تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي، في وقت قدمت فيه واشنطن المساعدات العسكرية الداعمة للجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص العتاد والذخيرة والأسلحة وأيضًا عدد الجنود، تستمر القوات الروسية في تحقيق انتصارات متتالية على الأرض واكتساب المزيد من الأراضي الأوكرانية.

الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، القائد الأعلى للجيش الأوكراني، قال إن قوات كييف تراجعت إلى مواقع جديدة غرب ثلاث قرى على الجبهة الشرقية، حيث حشدت روسيا قوات كبيرة في عدة مواقع هناك، وهو ما يعكس موقف أوكرانيا المتدهور من الحرب والتي تأمل في أن تكون المساعدات الأمريكية التي وصلت قيمتها لـ61 مليار دولار طوق نجاة لها، بحسب وكالة «رويترز».

القوات الروسية تزحف ببطء

وتستمر القوات الروسية في زحفها ببطء بعد سيطرتها على أفدييفكا، مستفيدة من النقص في القذائف المدفعية والقوة البشرية الأوكرانية.

وتشير خرائط ساحة المعركة التي أعدها محللو الاستخبارات إلى أنهم تقدموا أكثر من 15 كيلومترًا في اتجاه قرية اسمها أوشيريتين منذ الاستيلاء على أفدييفكا. 

الرئيس الأوكراني يطالب بتسريع وصول المساعدات لكييف

القوات الروسية، اكتسبت العديد من الأراضي الأوكرانية شرق البلاد، في أعقاب ذلك، أصدر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نداءً جديدًا للشركاء الدوليين أبرزهم أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي لتسريع عمليات تسليم الأسلحة حتى تتمكن كييف من الحفاظ على مواقفها وتعطيل الخطط الروسية.

ورغم محاولات كييف شن هجمات مضادة ضد الجيش الروسي، إلا أن قوات موسكو تحبطها جميعها، وتواصل التقدم والزحف على مختلف المحاور، ويتكبد خلالها الجيش الأوكراني خسائر فادحة.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، قصفت أوكرانيا أراضي في روسيا بـ43 مقذوفًا من عيارات متنوعة، كما تطلق القوات الأوكرانية عشرات الصواريخ يوميًا مستهدفة البنى التحتية والمدنيين في جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك.

انفجار هز كييف

ووقع انجفار هز العاصمة كييف أمس الاثنين، وانفجار آخر ضرب مدينة سومي في الشمال الشرقي لأوكرانيا، كما أبلغ السكان عنهما ودوت صافرات الإنذار في تلك المناطق.

وخلال الساعات الماضية، أعلنت روسيا تدمير مستودعات للذخيرة في 3 مطارات عسكرية للقوات الأوكرانية وإسقاط 46 مسيرة أطلقتها قوات كييف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية كييف موسكو القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الحرب الروسية الأوكرانية قلبت المفاهيم العسكرية المتعارف عليها، مشيرا إلى أن الطائرات المسيّرة والصواريخ غيرت قواعد الاشتباك وأدخلت الجيوش في مرحلة جديدة من الصراع.

وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري بالحرب الروسية الأوكرانية، أن خصائص هذه الحرب تجاوزت الأساليب التقليدية، بعدما نجحت أوكرانيا في تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة على عمق الأراضي الروسية، مستهدفة مواقع إستراتيجية مثل القاذفات بعيدة المدى.

وأضاف أن ما تشهده المدن اليوم من قصف متبادل يظهر طبيعة مواجهة جديدة لا تعتمد فقط على السيطرة الميدانية، بل تضع شبكات المواصلات وخطوط الإمداد والقدرات التقنية على رأس الأولويات التكتيكية للجيشين المتقاتلين.

ويأتي هذا التطور بعد أن أعلنت أوكرانيا، اليوم الاثنين، أن روسيا شنت هجوما واسعا بطائرات مسيّرة استهدف أساسا مطارا عسكريا قرب الحدود الغربية، وأسقطت خلاله الدفاعات الجوية 460 مسيّرة من أصل 479 و19 صاروخا من أصل 20.

وأكد حنا أن المدينة الأوكرانية بوكروفسك تمثل مركزا إستراتيجيا مهما لشبكة سكك الحديد، وإذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها، فذلك سيفتح الطريق نحو مدن كراماتورسك وسلوفيانسك، المعقلين الأساسيين في إقليم دونيتسك.

إعلان

وأشار إلى أن السيطرة على بوكروفسك تمثل أولوية لموسكو، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم هذه الأقاليم الأربعة بمراسيم رسمية، مما يعكس الرغبة الروسية في فرض أمر واقع تفاوضي على الأرض عبر التقدم الميداني.

أسلوب المراجل

ولفت إلى أن الجيش الروسي يتبع أسلوب "المرجل" العسكري، وهو أسلوب تقليدي يعود إلى الحربين العالميتين، حيث يعتمد على تطويق المدينة أو المنطقة المستهدفة ثم قصفها بشكل مكثف لتسهيل السيطرة عليها لاحقا.

وبيّن أن الجغرافيا الأوكرانية المعقدة، بوجود 16 ألف جسر و23 ألف نهر وأكثر من 22 ألف كيلومتر من السكك الحديدية، تجعل من هذه الحرب مواجهة تدور بين أطراف المدن والريف والمراكز الحيوية لوجستيًا وتنقّليًا.

وتناول حنا أيضا دلالة دخول القوات الروسية حدود مقاطعة دنيبرو، مشيرا إلى أن هذا التقدم ليس بهدف السيطرة الشاملة، بل يشكل حركة التفاف تهدف لتطويق بوكروفسك وقطع طرق الإمداد الأوكرانية الواصلة إليها.

واعتبر أن ما يجري في دنيبرو يعكس سعيا روسيا لعزل مناطق القتال عن خطوط التموين اللوجستي للقوات الأوكرانية، تماما كما حدث سابقا في كورسك داخل روسيا حين قطعت القوات الروسية طرق التواصل وأنهت المقاومة.

وعن إعلان روسيا نيتها إنشاء منطقة عازلة في تلك المقاطعة، قال حنا إن موسكو أصبحت تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وهو ما يعادل 120 ألف كيلومتر مربع تقريبا، لكنها لم تستكمل السيطرة على كامل دونيتسك وخيرسون.

وأضاف أن هذه السيطرة الجزئية تعزز الموقف التفاوضي الروسي الذي يشترط انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الخاضعة لنفوذ موسكو مقابل أي تقدم على طاولة التفاوض، ما يعكس البعد الإستراتيجي لتحركات الكرملين.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • روسيا دمرت 26 دبابة أمريكية الصنع من أصل 31 تلقتها كييف
  • الجيش الأوكراني: دخول القوات الروسية إلى دنيبروبتروفسك دعاية مضللة
  • روسيا: تقدم القوات الروسية بأراضي دنيبروبتروفسك هو الواقع الجديد
  • تأجيل تبادل الأسرى يعمّق التوتر: كييف تتّهم موسكو بـ"الخداع الإعلامي"
  • عاجل. عمدة موسكو: إسقاط ٩ مسيرات أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة الروسية منذ منتصف الليل
  • إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بتعطيل عملية لتبادل الأسرى
  • القوات الروسية تنفذ ضربات جماعية ضد مؤسسات الصناعة العسكرية ومخازن المسيرات الأوكرانية