موقع النيلين:
2024-06-16@09:04:23 GMT

المخابرات السودانية والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT


منذ بداية حرب السودان، والغرب يحاول أن يقلب كل شيء من حولها، وكل حقيقة عمرها آلاف السنين، ويضرب كل الاجتهادات الغربية في تعريف الجريمة السياسية والإبادة الاجتماعية عرض الحائط.

بعد فشل كل اجتهادات المحور الغربي في إيجاد مساحة لعودة المليشيا وحلفائها إلى صدارة المشهد السياسي في السودان، الآن يحاول ادارج هذا العدوان على الشعب السوداني في خانة صراع المطالب؛ وتجاهل الأعراف والقوانين الدولية وهنا يجدر الإشارة إلى وصف وكيل المشروع الغربي في السودان الدكتور “عبد الله حمدوك” عندما وصفها بالحرب ضد التهميش.


رغم مرور أكثر من عام على انطلاق الحرب في السودان وقتل الآلاف من المدنيين ، فإن آلة القتل والتنكيل ضد أهالي السودان تواصل عملياتها من دون تردد أو تراجع في وتيرتها، وإذا كان ما حدث في ١٥/ أبريل 2023 صادما ، فإن الصدمة الأكبر تكمن في استمرار هذه الحرب الغاشمة التي عرفت كل أنواع التجاوزات دفعة واحدة، دون إدانة مباشرة واتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة قادة مليشيا الدعم السريع كما فعل الغرب من قبل مع “البشير”، وجعله مطلوبا لدى العدالة الدولية.

السؤال هو: هل خطة الغرب واضحة؟، نطرح هذا السؤال أمام تردد المواقف الوطنية في اتخاذ قرارات تتماشى ووضوح خطة الغرب في استعمار السودان بعد تركيعه، عبر استنزاف موارده بحرب طويلة والاكتفاء بالمشاهدة الممتعة لتدمير البنى التحتية وانهيار الاقتصاد السوداني…

لذلك فإن كل هذه الأفعال الواضحة جداً ، تؤكد أن الغرب عبر وكيله الإقليمي (الإمارات) ووكلاءه المحليين يريد كل الأرض السودانية وعازماً على إخلاء السودان من السكان، سواء استدعى الأمر التهجير أو التجويع أو القتل، فكل هذه الآليات تؤدي إلى هدف واحد ويخدم الخطة الواضحة كل الوضوح.

كل تلك المواقف المشهودة وظل النظام السوداني يتعامل بمنهج المهادنة للغرب وليس المقاومة، طبعا ندرك جيداً أن الأمر معقد والسياقات مركبة، وهذا بدوره ليس جديداً ، لأن تاريخ الغرب ذاته قائم على جعل علاقات العالم معه معقدة بشكل أنه يصعب الوقوف في وجه مشروعه، وعرف الغرب على امتداد تاريخه كيف يجعل من التفريط في حلفه موجعاً إلى حد الاستحالة بالنسبة إلى الدول التي مصالحه معها أساسية وفاعلة ومؤثرة، ولكن لم تكن علاقات السودان بالغرب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً على مر تاريخه، ولم تربطه مصلحة يستفيد منها السودانيين ، بل ظل هواه شرقياً.

لذلك جاءت زيارة قيادة جهاز المخابرات العامة السوداني إلى “موسكو” مفاجأة للجميع، وخاصة من أصابهم اليأس في أن تتخذ الدولة السودانية موقفا صارماً تجاه سياسيات الغرب في السودان ومطامعه بائنة الملامح.

لقد قبل الشعب السوداني على مضض حياد الدولة السودانية تجاه الغرب بعد ثورة ديسمبر، وابتلع العديدون بصعوبة سياسة التركيع التي تمارسها أمريكا تجاه السودان، وطالب السودانيين كثيرا بضرورة أن تتخذ علاقات السودان الدولية منحى يحمي مصالح السودانيين وسيادة أرضهم.

أثمرت مشاركة قادة جهاز المخابرات العامة في اجتماعات “موسكو”، تقريب وجهات النظر بين الحكومة السودانية والروسية، بل وقفزت إلى مرحلة متقدمة، وهي زيارة متوقعة لوزير الخارجية الروسي إلى بورتسودان.

مجهودات جهاز المخابرات العامة في القيام بمهام دبلوماسية معقدة وشائكة في ظل غياب وزارة الخارجية، أخرج السودان من الدائرة المفرغة في العمل الدبلوماسي المثمر.

وبهذه الطريقة، فإن الاختراق المهم الذي حققه جهاز المخابرات العامة وذلك بفتح مسارات جديدة لعلاقات السودان الخارجية سوى كان على مستوى التعاون الأمني والمخابراتي أو الدبلوماسي، فهو بمثابة مشرط أخلاقي في السياسة الخارجية السودان، ومنشاراً حاداً في قطع الطريق أمام كل من يحاول عزل جهاز المخابرات السوداني عن التعاون المشترك مع رصفائه في كل الدنيا، ويشير بوضوح إلى أن مؤسسات الدولة السودانية معترف بها دولياً، ولا يمكن عزلها والتضييق عليها بدعاوى فاسدة وافتراءات، وبالتالي أصبح جهاز المخابرات العامة السوداني محل اهتمام كل المحاور الأمنية والمخابراتية في العالم، وان بإمكانه العمل والتعاون مع أي مثيل له يريده في سبيل الحفاظ على الأمن القومي ومصالح السودان.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة فی السودان

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار بشأن الفاشر السودانية  

 

 

الخرطوم- يصوت مجلس الأمن الدولي الخميس 13يونيو2024،على مشروع قرار يطالب قوات الدعم السريع بإنهاء "حصار" الفاشر ووضع حد للقتال حول هذه المدينة الكبرى في إقليم دارفور السوداني والتي يقيم فيها مئات آلاف المدنيين.

النص الذي أعدته المملكة المتحدة، واطلعت عليه وكالة فرانس برس، "يطالب قوات الدعم السريع بإنهاء حصار الفاشر، ويدعو إلى الوقف الفوري للقتال والتصعيد في الفاشر ومحيطها".

منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق في رئاسة مجلس السيادة محمد حمدان دقلو.

والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد ظلت بمنأى نسبيا عن القتال منذ فترة طويلة. وكانت المدينة التي تستضيف العديد من اللاجئين بمثابة مركز إنساني للإقليم الشاسع في غرب السودان المهدد بالمجاعة.

لكن في 10 أيار/مايو، اندلع قتال عنيف، ما أثار مخاوف من حدوث تحول جديد "مثير للقلق" في النزاع، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ويدعو مشروع القرار أيضا إلى "انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين". ويدعو جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر "بما ينسجم مع القانون الدولي".

كما يطلب النص من أنطونيو غوتيريش تقديم "توصيات" لتعزيز حماية المدنيين في السودان.

في آذار/مارس، دعا مجلس الأمن إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وهو قرار لم يتم الالتزام به.

ويدعو مشروع القرار الجديد الأطراف إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، وإزالة العقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تهدد فيه المجاعة ملايين السودانيين. ويدعو خصوصا إلى إعادة فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان.

كما يحضّ جميع الدول الأعضاء على "الامتناع عن أي تدخل خارجي يهدف إلى تأجيج النزاع وعدم الاستقرار" ويطالب باحترام حظر الأسلحة، من دون تسمية أي دولة.

وفي تقريرهم الذي نشر في كانون الثاني/يناير، دان الخبراء المكلفون من المجلس انتهاكات لحظر الأسلحة، وأشاروا بأصابع الاتهام إلى عدة دول، من بينها الإمارات العربية المتحدة، المتهمة بإرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • يفضلونها على المصرية.. الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة
  • الدعم السريع السودانية تستخدم أفريقيا الوسطى خط إمداد لتجنيد مقاتلين
  • تقرير أممي يتهم قوات الدعم السريع السودانية بتجنيد مقاتلين من أفريقيا الوسطى
  • الخارجية السودانية: الدعم السريع قصف قرية الشيخ السماني بالمدفعية
  • حسام زكي: اجتماع قريب في جامعة الدول العربية لوقف الحرب السودانية
  • الخارجية السودانية تعلن التمسّك بإعلان جدة وترحّب بدعوة مجلس الأمن
  • مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار بشأن الفاشر السودانية  
  • مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية في السودان.. ما مخاوف الغرب؟
  • الرابر السوداني دافنشي يطرح "العيد الكبير" تزامنا مع عيد الأضحى
  • مرحبا أولاد القبائل ولا لدولة ٥٦