بارزاني محرج من إعلان تأجيل الانتخابات.. وينتظرها تخرج عن لسان الأحزاب الكردية الزميلة - عاجل
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
بغداد اليوم-بغداد
كشف مصدر سياسي مطلع، اليوم السبت (4 آيار 2024)، عن تعرض رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى ضغوط كبيرة لغرض إعلان تأجيل الانتخابات الخاصة ببرلمان الإقليم.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "بارزاني يتعرض إلى ضغوط من قبل حزبه، لغرض إصداره قرار التأجيل، لذلك هو يريد تقديم طلب من عدة أحزاب كردية تطالبه باتخاذ قرار التأجيل".
وأضاف أن "رئيس الإقليم تواصل مع ممثلة الأمم المتحدة في العراق وأيضا سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لغرض قيامهم بإقناع الأحزاب الكردية بقرار التأجيل حتى العاشر ممن تشرين الأول من العام الحالي".
وأشار إلى أن "بارزاني سيجتمع خلال الأيام المقبلة مع عدد من الأحزاب الكردية بينها الأحزاب الإسلامية وحركة التغيير والحزب الشيوعي الكردستاني وأحزاب أخرى، لغرض إقناعهم بالتأجيل".
وكشفت تقارير صحفية عن استعداد حكومة كردستان لاعلان تأجيل انتخابات برلمان الاقليم، بعد اعلان الديمقراطي الكردستاني انسحابه من الانتخابات ومقاطعتها احتجاجا على قرارات المحكمة الاتحادية العليا بالغاء مقاعد الكوتا والتي يتهم الاحزاب الكردية الحزب الديمقراطي الكردستاني بانه يستحوذ على مقاعد الكوتا من خلال ترشيح شخصيات ممثلين للمكونات لكنهم منضمين الى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
من جانبها، قال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في بيان امس الاربعاء، انه قرر في اجتماعه في داباشان، اتخاذ الإجراءات القانونية والجهود السياسية والدبلوماسية الشاملة كافة ضد المحاولات غير المشروعة لتأجيل الانتخابات المرتقبة.
وحذر الاجتماع "من هذا "التطور الخطير" المتمثل في أن أي محاولة لتأجيل الانتخابات، إلى جانب أنها مخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية وإجراءات المفوضية العليا للانتخابات، ستسبب أيضاً بضربة كبيرة للعملية السياسية، كما أنها لن تبقي أي اعتبار لتبادل السلطة ديمقراطياً ولسمعة مؤسسات إقليم كوردستان وشرعية حكومة الإقليم التي هي حكومية تصريف أعمال حالياً".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
موفق محمد .. لسان حال الناس
فـي أحاديثه الشخصية، وفـي تصريحاته لوسائل الإعلام، اعتاد الشاعر موفق محمد الذي غادر عالمنا عن (77) عاما، أن يطلق الطرائف، راويا الكثير من المفارقات التي تصادفه فـي الحياة بروح ساخرة، هذه الروح كانت طابعا ملازما له، وقد زحفت على شعره، حتّى غطّته، وفـي كل تلك الأحاديث تراه، رغم آلامه وأحزانه، يشيع جوّا من المرح، حين يذكر مفارقات تحمل طابع الكوميديا السوداء، فـيصدق به قول الشاعر:
كالطير يرقص مذبوحا من الألم
وفـي واحد من أحاديثه قال إنه ذهب ذات صباح باكر إلى تمثاله الذي يتوسّط واحدة من ساحات مدينته الحلّة، فوجد عمّال النظافة قد بكّروا قبله لتنظيف الساحة، وحين شاهده أحدهم مستغرقا، فسأله، من دون أن يعرف أن التمثال له، عن صاحب التمثال: هل هو سياسي أم مخترع أم قائد عسكري؟ فأجابه: إنه شاعر، فأصيب عامل النظافة بخيبة أمل، وقال: الله يرحمه!
كان موفق يروي الواقعة وهو يضحك، (هل سيضحك وهو فـي قبره حين يسمع أن هناك من يقف اليوم أمام تمثاله ويترحم له ؟) وجه المفارقة فـي الحكاية أن الناس اعتادوا على تكريم المخترعين، والشهداء، والقادة، بوضع التماثيل لهم، أما الشعراء، فحظهم هو الأقل فـي ذلك، ومن هذا القليل تمثال الشاعر بدر شاكر السياب المتوفى عام 1964 الذي أزيح عنه الستار عام 1971م فـي مدينته البصرة، وكذلك الرصافـي، وعبد المحسن الكاظمي، ومحمد سعيد الحبوبي، وكلهم، جرى تكريمهم، بعد وفاتهم، أما الشاعر موفق محمد، فقد كان استثناء، فقد نصبوا له تمثالا فـي حياته، وكان على نفقة أحد تلامذته الذين أصبحوا من رجال الأعمال، وقد افتتح بحضوره، وهذا دليل على احتفاء المحيط به، وتقديره له، فقد عاش علما من أعلام مدينته الحلة ونجما ساطعا من نجومها، وهذا نادرا ما يحدث فـي زمننا، الذي نشهد به تراجعا ملحوظا لمكانة الشعر ومع تراجعها، تراجعت مكانة الشاعر، إلّا موفق محمد فقد بقيت مكانته عالية، ولكن كيف اكتسب هذه المكانة؟ هذا ما سنحاول أن نجيب عنه، وأوّلها أنه كان قريبا من آلام البسطاء، فكان صوت الناس، المعبّر عن آلامهم، وآمالهم، لذا أحبّوه، فحين سئل القاضي الفاضل عن سبب إقبال الناس على شعر المتنبي، أجاب: «إن أبا الطيب ينطق عن خواطر الناس» فموفق محمد نطق عن خواطر الناس، فكان لسان حالهم، فأحبّوه:
«طفلةً حافـيةً ترقص تحت وابل من الرصاص
فـي الطريق إلى المدرسة وهي تجر خلفها حقائب من الأسى،
وكان اسمها زيتونةً وقلبها ينبض كالغصن يميل مع الرصاص يمينا وشمالا
ولا يسمع جرس الدرس الأول فـيعود منكسرا إلى قفصه ..
لقد أحدودبت ظهور أطفالنا
وأعشوشب الضيم فـي صدورهم»
وتنطوي قصيدته على مفارقة، ففـي قصيدة يصور فـيها قسوة الحصار الذي فرضته أمريكا على العراق فـي التسعينيات، فـيقول:
رسم المدرس برتقالة
فوجد الطلاب يقشّرون السبورة
رسم المدرس دجاجة
فوجد الطلاب يلوّحون لها بالسكاكين
ترك المدرس قبره
وأصرّ أن يعطي الذين أحبهم
بعض الدروس
وجد الجميع بلا رؤوس
تميّزت قصيدة بالعفوية، والتلقائيّة، وحرصه على موسيقى الشعر:
شلوا يمينك واستعانوا بالذئاب على يسارك
هذا جزاؤك أن تموت فدى لصوتك واختيارك
وقد اعتاد أن يرسم مشاهد بصريّة يلتقطها من الواقع بعين الشاعر الذي يرى ما لا يراه الآخرون، ويعبّر عن تلك المشاهد القاسية بعذوبة آسرة تجعل القارئ يعيد قراءة النص عدّة مرّات:
فـي براد الموتى
وبعين مرعوبة ميّز وجه أخيه
حدق فـي جبهته المثقوبة
فرأى أما معطوبة وغرابا ينقر فـي عين أبيه
وهو غزير النتاج الشعري، كثير التنوّع، كتب قصيدة الشطرين، والتفعيلة، وقصيدة النثر والشعر الشعبي وزاوج ما بين الفصيح والشعبي فـي قصائده الساخرة المريرة، جاعلا من اللغة أبرز أدواته التعبيرية، معتمدا على اللغة المركزة:
عشرة أيتام
كنا حين ينام النهر ننام
ويعتمد فـي شعره على المفارقة:
أحياء ما زلنا أحياء
نحيا فـي حي الأسرى والمفقودين
وحي الشهداء.
جمعني به مهرجان المربد الشعري الذي أقيم فـي البصرة عام 2010، وتكررت لقاءاتنا فـي مهرجان بابل 2022 م ورأيته كما هو فـي شعره، عفويا، متوحّدا مع كلماته، فهو لا ينفصل عنها، بسيطا، حاملا أوجاعه التي يغطي عليها بسخرية مريرة، وخصوصا وجعه الكبير بتغييب ولده عام 1991 الذي خلّف جرحا لا يندمل عبّر عنه بالكثير من القصائد.