فيضانات جزيرة العرب.. ما أسباب الأمطار القياسية؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
غمرت مياه السيول عددا كبيرا من الطرق في السعودية في موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج الصحراوية، وهزت قبل ذلك الإمارات بعد أن عطلت السيول القياسية الحياة في عدد من المناطق في دبي وأبوظبي والشارقة.
ويؤكد خبراء أن الكمية الاستثنائية من الأمطار في الخليج هي نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية، وقد تزداد سوءا في القادم من السنوات مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأعلن المركز الوطني للأرصاد أن دولة الإمارات شهدت هطول أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ 75 الماضية، وأن منطقة "خطم الشكلة" بالعين شهدت هطول 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة... لتحقق الدولة بذلك حدثا استثنائيا يسجل في تاريخها المناخي.
وتساقطت الأمطار بمعدل 100 ملم على مدار 12 ساعة فقط الأسبوع الماضي وهو ما يقارب ما تسجله دبي عادة خلال عام كامل، وفقا لـ"سي أن أن" نقلا عن بيانات للأمم المتحدة.
وبعدما أحدثت الأمطار الغزيرة الاستثنائية فوضى كبيرة في دبي، تحدث وكالة بلومبرغ عن دور لعمليات الاستمطار في ذلك، في حين نفت حكومة دبي إجراء عمليات استمطار قبيل تلك الفيضانات.
وقال مايكل مان، عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، لوكالة أسوشيتد برس إن ثلاثة أنظمة ضغط منخفض شكلت قطارا من العواصف يتحرك ببطء على طول التيار النفاث نحو شبه الجزيرة العربية.
وأدى نظام الضغط المنخفض القوي إلى جولات متعددة من الرياح العاتية والأمطار الغزيرة إلى الأجزاء الشمالية والشرقية من الإمارات.
تغيرات المناخويعزو العلماء وخبراء الأرصاد الجوية شدة العاصفة إلى كمية كبيرة من الرطوبة التي ترتفع في الغلاف الجوي من ارتفاع درجة حرارة البحار قبل أن تهطل على شكل أمطار على شبه الجزيرة العربية.
يقول الخبير في المناخ، محمد بنعبو، إن ارتفاع درجة حرارة الكوكب واستمرار استعمال الوقود الأحفوري من أجل إنتاج الطاقة يزيد من التغيرات المناخية وبالتالي من احتمال هطول أمطار بغزارة في مناطق مختلفة في العالم.
ويوضح بنعبو في حديث لموقع "الحرة" أن درجة الحرارة المسجلة في 12 شهرا الأخيرة هي الأعلى في التاريخ، أي منذ بداية قياس درجة الحرارة على الكوكب.
ويرى أن الأمطار الاستثنائية في الإمارات وسلطنة عمان والسعودية هي نتيجة لكل هذه التغيرات المناخية التي تحدث، إضافة إلى أن هذه البلدان هي الأكثر إنتاجا للوقود الأحفوري.
ويقول بنعبو إن التغيرات المناخية تزامنت هذه السنة مع ظاهرة النينيو والتي كان تأثيرها واضحا في مجموعة من مناطق العالم بما فيها منطقة الخليج.
ويرى الخبير أن استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية تجعل ظواهر مثل الأمطار أكثر فتكا وقد تزيد خطورتها وشدتها في السنوات المقبلة في حال لم تنخفض درجة حرارة الكوكب.
وبالفعل تعاني الإمارات وسلطنة عمان، من الحرارة الشديدة الناجمة عن ظاهرة الاحترار المناخي. لكن فيضانات الأسبوع الماضي كشفت عن خطر إضافي لظواهر جوية متطرفة مع ارتفاع حرارة الكوكب.
وقالت سونيا سينيفيراتني العضوة في الشبكة والأستاذة في المعهد الاتحاد السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ إن "فيضانات الإمارات وعمان أظهرت أنه حتى المناطق الجافة يمكن أن تتأثر بشدة بهطول أمطار غزيرة، وهو تهديد يتزايد مع زيادة الاحترار المناخي بسبب حرق الوقود الأحفوري".
وكانت شبكة إسناد الطقس في العالم أعلنت، الخميس، أن الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري كان "على الأرجح" وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت صحراء الإمارات وسلطنة عمان الأسبوع الماضي.
وبعد الإمارات وسلطنة عمان، انتقلت الظاهرة إلى السعودية حيث غمرت مياه السيول عددًا كبيرًا من الطرق، ما دفع سلطات المملكة، الأربعاء، إلى إغلاق المدارس في عدة مناطق.
وأظهرت لقطات مصورة لوكالة "فرانس برس" سيارات غمرتها المياه جزئيا، تحاول شق طريقها في برك مياه في منطقة القصيم (وسط المملكة) التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، علمًا أنها إحدى المناطق التي تعرضت لهطول أمطار غزيرة، الثلاثاء.
وأصدر المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر" لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية المطلة على الخليج العربي والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب.
وحذر المركز الحكومي من "أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة، وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية" في هذه المناطق.
ويأتي هطول الأمطار الغزيرة، الأسبوع الجاري، على السعودية في أعقاب عواصف استثنائية ضربت منطقة الخليج منتصف الشهر الفائت، وأسفرت عن مقتل 21 شخصًا في عمان وأربعة في الإمارات التي سجّلت هطول أكبر كمية أمطار منذ 75 عامًا.
وقال فريق خبراء من العلماء في دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، إن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري هو "على الأرجح" وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت المنطقة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإمارات وسلطنة عمان ارتفاع درجة حرارة الوقود الأحفوری الأمطار الغزیرة الأسبوع الماضی أمطار غزیرة
إقرأ أيضاً:
30 قتيلا وإجلاء أكثر من 80 ألفا في بكين جراء أمطار غزيرة
أفادت وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا) اليوم الثلاثاء بأن العاصمة الصينية بكين شهدت موجة أمطار غزيرة "عنيفة ومستمرة" تسببت بمقتل 30 شخصا حتى منتصف ليل الاثنين، في وقت أعلنت فيه السلطات إجلاء أكثر من 80 ألفا من سكان المدينة.
وقالت الوكالة إن كمية الأمطار التي هطلت على المناطق الشمالية من بكين خلال هذه الموجة بلغت 543.4 مليمترا، مما أدى إلى فيضانات جارفة تركزت بشكل خاص في المناطق الجبلية شمال المدينة، حيث سجل أعلى عدد من الضحايا.
وأضافت "شينخوا" أن 80 ألفا و332 شخصا تم إجلاؤهم من العاصمة حتى الآن، في وقت أعلنت فيه حالة الطوارئ بعد أن قطعت مياه الأمطار عشرات الطرق، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في محيط العاصمة.
المناطق الأكثر تضرراووفق ما أوردته صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية، فقد لحقت أضرار بالغة بأحياء مي يون وهوايرو شمال العاصمة، وكذلك حي فانغ شان جنوب غرب المدينة.
وتشير التقارير إلى أن البنية التحتية في تلك المناطق تضررت بشكل واسع، مع انهيارات أرضية وإغلاق شبكات الطرق.
ودعت السلطات السكان إلى توخي الحذر، وقالت الصحيفة في تنبيه عاجل: "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".
تحرك رئاسي عاجلوفي مواجهة حجم الكارثة، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ مساء الاثنين السلطات المحلية بـ"بذل جهود بحث وإنقاذ شاملة لتقليل الخسائر البشرية والمادية"، مشددا على ضرورة تسريع عمليات الإغاثة وإيواء المتضررين في المناطق الأكثر تعرضا لخطر الفيضانات.
ونقلت "شينخوا" عن الرئيس الصيني قوله إن "الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخيرة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في مناطق واسعة مثل بكين، خبي، جيلين، وشاندونغ".
وتأتي هذه الكارثة ضمن سلسلة من الأحوال الجوية القاسية التي تضرب شمال الصين مؤخرا، مما يثير مخاوف من اتساع رقعة الفيضانات وتكرار الأزمات المناخية بفعل تغيّر أنماط الطقس.
إعلانولا تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية حتى اللحظة، وسط تحذيرات من استمرار هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة، واحتمال تفاقم الوضع في المناطق الجبلية وضفاف الأنهار.