد قال ﷺ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..».

وشدد المركز على ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدِّينية والإعلامية والتَّعليمية والتَّثقيفية؛ للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمى، ونبذ كل السُّلوكيات العُدوانية المُشينة، ورفض جميع الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة على مجتمعاتنا عبر بوابات الشَّبكة العنكبوتية (الإنترنت)، والحرص على تعزيز سبل المحافظة على النفس وهوية المجتمع لدى أفراده عامة والنشء خاصة.


وقدِّمُ مركز الأزهر للفتوى بعضَ النَّصائح التي تُساعدُ أولياءَ الأمور على تحصين أولادهم من خطر هذه التحديات، وتنشئتهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، بضرورة:

(1) الحرصُ على مُتابعة الأبناء بصفةٍ مُستمرة على مدار السّاعة.
(2) متابعة نشاط الأبناء على الإنترنت، ومتابعة تطبيقات هواتفهم، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.
(3) شغلُ أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النّافعة، والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
(4) التأكيدُ على أهمية الوقت بالنسبة للشباب.
(5) مشاركةُ الأبناء جميعَ جوانب حياتهم، مع توجيه النّصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم.
(6) تنميةُ مهارات الأبناء، وتوظيفُها فيما ينفعهم وينفع مجتمعَهم، والاستفادة من إبداعاتهم.
(7) تشجيع الأولاد الدّائم على ما يقدّمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطةً من وجهة نظر الآباء.
(8) منحُ الأبناء مساحةً لتحقيق الذات، وتعزيزِ القدرات، وكسبِ الثقة.
9) تدريبُ الأبناء على تحديد أهدافهم، وتحمُّلِ مسئولياتهم، واختيارِ الأفضل لرسم مستقبلهم، والحثّ على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع.
10) تخيُّرُ الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتُهم فى الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: طفل شبرا شبرا قضية طفل شبرا الأزهر مخاطر مرکز الأزهر للفتوى

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني يحذر سكان منطقة “حمل” بصنعاء من مخاطر الصخور الجبلية

يمانيون |
حذرت مصلحة الدفاع المدني سكان منطقة “حمل” في مديرية صنعاء الجديدة من خطر الصخور الجبلية التي قد تسقط على المنازل في المنطقة، داعية إلى اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الأرواح والممتلكات.

جاء ذلك خلال تفقد اللجنة الميدانية الخاصة بمعالجة الوضع الطارئ لإزالة الصخور الآيلة للسقوط في المنحدرات الجنوبية من وادي حمل، التابعة لعزلة الإمام الهادي.

ترأس اللجنة العقيد محمد النجري، مدير عام المشاريع والتخطيط العمراني بمصلحة الدفاع المدني، الذي رافقه فريق من المهندسين والفنيين المختصين في مجال إزالة الكتل الصخرية.

وأوضحت اللجنة أن المنطقة تشهد خطراً محدقاً بسبب الصخور الكبيرة التي قد تتساقط على المنازل المجاورة، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الجهات المعنية لإزالة هذه الكتل الصخرية حفاظًا على سلامة المواطنين.

كما أكدت اللجنة أن هيئة المساحة الجيولوجية قد أعدت دراسة شاملة تضمنت جميع الإجراءات اللازمة لإزالة الصخور ومعالجة الوضع، بالإضافة إلى تقدير التكلفة المالية للأعمال المطلوبة.

وفي ظل هذه المخاطر، دعت اللجنة جميع المواطنين في المنطقة إلى اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم حتى يتم تنفيذ أعمال الإزالة والمعالجات بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى يوضح أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية
  • مركز: جرائم القتل التي ارتكبتها العصابات المسلحة بغزة تستوجب التحقيق والمساءلة
  • طبيب يحذر من 3 أدوية للبرد للأطفال: مخاطر على القلب وتفاقم للكحة
  • الدفاع المدني يحذر سكان منطقة “حمل” بصنعاء من مخاطر الصخور الجبلية
  • العالمي للفتوى: "دعاء النور النبوي" يهذب النفس ويربط العبد بمقاصد الهداية
  • الإمام الغزالي.. تعرف على الدروس المستفادة من رسالته أيها الولد
  • الأزهر العالمي للفتوى: الإسلام أقام منظومة لحفظ كرامة الإنسان والبشعة مناقضة لذلك
  • نادي الأسير يحذر من مخاطر جدية على حياة مروان البرغوثي
  • «مجلس التعاون» يحذر من مخاطر تشريعات الاتحاد الأوروبي على استدامة الشركات
  • الأزهر للفتوى يوضح منزلة وثواب من يخدم الضعفاء ويرعى المحتاجين