ليست كالسعودية أو تركيا.. تحليل يستعرض أهداف سياسة بايدن تجاه إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
رأى تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، السبت، أن الرئيس الأميركي يحاول ضمان عدم تحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة" كما حصل سابقا مع دول حليفة لواشنطن في السابق، كالسعودية وتركيا.
وقال التحليل، الذي كتبه الصحفي تسفي باريل، إن بايدن لديه التزام بالحفاظ على التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن ساسة إسرائيل في الوقت ذاته لا يعون ذلك.
وضرب باريل مثالين على الاختلاف في تعامل الولايات المتحدة مع إسرائيل مقارنة بدوليتين حليفتين لواشنطن، هما السعودية وتركيا.
يقول الكاتب إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعامل مع أنقرة بحزم عندما حاولت اجتياح مناطق كردية في شمال سوريا عام 2019 وكذلك بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي "إس-400".
في تلك الفترة فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا وكذلك عقوبات على كبار مسؤولي الدفاع الأتراك مما أرسل رسالة واضحة أنقرة مفادها أنه "حتى حلفاء أميركا ليس لديهم حصانة من العقوبات".
وفيما يتعلق بالسعودية، يبين الكاتب أن بايدن ضغط باتجاه وقف الحرب في اليمن التي تسببت بمقتل أكثر من 100 ألف شخص.
ومنذ ذلك الحين، يقول الكاتب إن علاقات واشنطن مع الرياض تحسنت حيث ألغى بايدن في ديسمبر الماضي تجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية، وانتهت أيضا مقاطعته الكاملة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي أعقبت تعهده خلال حملته الانتخابية بتحويل البلاد إلى دولة منبوذة بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ويضيف أن السعودية أصبحت مرة أخرى شريكا قويا لواشنطن وهي الآن طرف في الطموح الأميركي لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ومرشحة لعقد اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة.
ولكن كما فعلت مع تركيا، أوضحت واشنطن مع السعودية أن العلاقة الاستراتيجية تتطلب مراعاة القيم الأميركية، وليس المصالح الأميركية فقط، وفقا للكاتب.
ومع ذلك يلفت الكاتب إلى أن الوضع مع إسرائيل مختلف تماما، حيث يرى بايدن كيف يمكن للدولة، الحليفة للولايات المتحدة على أسس أخلاقية، أن تصبح دولة منبوذة، ليس فقط في حرم الجامعات الأميركية، بل وأيضا في الكونغرس وبين قطاعات رئيسية من الجمهور الأميركي.
ويتابع أن بايدن يعتقد أنه ليس بالإمكان الوقوف مكتوف الأيدي ويتركها تصبح مثل السعودية قبل إصلاح العلاقة، أو مثل تركيا.
"وهذا ليس فقط لأن إدارته لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تدعم وتمول وتسلح دولة تشن حربا وحشية في غزة، بل أيضا لإن إدارته ملتزمة بالحفاظ على فرصة أن تخدم أساسيات التحالف الأميركي الإسرائيلي التاريخي المقدس في المستقبل أيضا".
ويختتم الكاتب بالقول إن "هذه ليست مجرد استراتيجية، بل هي رؤية مهمة، يبدو أن زعماء إسرائيل قد تخلوا عنها".
وكانت الولايات المتحدة علقت هذا الأسبوع إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمن قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات تستخدمها في الحرب على مسلحي حركة حماس في قطاع غزة.
وحذر بايدن إسرائيل في تعليقات علنية للمرة الأولى أدلى بها في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" في الثامن من مايو من أن الولايات المتحدة ستوقف إمدادات الأسلحة إذا اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة رفح في قطاع غزة نظرا لأن ذلك قد يعرض حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين هناك للخطر.
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حماس، وإنها تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب القتل غير الضروري.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
العربي الناصري: السفارات ليست ساحة للصراعات.. ومصر تدفع ثمن التزامها تجاه فلسطين
أعرب الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري، عن رفضه التام لـ"الحملات المُسيسة" التي تحرّض على محاصرة السفارات المصرية في بعض العواصم الأجنبية، مؤكدًا أن هذه الدعوات تتناقض مع الأعراف الدبلوماسية، وتخالف القانون الدولي، وتعكس حالة من التخبط لدى مروّجيها.
وقال أبو العلا إن السفارات ليست أطرافًا في النزاعات، بل هي تمثيل دبلوماسي للدولة وتؤدي دورها وفقًا لما تقرره الأمم المتحدة والمواثيق الدولية، ومن غير المقبول تحويلها إلى أهداف سياسية في معارك إعلامية مشبوهة، لافتًا إلى أن مثل هذه الدعوات تمثل تهديدًا لاستقرار العلاقات بين الدول وتضع الدول المستضيفة في اختبار أمام التزاماتها القانونية بحماية البعثات الأجنبية.
وأضاف رئيس الحزب العربي الناصري أن الغريب في الأمر أن هذه الدعوات تُوجَّه ضد مصر، الدولة الوحيدة التي حافظت على موقفها الثابت والمنحاز لحقوق الشعب الفلسطيني، وسعت منذ اللحظة الأولى إلى فتح المعابر لتقديم المساعدات وإجلاء الجرحى، وتحملت وحدها كلفة إنسانية وأمنية هائلة، بينما اكتفى الآخرون بالشعارات.
وأشار إلى أن كل صوت يهاجم الدولة المصرية في هذه اللحظة الحرجة، يضع نفسه في صف من يتاجر بالقضية الفلسطينية، بدلًا من دعمها بصدق ووضوح، مضيفًا: "نحن أمام محاولات مكشوفة لتزييف الوعي وخلق حالة من التشويش تجاه الطرف الوحيد الذي يتحرك فعلًا على الأرض لإنقاذ أهل غزة".
وأكد أبو العلا أن مصر ليست بحاجة لشهادات من أحد، فمواقفها التاريخية تشهد، وشعبها لم يتخل يومًا عن فلسطين، وأن ما تقوم به الآن من تحركات سياسية، وجهود إنسانية، وتنسيق دولي، يثبت أنها ما زالت ركيزة الاستقرار في المنطقة، وقلب العروبة النابض بقضاياها.
ودعا رئيس الحزب العربي الناصري أبناء الجاليات العربية في الخارج إلى توخي الحذر من الانجرار وراء دعوات الفوضى والتحريض، والتفريق بين من يعمل لصالح الشعوب، ومن يحاول ركوب موجة الغضب لخدمة أجندات لا علاقة لها بفلسطين أو كرامة أهلها.