يمانيون:
2025-05-23@23:26:16 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

عبد الله الفرح
ليس عاراً أن يدخل العدو دارك رغماً عن أنفك، لكن العار أن يخرج سالماً أمام عينيك. من هنا ينطلق اليمن، وخلفه إرث تاريخي كبير، ومدرسة عسكرية تعاملت مع مختلف الأدمغة العسكرية الغربية، حاملاً معه أيضاً الصبر الاستراتيجي الذي نسجه من خيوط إرادة صلبة ومتينة، وقبل كل ذلك ثقافة دينية متماسكة تؤمن بأن عواقب الأمور لخالقها.

تحركات أخيرة للقوات الأميركية، وتنسيق سري وعلني مع الحلفاء، أعقبتها إعادة تموضع لقوات واشنطن، وخصوصاً بعد فشل ما سُمي “تحالف الازدهار”، الذي وُلِد ميتاً.

هذه التحركات الأميركية، وسحب قواتها تباعاً من البحر الأحمر، بعثت الشكوك بشأن النيات، وخصوصاً أن العدوان على اليمن لا يزال قائماً وبوتيرةٍ متصاعدة، ودماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة لا تزال تنساب من بين أصابع الاحتلال وشريكه الأميركي في العدوان.

إن انسحاب حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس دوايت آيزنهاور”، واتجاهها إلى شرقي المتوسط، حملا عدة سيناريوهات، أحدها أن طاقم هذا الأسطول لم يكن معتاداً حرباً من هذا النوع، له هذا الزخم وهذه الجرأة، وعمل من دون إجازات وتحت وقع تأثير الأسلحة اليمنية المتطورة.

ويرى آخرون أن انسحاب “آيزنهاور” ليس إلا مجرد إعادة تموضع للقوات البحرية الأميركية، وأن التخفيف من وجود القوات في البحر الأحمر سيقلل من تكاليف التصدي للأسلحة اليمنية.

أما السيناريوهات الأخرى، فأخطرها مرتبط بإرسال الطائرات الحربية الأميركية إلى مطارات سعودية، وهذا يشير إلى تنسيق أميركي مع حلفاء واشنطن، عبر إعادة الحرب على اليمن من جديد، وخصوصاً بعد خطاب سعودي ليّن خلال الأشهر الماضية، فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فضلاً عن توقف المفاوضات والمماطلة السعودية في تنفيذ ما تم التوصل إليه على طاولات المفاوضات.

صنعاء تدرس هذا السيناريو جيداً، وتنظر إليه في سياق المؤامرات الأميركية المعروفة، بينما كان إعلان واشنطن ما يسمى “تحالف الازدهار” استجابةً لضغوط اللوبي الإسرائيلي، وأساليب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يستغل ولاية الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.

وأمام هذه السيناريوهات، كان رد اليمن عالياً، إذ شنّت القوات المسلحة عدة عمليات ضدّ سفن إسرائيلية في المحيط الهندي، وأخرى حربية أميركية في البحر الأحمر، كما أطلقت عمليةً في اتجاه أم الرشراش المحتلة: “إيلات”.

الرد اليمني العسكري على كل التحركات والتكتيكات في البحر الأحمر وبحر العرب بعث اليأس في العقلية الأميركية، التي اعتقد أصحابها أن انسحاب بعض قواته من أمام سواحل اليمن سيدفع في اتجاه التهدئة إلى الأمام. لكن صنعاء كان لها حساباتها التي يتفاجأ منها أعداؤها كالعادة، لأنها تقول دائماً إن الحل هو في إيقاف العدوان على غزة وإدخال المساعدات، وليس بإعادة التموضع أو التآمر من تحت الطاولة.

أربعة أشهر أمضتها “آيزنهاور” والسفن المرافقة لها في البحر الاحمر، لتعود إلى البحر المتوسط بعد تصريحات الأدميرال مارك ميغويز، وهو قائد المجموعة الضاربة الثانية، والذي علق على دخول الزوارق اليمنية المسيرة بقوله: “إنه تهديد غير معروف، وليس لدينا الكثير من المعلومات عنه، ويمكن أن يكون مميتاً”.

لقد تفاجأ الأميركيون وحلفاؤهم بمسرح عمليات معقد وصعب ومكشوف، وفوجئوا أيضاً بحرب استنزاف، فسحبت بريطانيا مدمّرتها “دايموند”. وفي إثر ذلك كان قرار الدنمارك، ثمّ فرنسا وألمانيا، وليس انتهاءً بالولايات المتحدة.

هذه الانسحابات المتتالية يقرأها البعض على أنها خطوات جيدة، لكنها غير مرضية بالنسبة إلى اليمن، الذي دخل المعركة ورفع السقف منذ البداية، والتفّت حول موقفه الشعوب العربية، وهتفت باسمه الجماهير الغربية.

في ضوء ما تقدم، فإن اليمن يدرك تماماً ما تمثّله الانسحابات من البحر الأحمر، وهو ينصح ذوي القربى وجاره الذي ارتكب خطأ الحرب على اليمن، بعدم المماطلة أو التآمر. وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي ذكّر بنصح قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، وأعاد إلى واجهة الاهتمام ملف المفاوضات اليمنية – السعودية، وبعث رسائله إلى رياض قائلاً: “نحذّر من أي تصعيد أميركي ضدّ أمن اليمن واستقراره. والتحضيرات المشبوهة الجارية لثني اليمن وإضعاف دوره الفاعل والمؤثّر، والمنطلق من الواجب، دينياً وإنسانياً، دفاعاً عن فلسطين، ستبوء بالفشل”.

وأضافت صنعاء، على لسان المشاط ومجلسها السياسي، أن “تداعيات أي تصعيد لن تقف عند حدود اليمن”، في إشارة إلى احتمال اشتعال المنطقة بأسرها، في حال فكر العدو باللعب بالنار واستخدام أوراقه الداخلية أو الخارجية.

وكتذكير للسعودية، قائدة تحالف الحرب على اليمن، أرسل المجلس السياسي الأعلى رسالةً مفادها أن “على السعودية تقديم مصلحتها الوطنية على المصلحة الأميركية، فيما يخص مسارها التفاوضي في اليمن، والمضي إيجاباً لاستكمال هذا المسار وعدم التباطؤ والتلكؤ عنه”.

إنها تطورات متسارعة قد تلقي ظلالها إيجاباً على القضية الفلسطينية، وقد تشعل النار مجدداً في عباءة المملكة السعودية وسفنها العابرة من البحر الأحمر، وفي جسد اليمن العربي الأصيل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر على الیمن فی البحر

إقرأ أيضاً:

تداول 64 الف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر

شهدت الموانئ التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر بالمحافظات انتظاما في حركة وصول ومغادرة السفن، ونشاطا في حركة تداول البضائع والركاب وبلغ حجم التداول اليوم 64 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة.

أعلن المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة موانئ الهيئة 10 سفن وتم تداول 64ألف طن بضائع عامة ومتنوعة، 1181 شاحنة و 420 سيارة حيث شملت حركة الواردات 7ألاف طن بضائع، 515 شاحنة و 415 سيارة فيما شملت حركة الصادرات 57ألف طن بضائع، 666 شاحنة و 5 سيارة.

أوضح بيان موانئ البحرالأحمر، أن ميناء سفاجا يستعد اليوم لاستقبال السفينة PELAGOS EXPRESS بينما تغادر السفينة SEA KSONTI علي متنها 44 ألف طن فوسفات تصدير الي سنغافورة وتغادر ايضا السفينتين الحرية2 وبوسيدون اكسبريس، فيما استقبل الميناء بالأمس السفينتين الحرية2 وبوسيدون اكسبريس وغادرت ثلاث سفن وهي القاهرة، PELAGOS EXPRESS و ALCUDIA EXPRESS. كما تم تداول 3400 طن بضائع، 420 شاحنة بميناء نويبع من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) لاربع سفن وهي اور، سينا، الحسين وايلة. كما يستعد ميناء بورتوفيق اليوم لاستقبال السفينة SEA WAVE2 علي متنها 265 سيارة بوزن 680 طن قادمة من جدة، وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 4260 راكب بموانيها.

وكان المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، قد أعلن أن إجمالي عدد السفن التي تواجدت على أرصفة موانئ الهيئة بالأمس 10 سفن وتم تداول 17ألف طن بضائع عامة ومتنوعة، 946 شاحنة و 250 سيارة حيث شملت حركة الواردات 5ألاف طن بضائع، 404 شاحنة و 247 سيارة فيما شملت حركة الصادرات 12000 طن بضائع، 542 شاحنة و 3 سيارة.

مقالات مشابهة

  • معادلة البحر الأحمر
  • صحيفة روسية: حرب ترامب على اليمن انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية
  • خفر السواحل اليمنية يشارك في اجتماعات نيروبي لتعزيز الأمن البحري في البحر الأحمر
  • الغردقة تحتفي بـ 100 متعافٍ جديد من الإدمان في مركز العزيمة
  • حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من حر وشبورة ورياح وغبار في عدة مناطق
  • فتح باب التقديم لـ سوق المشاريع وعروض الأفلام قيد الإنجاز بالبحر الأحمر
  • تداول 64 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 64 الف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • هزة أرضية تُثير القلق دون تسجيل أي أضرار بمحافظة البحر الأحمر
  • واشنطن تهدد الحوثيين برد حاسم حال مهاجمة الملاحة