بالفيديو.. إخلاء مخيم محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة جنوب كاليفورنيا
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
لوس أنجلوس - رويترز
قال مسؤولون ووسائل إعلام إن أفرادا من شرطة لوس انجلوس اقتحموا مخيم محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة جنوب كاليفورنيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد بعد مطالبة المحتجين بمغادرته وإلا تعرضوا للاحتجاز.
وقالت الشرطة على منصة إكس "إذا كنت في وسط الحرم الجامعي، فرجاء المغادرة. سيُلقى القبض على من لا يغادر.
???????????? Gaza Encampment at the University of Southern California's Alumni Park was raided by the Los Angeles Police Department (LAPD) and the university's Department of Public Safety (DPS), who forcibly removed demonstrators and restricted journalists' access to the site.… pic.twitter.com/Qms1lcfzvo
— Forsige Breaking News (@ForsigeNews) May 5, 2024
وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز ووسائل إعلام أخرى أن الشرطة اقتحمت المخيم في الخامسة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي وبدأت في إزالة الخيام. ولم يتضح ما إذا كانت ألقت القبض على أحد، كما لم يقدم المتحدث باسم الشرطة أي معلومات إضافية.
ونُظمت احتجاجات مناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة في جامعات بأنحاء الولايات المتحدة. واشتعل فتيل الحرب بعد هجوم نفذه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل، التي قالت إنه أودى بحياة 1200 إسرائيلي وأجنبي. وتشير السلطات الصحية في القطاع إلى أن الهجوم الإسرائيلي اللاحق والمستمر أدى إلى مقتل ما يزيد على 34600 فلسطينيا حتى الآن ودمار أجزاء كبيرة من القطاع.
وعمت الاحتجاجات عددا من الجامعات الأمريكية، حيث ألقت الشرطة القبض على المئات من المحتجين بينما أخلت مساحات ومباني داخل جامعات منها كولومبيا وفرجينيا ونورث إيسترن.
ويدعو الطلبة وغيرهم من المحتجين الجامعات إلى قطع علاقاتها المالية مع إسرائيل والضغط من أجل وقف إطلاق النار. وألقت شرطة لوس انجليس الشهر الماضي القبض على 93 شخصا في جامعة جنوب كاليفورنيا بعد أن أخلت مخيما سابقا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين
ترجمة: بدر بن خميس الظفري
كانت والدته واحدة من عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، التابعة لما يُعرف بـ «مؤسسة غزة الإنسانية»، والمدعومة من الولايات المتحدة.
في الأول من يونيو، قُتل أكثر من 30 فلسطينيًا. وفي الثاني من يونيو، قتل 3. وفي الثالث من يونيو قتل 27. ثم قتل 4 في الثامن من يونيو، وقتل 17 في العاشر من يونيو، و60 في الحادي عشر من يونيو.
بات واضحًا أن الجوع في غزة لم يكن مجرد نتيجة للعدوان، بل سلاحا متعمدا يُستخدم لإضعاف السكان والسيطرة عليهم.
حين بدأت المساعدات الأمريكية تصل، ظنّ الناس أن بصيص أمل قد لاح في الأفق، وأن المجاعة القاتلة ربما تخف حدّتها. لكن هذه الآمال سرعان ما انهارت. تحولت نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت.
في نقطة نتساريم تحديدا، سار الناس الضعفاء من الجوع لمسافات طويلة تجاوزت 15 كيلومترًا على الرمال الحارقة. وحين وصلوا، وجدوا حواجز تمنعهم من الدخول، فدخلوا فردا فردا. ثم حشروا في منطقة محاطة بأسلاك شائكة، وطرحت صناديق المواد الغذائية على الأرض بطريقة عشوائية، ما أدى إلى هرج ومرج؛ كأنك تلقي بلحم نيئ إلى قفص مليء بالأسود الجائعة.
لا أحد راعى الأرامل، أو المصابين، أو كبار السن. كلّ من استطاع أن يخطف شيئًا فعله، وغالبًا ما كانوا يبحثون عن الطحين؛ لأنه أصبح خارج متناول اليد من شدة الغلاء. ثم، ودون سابق إنذار، بدأت الدبابات بالاقتراب من الأسوار وفتحت نيرانها على الحشود، بلا تمييز بين طفل وشيخ.
فرّ الناس مذعورين، بعضهم يحمل القليل مما تمكن من التقاطه، وآخرون يهربون فارغي الأيدي. كانوا يرون من يسقط حولهم، لكن لا أحد يستطيع التوقف؛ لأن التوقف يعني الموت.
نجا بعضهم. سمعت جاري يعود بعد أربع ساعات من الغياب. كان ينادي أطفاله: «بابا، بابا، جبتلكم خبز! جبتلكم سكر»!
نظرت من النافذة ورأيت أولاده يحتضنونه ويصرخون فرحًا. كان يرتدي قميصًا داخليًا فقط، وقد ربط قميصه الخارجي على ظهره ليحمل فيه القليل من المساعدات التي تمكّن من جمعها.
الناس يائسون. الناس جوعى. نحن لسنا متوحشين، ولسنا عنيفين. نحن بشر نحافظ على كرامتنا، ونقدّرها أكثر من أي شيء. لكن الجوع الذي نواجهه الآن لا يوصف.
الطعام حق، لا رفاهية. ومع ذلك، نحن نعيش مجاعة حقيقية. الأسواق غالية جدا، الطرقات مليئة بالمسلحين الذين يسرقون المعونات من الأضعف، ثم يبيعها التجار بأسعار باهظة.
في المقابل، كان نظام المساعدات التابع لوكالة الأونروا أكثر تنظيمًا وإنسانية. كان والدي، وهو معلم في مدارس الأونروا، يشارك في توزيع بطاقات الطعام والمساعدات للناس. كان التوزيع يتم عبر معلمين وجيران معروفين، وتحت حماية محلية. الأهم من ذلك: كانت الكرامة محفوظة.
النظام كان يقسم العائلات بحسب الحجم، وتُوزع المساعدات شهريًا عبر كوبونات: دقيق وغاز وسكر وزيت وغيرها. لم يكن الطعام وفيرًا، لكنه كان كافيًا لسدّ الرمق.
أما اليوم، فنحن نتضور جوعا. هذه ليست مساعدات إنسانية. بل إهانة علنية، مغطاة بشعارات «الإنقاذ». كل ما تبقى لنا الآن هو الإذلال، والموت البطيء.
إسراء أبو قمر كاتبة فلسطينية مقيمة في غزة
عن الجارديان البريطانية