موقع النيلين:
2025-12-13@22:34:19 GMT

المخابرات السودانية والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT


منذ بداية حرب السودان، والغرب يحاول أن يقلب كل شيء من حولها، وكل حقيقة عمرها آلاف السنين، ويضرب كل الاجتهادات الغربية في تعريف الجريمة السياسية والإبادة الاجتماعية عرض الحائط.

بعد فشل كل اجتهادات المحور الغربي في إيجاد مساحة لعودة المليشيا وحلفائها إلى صدارة المشهد السياسي في السودان، الآن يحاول ادارج هذا العدوان على الشعب السوداني في خانة صراع المطالب؛ وتجاهل الأعراف والقوانين الدولية وهنا يجدر الإشارة إلى وصف وكيل المشروع الغربي في السودان الدكتور “عبد الله حمدوك” عندما وصفها بالحرب ضد التهميش.


رغم مرور أكثر من عام على انطلاق الحرب في السودان وقتل الآلاف من المدنيين ، فإن آلة القتل والتنكيل ضد أهالي السودان تواصل عملياتها من دون تردد أو تراجع في وتيرتها، وإذا كان ما حدث في ١٥/ أبريل 2023 صادما ، فإن الصدمة الأكبر تكمن في استمرار هذه الحرب الغاشمة التي عرفت كل أنواع التجاوزات دفعة واحدة، دون إدانة مباشرة واتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة قادة مليشيا الدعم السريع كما فعل الغرب من قبل مع “البشير”، وجعله مطلوبا لدى العدالة الدولية.

السؤال هو: هل خطة الغرب واضحة؟، نطرح هذا السؤال أمام تردد المواقف الوطنية في اتخاذ قرارات تتماشى ووضوح خطة الغرب في استعمار السودان بعد تركيعه، عبر استنزاف موارده بحرب طويلة والاكتفاء بالمشاهدة الممتعة لتدمير البنى التحتية وانهيار الاقتصاد السوداني…

لذلك فإن كل هذه الأفعال الواضحة جداً ، تؤكد أن الغرب عبر وكيله الإقليمي (الإمارات) ووكلاءه المحليين يريد كل الأرض السودانية وعازماً على إخلاء السودان من السكان، سواء استدعى الأمر التهجير أو التجويع أو القتل، فكل هذه الآليات تؤدي إلى هدف واحد ويخدم الخطة الواضحة كل الوضوح.

كل تلك المواقف المشهودة وظل النظام السوداني يتعامل بمنهج المهادنة للغرب وليس المقاومة، طبعا ندرك جيداً أن الأمر معقد والسياقات مركبة، وهذا بدوره ليس جديداً ، لأن تاريخ الغرب ذاته قائم على جعل علاقات العالم معه معقدة بشكل أنه يصعب الوقوف في وجه مشروعه، وعرف الغرب على امتداد تاريخه كيف يجعل من التفريط في حلفه موجعاً إلى حد الاستحالة بالنسبة إلى الدول التي مصالحه معها أساسية وفاعلة ومؤثرة، ولكن لم تكن علاقات السودان بالغرب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً على مر تاريخه، ولم تربطه مصلحة يستفيد منها السودانيين ، بل ظل هواه شرقياً.

لذلك جاءت زيارة قيادة جهاز المخابرات العامة السوداني إلى “موسكو” مفاجأة للجميع، وخاصة من أصابهم اليأس في أن تتخذ الدولة السودانية موقفا صارماً تجاه سياسيات الغرب في السودان ومطامعه بائنة الملامح.

لقد قبل الشعب السوداني على مضض حياد الدولة السودانية تجاه الغرب بعد ثورة ديسمبر، وابتلع العديدون بصعوبة سياسة التركيع التي تمارسها أمريكا تجاه السودان، وطالب السودانيين كثيرا بضرورة أن تتخذ علاقات السودان الدولية منحى يحمي مصالح السودانيين وسيادة أرضهم.

أثمرت مشاركة قادة جهاز المخابرات العامة في اجتماعات “موسكو”، تقريب وجهات النظر بين الحكومة السودانية والروسية، بل وقفزت إلى مرحلة متقدمة، وهي زيارة متوقعة لوزير الخارجية الروسي إلى بورتسودان.

مجهودات جهاز المخابرات العامة في القيام بمهام دبلوماسية معقدة وشائكة في ظل غياب وزارة الخارجية، أخرج السودان من الدائرة المفرغة في العمل الدبلوماسي المثمر.

وبهذه الطريقة، فإن الاختراق المهم الذي حققه جهاز المخابرات العامة وذلك بفتح مسارات جديدة لعلاقات السودان الخارجية سوى كان على مستوى التعاون الأمني والمخابراتي أو الدبلوماسي، فهو بمثابة مشرط أخلاقي في السياسة الخارجية السودان، ومنشاراً حاداً في قطع الطريق أمام كل من يحاول عزل جهاز المخابرات السوداني عن التعاون المشترك مع رصفائه في كل الدنيا، ويشير بوضوح إلى أن مؤسسات الدولة السودانية معترف بها دولياً، ولا يمكن عزلها والتضييق عليها بدعاوى فاسدة وافتراءات، وبالتالي أصبح جهاز المخابرات العامة السوداني محل اهتمام كل المحاور الأمنية والمخابراتية في العالم، وان بإمكانه العمل والتعاون مع أي مثيل له يريده في سبيل الحفاظ على الأمن القومي ومصالح السودان.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟

انتشرت أخبار مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوفاة الصحفي السوداني المعتقل لدى قوات الدعم السريع معمر إبراهيم، داخل مكان احتجازه في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وفي إفادة للجزيرة نت، أكد محمد إبراهيم، الشقيق الأكبر للصحفي المعتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول أن مصدر الإشاعة التي نفى صحتها ما زال مجهولا، وأن معمر بخير ولم يتعرض لأي أذى، مشيرا إلى أنه استطاع الاطمئنان عليه عقب ورود إشاعة وفاته مساء أمس الأربعاء.

وأضاف شقيق الصحفي الذي عمل مراسلا لدى قناة الجزيرة مباشر أن آخر تواصل مباشر معه كان عقب ظهوره إلى جانب المتحدث باسم الدعم السريع الفاتح قرشي مطلع الشهر الماضي، غير أن ثمة تواصلا غير مباشر يسعون عبره إلى الاطمئنان على معمر وتأمين احتياجاته.

وأكد المتحدث باسم تحالف السودان التأسيسي -الذي يقوده الدعم السريع- علاء الدين نقد في تصريح للجزيرة مباشر أن الصحفي معمر بـ"أمن وأمان"، وفق تعبيره.

ما مصير الصحفي معمر إبراهيم؟
الناطق باسم تحالف السودان التأسيسي يجيب #الجزيرة_مباشر #السودان #الفاشر pic.twitter.com/JpygwAP36v

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 16, 2025

مطالبات بظهور الصحفي

وتعليقا على تصريح نقد، دعا الصحفي السوداني مزمل أبو القاسم إلى السماح لزميله معمر بالظهور على شاشة قناة الجزيرة مباشر للتأكد من سلامته، وكتب عبر حسابه على فيسبوك بأن معمر تعرض لإخفاء قسري واحتجاز غير مشروع وإهانة وضرب وتعذيب ظهرت بجلاء في مقاطع فيديو عقب سقوط مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

لكنّ الإشاعة حفّزت حالة القلق على سلامة معمر وعدد غير معلوم من الصحفيين المعتقلين والمختفين قسريا في السودان، ورغم نفي الأمر، يبدي نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس قلقه بشأن سلامة الصحفي معمر، مطالبا بإطلاق سراحه على الفور.

إعلان

ويقول أبو إدريس للجزيرة نت "معمر كان يؤدي مهنته كصحفي وهي ليست جريمة حتى يُحتجز بسببها، وما يمرّ به يُعد خرقا للقوانين الدولية والإنسانية"، مناشدا المنظمات المهتمة بحرية الصحافة للتضامن مع معمر وسائر الصحفيين السودانيين في ما يقاسونه من تحديات وتهديدات جراء الحرب.

سي بي جيه: صحة معمر متدهورة ونريد دليلا على حياته

وفي تصريح لها مساء الأربعاء، أعربت لجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (CPJ) عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي معمر قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه، داعية إلى الإفراج الفوري عنه لتمكينه من تلقي الرعاية اللازمة.

#السودان: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الحالة الصحية للصحفي السوداني معمر إبراهيم، المحتجز لدى قوات الدعم السريع، قد تدهورت بشكل خطير أثناء احتجازه. إذ أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه. وتدعو… pic.twitter.com/Sx0zRTfVMq

— CPJ MENA (@CPJMENA) December 10, 2025

وقالت المديرة الإقليمية للّجنة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة القضاة إن معمر أصبح طريح الفراش ويعاني من آلام شديدة، في وقت ترفض فيه قوات الدعم السريع نقله إلى المستشفى أو الإفراج عنه.

لكنْ في اليوم التالي، الخميس، صدر تصريح آخر للّجنة الدولية، يفيد بأنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبة بتقديم أي دليل على أن الصحفي معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه، في حين لم تجزم اللجنة بنفي الأخبار المتداولة.

تؤكد لجنة حماية الصحفيين أنها راسلت قوات الدعم السريع مطالِبةً بتقديم أي دليل على أن الصحفي السوداني معمر إبراهيم على قيد الحياة، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بأنه قُتل أثناء احتجازه لدى قوات الدعم حيث يقول زملاؤه إنها مزاعم غير مؤكدة حتى الآن." سارة القضاة. pic.twitter.com/HZujvEmIel

— CPJ MENA (@CPJMENA) December 11, 2025

وكانت شبكة الصحفيين السودانيين في الـ18 من الشهر الماضي أعربت عن قلقها البالغ على مصير الصحفي، عقب تصريحات لوزير الصحة في حكومة التأسيس علاء نقد خلال لقاء له عبر قناة الجزيرة، ذكر فيها جملة من التهم الموجهة للصحفي، وقال إنه كان سببا في تأجيج الحرب.

وقالت الشبكة في بيان آنذاك إن "سيل الاتهامات التي أطلقها نقد في حق معمر تجعلنا في قلق شديد من المصير الذي ينتظره".

الصحفي بوصفه مدني بموجب القانون الدولي الإنساني يجب حمايته من أطراف النزاع ويحظر احتجازه أو معاملته بقسوة أو الاعتداء عليه.

ندعو @ICRC للعمل على ضمان سلامة الزميل الصحفي معمر إبراهيم @MUAMMAR_SUD الذي ظهر محتجزا ويعامل بقسوة من قبل عناصر الدعم السريع وفقا للمقطع أدناه. pic.twitter.com/fw1WsD4j1S

— Mojahed Taha (@mojahedashw2k) October 26, 2025

وظهر معمر إبراهيم اليوم الثاني لسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر 26 أكتوبر/تشرين الأول، في مقطع فيديو صُوّر ليلًا مع مجموعة من المسلحين، وقال فيه إنه حاول الخروج من المدينة، وقد قُبض عليه قبل أن يتمكن من ذلك.

إعلان

وفي الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بثت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا ظهر فيه إبراهيم إلى جانب الفاتح قرشي، الذي قال إن الصحفي يواجه تهمة الإساءة لقوات الدعم السريع بسبب استخدامه كلمتي "مليشيا وجنجويد" توصيفا للدعم السريع، معتبرا الوصفين إخلالا بالحيادية المطلوبة لدى الصحفيين.

وقبل نحو أسبوعين، اغتالت قوات الدعم السريع الصحفي تاج السر محمد سليمان، مدير مكتب وكالة السودان للأنباء (سونا) في منزله مع شقيقه بحي الدرجة في مدينة الفاشر.

وأشار وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر في بيان نعيه الصحفي سليمان، إلى أن قوات الدعم السريع اعتقلت عددا من الصحفيين السودانيين العاملين لدى وسائل إعلام مختلفة، ونقلتهم من الفاشر إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور غربي السودان.

وناشد الإعيسر المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين الاضطلاع بدورها في متابعة الصحفيين المعتقلين والعمل على ضمان سلامتهم.

وغطى إبراهيم أخبار الحرب في دارفور على مدى العامين الماضيين، ويُعدّ من بين الصحفيين القلائل الذين بقوا لتوثيق التطورات في الفاشر رغم الغارات الجوية المستمرة وانقطاع الاتصالات والأزمة الإنسانية الحادة.

مقالات مشابهة

  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • مناوي: قمت بتنوير الخارجية الألمانية بموقف الحكومة السودانية
  • الخارجية الروسية: زيلينسكي إرهابي يبتز قادة الغرب بسبب الفساد
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • شاهد بالفيديو.. الجمهور الجزائري يحتفل بالرقص على أنغام الأغنية السودانية: (السوداني حُر)
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • جهاز المخابرات يطيح بشبكة دولية للاحتيال الالكتروني وغسل الأموال
  • جهاز المخابرات العراقي يطيح بشبكة دولية للاحتيال الإلكتروني وغسل الأموال
  • مدير جهاز المخابرات السوداني في معسكر سركاب و مقبرة شهداء حرب الكرامة