وجه القائد العسكري الأعلى في بريطانيا، الأدميرال السير توني راداكين، نداء حازما للولايات المتحدة؛ للحفاظ على قوتها ووحدتها في مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة.  

وشدد راداكين، في خطاب ألقاه خلال زيارته لـ"واشنطن" العاصمة، وفقا للجارديان، على أهمية التضامن وسط عالم محفوف بالمخاطر بشكل متزايد، وحث على مقاومة إغراءات الانعزالية الأمريكية في المستقبل، خاصة في ضوء الصراعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وفي كلمته بمؤتمر "آش كارتر"، أكد راداكين على اعتقاده بأن العالم أصبح أكثر خطورة بشكل لا لبس فيه، مستشهداً بالتضحيات البطولية التي قدمت خلال يوم الإنزال كتذكير مؤثر بحتمية المشاركة المستمرة ضد الأنظمة الاستبدادية.  

وفي معرض تأمله للغزو التاريخي لنورماندي، سلط راداكين الضوء على الجهود الموحدة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة والقوات المتحالفة، والتي يوحدها هدف مشترك لهزيمة الاستبداد وتأمين الحرية.

ورغم امتناعها عن الإشارة إلى إشارات مباشرة، جاءت تصريحات راداكين بعد وقت قصير من موافقة الكونجرس الأمريكي على حزم مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا وإسرائيل، مما يشير إلى الالتزام المتجدد بدعم الحلفاء في مواجهة التهديدات الناشئة. 

 واعترافًا بالوضع المتصاعد في أوكرانيا، شدد راداكين على أهمية دعم الدولة المحاصرة ضد العدوان الروسي، مسلطًا الضوء على قدرة الغرب على تقديم المساعدة الحاسمة في شكل معدات عسكرية وموارد استراتيجية.

وفي سياق أوسع، أكد راداكين على الترابط بين التحديات العالمية، وربط الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط بالديناميكيات الجيوسياسية الأوسع التي تشمل الصين.

وحذر من معركة أفكار بين القوى الاستبدادية والدول الديمقراطية، وحث على اتخاذ إجراءات منسقة لدعم القيم المشتركة ومواجهة التهديدات المتزايدة.

ولفت راداكين الانتباه إلى الجهود المشتركة الأخيرة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين للدفاع عن إسرائيل ضد العدوان الإيراني، مؤكدا أهمية العمل الجماعي في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع المزيد من التصعيد.

وفي ظل خلفية من التوترات المتزايدة وعدم اليقين، شدد راداكين على الحاجة إلى البصيرة الاستراتيجية والعزم الثابت في اجتياز عالم قتالي بشكل متزايد.

ويتردد صدى رسالة "راداكين" فإن يتردد صداها باعتبارها دعوة لحمل السلاح من أجل شراكات أوثق، واتخاذ إجراءات حاسمة، والتزام لا يتزعزع بدعم القواعد والقيم التي تدعم المصالح المشتركة للغرب.  

وقال راداكين، إنه في مواجهة التهديدات والتحديات المتطورة؛ فإن المهمة التي تنتظرنا، على نحو مناسب، هي "البقاء أقوياء، والتكاتف، وإنجاز المهمة".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

واشنطن أمام خيارين… فهل تتجه نحو الحسم في غزّة؟!


بالرغم من الضغوط الأميركية على اسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة وعلى جنوب لبنان، لا تزال المعارك مندلعة في اكثر من جبهة اساسية وتحديدًا في الجنوب اللبناني بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الاسرائلية وكذلك في قطاع غزة، ما يؤشّر حتماً الى أنّ الضغوط الاميركية لا تهدف فعليًا لإيقاف الحرب، انما لوضع سقف للطموحات العسكرية الاسرائلية ومنعها من توسيع المعركة. 

هذا التطور في مستوى الاشتباك تحديدًا في غزة وفي الايام السابقة في جنوب لبنان يوحي بأن الأطراف، وإن كانت لا تزال غير راغبة بالذهاب نحو حرب اوسع، باتت تشعر بحاجتها الملحّة لفتح اشتباك اكبر بهدف تحصيل مكاسب إضافية في التسوية او لدفع خصمها للقبول بالحل المطروح على الطاولة. 

الأكيد بأن الأميركيين لا يرغبون بالمخاطرة بتوسيع الحرب او رفع مستوى التصعيد، على اعتبار ان هذا التصعيد سيؤدي بشكلٍ  واضح إلى تفلت الأمور وخروجها عن السيطرة بشكلٍ كامل من بين ايدي الولايات المتحدة الاميركية، وهذا الامر يشكّل لها قلقاً جدياً في ظلّ اشتعال الشرق الأوسط الذي تريد واشنطن الخروج منه بأقل خسائر ممكنة وبأقل الاضرار.

ترى مصادر عسكرية متابعة ان كل ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم من اجل وقف الحرب أو وضع سقف زمني لها مختلف عن السقف الزمني الذي يضعه نتنياهو سيؤدي لاحد امرين اولاً؛ اما هروب نتنياهو إلى الامام بشكلٍ سريع ربّما في الأسابيع القليلة المُقبلة وتصعيد معركته في "رفح" لتجنّب استمرار الضغوط والتي حصل جزء منها من اللحظة الأولى لبدء العملية البرية و شاركت فيه دول أوروبية واميركية من اجل دفع نتنياهو لإيقاف المعركة، وإمّا  ان تحسم الولايات المتحدة الاميركية امرها وتذهب بعيدًا في فرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة ما من شأنه أن ينعكس أيضاً على الجبهة اللبنانية التي تعيش مخاطر حقيقية اذا استمر التصعيد وفق الوتيرة ذاتها.

كل ما تقدم بات يؤكّد بما لا يحتمل الشكّ بأن الحرب  ستطول وأنّ كل ما يحصل اليوم هو عملية تحسين الشروط الميدانية والعسكرية وكذلك السياسية والدبلوماسية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • واشنطن أمام خيارين… فهل تتجه نحو الحسم في غزّة؟!
  • الإدارة الأمريكية تخفف بعض العقوبات الاقتصادية على كوبا
  • بريطانيا.. الجيش ينكمش لأدنى تعداد "منذ عصر نابليون"
  • الركراكي يبعد حارث من تشكلية المنتخب في مواجهة زامبيا والكونغو برازافيل
  • الركراكي يعيد سايس ومزراوي إلى منتخب المغرب في مواجهة زامبيا والكونغو برازافيل
  • بلجيكا: سنرسل 30 طائرة من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا
  • الدفاع الروسية تسقط ثلاث مسيرات أوكرانية فوق بيلغورود
  • الجيش الإسرائيلي يقلص قوات الاحتياط في المستوطنات الشمالية من الأراضي المحتلة
  • الصيف الأمريكي يرفع أسعار النفط العالمية
  • شـواطئ.. إعادة النظر في النظام الدولي الجديد (2)