موقع النيلين:
2024-06-14@16:24:10 GMT

???? أزمة السودان تهدد العالم… كيف؟

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


1 استوقفني في خطاب المبعوث الأمريكي توم بيرلو نهاية الأسبوع الماضي بالكونغرس قوله (ركزنا استراتيجيتنا على بناء ومواءمة الإرادة السياسية الكافية في المنطقة لفرض اتفاق سلام يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني خلال الأشهر الأخيرة، أوضحنا لنظرائنا الإقليميين والأوروبيين أن السودان لا يمثل الآن أزمة إنسانية وأزمة حقوقية فحسب، بل يمثل أيضاً تهديداً للاستقرار الإقليمي وأوروبا.

).

ياترى كيف لأمريكا فرض اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة.؟وماذا يقصد ببناء الإرادة السياسية. ثم نأتي لبيت القصيد والفزاعة (أزمة السودان تهدد الاستقرار الإقليمي وأوروبا.)
2
لم تستطع أمريكا التي كانت ترعى مفاوضات جدة أن تفرض على المليشيا تنفيذ ما وقعت عليه بشهود دوليين فكيف تريد أن تفرض السلام؟ الإرادة السياسية كانت حاضرة من قبل كل الدول ماعدا الإمارات وكلهم بصموا على مخرجات منبر جدة ولكن عجزت أمريكا وجنجويدها (مولي في، وفكتوريا، والسفير جود غفري) المتواطئين مع جنجويد السودان الذين كانوا ينتظرون هزيمة الجيش السوداني لفرض الأمر الواقع كما أوهمتهم بذلك تقاريرهم الكاذبة.
أكد قادة السودان أن هناك طريق واحد للسلام هو تنفيذ مقررات جدة…بمعنى خروج المليشيات من الأعيان المدنية والمدن والمنازل وإنهاء أي دور عسكري أو سياسي لهم في السودان نقطة سطر جديد (لاءات الرئيس البرهان الثلاثة).

هناك طريقان متاحان لأمريكا لفرض السلام في السودان، الأول أن تضغط على المليشيا لتنفيذ ما وافقت عليه في جدة لتتوافق عملية السلام مع “تطلعات الشعب السوداني” فعلاً، الطريق الآخر أن تعبئ جيوشها وجيوش حلفائها في المنطقة لغزو السودان واستعماره وتقديمه هدية لعربان الشتات.!!.

3
نأتي للأكذوبة الثانية وهي أن أزمة السودان تهدد الاستقرار في الإقليمين الأمريكي والأوروبي.. كيف الكلام ده يا مستهبلين؟!!. لماذا لم تهدد حرب غزة السلام في الإقليمين الآسيوي والعربي وكل الشرق الأوسط والعالم، إذن لماذا لم تهرول أمريكا لفرض السلام هناك وهي تتفرج يومياً على حفلات الإبادة الجماعية التي يقيمها الصهاينة للفلسطينيين؟!!. حين ترى ازدواج المعايير هذه لابد أن تصاب بالغثيان.

كيف تهدد أزمة السودان السلم في الإقليم الأفريقي وكل دول الجوار الأفريقي داعمة للتمرد ماعدا مصر وأريتريا. دول الجوار معبر للسلاح والمرتزقة والتشوين وتعتاش الآن من عمليات الإغاثة التي تنهبها مع طائراتها المليشيا والعالم يتفرج.. ياااا سلام!!. دول تدفع باتجاه الحرب بتغذيتها وتسعى حثيثاً لتفكيك الدولة السودانية ولتنهب أراضيها ومواردها. هي مبسوطة للحرب

فالسودان لن يغزوها والجنجويد حلفاءها ولذا هي لا تشعر بأي تهديد لأمنها من حرب السودان.
4
كيف ياترى تهدد أزمة السودان أوروبا.. كما تفعل أزمة أوكرانيا مثلاً؟. مؤكد لا يقصدون تهديد أمني عسكري مباشر ولا يعنون أن السودان يهدد أمن البحر الأحمر فذلك مستحيل على السودان، وليس للسودان صادرات معتبرة لأوروبا يمكن أن يمنعها عنها.. طيب كيف سيهدد السودان التعبان الجيعان المنهك بالحرب دول أوروبا العظمى.؟! لابد أن المبعوث الأمريكي يقصد أن الفوضى التي ستحدثها الحرب في ظل دعم أوروبا للجنجويد ستهدد الأمن الأوروبي عبر تدفق ملايين من اللاجئين لشواطئها. وكان السودان عبر ذات الجنجويد وبسعر رخيص يعمل ككلب حراسة لتأمين حدود السادة الأوروبيين بمنع الهجرة العابرة إلى الشواطئ الإفريقية.
إذا كان ذلك ما يقصده سيادة المبعوث.. وهو مايعنيه أكثر من الأزمة الإنسانية والحقوقية فهو محق… ولكن عليه أن يدعو الأوروبيين ليكفوا أيديهم عن دعم عصابات الجنجويد وفتح عواصمهم لمؤتمراتهم.

5
الذي لا يدركه السادة كل المتداخلين والمتطفلين فى الشأن السوداني والذين يظنون أنهم بالتلويح بـ الضغوط الدولية والعقوبات يمكن أن يفرضوا سلاماً على القيادة السودانية هم ببساطة لن يتمكنوا من فعل هذا المستحيل لأن القيادة تعلم علم اليقين أن أي محاولة لفرض سلام لا يلبي تطلعات السودانيين في الكرامة بعد أن فقدوا كل شيء لن يكتب لها النجاح وستدفع القيادة ثمنها كاش بمجرد توقيعه. ولكم في ما جرى بالمنامة خير مثال.

إذا عجز المبعوث الأمريكي عن إلزام الجنجويد بما وقعوا عليه تحت رعاية أمريكا وعجزت أيضاً عن إقناع حلفائها بالتوقف عن إرسال أسلحة الموت والدمار للسودان كما تفعل الإمارات، وإذا عجزوا عن إقناع أوروبا عن التوقف عن دعم الجنجويد سياسياً وعسكرياً…. فهي بالطبع لن تستطيع فرض السلام على السودانيين وإن كانوا يظنون أنهم الحلقة الأضعف التي يمكن ضغطها وتهديدها لأنهم يعتقدون أنها قابلة للاستجابة للضغوط والتخويف، ولكنهم مخطئون.. “أصبر خليهم الأيام بتوريهم”.

عادل الباز
عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أزمة السودان

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط في إفتتاح الاجتماع التشاوري لتنسيق مبادرات السلام في السودان: انهاء الحرب مسئولية ابناء السودان في المقام الاول

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاجتماع التشاوري حول تعزيز التنسيق فيما بين مبادرات وجهود السلام لصالح السودان المنعقدة في الجامعة العربية بالقاهرة، أن ضحايا الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع تجاوزت ١٥ الف قتيل وتشريد عشرة ملايين اخرين وابادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور وكردفان، وأن انهاء الأزمة مسئولية ابناء السودان أنفسهم بمساعدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والاقليمية ذات الصلة.

وأكد أن اجتماع اليوم من أجل مناقشة سبل تنسيق جهودنا المبذولة لصالح استعادة السلم والاستقرار في السودان، حيث نجتمع اليوم في ظل حرب غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث تدور أحداثها منذ أربعة عشر شهراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها في أقل تقدير حوالي خمسة عشر ألف شخصاً حتى الآن، وعشرة ملايين تشردوا بعيداً عن مساكنهم ومدنهم وقراهم، مع إسقاط واستهداف متعمد لمؤسسات الدولة وبخاصة في العاصمة الخرطوم، وعمليات تطهير عرقية بشعة عادت لتطل برأسها من جديد في دارفور وكردفان، بالإضافة إلى انتهاكات بالجملة لحقوق الانسان الأساسية وصلت إلى حد ارتكاب مجازر يندى لها الجبين كما حدث في ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي، ومجاعة توشك أن تفتك بشعب هذا البلد الذي اشتهر بكونه سلة خبز أفريقيا والوطن العربي.

وقال إن الوضع السوداني قد يحتمل كثير من التحليل حول جذور الأزمة وأسباب انحداره إلى هذا المستوى غير المسبوق، ولكن لا ينبغي أن نسمح بأي تأخير في المعالجة، فالوقت ليس في صالح الشعب السوداني والدولة السودانية، حيث

أن استمرار هذه الحرب يعني استمرار تآكل قدرات الدولة السودانية على أداء مسؤولياتها، وإجبار الأجيال السودانية الحالية والقادمة على التشرد فراراً من أتون الصراع.

مشيرًا الى أن إنهاء الأزمة هو أساساً مسؤولية النخب السودانية إلا أن المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه أيضاً مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار في هذا البلد والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها.

وليس من الحكمة أن تظل جهودنا مبعثرة.. .وليس من الصواب أن تمضي مساعينا دون تنسيق كافٍ يضمن تناغمها ويوحد الرسالة الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية.. .وليس من المقبول أن نسمح بأن يكون قادم الأمور في السودان هو الأسوأ.

وأوضح أبو الغيط أن القرارات العربية والأفريقية والدولية قد حثت بشكل واضح على ضرورة التنسيق والتعاون فيما بين المنظمات الإقليمية، لدعم جهود وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة فيما بينهما في جدة، وتسهيل إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية.

إن هدفنا واحد.. .ونهجنا متقارب.. .وتناغم وسائلنا هو ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى كي تكون رسالتنا واحدة لا تقبل تأويلاً أو تأخيراً.. .متمنياً أن يكون اجتماعنا اليوم خطوةٌ جادة إلى الأمام لتحقيق موائمة فيما بين محادثات منبر جدة، ومبادرة دول الجوار، ومساعي لجنة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى، والإيجاد، والتفويض الذي منحه مجلس الأمن للمبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة، والمساعي الحميدة والاتصالات التي تقوم بها جامعة الدول العربية، وقراراتنا ذات الصلة.

وقال إن إهداف اجتماعنا حسب الورقة الموجزة التي وزعت عليكم هي:

1- تبادل وجهات النظر واستخلاص الدروس من مبادرات السلام والمساعي الحميدة والوساطات المبذولة.

و2- مناقشة السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق وتناغم الجهود للتغلب على الصعوبات والتحديات الرئيسية.

وسنعمل من خلال ثلاثة محاور رئيسية:

محور أول: يتناول تقييم المشاركين لجهود مساعيهم الحميدة ومبادرات السلام التي يرعونها.

ثم محور ثاني: يتناول الاستماع إلى أفكار لتعزيز آليات التنسيق يطرحها المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة إلى السودان،

ويعقب ذلك محور ثالث: ويتناول مناقشة لمجالات التكامل فيما بين أنشطتنا، والقيمة المضافة لدور الدول، وإنشاء أدوات تنسيقية عملية تعزز التنسيق والتكامل.

وسنعمل على أن نخرج ببيان عام يشرح نقاط توافقنا.

مقالات مشابهة

  • السودان…هنا…والآن
  • دعوى قضائية جديدة تهدد إقامة كأس العالم للأندية 2025
  • السودان معرض للمجاعة ويعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم
  • انتقد تجاهل أزمة السودان.. تحقيق مستقل يدين الدعم السريع ويتهم الإمارات
  • التضحيات التي قدمها أبناء غرب السودان في معركة الكرامة لاتقل عن تضحيات باقي أهل السودان
  • نقص أعداد الجنود.. أزمة جديدة تهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • «القاهرة الإخبارية»: نقص أعداد الجنود.. أزمة جديدة تهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • أبو الغيط في إفتتاح الاجتماع التشاوري لتنسيق مبادرات السلام في السودان: انهاء الحرب مسئولية ابناء السودان في المقام الاول
  • مجلة أمريكية: الولايات المتحدة تخسر العالم العربي… والصين تكسب
  • أزمة الرباعي تهدد استمرار مهمة حسام حسن مع منتخب مصر