جلسة الأربعاء ستؤكد المؤكد... لا صفقة ولا رشوة ولا توطين
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في تاريخ 3 تشرين الثاني من العام 2022 عقد مجلس النواب جلسة خُّصصت لتلاوة رسالة الرئيس السابق ميشال عون المتعلقة باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وانتهت بإصدار توصية قضت بمضي الحكومة قدما بمهامها وفق الأصول الدستورية، وهي لا تزال حتى الساعة تقوم بمهامها المحدّدة لها بالدستور، ووفق ما تفرضه الظروف القاهرة، التي تمرّ بها البلاد، وبالأخص في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في ضوء الهبة الأوروبية، التي أُعطي لها أكثر من تفسير مجافٍ للحقيقة وكأن المقصود بالحملة، التي شنّها البعض ضد رئيس الحكومة بالتحديد، التصويب على مطالباته المتكررة بمعالجة هذا الملف وتداعياته بعيدًا من الشعبوية والمواقف المستفزة، التي لن ينتج عنها سوى المزيد من التشنج وضخ كمية من الحقد والكراهية.
وهذا ما لا يحتاج إليه لبنان اليوم، وهو يواجه أكبر خطرين آتيين إليه عبر حدوده الجنوبية والشرقية والشمالية، وإن كانا غير متساويين في التشبيه. وكما فعل مجلس النواب في ذاك التاريخ عندما منح حكومة تصريف الأعمال ثقته من جديد حين قرر تأكيدالمضي قدمًا بقيام رئيس الحكومة بمهامه وفق الأصول الدستورية "باعتبار أن أي موقف يطال هذا التكليف وحدوده يتطلب تعديلا دستوريا ولسنا بصدده اليوم ... وحتى لا تطغى سلطة على أخرى، ولحرص المجلس على عدم الدخول في أزمات ميثاقية ودستورية جديدة، وحرصا على الاستقرار في مرحلة معقدة وخطيرة اقتصاديا وماليا واجتماعيا تستوجب إعطاء الأولوية لعمل المؤسسات"، كذلك سيفعل في جلسة الأربعاء لجهة حسمه الجدل السياسي القائم في البلاد حول الهبة الأوروبية، التي وصفها البعض، زورًا، بأنها رشوة لإبقاء النازحين السوريين حيث هم. وهذا ما نفاه الرئيس ميقاتي أكثر من مرّة، وسيعيد نفيه في الجلسة العامة للمجلس، وسيدحض بالوقائع والوثائق مزاعم البعض، الذي يصوب اليوم سهامه إلى صدر الحكومة، وذلك لتغطية عجزه عن القيام بما كان مطلوبًا منه القيام به يوم كانت السلطة في يده إلى حدّ التواطؤ حين رفض الحلول القائمة على تنظيم هذا الوجود كما هو حاصل في الأردن وتركيا، متقصّدًا ترك الأمور كما هي من دون تقديمه أي حل عملي للحدّ من مفاعيل سلبيات هذا النزوح. ما سيقوله الرئيس ميقاتي في جلسة الأربعاء سبق أن أعلنه في أكثر من مناسبة. فموقفه واضح ولا لبس فيه، وهو أن الحكومة ترفض رفضًا جازمًا، وباسم الشعب اللبناني، أن يكون لبنان وطنًا بديلًا لا للنازحين السوريين ولا لغيرهم، وهي تتمسك بسيادته كاملة على كل شبر من أراضيه، مع رفضها المطلق كل الاغراءات لإبقاء الوضع على حالته الفوضوية، مع إصرارها على أن تأتي المعالجات في شكل علمي وموضوعي وواقعي عبر التفاهم العقلاني بين الحكومة ومجلس النواب من جهة وبين السلطات السورية ومفوضية الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، مع التشديد على أن أي معالجة خارج هذا الاطار المثلث الأضلع هو مضيعة للوقت وذر الرماد في العيون. وبغض النظر عن "عنزة البعض ولو طارت" فإن ثمة معطيات تؤكد أن جلسة الأربعاء ستكون إيجابية نسبيًا، مع محاولة هذا البعض استثمار هذه القضية لتغطية تقصيره أولًا، ولكي يظهر ثانيًا بأنه هو الوحيد "حامي الحمى". ومن بين الإيجابيات أن ثمة من يتحرّك في الكواليس حتى تأتي التوافقات النيابية منسجمة مع التوجهات الحكومية تُترجم بالخروج بموقف توافقي هو أقرب ما يكون الى اجماع أو شبه اجماع على ملف بهذه الخطورة.
ما قاله الرئيس ميقاتي لدى استقباله وفد "تكتل لبنان القوي" أزال الكثير من الأفكار الملتبسة، إذ أبلغه بأن ما يحكى عن اتفاق هو أمر غير صحيح وليس هناك أي ورقة تم توقيعها مع الأوروبيين، وكل ما في الامر أنه تم اعلان اوروبي عن هذه الهبة". وهذا ما يؤكد أن الانسان بطبعه عدو ما يجهل.
فلا صفقة تقف خلف الهبة الأوروبية ولا رشوة ولا توطين.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جلسة الأربعاء
إقرأ أيضاً:
الحكومة تبطل مذكرات الاتصال والإخضاع: لا ملاحقات أمنية دون إذن قضائي
أصدر رئيس الحكومة نواف سلام ، مذكّرةً حكوميّةً إلى الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة، طلب فيها "العمل الفوري على إلغاء جميع وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع وتجريدها من أي مفاعيل، والاستعاضة عنها بمراجعة القضاء المختص، احترامًا للحرّيّة الشّخصيّة، وحفاظًا على الكرامات، وضمانًا لعدم المسّ بحقوق المواطنين من أي توقيفات اعتباطيّة أو تعسفيّة".وكتبت" الشرق الاوسط":سبق للحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي أن طلبت إعداد دراسة قانونية تمهيداً لإلغاء هذه الوثائق، إلّا أن الدراسة لم تُنجز بفعل الحرب الإسرائيلية على لبنان. وأكد مصدر حكومي أن «هذه الوثائق تخالف القانون بشكل فاضح، وتقيّد حرية الأشخاص الذين تتناولهم هذه الوثائق»، مشيراً إلى أن «مذكرة رئيس الحكومة صدرت لتنفّذ، وسيكون الأمر تحت المراقبة». ولفت إلى أن «جهاز الأمن العام المعني الأول بتنفيذ هذه الوثائق التي تعترض أصحابها عند السفر، هو من أطلع رئيس الحكومة على فحواها، وطلب معالجتها».
أضافت: تصدر «وثائق الاتصال»، عن الأجهزة الأمنية، وليس عن القضاء اللبناني، وتتضمن أسماء أشخاص مطلوبين أو موضع مراقبة، لأسباب أمنية أو سياسية أو جنائية، وتتيح للأجهزة الأمنية توقيف المدرجة أسماؤهم بشكل مؤقت عند المعابر أو الحواجز الأمنية، والتحقيق معهم. وتُطبق آلية «وثائق الاتصال» في لبنان منذ حقبة الوجود السوري، واستخدمت بشكل واسع بعد أحداث نهر البارد، في شمال لبنان، عام 2007، في ضوء رصد نفوذ لجماعات متطرفة تنتقل بين لبنان وسوريا.
أما «لوائح الإخضاع»، فهي إجراءات تُتخذ ضد بعض الأفراد الذين يُعدون خطرين أو يشتبه فيهم، وتتضمن إخضاعهم للمراقبة أو للاستدعاءات المتكررة أو فرض قيود على حركتهم. وتشمل الإجراءات، في هذا الإطار، المراجعة الدورية من قبل أحد الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن تحركات معينة، ومنع السفر أو دخول مناطق معينة، كما يتم إخضاع الأفراد لهذه اللوائح من دون حكم قضائي، بل بقرار أمني.
وقال الخبير الأمني والعسكري العميد المتقاعد يعرب صخر ل" الشرق الوسط": غالباً ما تتميز وثائق الاتصال بالكيدية والتشفّي، وتستند إلى معايير غير موثوقة اعتمدها النظام الأمني اللبناني - السوري في ذروة سيطرة النظام السوري السابق على لبنان، وغالبية هذه الوثائق تستند إلى غايات شخصيّة». ورأى أن «كثيراً من هذه الوثائق استند إلى وشاية أو إخبار من مرجع غير موثوق، وللأسف يسارع بعض (مسؤولي) الضابطة العدلية إلى اعتمادها».
مواضيع ذات صلة ملف نهرا على طاولة التحقيق... وقرار "اذن الملاحقة" وشيك Lebanon 24 ملف نهرا على طاولة التحقيق... وقرار "اذن الملاحقة" وشيك