حثت واشنطن الإثنين الإمارات ودولا أخرى على التوقف عن دعم طرفي الحرب في السودان، محذرة من "مذبحة" وشيكة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دافور. في المقابل، كانت أبوظبي قد أكدت أنها "لا تقدم أي أسلحة أو ذخيرة لأي فصيل منخرط" في الحرب، التي أدت لنزوح نحو ثمانية ملايين شخص وتضع اليوم نصف السكان قاب قوسين أو أدنى من المجاعة.



فرانس24

دعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الإثنين كافة الدول بما فيها الإمارات للتوقف عن دعم طرفي الحرب في السودان، محذرة من أن "أزمة بأبعاد هائلة تتشكل" ومن "مذبحة" وشيكة في الفاشر.

وعبرت المنظمة الدولية خلال الأيام الماضية عن قلقها من هجوم وشيك محتمل لقوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دافور.

ويقول سكان ووكالات إغاثة ومحللون إن القتال من أجل السيطرة على الفاشر، وهي العاصمة التاريخية لمنطقة دارفور، قد يطول ويؤجج التوترات العرقية التي ظهرت على السطح خلال الصراع الذي دار في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في المنطقة.

وقالت غرينفيلد للصحافيين: "كما قلت من قبل فإن التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة." وأضافت بأن الفاشر "على شفا مذبحة واسعة النطاق".

"صراع طائفي دموي" في أنحاء دارفور
وفي مطلع القرن الجاري، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيا "الجنجويد" - التي تشكلت منها قوات الدعم السريع - الجيش في سحق تمرد قامت به جماعات غير عربية بشكل رئيسي. وتطلب المحكمة الجنائية الدولية قادة سودانيين في تهم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وحذّر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".

والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع غرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. واجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي. وتواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.

وقالت غرينفيلد أيضا: "نعلم أن كلا الجانبين يتلقيان الدعم، سواء بالأسلحة أو غيرها، لتعزيز جهودهما لمواصلة تدمير السودان. نعم، تواصلنا في هذا الصدد مع الأطراف، بمن فيهم زملاؤنا من الإمارات".

سفير الإمارات: لا نقدم أي أسلحة أو ذخيرة لأي فصيل
ووصف مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع بأنها "ذات مصداقية". وتنفي الإمارات تقديم أي دعم عسكري لأي من طرفي الصراع.

وكتب سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد أبوشهاب إلى مجلس الأمن في 25 أبريل/نيسان قائلا إن "الإمارات العربية المتحدة.. لا تقدم أي أسلحة أو ذخيرة لأي فصيل منخرط في الصراع الدائر في السودان". وأضاف أن الإمارات "ترفض بشكل قاطع أي تلميح إلى أنها قدمت مساعدات مالية أو لوجستية أو عسكرية أو دعم دبلوماسي لأي جماعة مسلحة في السودان".

وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. وتسببت الحرب في نزوح نحو ثمانية ملايين شخص. ودعت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية "لمنع وفيات على نطاق واسع وانهيار تام لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".

واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح بالعالم.

فرانس24/ رويترز  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان فی الفاشر الحرب فی فی الحرب

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية في الحرب الحالية

العقوبات ستتضمن قيودا على الصادرات الأمريكية وخطوط الائتمان الحكومية الأمريكية، وستدخل حيز التنفيذ في السادس من يونيو حزيران تقريبا عند الإعلان الرسمي عنها.

التغيير: وكالات

قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الخميس إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان بعد ثبوت استخدامه أسلحة كيماوية عام 2024.

وأضافت الوزارة في بيان أن العقوبات ستتضمن قيودا على الصادرات الأمريكية وخطوط الائتمان الحكومية الأمريكية، وستدخل حيز التنفيذ في السادس من يونيو حزيران تقريبا عند الإعلان الرسمي عنها بحسب رويترز.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا، مما دمر أيضا البنية التحتية للبلاد.

وقتل آلاف المدنيين لكن الحصيلة الفعلية لقتلى وضحايا الصراع ليست مؤكدة. ووجهت للجانبين اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

ودفعت الحرب الملايين إلى شفا المجاعة وتسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم وأشعلت فتيل موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي بدوافع عرقية في منطقة دارفور بغرب السودان.

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو 2023 محادثات بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

الوسومآثار الحرب في السودان أوفاك العقوبات الأمريكية

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يسيطر على الدبيبات ومهلة لخروج الدعم السريع من الفاشر
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني في السودان
  • واشنطن تقرر فرض عقوبات على السودان والخرطوم تتهمها بالابتزاز
  • الولايات المتحدة تعلن عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية في الحرب الحالية
  • الإمارات تشارك في منتدى “ساجارماثا سامباد” لتعزيز العمل المناخي والدبلوماسية المائية والشراكات في مجال الطاقة النظيفة
  • اتهامات للدعم السريع بحرق 3 قرى في شمال دارفور
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
  • السودان يشدّد على عدم أهلية الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للجريمة
  • خريطة سيطرة الجيش السوداني.. هذه المناطق متبقية مع الدعم السريع
  • مفوض العون الإنساني في السودان تطلق انتقادات واتهامات خطيرة لمنظمات ووكالات الأمم المتحدة