عربي21:
2025-06-02@01:09:12 GMT

عيد العمال في مصر: ظاهره الاحتفال وباطنه المعاناة

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

عيد العمال في مصر: ظاهره الاحتفال وباطنه المعاناة

تحتفل مصر في الأول من مايو بيوم العمال، وهو يوم يشهد ظاهرة الحفاوة والاحتفاء بدور العمال في بناء الوطن، لكن وراء هذه الاحتفالات تكمن معاناة الملايين منهم الذين يواجهون صعوبات عديدة في ظل غلاء المعيشة وسوء الظروف العملية.

يسلط عيد العمال في مصر الضوء على العديد من التحديات والمشاكل التي يواجهها العمال، ويتطلب التغلب عليها جهودا مشتركة من الحكومة وأصحاب العمل والمجتمع المدني لتحسين أوضاعهم وتوفير بيئة عمل عادلة وآمنة.



تبلغ قوة العمل في مصر نحو 30 مليون عامل وموظف، ويستحوذ القطاع الحكومي والعام على نحو 17 في المائة بإجمالي خمسة ملايين موظف وعامل، بينما يعمل حوالي 25 مليون عامل في القطاع الخاص بنسبة 83 في المائة.

وتنعكس أوضاع الأعمال المتردية على أكثر من 110 ملايين مواطن حيث يعيش نحو 60 في المائة من سكان مصر تحت خط الفقر أو يقتربون منه، وفق وكالة "رويترز"، كما يعاني نحو 60 مليونا من الفقر بحسب تقديرات البنك الدولي.

لماذا يحرم العمال من إنشاء نقابات مستقلة في مصر؟
أحد أبرز الأسباب في تراجع أجور العمال هو تقييد حرية النقابة في مصر بسبب السيطرة الحكومية القوية على الشؤون العمالية، وهو ما يجعل العمال غير قادرين على الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بتحسين ظروف العمل والأجور.

هذا على الرغم من تشكيل أول نقابة عمال فى مصر عام 1898 وهي نقابة عمال السجائر كأول نقابة مصرية ، ومن ثم توالى ميلاد التنظيمات النقابية فى مصر التى أخذت تمارس دورها، وتنظيم الإضرابات، وصدر أول قانون يعترف بالنقابات في مصر في أيلول/ سبتمبر 1942 وهو القانون رقم 85 لسنة 1942.

لماذا لم ينعكس زيادة الحد الأدنى للأجور على كل العاملين في القطاع الخاص؟
زادت الحكومة المصرية، الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص  من 3500 جنيه (72.9 دولار) إلى 6 آلاف جنيه (125 دولار) شهريا، على أن يطبق بداية من شهر آيار/ مايو الجاري. رغم الزيادة الكبيرة إلا أنها لم تنعكس على قيمة الأجر بسبب تعويم الجنيه أكثر من مرة.

باتت قيمة الحد الأدنى من الأجور الحقيقية في تناقص مقارنة بقيمتها عام 2014، بعد أن تراجعت قوتها الشرائية بشكل كبير، بالتالي لم تنعكس على تحسين حياة العمال، إضافة إلى عدم تطبيق الحد الأدنى على جميع العمال.

يُعَتَقَد أن عدم تطبيق زيادة الحد الأدنى للأجور على جميع العمال في القطاع الخاص يعود إلى ضعف التنفيذ والرقابة، فضلا عن مقاومة بعض أصحاب العمل لهذه الزيادة نتيجة تأثيرها على تكاليف الإنتاج والأرباح.

ويُعَتَبَر العمال في مصر غالبا الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج، حيث يعملون في ظروف صعبة ويتلقون أجورا منخفضة نسبيا مقارنة بتكاليف المعيشة المتزايدة.

الحاجة إلى إصلاحات أوسع
يُشير بعض الخبراء إلى أنّ رفع الحد الأدنى للأجور وحده لن يُحل مشكلة الفقر في مصر. فإنّ الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية أوسع، مثل تحسين بيئة الأعمال وتوفير فرص عمل جديدة، هي ضرورية لزيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة.

يقول القيادي النقابي وعضو لجنة القوى العاملة والصناعة بمجلس الشورى سابقا، طارق مرسي: إن "الحديث عن أوضاع العمال هو حديث ذو شجون، للأسف الشديد أحوالهم من أسوأ لأسوأ وبعد رفع الحد الأدني للأجور إلى 6000 جنيه ( 125 دولار) في الشهر أي 4 دولار في اليوم".

وأضاف لـ"عربي21": "هذا الأجر ليس له أي قيمة الآن في ظل هذا الغلاء الفاحش بسبب هذا النظام الفاشل الذي أغرق مصر بالديون، ولا يستفيد منها إلا عدد محدود لأن القانون يستثنى من رفع الحد الأدنى للأجور العاملين بالقطاع الخاص كل من العاملين بالمشروعات التي يقل عدد العمال بها عن عشرة عمال".

ونبه مرسي إلى "خطورة توجه نظام السيسي أيضا للتخلص من العمال من خلال تصفية الشركات وتسريح العمال وبيعها في طروحات لمستثمرين لسداد الديون"، مشيرا إلى "أن العمال في مصر يعانون من ظروف عمل غير مستقرة، وأجور غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وهذا يرجع إلى ضعف قوانين حماية العمال وتطبيقها، بالإضافة إلى انعدام حرية النقابة والتنظيم العمالي المستقل.

العمال بين تدني الأجور وتقييد الحريات
وصف رئيس لجنة العمال باتحاد القوى الوطنية بالخارج، سيد حماد، أوضاع أكثر من 25 مليون عامل في مصر بالمزرية، قائلا: "إن أوضاع العمال في مصر تدهور على محورين؛ الأول هو تقييد حريات الاحتجاج والتظاهر وملاحقتهم أمنيا في حال المطالبة بحقوقهم وتحسين أوضاعهم، الثاني، هو تدني الأجور من ناحية والظروف الصعبة التي يعملون فيها مع ارتفاع التضخم لنسب غير مسبوقة".

وفيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور الذي يطبق اعتبارا من مطلع الشهر الجاري، أوضح في تصريحات لـ"عربي21": "يجب أن نفهم أن هذا القرار لا يسري إلا على 10 في المائة فقط من العمال؛ لأن القرار يستثني المنشآت الصغيرة أقل من 10 أفراد من تطبيق القرار، وغالبية العمال ينتمون إلى تلك الشركات والمصانع والورش، وصافي الحد الأدنى هو نحو 4800 جنيه وليس 6 آلاف بعد اقتطاع حصة صاحب العمل في التأمين من الأجر، بالتالي هي أقل نسبة أجر على الإطلاق".

واختتم حماد حديثه بالقول: "في النهاية، يجب على الحكومة المصرية اتخاذ خطوات جدية لتحسين أوضاع العمال، وذلك من خلال تشديد الرقابة على أوضاع العمل، وتعزيز حرية النقابة، وتنفيذ قوانين تحمي حقوق العمال وتضمن لهم حياة كريمة تليق بجهودهم في بناء الوطن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر عيد العمال مصر عيد العمال يوم العمال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحد الأدنى للأجور العمال فی مصر القطاع الخاص فی المائة

إقرأ أيضاً:

اعرف حقوقك .. إجراءات جديدة لحماية العمال بالقانون

في خطوة تهدف إلى ضبط العلاقة بين العامل وصاحب العمل وضمان الحقوق والواجبات للطرفين، حدد قانون العمل الجديد مجموعة من المواد التي تنظم بنود التعاقد، وفترة الاختبار، وحفظ الملفات، والتنقل، والحقوق المتبادلة، وأبرزها المواد من 87 حتى 95.

عقد العمل.. محدد أم غير محدد؟

تنص المادة (87) على أن عقد العمل يمكن أن يكون لمدة محددة أو غير محددة وفقًا لطبيعة العمل، ويجوز للطرفين الاتفاق على تجديده. أما المادة (88) فاعتبرت العقد غير محدد المدة إذا كان غير مكتوب، أو لم يتضمن مدة محددة، أو استمر الطرفان في تنفيذه بعد انتهاء المدة المحددة دون توثيق مكتوب.

شروط كتابة العقد وتوثيقه

بحسب المادة (89)، يُلزم صاحب العمل بتحرير عقد مكتوب من 4 نسخ باللغة العربية، يحتفظ كل طرف بنسخة، فيما تُودع نسختان لدى مكتب التأمينات الاجتماعية والجهة الإدارية المختصة. ويشمل العقد بيانات العامل ومحل إقامته وطبيعة العمل والأجر المتفق عليه. وفي حال غياب عقد مكتوب، يحق للطرفين إثبات العلاقة بكافة وسائل الإثبات القانونية.

فترة الاختبار مرة واحدة فقط

حددت المادة (90) فترة الاختبار في عقد العمل بما لا يزيد عن 3 أشهر، ولا يجوز تكرار فترة الاختبار للعامل لدى نفس صاحب العمل.

6 محظورات صارمة على العامل في قانون العمل الجديد.. اعرفهابيانات دورية عن العمالة.. قانون العمل الجديد يحدد آليات تشغيل العمالة وتنظيم بيانات سوق العمل

وأكدت المادة (91) أنه لا يجوز إخلال صاحب العمل ببنود العقد أو تكليف العامل بعمل مختلف، إلا في حالات الضرورة كمنع الحوادث أو مواجهة قوة قاهرة، ويشترط أن يكون ذلك مؤقتًا، وألا يمس بحقوق العامل.

ملف وظيفي لكل عامل

أوضحت المادة (92) أن على صاحب العمل إنشاء ملف ورقي أو إلكتروني لكل عامل، يتضمن بياناته الشخصية والمهنية، وتاريخ بداية عمله، وأجره، ومحاضر التحقيق إن وجدت، وتقارير رؤسائه، وصورة العقد، وشهادة التأمين، والكشف الطبي. ويجب الاحتفاظ بالملف 5 سنوات بعد انتهاء العلاقة، أو لحين الفصل في أي نزاع قضائي.

نقل العامل وإعادته

بحسب المادة (93)، يلتزم صاحب العمل بنقل العامل من جهة التعاقد إلى موقع العمل، وإعادته بعد انتهاء العقد خلال 3 أيام، بما في ذلك فترة الاختبار. وإذا امتنع، تتولى الجهة الإدارية إعادة العامل على نفقتها، وتسترد ما أنفقته من صاحب العمل الأصلي.

التعاقد من الباطن.. حقوق العامل محفوظة

تنص المادة (94) على أن صاحب العمل الذي يعهد بجزء من أعماله إلى آخر، يجب أن يساوي بين حقوق العمال في جميع المزايا، ويكون متضامنًا في الوفاء بكافة الالتزامات.

رد نفقات التدريب

وتوضح المادة (95) أن العامل المتدرب على نفقة صاحب العمل، ملزم بقضاء مدة العمل المتفق عليها بعد انتهاء التدريب، وفي حال تركه العمل قبل المدة، عليه رد نفقات التدريب، مع احتفاظ صاحب العمل بحق التعويض.

طباعة شارك قانون العمل قانون العمل الجديد مجلس النواب البرلمان اخبار البرلمان

مقالات مشابهة

  • تحديد نسبة العلاوة للعمال .. موعد أول اجتماع للقومي للأجور بتشكيله الجديد
  • خط الفقر في تركيا يتجاوز 81 ألف ليرة شهرياً
  • الاتحاد العمالي: لتعديل الحد الأدنى للأجر في القطاع الخاص
  • طريقة جديدة للإعلان عن الوظائف بالقطاع الخاص.. تفاصيل
  • الأسرة في تركيا تحتاج أكثر من 81 ألف ليرة شهريًا لتفادي الفقر!
  • اعرف حقوقك .. إجراءات جديدة لحماية العمال بالقانون
  • التحرك بدأ مبكرًا… المعارضة التركية تصعّد من أجل زيادة استثنائية للأجور!
  • “حماس”: المجاعة تفتك بأطفال غزة والمساعدات لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات
  • كيف عوّضت الأرض فلسطينيا بعد فقدان عمله خلال الحرب؟
  • ما مصير رفع الحد الأدنى للأجور؟