مستشار شيخ الأزهر : التعليم المعاصر منارةً تُضيءُ طريقَ الأجيال
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
قالت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الأستاذة الدكتورة، نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن «التعليم المعاصر» منارةً تُضيءُ طريقَ الأجيال نحو المستقبل، فهو ليس مجردَ مناهجَ دراسيةٍ واستذكارٍ للمعرفة، بل هو تجرِبةٌ شاملة تشمل تنميةَ الشخصية وصَقْلَ العقل وتحفيزَ الإبداع، مشيرة إلى أهمية ذاك النوعُ من التعليم الذي يعتمد على أساليبَ حديثة تتسم بالدينامية والتفاعُل، ويسعى إلى تخريج جيل من الشباب المتميز، المتسلح بالمهارات اللازمة لمواكبة تطلعات العصر ومواجهة التحديات بثقة وإيجابية، ويشجع على التفكير النقدي، والإبداع العقلي، ويحفز على بناء مجتمعات مزدهرة تعتمد على العلم والمعرفة.
بناء الذات وتحقيق الأحلام
أضافت مستشار شيخ الأزهر خلال كلمتها بالمؤتمر الدولي للتعليم المعاصر في العالم الإسلامي، بعنوان: « التعليم المعاصر أساس التنمية المستدامة في العالم الإسلامي» الذي تنظمه جامعة السلطان أحمد شاه الإسلامية ببهانج- ماليزيا، أن رحلة العلم والمعرفة رحلة ممتعة ومثيرة تتخللها تَجارِبُ تعليميةٌ مفيدة وتحدياتٌ تُشكِّل أساس بناء الذات وتحقيق الأحلام، تمتزج فيها متعة الاكتشاف بحلاوة الإنجاز، متسائلةً: كيف نستطيع توظيف التعليم المعاصر في إبراز التراث الإسلامي وتفعيله؟ ذلك التراث الذي يحمل الفكر المنهجي السليم القادر على إعادة صياغة «الخطاب الإسلامي» صياغة هادية هادفة راشدة قادرة على استيعاب التنوع والتعدد الإنساني، مشيرة أن «الخطاب الإسلامي» القادر على تجاوز ثنائيات الصراع التي أفرزتها الحضارة المعاصرة ومنطلقاتُها الفكريةُ القادر على الوصول إلى كل العقول وكل القلوب، لا يقف حاجزٌ دونَه لأنه قادرٌ على استيعاب كل الحضارات وكل الثقافات بل وكل طبائع البشر المتنوعة.
وأكدت مستشار شيخ الأزهر أنه في ظل التحديات التي تواجه تراثَنا الإسلاميَّ يجب التنبيه على خطورة تناسي سُلَّمِ الأولويات في حياة الأمة، والابتعاد عن همومها، والانغماس في تجريدات فكرية ذهنية تأمُّلية تؤدي إلى الانصراف عن الواقع والانفصال عن الأمة روحًا وجسدًا؛ مؤكدةً أنه لا بُدَّ من العمل الجاد والدؤوب لاستثمار التعليم المعاصر بوصفه وسيلةً أساسيةً لإبراز التراث الإسلامي وتفعيله ونقله إلى الأجيال الجديدة بأسلوبٍ يتناغم مع روح العصر، لينعكس تفاعلُ الحاضر مع الماضي، وتتجسدَ رُوحُ التجديد والحركة التي تميز الحضارة الإسلامية عبر العصور.
وأوضحت مستشار شيخ الأزهر أن «التراث الإسلامي» ليس مجرد موسوعة من المعرفة والحكمة، بل هو تراث مصدره الكتاب والسنة، وهما المصدران الأساسيان للفكر والثقافة والمعرفة والحضارة، كما أنه إرثٌ تركه السابقون لتستنير به الأجيال القادمة ويمدَّها بغنى الفكر والثقافة، مشيرةً أن التراث يحمل في طياته عمق فكر تمتد جذوره إلى أصول الإسلام النقية والقيم الإنسانية السامية؛ فهو يعكس تفرد الهوية الإسلامية ويُجسِّد تطلعات المسلمين نحو بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على أسس العدل والمساواة والتعاون.
ولفتت الدكتورة نهلة الصعيدي، الى أن «التراث الإسلامي» تكمن أهميته في قدرته على توحيد الأمة الإسلامية وتعزيز الانتماء لهويتها الثقافية والدينية، كما أنه يُسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويعزز من التفاهم والتسامح بين المجتمعات المتعددة، كما أنه يجسد روح الإبداع والتميز، ويعكس تفوق العقل والروح في سبيل بناء عالمٍ أفضل يسوده السلام والتعايش السلمي بين البشر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر الطلاب الوافدين التعليم المعاصر منارة تنمية الشخصية مستشار شیخ الأزهر التعلیم المعاصر التراث الإسلامی
إقرأ أيضاً:
الأزهر في قلب الخطة الروسية الجديدة للتقارب مع العالم الإسلامي.. مساعد رئيس تتارستان يكشف التفاصيل.. خاص
أكد مارات جاتين، مساعد رئيس جمهورية تتارستان، نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"، أن العلاقات بين روسيا ومصر، وكذلك بين جمهورية تتارستان ومصر، تتمتع بمتانة كبيرة في العديد من المجالات.
وأوضح جاتين في تصريح خاص بموقع “صدى البلد”، أن التعاون بين البلدين يشمل جوانب متعددة، بدءًا من التعاون الاقتصادي وصولًا إلى المجالات الثقافية، مما يعكس متانة هذه العلاقات وتطورها المستمر.
التعاون الثقافي مع الأزهر الشريففي سياق التعاون الثقافي، أشار جاتين خلال مؤتمر أقيم بمدينة كازان بدولة تتارستان ،إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" لتعزيز العلاقات الثقافية مع الأزهر الشريف.
وأوضح أن أول نجاح في هذا المجال تمثل في زيارة رئيس جامعة الأزهر إلى روسيا قبل حوالي شهر ونصف، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة الأزهر وأكاديمية بلغار الإسلامية.
وأضاف أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية بصدد توقيع "خريطة طريق" جديدة للتعاون، ومن المتوقع أن يتم التوقيع عليها خلال زيارة الوفد الروسي إلى مصر في نهاية شهر نوفمبر المقبل، وذلك على هامش أحد المؤتمرات، بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
الاستراتيجية الروسية لتقوية العلاقات مع العالم الإسلاميحول الاستراتيجية الروسية تجاه العالم الإسلامي، أكد جاتين أن الرؤية الأساسية تتمثل في تعزيز وتقوية العلاقات بين روسيا والدول العربية والعالم الإسلامي بشكل عام.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تمثل جزءًا من السياسة الخارجية الروسية الرامية إلى تعميق التعاون مع الدول العربية، وهو ما يعكس العلاقات التاريخية العميقة التي تربط روسيا بمصر والدول العربية منذ فترة الاتحاد السوفيتي.
وأوضح جاتين أن العلاقات بين روسيا ومصر كانت دائمًا على أعلى المستويات حتى في فترة الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات كانت تُعتبر "قمة زحبية" في إطار العلاقات السوفيتية المصرية.
وأضاف أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية تسعى لتعزيز هذه العلاقات التاريخية وتوسيع التعاون بما يعود بالنفع المشترك على كافة الأطراف.
الشراكة المستقبلية مع الدول العربيةواختتم جاتين حديثه بالقول: “نحن في مجموعة الرؤية الاستراتيجية نسعى لأن نكون شركاء حقيقيين مع أصدقائنا العرب، ونتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات بما يحقق المصلحة المشتركة لجميع الأطراف.”