سرايا - حالة من الترقب والتوتر تُحيط بملف تهدئة غزة، بعد المقترحات الجديدة التي تم تقديمها من قبل الوسطاء وكان آخرها الاقتراح المصري، الذي يُعد الأقرب والأنسب للتفاهم والاتفاق بين حركة حماس و (إسرائيل).


ورغم التفاصيل الشحيحة والتي دائمًا ما تكون المعلومات الرسمية بعيدة كثيرًا عن وسائل الإعلام، إلا أن التسريبات التي ترافق هذه الجولات من المفاوضات المُعقدة تصب جميعها في خانة “قرب الاتفاق” في حال حصلت حركة حماس على ما تريده.




حماس وحتى كتابة كلمات هذا التقرير، لم توافق أو ترفض المقترح المصري “المعدل”، وأرسلت وفدها بشكل مفاجئ إلى مصر، برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية، لإجراء مشاورات “حاسمة” مع جهاز المخابرات المصرية، لبحث عدة نقاط ستكون مفصلية ستحدد مصير الصفقة بأكملها.


حماس وعلى لسان العديد من مسؤوليها أبدوا الكثير من “الروح الإيجابية” من المقترح المصري الأخير، وطبيعة الرد الإسرائيلي على شروطها التي وضعتها على الطاولة منذ اليوم الأول من الحرب، ولكن هذه المرة تريد حماس الحصول على “ضمانات” رسمية تُلزم (إسرائيل) بالاتفاق.


وذكرت وسائل إعلام مقربة من حماس، أن السبب الرئيسي لزيارة وفد الحركة للقاهرة هو الحصول على “ضمانات قوية” من قبل الوسطاء لضمان التزام إسرائيل بالاتفاق وعدم اختراقه، كما جرى في الاتفاق الأخير للتهدئة بغزة.


وأشارت إلى أنه في حال حصول حماس على تلك الضمانات فسيكون ردها إيجابي وستدفع بشكل متقدم نحو إبرام صفقة كبيرة، بعد 206 يومًا من الحرب الدامية على القطاع والتي أحرقت الأخضر واليابس.

– شرط حماس
وترغب قيادة حماس في استيضاح بعض العبارات الواردة في الرد الإسرائيلي، والتي تعبر عن نوايا أو استعداد للتجاوب مع الشروط التي حددتها المقاومة للقبول بمقترح الهدنة الجديد، مثل الانسحاب من محور نتساريم (الذي يقسم القطاع إلى قسمين)، وكذلك الخروج بشكل كامل من قطاع غزة، والوقف الدائم لإطلاق النار”.

وأوضحت وسائل إعلام أن “الإشارة إلى تلك الشروط، جاءت في الرد الإسرائيلي مسبوقة بعبارات الاستعداد أو توافر النوايا بشأنها، من دون أن يكون هناك التزام واضح عبر آليات، وهو ما يرغب وفد “حماس” في القاهرة في الوقوف عليه قبل تقديم الرد”.

وفي ذات السياق، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية مساء الأحد، عمن وصفته بمسؤول رفيع في حركة حماس تأكيده أن لا عقبات كبيرة تقف في وجه المقترح الأخير حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

حيث قال المسؤول الذي لم تكشف وكالة “فرانس برس” عن اسمه: “الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا توجد قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد”.

وأكد المسؤول أن وفداً من حماس برئاسة الحية سيقدم الرد على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة الإثنين.

وفيما تستضيف العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات لحلحلة الأزمة في غزة، نفى عزت الرشق، القيادي في “حماس”، إصدار الحركة أي تصريح باسمها أو منسوب لمصادر حول ورقة الرد الإسرائيلي الذي تسلمته من الوسطاء بشأن صفقة محتملة لتبادل المحتجزين، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي لا يزال تحت الدراسة ولا صحة لما تصدره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من تسريبات بشأنه.

وأكدت مصادر أن وفدا إسرائيليا يتوجه للقاهرة غدا والمخطط هو مفاوضات غير مباشرة مع حماس، وأن رئيس الموساد قد ينضم إلى الوفد الإسرائيلي بالقاهرة غدا.

وأعلنت حركة “حماس”، السبت، تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل/نيسان، مشيرة إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها (للوسطاء)”.

وتزامن تسلّم حماس الرد الإسرائيلي مع زيارة لوفد أمني مصري، إلى تل أبيب، حاملاً “مقترحاً لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام”، حسب ما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

– الفخ الإسرائيلي
وهذا المقترح صاغته مصر وأدخلت عليه إسرائيل تعديلات. وعرض المقترح الجديد بعدما أصرت حماس في منتصف أبريل على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزّة، وهو شرط ترفضه (إسرائيل).

ولم ترشح تفاصيل عن الرد الإسرائيلي على المقترح، لكن موقع “أكسيوس” Axios الإخباري الأميركي نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه يتضمن رغبة في مناقشة “إرساء هدوء دائم” في غزة.

كما قال مصدر مصري لـ”الشرق” إن من المتوقع أن تقدم حماس ردها على المقترح المصري الجديد، والذي يتمحور حول “هدنة مؤقتة” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مدتها 6 أسابيع يتم خلالها إطلاق 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل حوالي ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم مائة من الصادر ضدهم أحكام بالسجن لفترات طويلة.

وأضاف أنه سيتم أيضاً خلال نفس الفترة وقف طيران المراقبة الإسرائيلي يومياً لمدة 6 ساعات، من الثانية ظهراً حتى الثامنة مساء، كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم وتبتعد مسافة 500 متر يمين ويسار شارعي الرشيد وصلاح الدين.

كما ستجرى خلال فترة الهدنة مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى العسكريين لدى الفصائل الفلسطينية.

وتابع المصدر أن من المتوقع أن تعلن الهدنة نهاية هذا الأسبوع مع الانتهاء من اللمسات الأخيرة من الاتفاق.

ويبقى التساؤل المطروح.. هل ستحصل حماس على الضمانات من مصر؟ أم الحصول على ضمان من إسرائيل صعب المنال؟


إقرأ أيضاً : حدثت قبل 4 سنوات .. ترامب يتحدث عن "تجربته السيئة" مع نتنياهوإقرأ أيضاً : الجيش الروسي يشن هجوم صاروخي على مدينة أوديساإقرأ أيضاً : بلينكن: الولايات المتحدة مصممة على التوصل لوقف إطلاق النار في غزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اليوم القطاع قيادة القطاع القاهرة القاهرة القاهرة رئيس مصر مصر غزة القوات العسكريين قيادة مصر ترامب مدينة القاهرة اليوم غزة العسكريين رئيس القوات القطاع الرد الإسرائیلی إطلاق النار فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

بايدن يكشف تفاصيل مقترح إسرائيلي شامل لوقف إطلاق النار بغزة

كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، تفاصيل مقترح إسرائيلي جديد شامل، يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى.

وقال بايدن في كلمة بالبيت الأبيض، إن المقترح "جديد تماما"، ويحتوي على ثلاث مراحل.

وتابع "المقترح الإسرائيلي هو خارطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتم نقله من قطر إلى حماس"، فيما لم يتطرق إلى الأسرى الفلسطينيين إطلاقا.

وأضاف أن "المقترح الإسرائيلي يتضمن عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم مع وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع"، وهو فيما يتعلق بالمرحلة الأولى.

وحول المرحلة الثانية، قال بايدن "من المفترض أن يتم خلالها تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليون".

وأضاف أن "المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار كبيرة قطاع غزة".

ونوه بايدن إلى أن "إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ هجوم آخر على غرار 7 أكتوبر"، وهو ما يعني إقرارا ضمنيا بالفشل في هزيمة المقاومة.

وتابع بايدن مخاطبا الاحتلال الإسرائيلي "أحث القيادة الإسرائيلية على أن تقف وراء مقترح الصفقة الجديد".


وبحسب بايدن فإن "الاتفاق سيسمح لإسرائيل بالاندماج في المنطقة والتوصل لاتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية".

وقال "إذا رفضت حماس المقترح الإسرائيلي الجديد فإن إسرائيل ستواصل حربها في غزة".

ولم يخف بايدن مخاوفه من "مخاطر من أن تزيد عزلة إسرائيل على مستوى العالم"، قائلا "آن الأوان لبدء مرحلة جديدة يعود فيها الرهائن إلى بيوتهم ولهذه الحرب أن تنتهي ولليوم التالي أن يبدأ".

ولم يصدر عن حركة "حماس" أي تعليق بعد على ما أورده الرئيس الأمريكي.

وكانت إدارة بايدن دعت إلى اجتماع ثلاثي مع مصر وإسرائيل في القاهرة خلال الأيام المقبلة لمناقشة إعادة فتح معبر رفح، وبحث جهود التهدئة ووقف إطلاق النار.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه الوحشي على قطاع غزة منذ نحو 8 شهور، ما تسبب باستشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال.



مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": تصريحات نتنياهو لا تستهدف الرد على خطة بايدن بقدر ما تستهدف الداخل الإسرائيلي
  • دراما خلف الكواليس.. تفاصيل جديدة بشأن المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • مصادر لـ عربي21”: المقترح الذي وصل لحماس يختلف عن ما أعلنه بايدن
  • ما دور رئيس الـ "سي أي إيه" في مفاوضات غزة ؟
  • بالتزامن مع خارطة طريق بايدن.. ما دور رئيس سي أي إيه في مفاوضات غزة السرية؟
  • الخداع الأمريكي على حساب دماء الفلسطينيين
  • بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
  • بالتفاصيل.. المقترح الإسرائيلي الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
  • بايدن يكشف تفاصيل مقترح إسرائيلي شامل لوقف إطلاق النار بغزة
  • بايدن: المقترح الإسرائيلي هو خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتم نقله من قطر إلى حماس