استقبل وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، أمس، مكرم القيسي، وزير السياحة والآثار بدولة الأردن، واتفقا على تنشيط السياحة الثقافية وسياحة المغامرات، والسياحة الشاطئية وسياحة العائلات فى كلا البلدين وهى المقومات التى تجتذب 800 مليون سائح عالميًا.

كما  تطرق اللقاء لمناقشة مقترح للتعاون وعمل منتج سياحي إقليمي لزيارة نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في كل من مصر والأردن، وكذلك الإعداد لمنتج متكامل يجمع بين السياحة الاستشفائية والسياحة الثقافية بين البلدين من خلال تنظيم برامج سياحية مشتركة بينهم، والتعاون المسترك للترويج لهم بصورة أكبر.

الدفاع عن الحضارة المصرية  إلى القواسم الحضارية

وفى إطار هذه الزيارة يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية  إلى القواسم الحضارية والمقومات السياحية المشتركة بين مصر والأردن والتى يمكن أن تسهم فى عقد بروتوكولات تعاون بينهما لعمل رحلة سياحية واحدة لمصر والأردن، وتتمثل فى آثار حضارة الأنباط والمتجسدة فى عاصمة الأنباط بالبتراء بالأردن والفرضة البحرية لميناء دهب بجنوب سيناء ومعبدين بمنطقة قصرويت بشمال سيناء ومئات النقوش الصخرية للأنباط بأودية سيناء ومنها وادى المكتّب قرب وادى فيران ووادى طويبة قرب طابا ووادى عرادة بين دهب ونويبع والذى عبرها الأنباط منذ اتصالهم بسيناء فى القرن الأول قبل الميلاد وحتى نهاية دولة النباط سياسيًا 106م، وتضم هذه المواقع نقوشًا ومقابر أثرية قديمة وعيون طبيعية و آبار مياه  ونباتات طبية نادرة وقرى بدوية.

وأضاف الدكتور ريحان بأن مصر تضم مسار نبى الله موسى الذى يتضمن شجرة العليقة المقدسة وجبل الشريعة وجبل التجلى وقد قام الدكتور ريحان بتحقيق المسار ومحطاته فى كتابه "التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" وتقيم الدولة مشروعًا قوميًا حاليًا تحت مسمى " التجلى الأعظم"، وتضم الأردن جبل نبو  حيث ذكر فى التوراة فى سفر العدد إصحاح 12 أن نبى الله موسى مات عن عمر يناهز 120 عام ودفن بسفح جبل نبو الذى يبلغ ارتفاعه 806م فوق مستوى سطح البحر، ومات نبى الله هارون فى تلك الفترة ودفن بجبل هور تجاه وادى حور شرق وادى عربة بين الأردن وفلسطين، ودخل بنى إسرائيل الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون ووقف نبى الله موسى على جبل نبو وشاهد الأرض المقدسة ومات قبل أن يدخلها، ويقع جبل نبو على بعد  10كم غرب مادابا ويشرف على البحر الميت وبمجرد الوقوف على قمتة يمكن مشاهدة المسجد الأقصى بالقدس وأبراج الكنائس وجنوب لبنان وجبال سيناء.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن رحلة  العائلة  المقدسة من القواسم الحضارية بين مصر والأردن فخط سير الرحلة فى مصر من رفح إلى الدير المحرّق ولكن تعميد السيد المسيح تم فى نهر الأردن، وموقع العمادة من المواقع المسجلة تراث عالمى باليونسكو، حيث يضم بقايا كنائس بيزنطية ودير وبرك العمادة في البرية بالقرب من أكثر البقاع انخفاضًا على سطح الأرض ويزوره 200 ألف سائح سنويًا، وأعلنت الأردن مؤخرًا عن خطة طموحة تكلفتها 100 مليون دولار تهدف إلى جذب مليون مسيحي لزيارة المغطس بحلول عام 2030، لإحياء ذكرى ما يعتقد أنه مرور ألفي سنة على تعميد المسيح، وتسعى لإنشاء "قرية إنجيلية" ومركز للحج المسيحي ومركز عابر للأديان في المنطقة لأهمية المنطقة لكل الأديان.

وينوه الدكتور ريحان إلى درب الحج المصرى القديم عبر سيناء إلى العقبة ومنها إلى الأراضى الحجازية وهو فى حاجة للإحياء وتعمير محطاته الهامة كما كانت أيام الحج مثل نخل بوسط سيناء والعقبة، وكان الطريق قديمًا يرتبط بنشاط تجارى كبير حيث يقام فى محطاته فى نخل والعقبة  ومحطاته بالأراضى الحجازية مثل حقل ومدين وينبع وبدر ورابغ وبطن مر إلى مكة المكرمة أسواقًا تباع فيها الأقمشة والمأكولات من الدول العربية المختلفة ويمكن استغلال هذه المحطات كأسواق حرة يباع فيها زى الإحرام والمنتجات المختلفة الذى يحرص الحاج على شرائها كهدايا من ملابس ومفروشات وأجود أنواع التمر والعسل وقمر الدين وغيرها من منتجات الدول العربية المختلفة ويمكن إحياء محطات الطريق بتطويرها وإقامة مصانع للنسيج ومنتجات غذائية قائمة على ما تجود به خيرات الأرض فى الدول لعربية وعمل نماذج للمحمل الشريف وعمل رياضات الهجن والرياضات العربية المختلفة وستكون هذا المحطات مواقع للزيارة لكل الجنسيات .

ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية سياحة البادية والسفارى ومجتمع الصحراء وهى قواسم مشتركة ممثلة فى منطقة نويبع وطابا والعقبة حيث تتشابه الطبيعة الجبلية بين أودية سيناء قرب طابا ووادى السيق المؤدى إلى مدينة العقبة ومنها أشكال نحتتها الطبيعة وتمتلك طابا مقومات سياحية متعددة منها سياحة الآثار والشواطئ والغوص والسفارى فى الجبال المحيطة بالمدينة ومن أهم معالمها قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون ووادى طويبة الممتد من طابا إلى النقب ويضم نقوشًا صخرية للأنباط ومنطقة غوص حول جزيرة فرعون والمنطقة مهيئة لكل الرياضات البحرية.

وتبعد مدينة نويبع 75كم شمال دهب فى طريق دهب – طابا وهى مدينة ساحرة فعلاوة على كونها  ميناء مصر البحرى على خليج العقبة فقد ارتبطت فى الأذهان برحلات الحج والعمرة ورحلات المصريين والعرب والعلاقات التجارية بين الشرق والغرب قديمًا وحديثًا فهى مدينة تحوى مقومات سياحية مختلفة متمثلة فى السياحة الثقافية من وجود النقطة العسكرية المتقدمة المشرفة على خليج العقبة والتى تعد أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة والتى بنتها السردارية المصرية (وزارة الحربية) عام 1893وذلك بعد خروج العساكر المصرية من العقبة وجعلتها مركزًا للبوليس علاوة على السياحة الشاطئية المتمثلة فى صفاء مياهها وسياحة السفارى فى العديد من الأودية حول المدينة علاوة على التعايش وسط المجتمع السينائى بعاداته وتقاليده الراسخة التى يعشقها المصريون والأجانب.

ويصف الدكتور ريحان جماليات مدينة دهب التى تبعد 100كم شمال شرق شرم الشيخ باعتبارها مدينة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ فهى بحق مدينة للثقافة والجمال والتى تستوعب السياح من كل الشرائح، ويمكن ربط موانىء سيناء على خليج العقبة بميناء العقبة بواسطة يخوت سياحية لزيارة معالم العقبة وسيناء خاصة جزيرة فرعون بطابا والتى تأتيها يخوت سياحية من العقبة بصفة مستمرة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السياحة وزير السياحة وزير السياحة والآثار الأردن تنشيط السياحة خبير الآثار الدکتور ریحان مصر والأردن نبى الله

إقرأ أيضاً:

العقبة: تكافل اجتماعي في مواجهة الشتاء وتحديات الأمطار الاستثنائية

صراحة نيوز- رغم مناخها المعتدل عادةً خلال فصل الشتاء، تشهد العقبة أحياناً ظروفاً جوية استثنائية تؤدي إلى سيول وتأثر بعض المنازل بمياه الأمطار، ما يحوّل الموسم إلى مساحة لتجسيد قيم التكافل الاجتماعي، حيث تتكاتف جهود المؤسسات الرسمية والأهلية والمبادرات التطوعية لمواجهة هذه التحديات.

وتعمل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عبر مديرياتها ووحداتها المتخصصة على تعزيز جاهزية البنية التحتية للتعامل مع الظروف الجوية، وتقديم خدمات الطوارئ، ودعم فرق الميدان في التعامل مع تجمعات المياه والانزلاقات، إلى جانب تنفيذ حملات توعية حول السلامة العامة، وتوزيع الطرود الشتوية على الأسر ذات الدخل المحدود.

ويشارك القطاع الخاص في جهود التكافل الاجتماعي، حيث تخصص شركات عاملة في المحافظة جزءاً من برامجها السنوية لدعم المبادرات الإنسانية والإغاثية، فيما تطلق غرفة تجارة العقبة حملات شتوية بالتعاون مع التجار المحليين لتوفير المساعدات الأساسية للأسر المحتاجة والتخفيف من الأعباء المعيشية.

كما برزت المبادرات الشبابية والمجتمعية، مثل مبادرة “اترك أثراً”، التي تقدم دعماً متكاملاً للأسر العفيفة، يشمل توفير وسائل التدفئة، والمواد الغذائية، وترميم المنازل المتضررة، والتأكد من جودة العطاء وحفظ كرامة المستفيدين، بالتعاون مع جمعيات محلية مثل “نقطة ابتكار” و”جمعية نساء العقبة”.

وأكد خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن هذه المبادرات تعزز تماسك المجتمع واستقراره، من خلال تلبية احتياجات الأسر العفيفة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتخفيف الأعباء المعيشية والنفسية عن الفئات الأكثر هشاشة، وترسيخ قيم التعاون والمسؤولية الاجتماعية، ما يخلق أثراً إيجابياً مستداماً على المجتمع بأكمله

مقالات مشابهة

  • العقبة: تكافل اجتماعي في مواجهة الشتاء وتحديات الأمطار الاستثنائية
  • اختتام برنامج تدريبي متخصص في فن التعامل مع الخيول والحذو في العقبة
  • صور | مساعدات سعودية لإيواء نازحي جنوب قطاع غزة من آثار المنخفض الجوي
  • العقبة الاقتصادية: انطلاقة جديدة لمسار التنمية والتحديث
  • العقبة الاقتصادية تتجه نحو مرحلة جديدة من التطوير والاستثمار
  • صان الحجر يبرز على الخريطة السياحية بالشرقية
  • أهالي محافظة السليمانية بكردستان العراق يكافحون لإزالة آثار الفيضانات
  • السياحة: غلق 126 كيانًا مخالفًا بجنوب سيناء
  • وزارة السياحة تغلق ١٢٦ كيانا غير مرخصا بجنوب سيناء يروج لبرامج عمل شركات السياحة
  • السياحة والآثار: ضبط وغلق 126 كيانا غير مرخص بجنوب سيناء