القسّام تقصف من الجنوب وإسرائيل تسعى لمنطقة عازلة بالدبلوماسية أو بالقوة
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
في تطور لافت وللمرة الأولى منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول، أعلنت كتائب القسام إطلاق صواريخ من خارج الأراضي الفلسطينية، وذلك من جنوب لبنان، مستهدفةً مقر قيادة المحور الجنوبي نتساريم بقذائف الهاون.
وتواصل القصف الاسرائيلي على الجنوب، وسقط عدد من القذائف المدفعية على بلدة الخيام. كما تعرضت أطراف بلدة الناقورة، وأطراف بلدة مجدل زون وجبل بلاط لقصف مدفعي اسرائيلي، واستهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدة مركبا في القطاع الشرقي.
الى ذلك، تم إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان بإتجاه جبال الجرمق شمال إسرائيل وسماع أصوات انفجارات في محيط قاعدة ميرون. وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية، أن "الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوها في الجليل الأعلى أطلق من لبنان". وكانت صفارات الإنذار دوت في بلدات عدة غرب نهاريا وعكا في الجليل الأعلى. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي لاحقاً سلسلة غارات على بنت جبيل ومارون الرأس وعيترون وكفركلا.
وكتبت" الشرق الاوسط": تُحمِّل إسرائيل كل الموفدين الدوليين إلى لبنان شرطاً أساسياً لعودة الاستقرار إلى جنوب البلاد، يقول بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح وخالية من المسلحين، غير أن خطوة مماثلة قد تعني حرباً طويلة المدى في ضوء تجربة الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من جنوب لبنان عام 1982 واضطرار تل أبيب إلى الانسحاب عام 2000 بعد حرب استنزاف طويلة خاضها «حزب الله» ضد جيشها.
وبالرغم من توكيل «حزب الله» رئيس المجلس النيابي نبيه بري التفاوض باسمه مع الفرنسيين والأميركيين وغيرهم من المبعوثين الدوليين، وتأكيد بري التمسك بالقرار 1701، فإن الحزب يرفض إعلان أي موقف بخصوص الوضع في الجنوب قبل وقف إطلاق النار في غزة، حيث يبدو أنه سيبني على النتائج هناك ليقرر وضعيته في الجنوب. علماً أن مطلعين على جو الحزب يقولون لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى القرار 1701 قد لا يكون محسوماً العودة لتطبيقه، باعتبار أن هناك معادلات جديدة قامت بعد 7 أكتوبر في لبنان والمنطقة»، والحزب يعدّ أنه «قادر اليوم على أن يحرر المناطق اللبنانية التي لا تزال محتلة بإطار أي تفاهم جديد، لذلك هو لن يُقدّم أي أجوبة مجانية للعدو في هذه المرحلة».
فبالرغم من أن القرار 1701، الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله» في عام 2006، نصّ في جزء منه على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني (عُرفت بمنطقة جنوب الليطاني) تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات «يونيفيل»، فإن «حزب الله» حافظ بطريقة أو بأخرى على وجوده في هذه المنطقة، رداً على ما يقول إنها خروقات متواصلة تقوم بها اسرائيل للقرار الدولي، براً وبحراً وجواً.
وتنصّ الورقة الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب، التي وصلت نسخة معدلة منها أخيراً إلى رئيسي الحكومة والمجلس النيابي اللبنانيين، ويتم العمل على إدخال تعديلات إضافية عليها، على تطبيق القرار 1701 وإعادة تموضع «حزب الله»، بعدما كانت تلحظ في نسخة أولية مصطلح «انسحاب» عناصر الحزب. لكن رفض الحزب المطلق لانسحاب عناصره من منطلق أنهم أبناء القرى الواقعة على الحدود مع إسرائيل، قاد إلى محاولة التوصل إلى صيغ جديدة يوافق عليها طرفا الصراع.
وتقول مصادر رسمية لبنانية مطلعة على المساعي التي يقوم بها الموفد الأميركي، آموس هوكستين، لمنع تدهور الوضع جنوباً، إن «النقاط التي وضعها الأخير تلحظ العودة إلى تطبيق القرار 1701، ولا تتحدث عن انسحاب (حزب الله) من جنوب الليطاني»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القرار الدولي لا يتحدث أصلاً عن انسحاب، وإنما عن سحب المسلحين والمظاهر المسلحة».
وفي إطار بحث القوى الدولية عن حلول للأزمة على الحدود الجنوبية بعد قرار «حزب الله» فتح هذه الجبهة لمساندة ودعم غزة، أشار دبلوماسيون في «الأمم المتحدة»، في آذار الماضي، إلى وجود اقتراحات لـ«توسيع نطاق المنطقة العازلة» بين لبنان وإسرائيل، كإجراء لوقف دوامة التصعيد الحالية. وورد الكلام عن هذه الاقتراحات والمخاوف خلال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن، حيث تم البحث عن «طريقة ما لتوسيع المنطقة العازلة (بهدف) حماية إسرائيل من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب اللبناني، فتقوم القوات المسلحة اللبنانية بضبط الوضع الأمني في الجنوب، في استكمال للجهود التي تقوم بها منذ عام 2006».
وتختلف الطروحات حول المنطقة العازلة بين من يدعو إلى منطقة تبعد عن الحدود 10 أو 12 كيلومتراً، وصولاً إلى طروحات لمنطقة تمتد حتى جنوب الليطاني، أي لمسافة تصل إلى حدود 30 كيلومتراً، إذ إن ما تخشاه إسرائيل هو تكرار سيناريو «طوفان الأقصى» من جبهة لبنان، لذلك تسعى لاتخاذ كل الإجراءات التي قد تحول دون ذلك.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب القرار 1701 حزب الله من جنوب
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: كيف قاد الناخبون الجنوب آسيويون المُهمَلون فوز ممداني؟
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرا، للصحفية تانفي ميسرا، قالت فيه إنّ: "فوز الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك، يعدّ علامة على أن الناخبين من جنوب آسيا قد بدأوا يُرسّخون مكانتهم كفئة سياسية مؤثرة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "تحت مظلة مزينة بالبالونات، قامت نساء يرتدين السروال والقميص والحجابات الزاهية بفتح أطباق مغطاة بورق القصدير من السمبوسة والحلويات المنزلية، ووزعنها بحماس مع أكواب من الشاي الساخن بالحليب. لم تمنع الشمس الحارقة في عصر ذلك اليوم من شهر يوليو السكان المحليين من المرور على هذه الزاوية من ساحة كنسينغتون، في قلب حيّ بروكلين المعروف باسم "بنغلاديش الصغيرة".
وأوضح: "هنا، كان الجو أقرب إلى احتفالات الشوارع منه إلى تجمع سياسي، على الرغم من أن الحشد الذي كان معظمه من جنوب آسيا قد تجمع للاحتفال بانتصارين انتخابيين في شتاتهم: فوز زهران ممداني المذهل في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب عمدة نيويورك، وفوز حليفته في مجلس المدينة، شاهانا حنيف. ولكنهم كانوا هناك أيضا لإحياء ذكرى شيء أكبر من انتصارات مرشحين سياسيين".
وتابع: "انطلقت مقدمة الحدث، كازيا فوزية، البالغة من العمر 56 عاما، والمديرة المنظمة لـDesis Rising and Moving (DRUM) Beats، التي تعمل على تحسين المشاركة السياسية بين الطبقة العاملة من جنوب آسيا، إلى الميكروفون لتعلن باللغتين الإنجليزية والبنغالية، "هذا احتفال لمجتمعنا". قالت فوزية إنّ هذا كان شيئا سمعته كثيرا في ليلة الانتخابات التمهيدية، عندما احتشد الناس في نفس الساحة، وانفجروا بالهتاف وهم يشاهدون خطاب فوز ممداني المعروض على جدار في Walgreens".
"قال ممداني للحشد تلك الليلة: هذا انتصار العمة البنغالية التي طرقت بابا تلو الآخر حتى تعبت قدماها وتألمت قبضتها" أبرز التقرير ذاته، مردفا: "لم يقتصر الأمر على فوز أحد أفراد تلك الجالية بالترشيح فحسب، بل إن الناخبين من جنوب آسيا، وخاصة الناخبين البنغاليين الأمريكيين الذين لطالما كانوا مُهمَلين، شاركوا بأعداد قياسية في التصويت، بدءا من منطقة أستوريا ذات التوجه اليساري في كوينز وصولا إلى منطقة برايتون بيتش ذات التوجه اليميني في بروكلين، وقد ازداد عدد الناخبين الجدد بشكل ملحوظ".
وأورد: "كان فوز ممداني علامة على أن أبناء جنوب آسيا، إحدى أسرع فئات المهاجرين نموا في المدينة، قد بدأوا في ترسيخ مكانتهم كفئة سياسية مؤثرة، ليس فقط من خلال إسماع أصواتهم في صناديق الاقتراع، بل من خلال زيادة مشاركتهم السياسية وتنظيمهم على مستوى الأحياء. والنساء من جنوب آسيا في طليعة هذا التغيير".
واسترسل: "عندما بدأت فوزية التنظيم قبل 16 عاما، تقول إن النساء في المجتمع كنّ بعيدات عن الأماكن العامة، لكن الآن، وعلى خطى مُنظٍّمات مثل فوزية، أصبحن قائدات بحد ذاتهن، ويحفرن لأنفسهن مساحة في المجال العام. قالت فوزية: نحن مثل العصابة. عندما نذهب إلى أي متجر، يتنحى الناس جانبا ويقولون، 'يا إلهي. قادة DRUM هنا. نساء DRUM هنا'".
وتابع: "ليس فوز ممداني حتميا: فقد زادت حصة الرئيس دونالد ترامب من الأصوات في عام 2024 في جميع أنحاء أحياء مدينة نيويورك، ليس لأن ترامب فاز بعدد أكبر بكثير من الأصوات الخام، ولكن لأن الديمقراطيين لم يفوزوا بنفس العدد الذي فازوا به في عام 2020".
قال الكاتب والاستراتيجي المنخرط في سياسة مدينة نيويورك، مايكل لانغ، إنّ: "الأحياء ذات الأغلبية من جنوب آسيا مثل جاكسون هايتس وإلمهورست وريتشموند هيل وأوزون بارك وميدوود، شهدت جميعها "تحولات واضحة" نحو ترامب. صوّت البعض صراحة لصالح ترامب، بينما امتنع آخرون عن المشاركة في الانتخابات أو اختاروا مرشحا من طرف ثالث".
وأشار التقرير إلى أنّ الشتات الجنوب آسيوي قد صوّت بشكل متزايد للديمقراطيين منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، لكنه منقسم بشكل لا يصدق على أسس الطبقة والطائفة والدين والأصل القومي، مما يعني أن سلوكه الانتخابي ليس موحدا عند التدقيق فيه، وأن أصواته متاحة للسياسيين الذين يسعون إلى استقطابهم. كما أن نسبة المشاركة بين الطبقة العاملة من جنوب آسيا منخفضة تاريخيا في نيويورك، وخاصة في الانتخابات التمهيدية، لأن الناس مشغولون جدا بمحاولة تغطية نفقاتهم.
واسترسل: "ثم هناك حقيقة مفادها أن العديد من سكان جنوب آسيا في نيويورك يشعرون بالغربة من "المؤسسة السياسية"، كما قال جاغبريت سينغ، المدير السياسي في منظمة DRUM Beats، التي أيدت ممداني وقادت حملات التوعية بين الناخبين من أصول جنوب آسيوية وهندية- كاريبية".
وأردف: "لا يضمن وجود مرشح من جنوب آسيا الحصول على دعم الناخبين من جنوب آسيا. عارضت بعض الجماعات الأمريكية الهندية في منطقة نيويورك الكبرى ممداني، ونشرت إعلانات على الشاحنات ولافتات الطائرات تزعم أن المرشح لمنصب العمدة لديه "أجندة متطرفة وتاريخ حافل بخطابات الكراهية" -وهو انعكاس لتصاعد القومية الهندوسية في الهند".
وأضاف: "كما ذكرت الكاتبة ياشيكا دوتا قبل الانتخابات التمهيدية، يبدو أن بعض الجنوب آسيويين لم يكونوا على وفاق مع ممداني، المولود في أوغندا لأب مسلم وأم هندوسية، أو حتى يعرفونه".
"مع ذلك، في حزيران/ يونيو، وكما تظهر خرائط التصويت التمهيدي، فإنّ المناطق ذات الأصول الجنوب آسيوية في كوينز وبروكلين، التي فقدت دعم الديمقراطيين وميلت نحو ترامب في عام 2024، قد صوتت بشكل حاسم لصالح ممداني. ووفقا لتحليل داخلي لبيانات التصويت، شاركه مع مجلة بوليتيكو خبير استراتيجي سياسي فقد زاد إقبال الناخبين من أصول جنوب آسيوية بنسبة 12% بين الانتخابات التمهيدية لرئاسة البلدية لعام 2021 وانتخابات هذا العام في 13 منطقة انتخابية تضمّ نسبة كبيرة من الجنوب آسيويين".
وتابع: "قد نتجت هذه الزيادة في المقام الأول عن البنغلاديشيين، وبدرجة أقل عن الباكستانيين، خاصة في كوينز وبروكلين. وزاد عدد الناخبين لأول مرة ممن تزيد أعمارهم عن 45 عاما بأكثر من 6% في هذه المناطق الـ 13. وذهبت الحصة الأكبر من هذه الزيادة في أصوات الجنوب آسيويين إلى ممداني، على الرغم من الخلل الفادح في تمويل الحملات الانتخابية بينه وبين كومو، وسمعة الأخير الأسرية".
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، نشر ممداني مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يتضمن أدلة على كيفية انتقاله من نسبة 1% في استطلاعات الرأي بعد وقت قصير من إطلاق حملته إلى فوز مريح في الانتخابات التمهيدية. في هذا الفيديو، أجرى ممداني مقابلات مع ناخبي ترامب، الذين بدا أن العديد منهم من الطبقة العاملة من جنوب آسيا، وسألهم عن سبب تصويتهم لترامب وما يتطلبه الأمر للعودة إلى الحزب الديمقراطي. ثم أخبرهم عن حملته.
إلى ذلك، يلتقط الفيديو، بحسب التقرير، مزيجا من التكتيكات التي ربما أدت إلى نجاح ممداني النهائي: فقد توجه مباشرة إلى هؤلاء الناخبين، وسألهم عما يحتاجونه، وأخبرهم أنه قادر على توفيره. ثم جعل ما سمعه، وخاصة المخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف، جوهر حملته، معززا إياه باستمرار من خلال مقاطع فيديو ذكية على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات جنوب آسيا وحملة ميدانية مكثفة تضم وجوها من جنوب آسيا".
وأشاد منظمو احتفال كينسينغتون بتوجه 50% من الناخبين المسجلين في حي كوينز إلى صناديق الاقتراع، وهو رقم غير مسبوق. وقالت تازين آزاد، من منظمة "الأمريكيون البنغلاديشيون من أجل التقدم السياسي"، التي ساعدت ممداني في إنتاج فيديو باللغة البنغالية يشرح فيه التصويت بالاختيار التصاعدي باستخدام حلوى "ميستي"، البنغالية.
أيضا، لم يقتصر الأمر على مشي النساء البنغلاديشيات أميالا في الحر الشديد، مرتديات عباءاتهن ونقابهن، للترويج لممداني، بل انضمت العديدات منهن للعمل كعاملات في مراكز الاقتراع. وقالت آزاد إن هؤلاء النساء أعدن تعريف "من يحق له المشاركة". وأضافت أن هذا الفوز "تحقق بفضل 1000 استراتيجية وحملة صغيرة جدا".
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاستراتيجيات الصغيرة كافية لحمل ممداني إلى خط النهاية في تشرين الثاني/ نوفمبر. يواجه ممداني منافسة شرسة من خصومه، من بينهم عمدة نيويورك الحالي إريك آدامز، والمرشح الجمهوري ذو النزعة النابضة بالحياة كورتيس سليوا، وكومو، الذي أعلن رسميا ترشحه مستقلا رغم هزيمته الحاسمة في الانتخابات التمهيدية. أضف إلى ذلك موجة من الهجمات المعادية للإسلام والعنصرية (من مشاهير، وأعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وحتى الرئيس نفسه)، ويتضح جليا أن ممداني -وهذا المجتمع- لا يزال أمامه الكثير من العقبات التي يتعين عليه تجاوزها".
ومضى التقرير بالقول: "وقف المنظمون في ساحة كنسينغتون، في ظل الحر الشديد، وأخبروا الحشد أن أمامهم المزيد من العمل لضمان فوز ممداني في تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو ما أثار هتافا قويا من الجمهور: إن شاء الله".
وأضاف: "الأمريكيون من أصل جنوب آسيوي ليسوا كتلة واحدة. فتجارب الهجرة والملامح الاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين من الطبقة المهنية العليا من الهند، الذين استفادوا بشكل كبير من قوانين الهجرة المتساهلة والطفرة التكنولوجية بين الستينيات والتسعينيات، تختلف عموما عن المهاجرين الأحدث نسبيا من الطبقة العاملة من الهند، وكذلك من بنغلاديش وباكستان ونيبال".
وأورد: "تتقاطع هذه الاختلافات عبر الخطوط السياسية بطرق معقدة. ولكن في نيويورك، وعلى الرغم من أعدادهم الضخمة، فقد أهمل المحللون السياسيون ومستطلعو الرأي العام، إذ يُنظر إليهم على أنهم مشتتون للغاية ومنعزلون للغاية ويفتقرون إلى التأثير، كما قالت لينا أفريدي، التي عملت في بناء التحالفات المحلية وتنمية المجتمع لمدة 15 عاما"، مردفة: "سمعت مرارا وتكرارا أن الأمر لم يكن يستحق العناء لأن جنوب آسيا -ككتلة واحدة- غير قابلين للتنظيم".
قال مؤرخ محلي ومؤيد لممداني، أسد دانديا، إنّ: "لا أحد كان يمكنه الفوز في انتخابات على مستوى المدينة دون تصويت الأمريكيين الأيرلنديين. والآن، أصبح المجتمع البنغالي بالغ الأهمية بالمثل".
وخلال حملة ممداني، قال دانديا: "نيويورك القديمة، نيويورك الأيرلندية، ونيويورك الجديدة، نيويورك البنغالية، تتضافران من أجل مدينة أفضل".
واختتم التقرير بالقول: "من المرجح أن تتزايد معارضة ممداني من هذه الفئة من الجالية الجنوب آسيوية -التي لديها أموال طائلة وتسعى لكسب تأييد أيديولوجي- في الأشهر المقبلة. يقول ساتيا دوساباتي، البالغ من العمر 67 عاما، والذي يعيش في نيوجيرسي ولا يصوت في مدينة نيويورك، إن مجموعته على واتساب، والتي تضم حوالي 300 هندي من "منطقة نيويورك الكبرى ولونغ آيلاند"، أصبحت قلقة للغاية بشأن صعود ممداني".