تشهد صناعة السيارات في الصين تحولًا جذريًا خلال العقد الماضي، حيث تمكنت من النهوض من مجرد إنتاج سيارات أساسية إلى صناعة تنافسية تعتبر من بين أفضل السيارات في العالم. فعلى الرغم من هذا التقدم الهائل، إلا أن السيارات الصينية تواجه تحديات كبيرة في الدخول إلى الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا.

 

تراكم السيارات في الموانئ الأوروبية.

. تحديات تواجه الصين

تشهد الموانئ الأوروبية تراكمًا كبيرًا للسيارات المستوردة، ومعظمها من الصين، بسبب صعوبة إيجاد مشترين. يقضي بعضها ما يصل إلى 18 شهرًا في مواقف السيارات بالموانئ، مما يدفع المصنعين لمواجهة صعوبات كبيرة في تسويقها وبيعها.

رغم هذه التحديات، فإن السيارات الكهربائية الصينية تحظى بمراجعات إيجابية، حيث يتم تقديمها بجودة وتكنولوجيا تتفوق على العديد من العلامات التجارية الأوروبية المعروفة. ومع ذلك، يجب على الشركات المصنعة الصينية التعامل مع تحديات الحذر من المشترين، ونقص الصورة العلامية، والحمائية التجارية.

تشبه التحديات التي تواجه السيارات الصينية تلك التي واجهتها اليابان في الستينيات والسبعينيات. 

كانت السيارات اليابانية تعاني من قلة القبول والثقة من قبل المشترين الغربيين، ولكن بفضل التركيز المستمر على جودة المنتج والتصميم والأداء، نجحت اليابان في تحويل هذه الصورة تدريجياً وأصبحت قوة في صناعة السيارات.

عدم ثقة المستهلك

على الرغم من تحقيق السيارات الصينية للعديد من الانجازات، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في كسب ثقة المشترين العالميين، خاصة بالنسبة لعلامات التجارة الغربية المعروفة. على الرغم من شراء العديد من هذه الشركات الصينية لعلامات تجارية غربية، فإنها لم تنجح حتى الآن في شراء الولاء من المشترين الموجودين بالفعل لهذه العلامات التجارية.

وتعاني الشركات المصنعة الصينية من تعريفات استيراد عالية في العديد من الأسواق العالمية، مما يقلل من تنافسيتها بشكل كبير. على سبيل المثال، يفرض الاتحاد الأوروبي تعريفة استيراد بنسبة 10% على السيارات الصينية، بينما تصل تعريفة الولايات المتحدة إلى 27.5%.

تعيش صناعة السيارات في مرحلة تطور سريعة، خاصة فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن السيارات الصينية تبدي رغبة قوية في تقديم تحديثات وتطويرات بشكل مستمر، وتتسم بالسرعة في إطلاق نماذج جديدة، مما يجعلها تتنافس بشكل متزايد مع الشركات العالمية الأخرى.

مع الأخذ في الاعتبار التحديات الحالية، فإنه من المتوقع أن تواصل السيارات الصينية تحسين مكانتها وتنافسيتها في الأسواق العالمية بمرور الوقت، مثلما فعلت السيارات اليابانية في الماضى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الموانئ الأوروبية السيارات السیارات الصینیة السیارات فی

إقرأ أيضاً:

انتصار ضد التدخين.. منظمة الصحة تواجه أزمات مالية تهدد جهودها العالمية

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحقيق تقدم ملحوظ في الحد من انتشار التدخين عالميًا، حيث انخفض معدل المدخنين بمقدار الثلث منذ دخول “الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ” حيز التنفيذ قبل 20 عامًا، وجاء ذلك في كلمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام للمنظمة، خلال افتتاح الدورة الـ78 للجمعية العامة للصحة في جنيف يوم الاثنين.

وأوضح تيدروس أن العالم يشهد اليوم انخفاضًا كبيرًا في أعداد المدخنين، إذ يوجد الآن 300 مليون مدخن أقل مما كان متوقعًا لو استمر معدل التدخين كما كان قبل تطبيق الاتفاقية.

وأكد أن التبغ لا يزال أحد أخطر التهديدات الصحية العالمية، حيث يتسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا، بينهم أكثر من 7 ملايين من المدخنين الحاليين أو السابقين، بالإضافة إلى 1.2 مليون شخص من غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي.

وأشارت المنظمة إلى أن جميع أشكال التبغ ضارة بالصحة ولا توجد جرعة آمنة منه، مع تدخين السجائر الأكثر انتشارًا عالميًا إلى جانب أنواع أخرى مثل الشيشة والسيجار.

لكن رغم هذا التقدم، تواجه منظمة الصحة العالمية تحديات مالية كبيرة، حيث أعلن تيدروس أن المنظمة تواجه عجزًا مقداره 1.7 مليار دولار خلال العامين المقبلين.

وأوضح أن هذا العجز يعادل ما يُنفق على المعدات العسكرية عالميًا كل 8 ساعات، مما دفع المنظمة إلى خفض عدد الإدارات والوظائف الإدارية، وتقليل عدد الموظفين بنسبة 20% من أصل نحو 9500 موظف.

ويأتي هذا التحدي المالي في ظل انسحاب الولايات المتحدة والأرجنتين من المنظمة، مع العلم أن الولايات المتحدة كانت تسهم بحوالي خمس ميزانية المنظمة وتبقى مدينة لها بحوالي 130 مليون دولار لعام 2025، وهو مبلغ غير مرجح أن يتم دفعه، ومن المتوقع أن يصبح انسحاب الولايات المتحدة رسميًا مع بداية عام 2026.

ويجري حاليًا في جنيف الاجتماع السنوي للجمعية العامة للمنظمة، الذي يستمر ثمانية أيام، حيث يركز المشاركون على اعتماد معاهدة دولية جديدة للوقاية من الجوائح العالمية، تهدف إلى تحسين التنسيق العالمي في مواجهة الأزمات الصحية وضمان توزيع عادل للإمدادات الطبية واللقاحات في المستقبل، بعد الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19، ومن المقرر اعتماد هذه المعاهدة رسميًا اليوم الثلاثاء.

ويُعد التدخين واحدًا من أخطر العادات الصحية السلبية التي تؤثر على صحة ملايين البشر حول العالم. يتسبب استهلاك التبغ بأنواعه المختلفة في أمراض مزمنة قاتلة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة، ويُعتبر سببًا رئيسيًا للوفيات المبكرة، بالإضافة إلى الأضرار المباشرة على المدخنين، يعرّض التدخين السلبي غير المدخنين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، وبالرغم من جهود التوعية والرقابة، يظل التدخين تحديًا صحيًا عالميًا مستمرًا، مما يستدعي استمرار السياسات المكافحة والتعاون الدولي للحد من انتشاره.

مقالات مشابهة

  • ماسك يدعو لتنظيم صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي
  • العراق في مواجهة تحديات اقتصادية : رؤية صندوق النقد الدولي لعام 2025 ؟
  • الصادق الرزيقي يكتب: 4 تحديات مصيرية تواجه رئيس وزراء السودان الجديد
  • مجلس أعلى وصندوق تمويل وحوافز .. هل تبدأ مصر عصر السيارات المحلية؟
  • انتصار ضد التدخين.. منظمة الصحة تواجه أزمات مالية تهدد جهودها العالمية
  • ارتفاع أسهم شركة CATL الصينية أكبر مُصنّع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم
  • اتفاق الشراكة على المحك.. هل تفتح أوروبا جبهة اقتصادية ضد إسرائيل؟
  • وزير الشئون النيابية يشيد بدور الشركات الصينية في تنفيذ المشروعات الاقتصادية
  • 4 تحديات حاسمة تواجه رئيس وزراء السودان الجديد
  • اقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع هايتكس الصينية لصناعة الأقمشة